سامي يوسف، أحد أشهر شخصيات المملكة المتحدة في العقد الماضي، خلال 7 سنوات فقط، أبحر ببراعة عكس التيار فملك قلوب وعقول الملايين في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية وشمال افريقيا، قال عنه الجمهور التركي " هو واحد منا " وأطلقت عليه مجلة التايمز البريطانية " أكبر نجم روك مسلم " ووصفته الجارديان بلقب " أشهر مسلم بريطاني في العالم " وفي أول زيارة له بعد ثورة 25 يناير، عاد النجم العالمي سامي يوسف إلي مصر التي وصفها بأنها وطنه الثاني لتقديم أول حفل ضخم له بعد الثورة المصرية وهو الحفل الذي شهد نسبة حضور كبيرة. اعترف يوسف الذي يطلق عليه رسول الحب في بلاد الإنجليز انه يشعر بالفخر والسعادة لنجاح الثورة المصرية التي يعتبرها انتصارا لإرادة وصوت الشباب في التعبير عن نفسه، وتعبيرا عن ذلك الفخر قدم أغنية " أنا أملك " .. I am your hope التي اهداها الي الثورة وأبطالها. في حوار خاص مع " القاهرة " تحدث سامي عن فلسفته الجديدة في الغناء كما كشف عن السر وراء توترعلاقته بعمرو خالد. قضيت أربع سنوات كاملة في مصر لدراسة اللغة العربية وتحرص دائما علي زيارتها كلما سنحت لك الفرصة، ما السر وراء ذلك؟ لا أبالغ اذا قلت أن مصر بمثابة وطني الثاني حيث قضيت بها أربعة أعوام رائعة لن أنساهم طوال حياتي كما أنها كانت فترة مثمرة تعلمت فيها اللغة العربية، وقد لاحظت ان المصريين هنا مسلمين ومسيحيين، يعيشون في عالم واحد، يجمعهم مزيج واحد من الحب والتسامح والوحدة وكأنهم بالفعل يمثلون العالم، وعند رحيلي عنها يغمرني الشوق واللهفة للعودة اليها ولذلك أحرص دوما علي زيارتها من وقت لآخر . كيف تري الثورة المصرية؟ يصمت قليلا ثم يقول " ما حدث في مصر وتونس كان بمثابة الربيع بالنسبة للعرب، وما يحدث الآن عبارة عن قنبلة كان يجب ان تلقي منذ زمن بعيد، فالشباب لم يكنوا محل تقدير ولم يوضعوا في مكانهم الصحيح ولكنهم تصدروا المشهد رغما عن الجميع، وإذا كنت لم أتشرف بمعاصرة ثورات سابقة، إلا أنني قرأت العديد من كتب التاريخ ولدي معلومات كثيرة عن الثورات، ودون أي مبالغة الثورة المصرية هي أعظم ثورة في التاريخ ويكفي أن الشباب المصري استطاع أن يحدث تغييرا شاملا غير مصيرهم وقدرهم، واؤكد شعوري بالفخر الشديد لمشاركتي في تلك الثورة ونزولي الي ميدان التحرير. حتي رغم بعض ما يحدث من فئة قليلة تفسد علي المصريين ما حققوه من انجازات ؟ دائما ستجد هناك شك وريبة وانعدام ثقة يتبع كل ثورات التاريخ، الجميع يفتقد الثقة في بعضه البعض، وهذا أمر طبيعي لا يدعو للقلق، وقضية الاستقرار أيضا قضية اعتيادية، وأعتقد ان مصر خلال عشر سنوات علي الأكثر لن تكون لاعبا مساعدا علي الصعيد العالمي بل ستصبح اللاعب الأساسي المؤثر بقوة. في ألبومك الجديد " حيثما كنت " تقدم لونا جديدا من الموسيقي أطلقت عليه اسم " سبرتيك " ما المقصود به وما هي ملامحه؟ مصطلح " سبرتيك " ليس له ترجمة حرفية ولكنه بمثابة تجسيد للروحانية وقد استوحيت هذا اللون من عدة أشياء مترابطة بعضها البعض، من واقع إيماني برسالتي في الحياة التي خلقني الله كي اؤديها ومن تجاربي في حياتي الخاصة، فهو لون خاص بي لم يقدمه أحد من قبل ومن خلاله سأقدم أعمالا تدعو الي الوحدة بين شعوب العالم أجمع و نشر ثفافة الحب والسلام ونبذ العنصرية بين الشعوب الي جانب تذكير جميع البشر بما يشتركون فيه حتي تزول الكراهية والتعصب من قلوبنا جميعا . فالموسيقي تستطيع العبور الي قلوب الناس مهما كانت ديانتهم أو جنسيتهم أوأعمارهم، كما تستطيع توحيد الشعوب ونزع أي خلافات لأن أي شخص بفطرته الأصلية يريد أن يحيا في سلام، وعن نفسي أنا لا أؤمن بحضارة مسيحية أو غربية أو إسلامية، فلا اؤمن سوي بحضارة بشرية واحدة ننتمي اليها جميعنا . هل كنت تتوقع أن تكون صاحب الفضل في عودة لون النشيد الإسلامي من جديد الي الحياة ؟ علي الاطلاق، فعندما قررت إصدار ألبومي الأول " المعلم " عام 2003 لم يكن هدفي الدخول الي عالم الشهرة والأضواء والنجومية لأنني لست من الساعين وراء الشهرة، ولكني أردت أن أقدم موسيقي تخدم العالم وتربط بين البشر وتنبذ الخلافات وكان النبي محمد ص - وهو هادي البشرية - محور أغنية "المعلم" التي غيرت مسار حياتي بأكملها . فما لا يعرفه الكثيرون أنني قررت الابتعاد عن الصناعة الموسيقية والاتجاه الي دراسة القانون لأنني أعلم أنها صناعة تجارية في المقام الأول، ولكني اكتشفت بعدها أن الموسيقي هي قدري المحتوم لذلك فكرت في تقديم ألبوم غنائي يدعو الي مكارم الأخلاق والمبادئ والقيم التي تقرب بين الشعوب، ليصدر ألبوم " المعلم " ويحقق مبيعات هائلة تتجاوز 2 مليون نسخة . عشت بين ثقافتين مختلفتين إحداهما في الغرب الذي تعيش فيه والأخري في الشرق الذي تعشقه، ما الفرق بين الثقافتين ؟ ثقافة أوروبا تعتمد علي اتاحة كل شيء أمام الجميع، الكل سواسية، في المدرسة، الهندوسي بجوار المسلم واليهودي إلي جانب المسيحي، الجميع يأكلون ويشربون كأسرة واحدة، اما في الدول العربية وفي الشرق الأوسط للأسف يتم تعليم الأطفال المسلمين كراهية المسيحيين واليهود، وهناك مشايخ مسلمون يدعون عليهم في صلاتهم وهذا خطأ كبير، لقد عشت في مصر وأعلم جيدا أن بها شخصيات عظيمة جديرة بالتقدير والاحترام ولكن هل لكي أحظي باحترامك لابد أن اتبع نفس دينك وعقيدتك .. أري أنه لا توجد أسباب لكراهية الآخرين مهما اختلفنا معهم . هل تتابع الموسيقي المصرية و المطربين المصريين؟ بالطبع أشاهد الأغاني المصرية لمختلف المطربين علي القنوات الفضائية العديدة، وأعلم أن مصر حافلة بالمواهب الشابة الجادة التي أتمني أن تفرض نفسها وتخترق الساحة الفنية بثقة وشجاعة تتناسب مع مناخ الحرية والشفافية الذي يسود مصر بعد الثورة . وانتظر ان تكون هناك ألية أستطيع بها ان أقدم المساعدة للموهوبين موسيقيا وغنائيا وأنا واثق أن مصر مليئة بالموهوبين. لاحظنا أنك أصبت بالتوتر في المؤتمر الصحفي عند سؤالك عن طبيعة علاقتك بالداعية عمرو خالد، فما السر وراء ذلك ؟ تظهر عليه علامات الدهشة ثم يقول " لم أتوتر أو انفعل ولكن كل ما في الأمر أنني ذكرت أنه لا تجمعني به علاقة صداقة قوية، فأنا أكن له كل تقدير واحترام مثل أي شخص آخر ولكني لا أعرفه معرفة وثيقة وهذا هو ما أردت توضيحه .