لا تفهم ما طبيعة تلك العقول التي ترتكب هذه الحماقات و"السخافات " التي لا يجنون من ورائها إلا زيادة رصيد الكراهية لهم عند الشعب ، فلطالما عهدنا منذ نظام الرئيس المخلوع مبارك مثل هذه التهم الملفقة من أجل تصفية الحسابات أو مصادرة الأموال أو الضغط للرضوخ لأوامر خفية !! حماقات أقل ما يقال عنها أنها تُمارَس من عقول أكاد أجزم أنها لا تعرف ألف باء في السياسة ، فلكل قرار وتصريح ردود فعل لابد أن تُدرس جيداً وعلى الأرجح أن أصحاب تلك القرارات الحمقاء لا يدرسون ردود الفعل المحتملة على قراراتهم أو حتى منطقيتها!! ثروة أبو تريكة الحقيقية هي حب الناس الذي استطاع الرجل أن يصنعه على مدار عدة سنوات في قلوب الجميع أطفالاً وشباباً وشيوخ ، فلا أظنه يهتم بمصادرة أمواله ولو كانت بالملايين ، فمن يحرص على حب واحترام الناس ليس فقط بأخلاقه الرياضية وإنما أيضاً بمواقفه السياسية المحترمة والرجولية ، لن يلتفت لأموال لو أنفق غيره أضعافها أو ملئ الأرض منها لما استطاع ان يكسب جزء ولو يسير من هذا الحب والاحترام الذي يتمتع به " أمير القلوب " محمد أبو تريكة . ولعل حملة الغضب الشديدة التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي من الكثير خاصة فئة الشباب استنكاراً لخبر مصادرة أموال أبو تريكة ، خير دليل على أن هذا الرجل له من المحبين ما قد لا يتمتع به رئيس الدولة ذاته ، ليس فقط في مصر وإنما في العالم العربي بأكمله .. اللاعب الذي كان ولايزال قدوة لكثير من اللاعبين والنشئ الصغير من هواة كرة القدم في الشوارع والساحات الشعبية ، بطبيعته البسيطة وتواضعه الشديد ، وأسرته التي لطالما يعرف بها في وسائل الإعلام بكل افتخار فهي نموذج للأسرة المصرية الأصيلة التي تمثل أغلب المجمتع المصري ، فمن منا لم يجد في والدة محمد أبو تريكة الأم الفلاحة البسيطة التي تمثل الغالبية العظمى من أمهات المصريين ، ووالده الرجل الطيب الذي ترى فيه أصالة المصري الريفي البسيط .. لست من المهووسيين بلاعبي كرة القدم ولا بنادٍ من الأندية المصرية أو الأوروبية ، حتى أن النادي الأهلي الذي أشجعه بالفطرة منذ كنت طفلاً صغيراً لا أعرف أسماء لاعبية الآن، ولا حتى لاعبي المنتخب المصري !! .. لكني أحتقر وبشدة تلك الممارسات التي تقوم به الدولة بشكل مباشر أو ضمني للنيل من كل من لا " يطبل " لها أو ينافقها ، فعلى أنظمة الحكم في كل مكان أن تعلم أن هناك نفوس لا تُباع ولا تُشترى ، ومتعها الله بأخلاق وقيم ومبادئ لا يعرفها هؤلاء الذين باعوا أخلاقهم وضمائرهم ومبادئهم مقابل منصب أو مال !! على كل اعتدنا على هذه الأنظمة الغبية أن تستخدم أجهزتها وقوانينها المطاطة ضد الرموز الشريفة ذات السمعة الحسنة ، وتخنع أجهزتها وقوانينها أمام كل ذي سلطة أو جاه أو تاريخ غير مشرف ، ففي الوقت الذي يُطلق فيه سراح نظام مبارك بأكمله ليتمتع أيضاً بأموال الشعب المصري المنهوبة على مدار ثلاثة عقود ، تسعى نفس الأجهزة لمصادرة أموال الشرفاء التي بالقطع للفقراء والمساكين نصيب منها ، وأبارك لك يا أبو تريكة على ما أنت فيه الآن ،فمما لا شك فيه أن حماقاتهم تلك زادت من رصيد شعبيتك وحب الناس إليك. من العدد المطبوع من العدد المطبوع