الفنان العالمي سامي يوسف من أشهر الأصوات الغنائية علي مستوي العالم، اطلقت عليه مجلة التايمز البريطانية لقب "اكبر نجم روك مسلم " ولقبته الجارديان بلقب "اشهر مسلم بريطاني في العالم" غناؤه الديني يصل الي قلوب الجميع مسلمين وغير مسلمين، غني بالعربية والانجليزية والتركية والفارسية وعدد اخر من اللغات، محاولا ان يصحح صورة الاسلام في كل دول العالم، جاء الي مصر اثناء الثورة ونزل الي ميدان التحرير بعد تنحي مبارك، واكد ان مصر مثال جيد للتعايش بين المسلمين والمسيحيين.. فعلي هامش المؤتمر الصحفي الذي عقده باحد الفنادق التقته الاخبار في حوار قصير.. كيف تري الثورة المصرية وماهي انطباعاتك عن مصر بعد نجاح هذه الثورة العظيمة ؟ مصر بالنسبة لي هي الوطن العزيز والقريب الي قلبي، حيث انني عشت علي ارضها4 سنوات تعلمت خلالها اللغة العربية، وما حدث في مصر وتونس قبلها، كان نتاجا طبيعيا لما كان يحدث علي ارض هاتين الدولتين، ونجاح الثورة المصرية يعتبر بداية الربيع العربي لكل الدول العربية والاسلامية، فهاتان الثورتان هما بمثابة قنابل كان لابد من القائها، وذلك لاسباب عديدة ابرزها تهمييش الشباب، وعدم الاهتمام بهم، واعتبارهم غير موجودين، وعدم تقدير امكانياتهم، فكانت المفاجأة انهم استطاعوا بارادتهم ان يكونوا في المقدمة وان يحرروا بلادهم من الظلم والفساد، لذلك فان مصر الجديدة بعد الثورة هي مصر الحرة، وما يحدث بعد الثورة من موجة تشكيك وتخوين هي امر طبيعي يحدث بعد الثورات، واتوقع ان تكون مصر بعد 10 سنوات لاعبا اساسيا علي الصعيد الدولي، بعدان ضربت للعالم اجمع مثالا واضحا لتتحضر . نزلت الي ميدان التحرير اثناء الثورة، هل كان للمشاركة في الثورة ام لاسباب اخري ؟ في البداية كنت اتابع جيدا ما يحدث في مصر، وبمجرد علمت بتنحي مبارك قررت علي الفور الذهاب الي مصر لاشاهد ما يصنعه شباب 25 يناير في ميدان التحرير، فحجزت اول طائرة الي مصر، ونزلت الي ميدان التحرير ولكنني كنت متخفيا خوفا من أن تهمني احد بركوب الموجة، خاصة انني ذهبت الي التحرير بعد ان كانت الثورة قد حققت جزءا من اهدافها، وعندما اصبحت في قلب ميدان التحرير وسط المتظاهرين، شعرت باحساس جميل لانني اري الشباب العربي الواعي وهو يثور ليخلصوا بلادهم من ظلم كان واقعا عليهم، وتجمع حولي عدد من الشباب وكانوا سعداء جدا بمجيئي الي ميدان التحرير، وظلوا يهللون ويكبرون، وكان جميع من في ميدان التحرير يحسون ببعضهم رغم انهم لايعرفون بعضهم، فكانت قلوبهم وارادتهم متوحدة علي هدف واحد، وهذا هو اجمل ما في الميدان . بعد ان حققت نجاحا باهرا في مجال الانشاد الديني ..يتهمك البعض انك تتاجر باسم الدين من خلال البوماتك التي تطرحها لكي تحقق مبيعات اكبر ؟ انا لم استخدم الدين كغطاء في غنائي، بل انني اوظف الاغاني والموسيقي لخدمة الدين الاسلامي، كما انني اعشق الموسيقي منذ الصغر، حيث انني نشأت في بيت موسيقي تلقيت أصول الموسيقي علي يد والدي الملحن والشاعر والعازف الموسيقي المتعدد المواهب الذي كانت له يد كبيرة في صقل وتشذيب ميولاتي الموسيقية، اما عن اتجاهي لمثل هذا اللون من الغناء بالذات فكان الهدف منه هو انني أردتُ استهداف جمهور غير المسلمين، ودعوتهم إلي نداء الله والدعوة إليه، وكذا الدعوة إلي حبِّ الرسول- صلي الله عليه وسلم، وانا لم اكن اريد ان اكون مشهور ا في يوم ما ولكن القدر هو الذي جعلني في المكانة التي وصلت اليها، ولم اكن اريد ابدا ان اكون مشاركا في صناعة الموسيقي، واشعر بالملل والحزن عندما اشاهد بعض كليباتي تعرض علي القنوات الفضائية، لذلك انخرطت في دراسة القانون، كما انني اكره بشدة اضافة الاسلمة والدين الي اي شئ لان ذلك يعتبر نوعا من البيزنس . انت مطرب مسلم تعيش في انجلترا .. هل واجهتك عقبات بسبب ديانتك ؟ لا احب ما يقال ان هناك عالما اسلاميا واخر مسيحيا واخر يهوديا، لانه لايوجد سوي عالم واحد في الانسانية، فالعالم كله يحتاج الي الوحدة والسلام، ومصر هي نموذج جيد لهذا العالم المثالي من حيث التعايش والوحدة والتسامح والاحترام، وهذا ما يدفعني الي زيارة مصر باستمرار، وانا لم اتعرض لاي عقبات خلال حياتي العملية والعلمية في انجلترا رغم ان هؤلاء الناس ليس لهم ديانة . تدعو الي السلام والوحدة في كثير من اغانيك، ولكنك لاتحب ان تسميه انشادا دينيا ؟ جميع اعمالي قائمة علي " السيريتك " وهو الغناء القائم علي الذات، واخراج ما اؤمن به واريد توصيله الي الناس، ولا احب تصنيفه علي انه انشاد ديني او غيره، والفرقة التي تعمل معي هي مثال جيد لكل ما اؤمن به، حيث انها تضم افرادا من معظم دول العالم ومن مختلف الديانات، فهي تضم اثنين من انجلترا ومسيحي مصري وعدد اخر من ديانات مختلفة . من الملاحظ ان اغلب الاغنيات التي تُقدمها تكاد تنحصر في لون واحد وهو المناجاة والمديح، هل ستتطرق الي قضايا اجتماعية اخري في البوماتك القادمة ؟ معظم الأغاني التي أُقدمها اجتماعية وتعالج قضايا كثيرة، رغم أن ما يغلب علي بعضها مدح الله والرسول, فعلي سبيل المثال ألبومي (أمتي) يوجد فيه أربع أغانٍ في مدح الله والرسول، والبقية تتضمن مواضيع مختلفة، منها أنشودة أُعدت خصيصًا للقضية الفلسطينية وما يواجهه الشعب الفلسطيني من عدوانٍ وجرائم وحشية صهيونية، فلقد أعددتُ أنشودةً لهذه القضية بعنوان (أمة الإسلام), كما اهتممتُ في الألبوم الجديد بقضايا اجتماعية منها معالجة قضية الفقر، وكذا أنشودة عن الأم وطاعتها. لماذا لم تقدم ادوارا سينمائية حتي الآن ؟ انا لم ولن انوي تقديم اي عمل سينمائي لانني لا احب الشهرة، كما انني لم اكن اريد كل هذه الشهرة، ولكن مجال الغناء فانا قد نشأت وتربيت عليه، لذلك نبغت فيه وقدمت اعمالا ازعم انها جيدة، واستفاد منها الكثيرون.