سباحة ماهرة تجيد العوم والغوص في خضم الأمواج الصاخبة بل وضد التيار وكيف لا وهي من أسرة موسيقية، الأب منذ صباه عازف الكمان واصل عزفه ودراسته حتي صار ملحنًا ومايسترو لفرقته الموسيقية وعميدًا سابقًا لمعهد الموسيقي العربية، الفنان الدكتور رضا رجب، أما الأم فهي خريجة كلية التربية الموسيقية بالزمالك وكانت معيدة تدرس آلة البيانو ثم تفرغت لغادة وأختها نيفين لتواصل مشوار إعدادهما للموسيقي والغناء مع والدهما وتتقدم غادة لشقاوتها وتبطئ نيفين لخجلها.. وهكذا رضعت غادة الغناء منذ طفولتها. وتحكي غادة عن شقاوتها ومشاكستها وعنادها هذه التصرفات التي عرفت طريقها إليها وهي طفلة بمدرسة Mother House وقد كانت هذه الشقاوة بداية لغنائها فقد استدعتها يومًا ناظرة المدرسة، كان ذلك في الثمانينات وكانت تتوقع أنها ستعاقبها علي شقاوتها لكن فوجئت بها تقول إن صوتها جميل وكل المدرسين والمدرسات يثنون عليها حتي زميلاتها الصغار، وفي نهاية لقائها معها شدت أذنها الصغيرة قائلة لها «ابقي بطلي شقاوة» ووجهتها علي الفور إلي (مس فاتن) التي فرحت بها بعد أن سمعت صوتها وأعطتها ورقة مدون علي سطورها أغنية (الرضا والنور) وبدأت غادة ابنة السنوات السبع تحفظها وكل ما كانت تعرفه عن هذه الأغنية أنها كانت تشاهدها في فيلم «رابعة العدوية» وشدت غادة بأغنية الرضا والنور لقيثارة الفن أم كلثوم وقد كان ذلك في حفل المدرسة الذي أقيم آخر العام الدراسي وكان من بين الحضور في هذا الحفل صحفي اسمه فتحي الحصري بعد أن سمعها أخذ رقم الهاتف من والدتها ورشحها للدكتور أحمد يونس الذي قدمها في «عيد القمح» وهذه كانت المرة الثانية التي تصعد فيها علي خشبة المسرح لتغني «القمح الليلة» وكان ذلك عام 1990. بدأنا حوارنا مع غادة لنهديه لقارئ (القاهرة).. غادة رجب ممن أعادوا إلينا زمن الطرب الجميل من منطقة الإحساس الرومانسي وانطلقت تقفز من محطة نجاح إلي أخري منذ بدايتها.. حديثنا عن أهم هذه المحطات؟ - غنيت القمح الليلة عام 1990 وعمري أحد عشر عامًا بعدها اختاروني لأغني في الليلة المحمدية وعمري 13 عامًا وغنيت لشهيدة الإرهاب شيماء وكرمت من وزارة الداخلية بشهادة تقدير وميدالية، شاركت في اليوبيل الذهبي لجامعة الدل العربية، مثلت مصر في المهرجان الرابع لاتحاد الإذاعات العربية بالأردن وفزت بالجائزة الكبري في أغنية «بنعشق الحياة»، وفي عام 1996 فزت بجائزة (الفيدوف) التركية، بعدها توالت الجوائز في مهرجانات الموسيقي العربية من الرابع وحتي اليوم، ولا أنسي جائزة الفارس الذهبي في عام 2000 في مهرجان القاهرة الدولي للإذاعة والتليفزيون، وفزت بالجائزة الذهبية لأحسن أغنية إذاعية (ما حدش مصدق) كلمات صلاح فايز وألحان سامي الحفناوي وتوزيع إبراهيم الراديو عام 2001، وجائزة البحرين الدولية عن أغنية «لماذا» كلمات الشاعر الراحل نزار قباني وألحان كاظم الساهر.. ولا أنسي تكريمي لأحسن مطربة في أوسكار الشرق الأوسط عام 1998 وأحسن مطربة في عيد الفن لمجلة حريتي عام 1999... وهناك مهرجان عام 1995 تقريبًا حصلت فيه علي جائزة الميكروفون الذهبي في المهرجان الذي أقيم في الأردن لإذاعات الدول العربية وغيرها من الجوائز تتوالي والحمدلله. ماذا أعطتك هذه النجاحات؟ - حملتني مسئولية كبيرة وعظيمة فأنا أشعر وكأني أحمل علي عاتقي همًا كبيرًا فالوصول إلي النجاح صعب والحفاظ عليه أصعب بل هو المسئولية والهم الكبير والخوف والتشبث بأغصان النجاح حتي لا أسقط. وماذا عن أعداء النجاح؟ - عندما كنت أغني وأنا طفلة كانت أيام جميلة لا أنساها كنت أشعر فيها بالنجاح والتميز أما عذابي فقد بدأ بأعداء النجاح بعد أن غنيت (بنعشق الحياة) ظهرت الشائعات بأن والدها وراء نجاحها فهي لا تغني إلا مع فرقته وثارت ضجة كبيرة وكثرت الأقاويل مع أني تعاملت مع فرق عديدة مع صلاح عرام وهاني مهني والمرحوم حسين جنيد وسامي نصير وغيرهم، وبالرغم من وقوف والدي بجواري منذ بداياتي كنت وقتها قد تعودت علي فرقة والدي لأنها تحفظ الألحان التي استغرق معها وقتًا طويلاً عند إجراء البروفات بالمقارنة مع أية فرقة أخري فمع والدي أشعر بالأمان. غادة وتترات المسلسلات الإذاعية والتليفزيونية؟ - غنيت تترات عديدة لمسلسلات إذاعية وتليفزيونية بداية من مسلسل «وجه القمر» وغيرها وعملت تترات لمسلسلات عربية كويتية من ألحان محمد علي سليمان وكلمات أحمد فتح الله وأعمال أخري كثيرة لا أذكرها الآن. بعد هذا النجاح هل مازالت هناك عقبات تعترض طريقك الفني؟ - طبعًا العقبات موجودة وبفظاعة وحرق دم ولا توجد راحة بال بالمرة ولا توجد خطوة أقدم عليها وأراها سهلة فلكي أصل لهدف ما تقابلني مليون ألف شوكة، وحفرة، وهذا يكون علي أعصاب الفنان وصحته وراحته لكن عندما يتحقق النجاح أشعر بالسعادة وأنسي كل ما سبق لهذا النجاح. أين أنت من خريطة الغناء للطفل والأغاني الدينية واللون الشعبي؟ - أثناء طفولتي غنيت للطفل كثيرًا جدًا وأنا في عمرهم غنيت عن الأصحاب، عن السلام، وغنيت لهم في أعياد الطفولة أغاني منها أنا عندي جيتار، يا طير يا طير، وغيرهما وكنت مقتنعة جدًا لأني كنت أغني معهم وأنا في عمرهم أما الأغاني الدينية أنا عملت أكثر من خمسة عشر دعاء دينيا تم تصويره تليفزيونىًا لشهر رمضان وعملت الليلة المحمدية وبالنسبة للغناء الوطني غنيت في عيد الشرطة لشهيدة الإرهاب شيماء من ألحان جمال سلامة واشتركت في مجموعة غناء الحلم العربي وحوالي 6 أوبريتات لانتصارات أكتوبر وبرغم كل ذلك فاللون العاطفي هو الذي يميزني أما اللون الشعبي مازلت أسعي له وإن شاء الله سيتحقق. منذ انطلاقتك وعرفك الناس في مصر بداية من وقوفك للغناء أمام فرقة الدكتور رضا رجب كثر ترددك علي دول الخليج وابتعدتِ عن ساحة الغناء في مصر. ما تعليقك؟ - ليس لي تعليق وإنما الأمر هو توالي طلب الفنان في حفلات بدول الخليج وفي بيروت وتونس بل وظهور لي في قنوات فضائية متعددة في برامج تمتد لثلاث ساعات كقناة المستقبل وغيرها وأذكر منذ سنوات استضافوني في برنامج «خليك في البيت» تقديم زاهي وهبة قدمت فيه بالإضافة إلي الحوار والرد علي مكالمات الهواء بعض أغنياتي وأذكر من هذه المكالمات حدثني حلمي بكر وإجلال زكي والياس الرحباني وإحسان المنذر ورياض الهمشري وكثيرون وهي زيارات تحقق لىّ الكثير من الاحتكاك بالجماهير العربية وهذا شيء جميل أن يتحقق لىّ وجود عربي بل وهذا يجعلني دائمًا سفيرًا لمصر أو كما أسمع هناك غادة رجب بنت مصر. من أهم المؤلفين والملحنين الذين تعاملتي معهم؟ - المؤلفون.. عبدالوهاب محمد، صلاح فايز، نزار قباني، سمير الطائر، بهاء الدين محمد وإبراهيم عزيز وغيرهم. الملحنون.. محمد الموجي، سيد مكاوي ومحمد علي سليمان وبليغ حمدي.. وهل واكبتِ بليغ حمدي في مشوار صعودك؟ - نعم اتصل بي من لندن عندما سمع أول شريط لي وكنت طفلة عمري 8 سنوات لحن لي بعد عودته (أنا م البلد دي) ونجحت الأغنية وكان لطيفًا معي في الاستديو وبعد وفاته وفي حفل تأبينه قمت بالغناء ونالني التشجيع والتقدير من والدي وحلمي بكر وعمار الشريعي، محمد ضياء، فاروق الشرنوبي، كاظم الساهر، محمد مصطفي، أمير عبدالحميد ومحمد سلطان. من يصارع غادة أو تصارعه في مشوارها الفني والحياتي؟ - أنا لا أصارع أحدًا وإن الصراع مع نفسي داخلي أريد أن أعمل شيئًا يخلد اسمي كل الناس تردد أسماء الزمن الجميل، الغناء، والطرب الأصيل أم كلثوم وجيلها هل يأتي يوم يقول الناس إن جيلنا له بصمة ويذكرون غادة وغيرها كما يتذكرون هؤلاء المطربين والمطربات العظام. ماذا يقلق غادة؟ - أخاف جدًا وأترعب من بكره والغيب والمجهول ولا أعرف ماذا تخبئ لي الأقدار. متي تبتسمين بسعادة ومتي مجاملة؟ - للأسف في كلتا الحالتين تظهر علي وجهي آثارهما فلو ضحكت من قلبي فمن بجواري سيعرف هذا ويحس به إذا كنت أعرفه جيدًا ومن لم أعرفه يشعر أن ابتسامتي مجاملة لا أكثر.