أقر ناشرو صحيفة التايمز أعرق الصحف البريطانية مع شقيقتها صندي تايمز بانخفاض عدد المستخدمين لموقعها علي الانترنت بعد فرض رسوم مالية علي دخوله منتصف العام الحالي، حيث انخفض عدد مستخدمي موقع الصحيفتين علي الانترنت بنسبة 27 في المائة (من 2.79 مليون زائر في مايو إلي 1.61 مليون زائر في الشهور الأخيرة) ولم تشر الدراسة علي كمية التوزيع الورقية لصحيفة التايمز منذ فرض رسوم علي دخول موقعها الالكتروني وعما اذا كانت قد تأثرت، وأشارت الدراسة إلي أن مقدار الوقت الذي أمضاه المستخدمون علي كل صفحة من صفحات التايمز انخفض من 7.6 دقيقة في مايو إلي 4 دقائق في الشهور الأخيرة. جاء هذا في الوقت الذي قلل فيه جيمس هاردينج رئيس تحرير التايمز من تأثير انخفاض عدد القراء بقوله "الوقت لا يزال مبكراً لكن الأرقام مشجعة ورأينا أن قراء الطبعات الرقمية أحبوها والتزموا بدفع الرسوم بعد أن سجلوا اسماءهم في مرحلة التجربة". وكانت شركة "نيوز انترناشونال" المالكة لصحيفة التايمز وشقيقتها الأسبوعية صنداي تايمز قد فرضت اشتراكاً مقداره جنيهاً استرليناً واحداً في اليوم وجنيهين في الأسبوع علي قراء موقعي الصحيفتين، ولم تقدم صحيفة "التايمز" المعروفة بقيم أخبارها محتوي مختلفاً عما كانت تقدمه قبل فرض رسوم الاشتراك علي تصفحها الالكتروني. في حين أكدت بعض الاستطلاعات أن موقع صحيفة "ديلي ميل" هو أكثر مواقع الصحف البريطانية شعبية علي شبكة الانترنت، بعد أن وصل عدد زواره إلي تسعة ملايين خلال شهر يوليو الماضي وحده. وأطلقت الصحيفتان "التايمز" اليومية و"صندي تايمز" الاسبوعية موقعين جديدين تفصلان فيه وجودهما الرقمي للمرة الأولي وتستعيضان عنه بموقع مشترك يحمل اسم "تايمز أون لاين"، في تحرك من شأنه أن يفتح جبهة جديدة في المعركة التي تخوضها الصحف البريطانية علي كسب أكبر عدد من القراء، وعبر متابعون عن خشيتهم من نجاح هذه الاستراتيجية ووصفوها بعالية الخطورة بسبب توفر مقدار كبير من الأخبار مجاناً علي شبكة الانترنت. كانت إحدي مراكز الدراسات في بريطانيا قد أجرت استقصاء علي 1200 قارئ وأظهرت أن القراء غير مستعدين لدفع أموال مقابل الاشتراك في مواقع الكترونية إخبارية كانوا يلجأون إليها مجاناً في السابق، وأشار 75 في المائة من المستطلعين أنهم سيستخدمون موقعاً إخبارياً مجانياً آخر في حال فرضت المواقع التي كانوا يستخدمونها رسوم اشتراك، بينما أفاد 8 في المائة منهم أنهم سيكتفون بقراءة عنواين الأخبار، وبدا 12 في المائة آخرون غير متأكدين مما سيفعلونه، وكانت الفئة الشابة التي تتراوح أعمارها بين 16 و24 عاماً أكثر من بدا مستعداً للدفع مقابل الاشتراك في الخدمات الإخبارية. وقال 72 في المائة من القراء إنهم في حال اضطروا فلن يدفعوا أكثر من 16 دولاراً أمريكيا مقابل اشتراك سنوي في موقع إخباري، بينما أشار 62 في المائة إلي أنهم قد يدفعون بين 1.6 و3.2 سنتاً مقابل المقالة الواحدة. وتأتي خطوة الصحيفة البريطانية بعد دعوة روبرت مردوخ إلي فرض رسوم علي المحتوي الذي تقدمه الصحف علي مواقعها الالكترونية لمواجهة كساد الطبعات الورقية، وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد ذكرت انها ستفرض رسوماً علي دخول موقعها علي الانترنت بحلول عام 2011، كما قررت مجموعات نشر تقليدية مثل "نيوزكورب" و"أكسل سبرينجر" أن تخوض التجربة وتبدأ فرض رسوم مقابل الأخبار التي تنشر علي الإنترنت مجازفة بتقليل حجم مستخدميها مقابل الحصول علي مكاسب محتملة من خلال إيرادات الاشتراكات. يأتي هذا في الوقت الذي دافع فيه رئيس تحرير صحيفة الجارديان البريطانية آلان روسبردجر عن بقاء الصحافة الورقية تجاه تهميشها من قبل الصحافة الرقمية، وقال روسبردجر الذي يشغل منصبه منذ 15 عاما في حوار مفتوح مع اعلاميين في العاصمة البريطانية لندن "ان الصحافة الورقية لن تدخل في غياهب النسيان". ورد آلان روسبردجر علي دعوات روبرت مردوخ بقوله "ان المستقبل للصحافة الورقية والرقمية جزء منه والاكثر تميزاً هو الذي يفرض نفسه ويوثق علاقته مع القارئ"، واشار الي قيام مردوخ من قبل بتسعير صحفه بمبالغ ضئيلة جدا تصل الي اقل من سعر التكلفة من أجل الاستحواذ علي الجمهور، وهو مردوخ نفسه الذي يطالب اليوم بفرض رسوم علي دخول القارئ علي موقع الصحيفة علي الانترنت.