يحتفل العالم غدًا الأحد باليوم العالمي لحرية الصحافة، والذي يواكب 3 مايو من كل عام. وأُختير هذا اليوم الثالث من مايو كيوم عالمي لحرية الصحافة لإحياء ذكرى إعلان ويندهوك التاريخي خلال اجتماع للصحفيين الإفريقيين، والذي نظّمته اليونسكو، وعُقِد في ناميبيا في 3 مايو 1991، حيث أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب قرارها 48/432 المؤرخ 20 ديسمبر 1993 باعتبار يوم 3 مايو يومًا عالميًا لحرية الصحافة. وينص الإعلان على أنّه لا يمكن تحقيق حرية الصحافة إلا من خلال ضمان بيئة إعلامية حرّة ومستقلّة وقائمة على التعدّدية، وهذا شرط مسبق لضمان أمن الصحفيين أثناء تأدية مهامهم، ولكفالة التحقيق في الجرائم ضد حرية الصحافة تحقيقًا سريعًا ودقيقًا. ويمثل هذا اليوم فرصة للاحتفاء بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وتقييم حال حرية الصحافة في كل أنحاء العالم، والدفاع عن وسائل الإعلام أمام الهجمات التي تشن على حريتها ويهدد استقلالها، والإشادة بالصحفيين الذين فقدوا أرواحهم أثناء أداء واجبهم وممارسة عملهم.. كما يتخذ اليوم كمناسبة لتعريف الجماهير بانتهاكات حق الحرية في التعبير وكذلك كمناسبة لتذكيرهم بالعديد من الصحفيين الشجعان الذين أثروا الموت أو السجن في سبيل تزويدهم بالأخبار اليومية. وتحيي منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" والعالم اليوم العالمي لحرية الصحافة 2015، تحت شعار "دعوا الصحافة تزدهر". وسيُقام الاحتفال هذا العام في العاصمة اللاتفيا بريغا، كما سيتم منح جائزة اليونسكو "غيرمو كانو" العالمية لحرية الصحافة لعام 2015 للناشط الحقوقي والصحفي السوري السجين مازن درويش. ويتزامن اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام مع الذكري 70 لتأسيس اليونسكو، وهو يمثل فرصة لليونسكو وشركائها كل في إعادة تأكيد رؤيتها الفريدة بشأن حرية التعبير بوصفها أداة أساسية لإرساء السلام، وبشأن الأهمية التي تتسم بها حرية التعبير في مجال الصحافة في أيامنا هذه. وقامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإعلان عن هذا اليوم الدولي في عام 1993، وذلك بعد التوصية التي اعتمدتها الدورة السادسة والعشرين للمؤتمر العام لليونسكو في عام 1991، وجاءت هذه التوصية استجابة لنداء الصحفيين الأفارقة الذين قاموا، في عام 1991، بإنتاج إعلان ويندهوك البارز والمتعلق بتعدّدية وسائل الإعلام واستقلالها. وفي رسالة مشتركة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون؛ والمديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا، ومفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد بن الحسين، تم حث الدول في عام 2015، من أجل تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، ووضع برنامج عمل عالمي جديد للتنمية المستدامة، ولا بد من حرية التعبير وحرية الصحافة لتحقيق النجاح على كل المستويات، ويجب احترام حقوق الإنسان لكي يدوم السلام وتتحقق التنمية المستدامة. وأضافوا أنه يجب أن يتمتع كل شخص بالحق في استقاء المعارف والمعلومات وتلقيها ونشرها بجميع وسائل الإعلام الشبكية وغير الشبكية، وتتيح الصحافة الجيدة للمواطنين اتخاذ قرارات مستنيرة من أجل تنمية مجتمعاتهم، وتعمل على كشف الظلم والفساد واستغلال السلطة. وأشاروا إلى أنه من أجل ذلك يجب تمكين الصحافة من الازدهار في ظروف مواتية، وأجواء آمنة تتيح للصحفيين العمل باستقلالية وبدون تدخل لا مسوغ له في عملهم. وشهد العالم مؤخرًا اعتداءات مروعة على الصحفيين، إذ يقتل في مناطق النزاع والمناطق الخالية من النزاع صحفي واحد على الأقل في كل أسبوع، ويجب علينا أن نضاعف الجهود المبذولة من أجل تعزيز سلامة الصحفيين ووضع حد للإفلات من العقاب، وهذا هو هدف خطة عمل الأممالمتحدة بشأن سلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب، التي تقودها اليونسكو وتدعمها وكالات الأممالمتحدة الأخرى. وأضافوا أنه لا بد لنا من مواصلة السعي إلى تمكين الجميع من التعبير عن آرائهم وإسماع أصواتهم، لا سيما النساء، فما زالت المرأة بعد 20 عامًا على اعتماد إعلان ومنهاج عمل بيجين غير ممثلة تمثيلًا كافيًا في جميع وسائل الإعلام على صعيد اتخاذ القرارات، كذلك على صعيد التغطية الإعلامية للقضايا، ولا يسعنا أن نترك هذا الوضع على حاله، إذ يجب أن يشارك الرجال والنساء في صناعة الأخبار ونشرها على قدم المساواة، وليست حرية التعبير وحرية الصحافة من الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها ريثما تتحقق التنمية المستدامة، إذ تتيح تلك الحرية التمتع بجميع حقوق الإنسان وهي بالتالي ضرورية لتحقيق الحكم الرشيد وسيادة القانون وما فحوي رسالتنا اليوم إلا دعوا الصحافة تزدهر. وتشير تقارير اليونسكو إلى أن الاحتفال هذا العام سيركز على 3 مسائل مترابطة، هي الصحافة الحرة والمستقلة وإعداد التقارير الصحفية الجيدة في العصر الرقمي، ويشمل هذا الموضوع آثار تركيز وسائل الإعلام في الدور الذي تضطلع به، فضلًا عن مسائل التنظيم والتحديات التي تعترض الصحافة الاستقصائية، وخطاب الكراهية، والدراية الإعلامية والمعلوماتية؛ ومسائل مشاركة المرأة في إدارة وسائل الإعلام وعمليات صنع القرارات ذات الصلة، فضلًا عن صورة المرأة في وسائل الإعلام، ومسألة سلامة الصحفيين، لاسيما في المناطق التي تشهد اضطرابات، وحماية مصادر معلوماتهم وضمان عدم الكشف عنها على الشبكة الإلكترونية. وذكرت دراسة أعدتها اليونسكو عن حرية الصحافة والمشاكل التي تواجهها، أهمية تعزيز التغطية الإعلامية والصحافة المستقلة في العصر الرقمي، فلقد أسهم العصر الرقمي من بعض النواحي في تقريبنا من تحقيق أهداف ضمان بيئة إعلامية مستقلة وحرة وقائمة على التعددية، كما جاء في إعلان ويندهوك الذي اعتمد عام 1991 والذي أدي إلى إعلان اليوم العالمي لحرية الصحافة، ولكن سهولة النشر الفردي أفضت أيضًا إلى بروز جماهير من المستمعين والقراء أكثر تجزئة، وإلى تغطية إعلامية أكثر انحيازًا ومعايير أكثر تفاوتًا للتدقيق في صحة المعلومات والتحقق من مجمل الجهات الفاعلة التي تشارك اليوم في ممارسة مهنة الصحافة.