على مدار ساعات الجمعة الماضية؛ شهد العالم الإفتراضي "كما يسمونه الناكرون لحقيقة تأثيره على أرض الواقع" حدثا جلل.. يحدث لأول مرة! البرادعي يعيد نشر تغريدات الشباب بدأ البرادعي الساعات الأولى من يوم الجمعة بكتابة تغريدة عبر "هاش تاج" على تويتر بمسمى "حريتهم هي حريتنا" قائلاً: حتى من منطلق عقلاني: عندما نجهض حلم الشباب ونقمعهم ونرمي بهم في السجون؛ فنحن نقضي على مستقبل وطن. ثم تبعها بتغريدة أخرى عبر نفس ال "هاش تاج" قائلاً عبارة "نيلسون مانديلا" الشهيرة: الحرية لا تقبل التجزئة؛ القيود التي تُكبل شخصاً واحداً هي قيود تُكبل الجميع. وهنا شارك معظم الشباب عبر تويتر في هذا "الهاش تاج" حتى جاءت المفاجأة المدوية للجميع.. البوب يعيد نشر كثيراً من التغريدات لأول مرة؛ لإيصال صوت الشباب لمن تُصَم أذانهم عن السمع.. حتى ينقلب تويتر إلى أوركيسترا كبير يعزف عليه الشباب عزفاً جماعياً منتظماً عن الحرية لمصر وشبابها المسجونين من خلال نوتة البرادعي الفريدة. إلقاء الحجر في المياة الراكدة إنها موهبة منحه الله إياها وأصبحت بالنسبة إليه هواية يجيد ممارستها.. فمن حيث لا يدري أحد وحين يستغرق الجميع في لحظة سكون؛ يأتي "البوب" دائماً بحجر يقذفه في المياه الراكدة فيصيب منتصفها, فَتَنشأ حلقات مستديرة تلاحق بعضها لتشكل موجات تغيير عاتيِّة تطيح بحراس البركة أرضاً, بعد أن تلتف حوله الجموع من الشباب الذي دائماً ما يكسب رهانه عليهم, فهو الوحيد من بين الحكماء والنخب الذي يعرف قيمتهم وقوتهم وقدرتهم.. وهذا ما يوضح الفارق؛ بل الفوارق الكبيرة بينه وبين سواه. لكن.. هذه المرة ليست كمن سبقتها.. فهو يدرك جيداً أكثر من غيره أن البَلدة لم تعد تتحمل هَزة.. لأن الهزة القادمة تعني لحظة سقوط حر إلى الهاوية.. وهو يخشى على البلدة أكثر من المسؤولين في الدولة.. فالحجر الذي في يده الأن هو حجر لم الشمل لا بعثرته أكثر مما هو عليه الأن.. حجر جمع الجموع للإتفاق على عيش كريم للجمع في هذا الوطن المتصارع جموعه.. إنه حجر مانديلا. ما على الدولة وما على التيارات السياسية وما علينا وما على البرادعي على الدولة أن تتخلى عن عجرفتها وتعترف بأن هذا الشطط لن يبني وطنا بل يهدم أعمدته وخلال الخمسة أعوام الماضية بات واضحاً جلياً أن هذا الطريق يقودنا إلى اللا شيء بل إلى أسوأ الأشياء. على التيارات السياسية بمختلف أيديولوجيتها أن تنزل إلى أرض الواقع كي يدرك كلٌ قدره وقدرته ويعرف كل تيار منهم أنه أقلية مهما كثُر.. ويدفع كل تيار نفسه تجاه الإقتناع إلى أن من حق التيارات الأخرى أن تعيش معه تحت سقف هذا الوطن عيشا كريما وتضمن ممارسة عادلة لجميع الحقوق والواجبات. على الشباب أن يستمر قدماً تجاه الدفع نحو المصالحة وأن يحترم كلٌ منهم إختلاف الأخر ويعلي قيم العدالة الإجتماعية بجميع مبادئها.. ويستمر في الإشارة إلى الظلم الواقع على المختلفين معهم لرفع المظلومية عنهم, والسعي نحو تهيئة المناخ المناسب للناس كي يتقبلوا فكرة المصالحة الوطنية والعدالة الإنتقالية مع الجميع. وعلى محمد البرادعي ما كان على نيلسون مانديلا. المشهد لاسقف للحرية المشهد لاسقف للحرية