للعام السابع علي التوالي تنظم إمارة «أبوظبي» مهرجانها السنوي للموسيقي الكلاسيكية. وذلك في الفترة من 20مارس وحتي 7 ابريل المقبل. فللمرة الأولي في الوطن العربي يحيي مهرجان «أبوظبي» 2010 المئوية الثانية لولادة الموسيقار العالمي شوبان. حيث يقدم أعمالاً مستوحاة من الميراث الفني العريق لأحد أبرز المؤلفين الموسيقيين في العصر الرومانسي ضمن احتفالية فريدة في ربوع دولة الإمارات العربية المتحدة. وذلك من خلال الأمسية الافتتاحية التي أحيتها الأوركسترا السيمفونية للإذاعة الوطنية البولندية كرزيستوف بندريكي، بقيادة كرزيستوف جابلونسكي، وذلك علي مسرح قصر الإمارات، وتعتبر هذه الاوركسترا من أهم فرق الأوركسترا الأوروبية، حيث عزفت بمشاركة كرزيستوف جابلونسكي الحائز علي جائزة «مسابقة فريدريك شوبان العالمية للعزف علي البيانو". والمعروف أن مهرجان «أبوظبي» يمنح جائزة سنوية للطلاب المشاركين الذين يظهرون موهبة مميزة وإبداعًا وتألقًا في مجال الفنون التشكيلية، فنون الأداء، السينما، والأدب، الإعلام والتواصل، يتم الإعلان عن الفائزين لهذا العام وتسلّم الجوائز في حفل الافتتاح، وهو ما حدث في مستهل أمسية الافتتاح وقبيل الحفل الموسيقي، حيث قدم الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والشيخة لبني القاسمي، وزيرة التجارة الخارجية والسيدة هدي الخميس كانو رئيس المهرجان جائزة مهرجان «أبوظبي» 2010 إلي 15 طالبة من جامعة زايد شاركن في مهرجان العام الماضي في إطار برنامج «القيادات الإعلامية الشابة» الذي ترعاه مجموعة «أبوظبي» للثقافة والفنون، عن دورهن في نقل فعاليات وأحداث مهرجان السنة الماضية ببراعة واحترافية، وقمن بتصميم وتحرير مطبوعة خاصة بعنوان «يأخبار المهرجان» هذا بالإضافة إلي إجراء المقابلات الحية مع المساهمين والمشاركين الرئيسيين. كما شهد المهرجان هذا العام أداءً متميزاً لمسرح سالزبورج العريق للعرائس بعرض علي مسرح «أبوظبي» ، مستوحي من الفيلم الشهير «صوت الموسيقي». الأوبرا والباليه وفي الأسبوع الأول للمهرجان تم عرض أوبرا «لا بوهيم» علي مسرح قصر الإمارات وقاد الأوركسترا ألبرتو فيرونسي، كما شهد المهرجان بثا مباشرا من نيويورك لرائعة «هاملت» برؤية جديدة ل «أوبرا متروبوليتان». قدمتها مجموعة من أبرز الفنانين العالميين. وفي بداية الأسبوع الثاني للمهرجان قدم العازف الياباني نوبويوكي تسوجي أمسية موسيقية كلاسيكية "عزف علي البيانو، يذكر أن تستوجي فائز بجائزة مسابقة «فان كليبورن الدولية». ثم جاءت ليلة الباليه علي مسرح قصر الإمارات وعرض فيها إنتاج خاص لكل من «مكسيم بيلوزركوفسكي» و«إيرينا دفوروفينكو»، النجمين الأساسيين في مسرح الباليه الأمريكي، في عرض جمعهما بأهم نجوم مسرح البولشوي ومسرح ميربنسكي بمرافقة «أوركسترا مهرجان بوتشيني» وبقيادة فاليري أوفسيانكوف. وفي يوم الليلة التالية عادت رائعة موسورسكي «صور في معرض» علي مسرح قصر الإمارات لتعود بنا إلي القرن التاسع عشر وهي مستوحاة من لوحات الفنان التشكيلي «فيكتور هارتمان»، أطلقت هذه الفكرة العنان لمخيلة عازف البيانو النرويجي ليف أوف أندسنيس والفنان العالمي روبن رود، ليقدما عرضًا فنيا متميزًا امتزجت فيه روعة الصورة مع عذوبة النغمة، حيث عزف فيه "أندسنيس" رائعة موسورسكي ومقطوعات أخري بينما عرض الفنان التشكيلي الجنوب أفريقي "روبن رود" إبداعاته المستوحاة من هذه المقطوعة بعد جولته حول العالم والنجاح المنقطع النظير الذي حققه هذا العرض في نيويورك وبرلين ولندن وغيرها من عواصم ودول العالم. في الأول من أبريل وفي المئوية الثانية لولادة شوبان وفي قاعة قصر الإمارات أقيمت أمسية عزف علي البيانو مع العازف "بوندي لي"، ويتميز بوندي لي الحائز علي جائزة «مسابقة فريدريك شوبان العالمية للعزف علي البيانو»، عام 2010، بأدائه الفريد وإحساسه الموسيقي العالي، قدم فيي هذه الأمسية مجموعة من أشهر مقطوعات شوبان. في اليوم التالي قدمت فرقة «إيل ديفور» في الحديقة الغربية لقصر الإمارات أمسية فنية راقية تستمعون إلي روعة الأداء الأوبرالي لأشهر فرق الأوبرا العالمية «إيل ديفو» في واحد من أروع عروضها الرومانسية، تقدم خلاله مختارات من أجمل مقطوعاتها. .. وتستمر الفعاليات وليلة أول أمس قدم الفنان العراقي نصير شمه أمسية فنية بعنوان آفاق جديدة للعود نحو الإنسان، نحو الجمال، نحو السلام، نحو الكون، في عرض أول ب «أبوظبي»، ويعود شمَّة إلي مهرجان «أبوظبي» حيث يحيي عرضًا يقدمه للمرة الأولي لرائعة بأغنيتي «كابريس 24 في عزف علي آلة العود. يشكل هذا العرض تحديا بارزًا في عالم الموسيقي، حيث تم تأليف المقطوعة خصيصًا لأدائها في عزف منفرد علي الكمان، رافقته في هذه الأمسية أوركسترا الجمعية الفلهارمونية المصرية. استقبل المهرجان أمس رواد الفن العالمي ومنهم أسطورة الجاز للعصر الحديث "وينتون مارساليس" الحائز علي «جائزة بوليترز» للموسيقي، حيث قدم أداء فريدًا جمع بين الموسيقي الكلاسيكية والجاز معًا في عرضه الأول في الشرق الأوسط. وتستمر فعاليات حيث تقدم أوركسترا لندن السيمفونية بقيادة كريستيان بارفي عرضا الليلة علي مسرح قصر الإمارات، وتعتبر أوركسترا لندن السيمفونية إحدي أهم فرق الأوركسترا العالمية، وتقدم أشهر أعمال المؤلف جورج غيرشوين «Rhapsody in Blue» بمشاركة عازف البيانو الشهير واين مارشال، إلي جانب مقطوعات موسيقية أخري بقيادة بارفي. أما غدا فسيقود أوركسترا لندن السيمفونية علي مسرح قصر الإمارات أمسية المايسترو العالمي "السير كولن دايفس"، إذ يحيي خلالها مرور خمسين عامًا علي تعاونه معها في أداء لرائعة «برليوز» الشهيرة «Symphonie Fantastique» تنضم إليه في هذه الأمسية نجمة الكمان الصاعدة "أرابيلا ستاينباخر" في عزف «Mendelssohn Concerto» التي تعتبر واحدة من المقطوعات الأكثر شعبية في العالم. علي الهامش يذكر أنه في الفترة من 20 مارس - 7 أبريل استقبلت ردهة قصر الإمارات معرض «الفن المعاصر من الشرق الأوسط» من إبداعات وأعمال أساتذة الفن التشكيلي "آدم حنين" من مصر و"بارفيز تانافولي" من إيران. علي هامش المهرجان تجولت مسرحية «الليلة الثانية عشرة» بنسختها المعاصرة، في أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، وتجمع المسرحية بين الرومانسية والمأساة والكوميديا، وتعود إلي القرن السابع عشر حيث تدور أحداثها علي جزيرة «إبليريا». كما تضمن المهرجان برنامجا مجتمعيا «آرت نيتوورك» ويتضمن عرضا مخصصا لأصحاب المواهب الغنائية الواعدة في أداء حي دون مصاحبة آلات موسيقية «آكابيلا». يولي مهرجان «أبوظبي» اهتمامًا خاصًا بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من أجل تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتطوير مهاراتهم وصقل مواهبهم وحسهم الموسيقي والفني انطلاقًا من إيمانه بفعالية دورهم المحري في محيطهم ومجتمعهم. كما قام معهد الفنون والطب «كليفلاند» ندوة للخبراء والأطباء والفنانين والموسيقيين في «أبوظبي» حول ثنائية العلاقة بين الموسيقي والعلاج الطبي. كما يقيم معهد الفنون والطب كليفلاند أمسية بيانو حصرية للمرضي في مدينة الشيخ خليفة الطبية. ويستهل الحكواتي الشهير أحمد يوسف جولته في الإمارات السبع بسلسلة من الحكايات القصيرة المستوحاة من قصص «ألف ليلة وليلة». وبالتعاون مع أوركسترا الإمارات السيمفونية للناشئة شارك مهرجان الإمارات الدولي السادس لموسيقي السلام ضمن فعاليات مهرجان «أبوظبي» وأعد جولة لهذه الأوركسترا في أرجاء الإمارات ستضاف فيها مجموعة من أشهر عازفي العالم يشاركون مع أوركسترا الإمارات السيمفونية للناشئة في تقديم عروضها. كما تضمن مهرجان ««أبوظبي»» برنامجًا تعليميا أكاديميا متكاملاً يعمل من خلال فعالياته الستين علي تدريب وصقل مواهب الطلاب بالتعاون مع مدارس وجامعات الإمارات، ليقوموا بإعداد أعمالهم الخاصة في جميع مجالات الفنون. هذا بالإضافة إلي «يوم الطفل»، وإلي مبادرة التطوع التي ينفرد بها المهرجان مما يسهم في تطوير مهارات الشباب الإماراتي وحث الجميع علي الانخراط في العمل الاجتماعي. وأكدت هدي الخميس كانو رئيس المهرجان أن «مهرجان أبوظبي 2010» يتطور عاما بعد عام ليكرّس دوره من خلال تقديمه لأفضل المؤدّين في عروض الفنون عالميا في التنمية الثقافية المجتمعية، ومن خلال تحفيزه للمجتمع المحلي لا في «أبوظبي» فحسب، بل في الإمارات كافة، للانخراط والتفاعل مع فعالياته الثقافية والفنية، وذلك عبر برنامجه التعليمي الذي يضمن للمهرجان التحوّل إلي إرث ثقافي دائم يرسّخ لفعلٍ ثقافي عميق الجذور.