مجموعة المنتفعين والانتهازيين من خلف ستار الوطنية ليسوا سوى مجرد "شوية زبالات يا على" رشحت المخابرات المصرية أسماء الراقصين والمغنيين والمهللين للحكومة والجيش كى يتم تجنيدهم الكاتب الكبير "صالح مرسى" فى رائعته "رأفت الهجان" التى كانت مصدر إلهام لمعظم الشباب المصريين فى أواخر الثمانينات، ألقى خلالها الضوء على أمرا فى غاية الأهمية. كانت المجموعة التى تلتف حول "ديفد شارل سمحون"تتألف من ضباط من الجيش الإسرائيلى ورجال أعمال وسياسيين وشخصيات عامة كانت مرموقة فى المجتمع الصهيون.. وكانوا لا يتوارون عن الدفاع عن تصرفات الحكومة، ويرقصون ويتغنون ويهللون لأى عمل يقوم به الجيش الإسرائيلى. إلا واحدة.. سيرينا أهارونى.. اللى قامت بدورها الفنانة "تهانى راشد" كان دورها انتقاد تصرفات الحكومة، بل أحيانا كانت تدافع عن بعض مواقف العرب وتهاجم أفعال الجيش لدرجة جعلت ديفيد/رأفت نفسه مضطرا إلى أن يبدى استيائه منها فى بعض الأحيان كى يتقن حبكة دوره كمناضل إسرائيلى ضحى كثيرا لفرعة بلده. 1 وعندما عرض رأفت الهجان تفاصيل الشخصيات التى تحيط بمجتمعه كديفد شارل سامحون على ضباط المخابرات المصرية كى يرجحوا له الشخصيات الممكن تجنيدها من هؤلاء.. كان يظن أن أول شخصية سيقع عليها الاختيار من سيقع الاختيار هى تلك المرأة المعترضة دائما على قراراتالحكومة وتصرفات الجيش والمدافعة عن بعض مواقف العرب. لكن العكس تماما هو ما حدث!! فقد رشحت المخابرات المصرية أسماء الراقصين والمغنيين والمهللين للحكومة والجيش كى يتم تجنيدهم.. وقالالضابط "نديم هاشم" الذى قام بدوره الفنان "نبيل الحلفاوى" لرأفت الهجان: "هذه هى آخر إنسانة تفكر تجندها.. لأنها أكثرهم وطنية وإخلاصا لوطنها" وهو ماحدث بالفعل.. فقد استطاع رأفت الهجان تجنيد عدد من هؤلاء الذين كانوا يهللون لبطش الجيش وأطماعه الوحشية فى اغتصاب أراضى لم تكن يوما ملكهم، ويغنون يبررون خطايا الحكومة ويتملقون الفاسدين والمفسدين.. والعجيب أنه لم يعترض منهم أحد على الكيف.. كل ما كان يعنيه هو الكم.. كم سيتقاضى من أموال نظير خيانة وطنه.. فرغم أن معظم هؤلاء كانت تفترض فيهم حكومتهم الإخلاص للوطن وختم على قلوبهم الجيش بخاتم الوطنية الجياشة التى تنم عن إيمان بقضيتهم.. وكانت الحكومة والجيش فى المقابل قلالاً ما يتهمون فى سياق حسن النوايا كل من هى "سيرينا أهارونى" بفتور المشاعر الوطنية أو عدم الاصطفاف خلف طموحات الوطن.. أما الاتهامات الأغلب التى كانت ملقاة على عاتق هؤلاء أنهم مجموعة من الخونة والعملاء لأصلهم العربى. 2 وعجب العجاب فى الأمر أن عدو الإسرائيليين وهو فى تلك الحالة الجيش المصرى ومخابراته كانوا يعلمون ويدركون ويؤمنون بأن أخلص اليهود للكيان الصهيونى هم المعارضون أنفسهم والقابضون على إنسانيتهم فى وسط كل هذا الجو الدموى الممتلئ برائحة البارود وأصوات دانات المدافع والدبابات.. لأن هؤلاء اختاروا الخيار الأصعب ولم ينجرفوا مع هؤلاء الانتهازيين والمنتفعين خلف ستار إدعاء الوطنية. وهذا ما يحدث فى مصر الآن... يتهم كل من يحترم إنسانيته فى هذا الجو الدموى، ويتعامل بالحكمة فى هذه الحالة العبثية، ويحتكم للعقل للمنطق فى التعامل مع المناخ المشحون بالخرافات، ويبرز الأخطاء فى هذا الزمن الملىء بالخطايا.. بأن بعضهم عملاء للأمريكان والصهاينة والبعض الأخر منتمى إلى الإخوان وتركيا.. فضلاً عن أن جميعهم من الطابور الخامس. السؤال هنا: هل مازالت تؤمن المخابرات بأن هؤلاء المعارضين الذين أغلبهم من جيل الشباب هم الأكثر وطنية والأخلص للوطن.. وأن مجموعة المنتفعين والانتهازيين من خلف ستار الوطنية ليسوا سوى مجرد "شوية زبالات يا على" ؟!. 3