ربما منذ وقت طويل لم نشاهد منظر الجليد بمصر ولكن هذا الشتاء حقق رغبة جميع المصريين أن يروا الثلج وهو يتساقط ولو للحظات بالمجان منذ شهرين تقريبا. وثاني مرة كانت منذ أيام قليلة حين جاءت الفرقة الشهيرة «نجوم موسكو» لتقديم أحدث عروضها علي الجليد بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية فإن لن يحالفك الحظ وشاهدت العرض لايف .. يمكنك الآن مشاهدته بالصور والأحداث كاملة هنا للعام الثاني علي التوالي تستضيف دار الأوبرا المصرية فرقة «نجوم موسكو» للتزحلق علي الجليد وذلك بعد النجاح الذي حققته الفرقة بتقديم عروضها لأول مرة في مصر والشرق الأوسط علي مسرح مغلق .. صرح بذلك الدكتور «عبدالمنعم كامل» رئيس الأوبرا وأضاف أن الفرقة قدمت 10 حفلات لعرضي باليه «كارمن» و«كسارة البندق» منها 6 حفلات علي المسرح الكبير. وأشار د. عبدالمنعم أن إدارة الأوبرا خصصت مواعيد حفلات للأطفال حتي يتمكنوا من مشاهدة هذه العروض وعن قابلية المسرح لملئه بالثليج قال: تم تجهيز المسرح ليتناسب مع طبيعة العروض حيث تم تزويده بماكينة لتثبيت الثلج المستخدم في العروض ويتعدي الثلاثة أطنان وذلك من خلال مجموعة من المهندسين والفنيين المتخصصين المصاحبين للفرقة. فيلم صامت وأوضح أن الفرقة تأسست عندما قرر نجم التزحلق الروسي وبطل أوروبا «بوبرين إيجور» أن يؤلف فرقة من أهم الراقصين وأهم نجوم تلك الرقصات في موسكو وكان هذا في فبراير 1986، وقدمت أول عروضها الفنية في «تشيليا بينسك» ، وفي بداية الأمر كانت الفرقة تضم 9 راقصين فقط قدموا عدة عروض بمصاحبة العديد من الفنانين الضيوف وحققت الفرقة استقلاليتها من خلال أول إنتاج فني لها باسم «فيلم صامت» تأملات لفكرة «شارلي شابلن» وهو باليه ساخر وحقق نجاحا باهرا فاق جميع التوقعات وبعد ذلك قدمت الفرقة برنامج «إيروبيكس علي الجليد» وتم عرضه علي عدة قنوات بالتليفزيون الروسي. وفي الفترة من عام 1988 حتي عام 1989 قامت الفرقة بجولة فنية في هولندا والدانمارك والنمسا واسبانيا وغيرها ولاقت استحسان الجمهور ووصفها النقاد بأنها تقدم أفكارا جديدة من نوعها كما أطلق عليها الصحفيون الفرنسيون «فرقة البولشوي علي الجليد». والآن وصل عدد أعضاء الفرقة إلي 30 راقصاً وراقصة هم أبطال التزحلق علي الجليد وأمهر الراقصين وأبطال السيرك ونجوم الأولمبياد في العالم . جمهور مثقف ومن جانبه أبدي «بوبرين إيجور» المدير الفني ومصمم رقصات الفرقة سعادته الشديدة بزيارته الثانية لمصر ومنطقة الشرق الأوسط وأضاف أن دار الأوبرا المصرية تمتلك جميع الإمكانيات الفنية والبشرية لاستقبال أعظم الفرق الفنية في العالم، وأكد «إيجور» أن النجاح الذي حققته الفرقة في العام الماضي وإعجاب الجمهور بها يؤكد ثقافة الجمهور المصري وتذوقه الشديد للفنون الراقية، وعلق علي عروض الفرقة بقوله: أكثر ما يمتعنا أن نقدم عروضنا الرائعة لمعجبينا وجمهورنا في أنحاء العالم سواء كانوا في أستاد «سابورو» باليابان أو حديقة صيفية في إيطاليا. كما أضاف : رصيدنا من الرقصات أصبح الآن أكثر من 60 برنامجا حيث نحاول تقديم برامجنا المختلفة بما يناسب أذواق وثقافات ورغبات جمهورنا في أنحاء العالم فرقصاتنا ما هي إلا لغة عالمية تتمثل في الرقص علي الجليد مع جمهورنا. بدأ العرض برواية «كارمن» الشهيرة التي تحكي عن كارمن تلك الفتاة الغجرية التي تعمل بمصنع السجائر المقابل لمركز قيادة الجنود ولذلك يقع الشرطي «دون خوسيه» في غرامها وخاصة حين يسمعها وهي تغني أغنيتها «طائر الحب المتمرد» وقبل مغادرتها تلقي بوردة إليه فيلتقطها وحبه لها أوقعه في مشاكل كبيرة خاصة عندما تجرح إحدي زميلاتها فيؤمر بحبس «كارمن» ولكن «دون خوسيه» يطلق سراحها ويضيع مستقبله الوظيفي ويبحث عنها ليفاجأ أنها وقعت في حب شخص جديد وهو مصارع الثيران «استكاميللو» حتي يطلب منها تركه ولكنها ترفض فيقوم بطعنها في حلبة المصارعة أمام الجماهير. ليلة رأس السنة وهنا انتهت رواية «كارمن» حتي هلل الأطفال وظهر عليهم ملامح الفرحة والبهجة لعرض رواية «كسارة البندق» وبعد الاستراحة بدأت أحداث القصة بإفتتاحية كبيرة في منزل العائلة بمناسبة رأس السنة.. وفي المساء يحضر صديق العائلة «درو سلماير» الهدايا للأطفال ويوزع علي الجميع ما عدا «كلارا» التي تبكي لتجاهله لها فيعطيها عروسة علي شكل «كسارة البندق» فأحبتها جدا ولكن غيرة أخرها دفعته لتكسير اللعبة منها ولكن «درو سلماير» أصلحها لها وعندما دخل الجميع للنوم استيقظت من نومها لتلعب مع عروستها فرأت حولها فئران فتأتي الكسارة بجنود ليدافعوا عن «كلارا» ثم تتحول اللعبة إلي أمير جميل ويأخذها معه إلي عالم جليدي حيث يرحب بهما مجموعة من عرائس الجليد الراقصة ويقوموا برحلة إلي «مملكة الحلوي» حيث وجدوا أنواعا وأشكالا من الحلوي المحببة للأطفال هذا بالإضافة إلي الشوكولاته ومجموعة من الرقصات منها الرقصة الاسبانية والصينية والرقصة العربية والروسية بالإضافة إلي رقصة «الفالس» وبعد الاحتفال تستيقظ «كلارا» لتكتشف أنها بجوار شجرة عيد الميلاد ومعها عروستها الخشبية «كسارة البندق» وتشعر بسعادة بحلمها الجميل والمغامرة التي عاشتها. وصفق الجميع كثيرا خاصة الأطفال إعجابا لهذا العرض الذي قامت فيه بدور كلارا «إلين بيجاشيفا»، والأمير بافيل «ليبيديف»، ودرو سلماير «آنطون نيفودوف»، وكسارة البندق «أيوليا اشيوليفا»، أما ملك الفئران «دميتري سميرنوف». أما «كارمن» فقام بدور دون خوسيه «أندريه بوكين» وإسكا ميللو «بافيل ليبيديف»، وزينجا دميتري «جوباك»، ودستيني «إلينا بيجاشيفا» أما كارمن فقامت بأدائها «ناتاليا بيستميا نوفا» وهي بطلة الفرقة وزوجة «بوبرين إيجور» المدير الفني وعبرت عن سعادتها بالعرض قائلة: رغم أن الرواية تم عرضها كثيرا إلا أننا نقدمها لكم برؤية جديدة لنفس القصة ولكن علي الجليد. وعن زيارتها لمصر قالت: أحببت جدا مصر منذ زرناها العام الماضي وأحسسنا بتفاعل الجمهور المصري مع عروضنا ولذلك جاءت زيارتنا الثانية بترحاب وفرح شديد وأكثر ما أعجبني الأهرامات والأسكندرية . هنا انتهت ليلة الرقص علي الجليد لنخرج منها ونواجه الحر الشديد وفي ذهننا ذكري الثليج الذي جاءنا راقص من موسكو!