دائما ما تفاجئنا الفنانة ليلي علوي بادوار مختلفة ومناطق جديدة لم يخضها غيرها من الفنانات التي قد يعتبرونها مغامرة غير محسوبة النتائج وهي الاعمال التاريخية حيث تقدم شخصية نفيسة البيضاء أم المماليك، كما كانوا يلقبونها ايام الحملة الفرنسية ضمن احداث مسلسل نابليون والمحروسة وعلي الرغم أن دورها لم يتعد 60 مشهدا إلا أنها قبلت التحدي معتبرة الدور ليس بمساحته بقدر ما يكون بأهميته. وفي حوارها ل «القاهرة» تحدثت ليلي علوي عن أسباب قبولها لهذا الدور وتعاونها مع المخرج التونسي شوقي الماجري والتشابه بينها وبين شخصية نفيسة البيضاء في حبها لمصر وتقييمها لمسلسلات السير الذاتية ورأيها في المنافسة الرمضانية هذا العام وتفاصيل اخري يكشفها الحوار التالي. ما الذي جذبك لشخصية نفيسة أم المماليك؟ اشتياقي لعمل مسلسل تاريخي جعلني متحمسة للقراءة وعندما أتاني السيناريو لعزة شلبي وشرعت في القراءة تحمست اكثر واكثر فقد وجدته مكتوبا بحرفية شديدة ويدخل القلب من اول قراءة والشخصية مؤثرة في الاحداث بشكل كبير حيث كانت السيدة نفيسة البيضاء تعد من الشخصيات التي تجتمع بمشايخ البلد ورأيها في غاية الاهمية ويعتد به فعندما تجد مرأة في عصر سابق بمصر تقود وكلمتها مسموعة لدي الرجال تعطي رسالة قوية لعصرنا الحالي، وأيضا شيء غريب سيشعره المشاهد في احداث المسلسل، انه يشبه الاحداث التي تدور في البلد الآن برغم كل هذه السنوات، فانا احرص في جميع ادواري علي تقديم رسالة واتمني أن تصل رسالة للجميع ويحقق نجاحا في رمضان. هل هي شخصية حقيقية لها أصول تاريخية أم من وحي خيال المؤلفة عزة شلبي؟ السيدة نفيسة البيضاء شخصية حقيقية وليست من وحي خيال المؤلفة، فقد كانت زوجة لمراد بك ولها اصول تاريخية وقد كانوا يطلقون عليه (أم المماليك) ويلقبونها بذلك . لما كان لها من مواقف طيبة تجاههم وكانت محط تقدير ومعروف عنها قلبها الكبير .. هل استعنت بمراجع تاريخية عن هذه الفترة؟ بالطبع استعنت بالقراءة في هذه الفترة كما ساعدتني عزة شلبي وحلمي شلبي في مراجعة الشخصية وتاريخها واعطوني بعض المراجع كما بحثت وقرأت واحببت الشخصية. حدثيني عن تعاونك الاول مع المخرج التونسي شوقي الماجري؟ شوقي مخرج متميز، يهتم بأدق التفاصيل وواثقة من جمال الصورة فهو مبدع واحببت العمل معه، كما انه متفهم وسعدت كثيرا بالتعامل معه ومع فريقه حيث انهم مهنيون للغايه . يقال إن شخصية نفيسة تتمتع بالقوة وسيكون لها دور كبير في المقاومة ضد الفرنسيين حدثيني عن ذلك؟ وهل سيجمعك مشاهد مع نابليون بونابرت؟ بالفعل نفيسة البيضاء شخصية قوية وحكيمة ولها دور في المقاومة بذكائها ولباقتها، وبالفعل جمعتني مشاهد مع جريجوار كولين (نابليون بونابرت) والعديد من الممثلين الفرنسيين ومن جنسيات مختلفة، واستمتعت بالعمل مع مختلف الجنسيات . فبالعمل حالة لتعدد الجنسيات فالمخرج تونسي بالطبع ومدير التصوير والاضاءة بولندي والانتاج سوري مصري واحد المصورين اردني والآخر بولندي فهي حالة متعددة الجنسيات. هل هناك صفات مشتركة بينك وبين نفيسة؟ ارتبط بالشخصية التي اقدمها في جميع اعمالي فتأخذ مني واخذ منها ونتطبع بطباع بعض، نفيسة برغم قوتها لكن لديها قلب كبير وخوف علي بلدها وامنها وسلامتها وناسها، برغم اختلافي عن الشخصية فهي اولا واخيرا شخصية غيري ولكن كانت هناك لحظات صادقة معها فعندما كانت نفيسة تدعي للمحروسة كنت احس انني بالفعل من يدعو لها. ألم تترددي في قبول شخصية سنها أكبر من سنك؟ سبق وقمت باعمال لشخصيات سنها اكبر من سني وشخصيات سنها اصغر من سني، فالفنان لا يهتم بسن الشخصية علي قدر اهتمامه بأهميتها وهل سيوءديها بصدق أم لا وهل ستصل للجمهور بشكل لائق أم لا. ما تقييمك لمسلسلات السير الذاتية التي تم تقديمها؟ مسلسلات السير الذاتية مطلوبة، فمعظم هذه الشخصيات محبوبة ومعروفة يهتم الجمهور بها ويود معرفة اخبارها واسرار حياتها والصعوبات التي واجهتها لتصل الي النجاح الذي وصلت إليه، كما أنها تكون قصص حقيقية واقعية وليست من خيال المؤلف، مما يعطي مصداقية كبيرة لدي المشاهدين واعتقد أن أهم شيء لعملها هي الكتابة الجيدة، فلابد أن تكون مكتوبة بحرفية شديدة وان يتم عمل بحوث بشأن الاحداث المختلفة التي مرت بها الشخصية، كما أن التحضير للفترة الزمنية التي عاشت بها الشخصية عامل في غاية الاهمية، فهذا النوع من المسلسلات لابد أن يحضر له جيدا وان يتم دراسة الشخصية بشكل وافر .. والمسلسلات التي تم تقديمها منها ما نجح بشدة ومنها ما لم يقدر له قدر كبير من النجاح، ولكني اعتقد انها مسلسلات مستمرة حيث إن الأجيال القادمة سوف يأتي لها وقت وتهتم بالسير الذاتية لشخصيات معينة ودائما ستجديها تعرض ولها شعبيتها. رأيك في المنافسة الرمضانية في ظل وجود أكثر من 63 مسلسلا؟ شهر رمضان أصبح مثل موسم لمتابعة المسلسلات حيث إن العائلات تكون مجتمعه بحكم الافطار في رمضان علي مائدة وطاولة واحدة بنفس الوقت يوميا، وبالطبع نفتقد هذا بسبب أن طوال السنة كل فرد بالأسرة مشغول بعمل ما فنوعا ما تتجمع الأسرة امام الشاشة الصغيرة.. ودائما المنافسة مطلوبة وتصب في صالح الجمهور، حيث تتنوع الاعمال وأشكالها، ويحاول الجميع بذل اقصي جهودهم بالعمل، وخاصة هذه السنة عودة لنجوم مثل عادل امام، محمود عبدالعزيز، يحيي الفخراني، نور الشريف وصلاح السعدني وكريم عبدالعزيزو يسرا وهند صبري واسر ياسين فشهر رمضان ذو طبيعة خاصة ويحقق اعلي نسب مشاهدة، لذا فمن الطبيعي أن يحرص الجميع علي المشاركة فيه. وبذلك يجد المشاهدين تنوع كبير ليختارو ما يناسبهم وما يريدوا متابعته واعتقد أن المشاهدين من البروموهات للمسلسلات العديدة اختاروا ما سيتابعونه مثلما افعل انا الآن وقد بدأت في الاستقرار علي ما سوف اتابعه في شهر رمضان. هل انت مع تقديم افلام تؤرخ للثورة 25 يناير في هذا التوقيت؟ معظم الكتاب والنقاد يقولون إن هذا الوقت ليس وقت كتابة شيء عن الثورة وما تبعها من أحداث لأن الثورة مازالت مستمرة حتي بعد اختيار الرئيس . ولكن هناك بالفعل أفلام بهذا الشأن مثل «18 يوم» والذي يشارك به العديد من المخرجين وفيلم «بعد الموقعة» الذي شارك بمهرجان «كان»، فالسينما فن يجسد حالات المجتمع والبلد الذي نعيش فيه وواقعه فسواء في هذا التوقيت او غيره ستظل الافلام تقدم جميع الحالات وتؤرخ، وأنا واثقة أن ثورة 25 يناير لن تغفلها السينما أبدا. هل تتابعين الأفلام الموجودة علي الساحة الآن؟ وأين أنت من السينما ؟ ابتعادي غير مقصود بالمرة فبالسنتين الماضيتين وجدنا قلة الإنتاج السينمائي واختلاف معايير اختيار الأفلام وظروف الانتاج والتوزيع كان لهم عامل كبير في عدد الأفلام علي الساحة السنيمائية، فالصناعة نفسها تعرضت للعديد من المصاعب ولكن برغم ذلك فإنني اشجع بشدة الأفلام المستقلة والتي هي أثبتت نفسها بالفترة الماضية وتحدت كل الصعوبات، كما انني أن لم اقم بعمل سينمائي فبالطبع اتابع الافلام وكل ما يتعلق بالسينما، فأنا عاشقة لها من الدرجة الاولي. ما تعليقك علي مشاركة فيلم «بعد الموقعة» ليسري نصر الله في مهرجان «كان» خاصة أنك شاركت في حضور فعاليات المهرجان؟ مهرجان «كان» من أهم المهرجانات العالمية ولطالما حرصت علي حضوره والمشاركة في فعالياته، وكنت أصاب بالغيرة عندما لا أجد أفلاما مصرية مشاركة فبرغم حرصي علي حضور المهرجان سنويا فإن حرصي يزيد عندما أجد فيلما مصريا بالمسابقة وفرحت جدا بالفيلم وبدخوله المسابقة الرسمية للمهرجان وكان لابد لي من المشاركة والاحتفال مع طاقم الفيلم حيث إنني أيضا يمكنك القول إنني تلميذة مهرجان «كان»، وفيلم «بعد الموقعة» ليسري نصرالله فيلم مشرف ومثل مصر في احسن حال. كفنانة وكمواطنة مصرية ماذا تطلبين من الرئيس محمد مرسي؟وهل أنت متخوفة علي مستقبل الفن في مصر في ظل الاجواء التي تمر بها؟ أطالب أن تكون مصلحة مصر العليا فوق كل شيء وفوق اي ميول حزبية وان يتم الفصل بين الدين والسياسة وان يمر بنا الي مصر جديدة آمنة حرة، بالطبع متخوفة فكلنا كمواطنين مصريين متخوفين ولكن خوفي ليس مرضيا، خوفي خوف صحي علي بلادي لانني أكيدة أن مصر سوف تتعدي كل العقبات وأنها فوق كل شيء.