لوبي المهجر (1) عدلى أبادير "الأب الروحي" انتقل إلى سويسرا.. وحمل على عاتقه تدويل قضايا الأقباط "زعيم أقباط المهجر" و"البابا العلماني" و"عدو الاضطهاد"، كلها ألقاب أطلقت على رجل الأعمال القبطي، مُؤسس موقع "أقباط متحدون"، ومؤسس جريدة "وطني القبطية"، عدلي أبادير، هو من موليد القاهرة عام 1920، انتقل الى سويسرا بعد تأميم شركته التى تعمل فى مجال الحديد، وكون ثروة طائلة يسعى من خلالها إلى نشر قضايا الأقباط ومعاناتهم في مصر والشرق الأوسط. أبادير ومن منطلق غريب، حمل على عاتقه تدويل قضايا الأقباط، منذ 50 عام، فى كافة المحافل الدولية، من منطلق أن مصر تضطهد الأقلية الدينية، وتسعى إلى فرض "الجزية"، حيث تم رصد العديد من اللقاءات التي نظمها مع عدد من المنظمات الدولية، وندد خلال لقاءات دوره مع أعضاء الكونجرس الأمريكي، بالأحداث الطائفية التي تقع من حين إلى أخر، بينها أحداث "الزاوية الحمراء" سبعينات القرن الماضي. وعقد أبادير مؤتمر زيورخ، سبتمبر 2004 بعنوان "مسيحيون تحت الحصار" برعاية منظمة التضامن المسيحى العالمى، وطالب خلاله بفرض الحماية الدولية على الأقباط، وقال عنه مدحت قلادة إنه كان ينفق على كافة الوقفات الاحتجاجية من أمواله الشخصية، فيما تشير تقارير إعلامية إن أبادير نجح في ضم عدد من أقباط الخارج سعياً منه لمساندته فى القضية. ساهم فى إنشاء عدد كبير من الكنائس المصرية، فضلاً عن التبرعات التى تأتى سنوياً للكاتدرئية المرقسية بالعباسية للأنفاق على فقراء الأقباط وصرف مرتبات للكهنة، والذى وصفه البابا شنودة الراحل "الرجل المخلص والحمل الوديع"! ورحل أبادير فى عام 2009 بعد أن أسس جيش، واتباع له فى شتى دول الغرب، يؤمنون بأفكاره تحت مسمى ب"حماة الأقباط"، ويصفه أتباعه من روؤساء المنظمات القبطية فى أوروبا وأمريكا وأستراليا ب"الأب الروحى"، ومن بين أقواله التي يتناقلها أتباعه، "يجب علينا دائما تصدير الثورة للأقباط الخانعين ليطالبوا بحقوقهم، ويرفع الاضطهاد عنهم، حرام ألا أعطي عصارة فكري وعقلي في عمل بناء يساعد أهلنا المضطهدين". _________________ (2) مجدى خليل: "المُهاجم" هاجم الإسلام.. وقال إن شهر العسل بين "الأقباط والسيسي" انتهى يعتبر أحد أبرز تلاميذ عدلي أبادير، إلا أنه زاد على موقفه، بأن هاجم الإسلام في إحدى لقاءاته على قناة "الحياة الأمريكية"، وقال إن الإسلام يدعو إلى التطرف والعنف وازدراء الأخر، لذلك يعتبر من أبرز نشطاء أقباط المهجر، خطراً كون حديثه دائماً ما يتسبب في إحداث فتنة طائفية. بدأ خليل عملة صحفياً، فى جريدة "وطني المصرية" فى الثمانينيات، ثم انتقل الى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وعمل كاتب وباحث سياسي ورئيس منظمة “كوبتك سوليداريتى للتضامن القبطي”، وأسس منتدى "الشرق الأوسط للحريات"، ويظهر بكثرة على وسائل الاعلام المتطرفة والمعادية لمصر. اعتاد خليل على فتح جبهات كثيرة، حيث هاجم العديد من النشطاء الأقباط، بينهم مدحت قلادة وميكل منير، وقال إنهم يتربحون من وراء القضية القبطية، كما هاجم على قناة "الحياة الأمريكية" فى برنامج "سؤال جرئ" مع المدعو الأخ رشيد، بعنف الخلافة الإسلامية، والخلفاء الراشدين. وارتبط إسم خليل بالعديد من المنظمات، حيث عمل على جمع التبرعات داخل مصر وخارجها، وعلى رأسها منظمة "التضامن القبطي"، و"منتدى الحرية في الشرق الأوسط" ومنظمة "أربتك الصهوينية"، ويقول خليل إنه يقوم بتجميع تلك التبرعات بحجة الدفاع عن الأقباط المضطهدين، فيما كشفت وكالة الشرق الأدني، أن السلطات الأمريكية أجرت مع خليل تحقيقاً حول الفيلم المُسيئ للإسلام، بعدما اتهمته في الاشتراك في تمويل الفيلم المسيء للنبي، إلا أنه تم تبرأته فيما بعد، أيد خليل الرئيس السيسي وطالبه بحقوق الأقباط، إلا أنه بعد وقوع عدد من الأحداث الطائفية المحدودة في مصر خلال الأيام الماضية، انقلب وقال إن "شهر العسلبين السيسي والأقباط، انتهى لأنه فشل فى سعيه لرفع المعاناة عنهم، خاصة في الصعيد". وهدد خليل الرئيس السيسي عبر صفحته على موقع "الفيسبوك"، وقال "إن لم تستجيب الى مطالب الاقباط سنصعد القضية دولياً كما حدث فىالسابق ولا تنسى ان من دعمك الاقباط". رابط لأحد الحوارت التلفزيونية لمجدي خليل وهو يهاجم الإسلام https://www.youtube.com/watch?v=3Wb4_JK3GB4 _________________ (3) مدحت قلادة: "المُكافح" - سطع نجمه بعد رحيل معلمه أبادير.. وندد بقضايا الأقباط أمام البرلمان الأوربى هو رئيس "اتحاد المنظمات القبطية فى أوروبا"، الذى يضم أكثر من 24 منظمة قبطية، ويعتبر أبرز نشطاء أقباط المهجر في أوروبا، وصنفته العديد من التقارير على أنه الابن المُخلص للمهندس عدلي أبادير. وتخرج قلادة من كلية التجارة عام 1986، والتحق بإحدى الشركات المصرية محاسباً ثم هاجر الى سويسرا، بحثاً عن حياة أفضل، ولكن شاء القدر أن يتعرف على كبير أقباط المهجر عدلى أبادير في أحد المطاعم التى كان يعمل بها قلادة، فى فترة حياتة الأولى بسويسرا، فاصطحبه أبادير كى يعمل معه فى مجال حقوق الأقليات الدينية وتنظيم المؤتمرات التى تدافع عن الأقباط. ارتبط اسم الشاب مدحت قلادة بزعيم الأقباط أبادير، وبدأ العمل في مجال مناهضة الاعتداء ضد الأقباط فى كافة المحافل الدولية ونشر القضية القبطية فى شتى الدول الغربية، واشتهر قلادة من خلال القنوات المسيحية والغربية فضلاً عن مقالاته الأسبوعية فى الصحف المصرية التى يناقش بها قضايا الاقباط والاعتداءات التى وقعت عليهم فى عهد مبارك. ظهر نجم قلادة فى السماء بعد رحيل معلمه أبادير عام 2009 وبعدها جاءت أحداث نجح حمادى عام 2010 الطائفية التى لمع بها قلادة ليرفع من شأنه أمام نشطاء أقباط المهجر، مندداً بالحادثة أمام البرلمان الأوربى واتهم النظام بالتواطؤ وطالب بحماية الاقباط من بطش النظام الارهابى. وفي أعقاب كل حادث طائفي كان يلتقى قلادة مع منظمات مانحة، ليعرض عليها ملف اضطهاد الأقباط فى مصر، وهاجم قلادة المجلس العسكرى خلال تولية السلطة وقال "ان العسكر سلم البلد للأرهاب ولا عزاء للأقباط"، وقع قلادة على استمارة "تمرد" وطالب معاقبة "الإخوان" والسلفيين على الجرم الذى لحق بالأقباط وندد بأحداث الكاتدرئية خلال مؤتمر عقدة مع قادة البرلمان الأوربي. أيد قلادة الرئيس السيسى ووصفة ب"الرجل المنقذ" الذى انقذ البلاد من حافة الهاوية، ولكن تأيده لم يستمر طويلاً خاصة بعد وقوع عدد من الأحداث الطائفية. ___________________ (4) مايكل منير: "المُندد" شكل مع مجدي خليل لوبي داخل الكونجرس.. وانقطعت صلته بالكنيسة مع وصول البابا تواضروس أصغر نشطاء أقباط المهجر، كما يُطلقون عليه، تخرج من إحدى المعاهد العليا في محافظة المنيا، ثم هاجر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ليكمل دراسته العليا، ولكنه فضل الإقامة هناك كى يُحقق رغبته سعياً وراء مستقبل أفضل. بدأ حياته فى إحدى شركات الكمبيوتر فى ولاية "نيو جرسي"، وتدرج فى الأعمال وازدات علاقاته بعدد من المسئوليين فى الكونجرس الأميركى، حينما تعرف على مجدي خليل فى إحدى المؤتمرات، فشكل الاثنين لوبي قبطي داخل الكونجرس الأمريكى، يعرضون قضايا الأقباط، ومعانتهم فى مصر، ثم انفصل الاثنين عن بعضهما، وسعى إلى أن يُحقق أكبر انتشار له فى الولايات من خلال طرح قضايا قبطية، والتوغل فى أوكار مجلس الشيوخ الأمريكي. أسس منير منظمة أقباط الولاياتالمتحدةالأمريكية والتى تعتبر أولى أنشطته القبطية، وعمل خلالها على نشر القضية، أمام مجلس الشيوخ الأمريكى بجانب علاقته القوية برئيس برلمان فرجينيا، ومن خلال المنظمة جمع منير تبرعات كثيرة تحت مسمى مساعدة اقباط مصر من الاضطهاد، تزامناً مع أحداث نجح حمادى التى ندد بها فى كافة المحافل الدولية، وأخذ يُطالب بقصاص دولى من الحكومه المصرية. انضم منير الى الحزب الجمهوري عام 1998 ليشكل تحالفاً قوياً داخل الحزب، بسبب كثرة علاقاته مع أعضاء الكونجرس الأمريكي، ثم ترشح لعضوية برلمان فرجينيا عام 2005 لكنه فشل للوصول الى البرلمان . وفي حين، أعلن منير تأيديه للسيسى وطالب البرلمان الأوربى خلال كلمة له بفك تجميد 5 مليارات دولار، وطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بثورة 30 يوينو والأعتراف ان جماعة الاخوان والسلفيين وأعوانهم جماعات إرهابية مسلحة، كما ساهم منير فى حشد الاقباط والأنفاق بسخاء عليهم فى ظل زيارة السيسى للأمم المتحدة. انقطعت علاقته بالكنيسة مع وصول البابا تواضروس الثاني، إلى المنصب البابوي، وهو ما اعتبره البعض توتر في العلاقة بين سياسة البابا تواضروس وأقباط المهجر. _______________ (5) منير داود: "المُمول" وضع على قوائم الترقب.. ومول التظاهرات ضد الرئيس السادات نشأ فى محافظة الفيوم، حاصل على بكالوريوس طب من جامعة عين شمس، لم يعمل سوى نحو 5 سنوات بعد تخرجه فى مصر، ثم غادر مُتجهاً الى الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1972 ليكمل دراستة، ويعمل طبيباً فى أكبر المستشفيات فى ولاية نيويورك ثم كاليفورنيا. يعتبر داود من أغنى أقباط المهجر ولديه قصر خاص له فى نيويورك، ومن أهم اصدقائه القس جون تيرى، الذى ساهم فى فيلم المسيئ للرسول، وحرق القران فى احدى الشوارع الأمريكية، كما يعتبر المستشار موريس صادق المحكوم عليه بالاعدام فى قضية الأساءه الى الدين الاسلام، صديقه المقرب. بدأ داود حياته فى أمريكا طبيباً دون التطرق الى عالم السياسية، ولكن شاء القدر أن يخترق جدار عالم "البزنس" والتربح من القضية القبطية مستغلاً علاقته بالأسرة الحاكمه فى أمريكا فضلاً عن علاقته القوية بالحزب الجمهوري، مؤكداً في إحدى التصريحات الصحفية له أنه كان لا يعلم فى فتره نهاية السبعينيات ما يحدث فى مصر ولا يريد ان يعرف ماذا يحدث للاقليات الدينية هناك، ولكن أولى الاحداث التى جعلته يدخل الى عالم نشطاء أقباط المهجر، بعد أحداث "الزاوية الحمراء" في عهد الرئيس السادات. كان داود الطبيب الخاص ل"بوش الأب" الذى كان يقدم له تقريراً عن أوضاع الاقباط ومدى المعاناه التى يعيشها الاقباط في مصر، وساهم فى غضب الأمريكان تجاه السادات من خلال المظاهرات التى كان يمولها. خلال زيارة السادات الى امريكا حشد داود الاقباط امام مقره يندد بالاعتداء على الاقباط فى مصر وطالب السادات بحقوق الاقباط أو تقديمه للمحاكمة، واصفاً السادات ب"الأرهابى وعدو الأقباط". وفى عهد الرئيس الأسبق مبارك وخلال تولى بيل كلينتون رئاسة أمريكا حدثت أحداث الكشح في محافظة سوهاج، تزامناً مع زيارة مبارك إلى أمريكا،وظل داود على قوائم ترقب الوصول الى مصر فى عهدى السادات ومبارك ومطلوب لدى الأجهزة الامنية، وفى عهد جماعة الاخوان المسلمين ذهب داود الى الكونجرس الامريكى وتقابل مع كبار اعضاء المجلس ليعلن لهم أن الاقباط فى مصر يخضعون الى حكم دينى إسلامى ويطالب الأممالمتحدة بالتدخل لاحتواء الاقباط. بعد ثورة 30 يونيو أعلن داود تأيده للسيسى وحشد الاقباط من شتى الولايات وأنفق على نقل المصريين الى مقر إقامة السيسى، وأمام مقر الأممالمتحدة، وبلغ حجم الإنفاق إلى 5 مليون دولار، وكانت على نفاقته الشخصية.