أعرب مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عن اعتراضهم الشديد بشأن تغيير جديد يستقبله الموقع في إعدادات الخصوصية، من شأنه السماح له بتقاسم بعض معلومات المستخدمين مع أطراف ثالثة مثل مواقع وتطبيقات الإنترنت. وأشار موقع "بي سي ورلد" المتخصص في مجال التقنية، إلي أن القواعد الحالية تسأل المستخدم أولاً عما إذا كان يود مشاركة معلوماته، التي تضم اسمه وصوره وقائمة أصدقائه، مع مواقع أخري أم لا. وأوضح الموقع أن السياسة المقترحة _التي لم يطبقها "فيس بوك" حتي الآن_ سوف تتجنب سؤال المستخدم عن موافقته عند زيارة بعض المواقع والتطبيقات التي لها علاقات تجارية بموقع التواصل، حيت ستشارك معها معلومات المستخدم الشخصية آلياً. وتابع الموقع أنه إذا ما حسب "فيس بوك" أن موقعاً أو تطبيقاً ما أهل للثقة، فإنه سيضع عليه معلومات المستخدم حينما يزور ذلك الموقع أو التطبيق أو مع الشروع في استخدام أي منهما، حتي وإن لم تكن مسجل علي "فيس بوك" في ذلك الوقت. وأوضح "بي سي ورلد" أن المستخدمين يمكنهم عدم اختيار تلك الخاصية، لكن من غير الواضح إذا ما كان ذلك سيحدث من خلال صفحة ضبط إعدادات المستخدم أو عبر وسائل أخري، إذ لم يوضح الموقع ذلك بالتحديد. كما أضاف الموقع أن "فيس بوك" لم يحدد حتي الآن أيضاً متي يجري تطبيق تلك التغييرات أو لماذا تطبق الآن أو حتي عن المواقع التي سيجري التعاون معها. وحتي الآن بعث المستخدمون ما يزيد عن 900 تعليق سلبي في مدونة مدير المستشار العام ل "فيس بوك" مايكل ريختر الذي أعلن عليها التغييرات المفترضة. وكان مارك زوكربيرج مؤسس "فيس بوك" قد صرح في يناير الماضي بأن صعود المواقع الاجتماعية علي الإنترنت يؤكد أن المستخدمين لم يعد لديهم توقع الحصول علي الخصوصية ، وأضاف أن المستخدمين أصبحوا أكثر اطمئناناً أثناء زيارة المواقع ليس فقط من خلال تبادلهم أنواع مختلفة من المعلومات، ولكنهم أيضاً أصبحوا أكثر انفتاحاً مع عدد أكبر من المستخدمين الآخرين. ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن زوكربيرج قوله "إن نمو وانتشار المواقع الاجتماعية يعكسان تغيراً في توجهات المستخدمين العاديين، مؤكداً أن هذا التغيير الجذري حدث في مجرد بضع سنوات وأن القواعد الاجتماعية هي مجرد شيء يتطور مع مرور الوقت". وأشارت الصحيفة إلي أن بيان مؤسس "فيس بوك" ربما لا يمثل مفاجأة لكثيرين ممن اعتبروه تبريراً لقرار الموقع بتغيير إعدادات الخصوصية لأكثر من 350 مليون مستخدم، فيما رأي خبراء إلكترونيون أن بيان زوكربيرج لم يكن توضيحاً قابل للتصديق، كما أشاروا إلي تورط "فيس بوك" في تغيير الطريقة التي يفكر بها المستخدمون بشأن الخصوصية علي الإنترنت. وأنكر زوكربيرج مؤخراً تأثره سلباً بقواعد الخصوصية الجديدة التي أطلقها موقعه، بعد إتاحة أكثر من 300 صورة شخصية له علي ملفه الشخصي أمام جميع مستخدمي الموقع لفترة وجيزة، إذ تتيح القواعد للمستخدمين خيار السماح باطلاع أصدقائهم أو أصدقاء أصدقائهم أو جميع مستخدمي "فيس بوك" علي محتويات ملفاتهم. وأكد زوكربيرج أنه وضع أغلب محتوياته علي صفحته لكي يراها الجميع، مضيفاً أنه جعل جزءاً منها في وضع أكثر خصوصية غير أنه لا يري حاجة للحد من مشاهدة صوره مع أصدقائه أوعائلته، كما أشار إلي أنه قام بتغيير قواعد الخصوصية الخاصة به لتتاح صوره أمام أصدقائه فقط بعد مرور فترة قصيرة. وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إن التغييرات الأخيرة، أثارت شكوكاً لدي الجماعات المهتمة بمجال الخصوصية، والتي خشيت أن تكون تلك التغييرات "خدعة" من الموقع لدفع المستخدمين لتبادل المعلومات والكشف عن قدر كبير منها لا يرغبون عادةً في إظهاره. وأوضحت الصحيفة أن التغييرات تتزامن مع سعي محركات البحث علي التعاون مع مواقع التواصل الاجتماعي لتبادل المحتويات التي يولدها مستخدموها بين نتائج بحثها، حيث سيبدأ ظهور بيانات من "فيس بوك" علي تقنية بحث "الزمن الحقيقي" بداية من الشهر المقبل. ونقلت الصحيفة عن الجماعات قولهم إن التغييرات "غير المرحب بها" تدفع المستخدمين إلي تبادل الصورة وقوائم التقويم الشخصية وتحديثات حالاتهم مع عدد أكبر من مستخدمي الإنترنت خلال وضعها بين نتائج المحركات. وأكد كيفن بانكستون من مؤسسة "إلكترونيك فرونتر فونديشن" التي تدافع عن حقوق مستخدمي الإنترنت، أن هذه التغييرات تنطوي بوضوح علي دفع مستخدمي "فيس بوك" لتبادل معلومات أكثر من ذي قبل عن أنفسهم علنياً. يذكر أن تقنية البحث في "الزمن الحقيقي" تسمح بتضمين تحديثات وبيانات المستخدمين علي المواقع الاجتماعية ضمن نتائج بحث المحركات. وكان "فيس بوك" قد قدم صفحة تشرح للمستخدمين الإعدادات الجديدة وأيضاً توفير توصيات خاصة بناء علي مستوي الخصوصية الذي يختاره المستخدم، والذي سيتمكن من تغييره باستمرار. كما قرر إزالة جميع الشبكات المحلية كلياً، واستبدالها بنماذج مبسطة لتسهيل التحكم في قواعد الخصوصية داخلها، وذلك بسبب أن عدداً من تلك الشبكات تتكون من ملايين المستخدمين، ما يتسبب في جعلها عديمة الفائدة من جانب الخصوصية. وأوضح زوكربيرج أن النماذج المبسطة تسهل علي المستخدم التحكم في الأشخاص الذين يمكنهم مشاهدة محتوياته سواء كانوا أصدقاءه أو أصدقاء أصدقائه أو جميع المستخدمين، وتابع قائلاً "نضيف شيئاً طلبه منا كثير من المستخدمين، وهو القدرة علي التحكم في الأشخاص الذين يتطلعون علي كل قطعة مفردة من المحتويات التي يبتكرها المستخدمون أو يرفعونها علي الموقع.