تستعد محافظة القليوبية لتنفيذ مشروع عاجل بالتعاون مع المجلس الأعلي للآثار لترميم و إعادة تأهيل محلج القطن الاثري الموجود بالقناطر الخيرية من أجل إعادة استخدامه كمركز ثقافي عالمي والذي سيكون خطوة رائعة من أجل احياء آثارالقناطر الخيرية التي ادرك أهميتها محمد علي و ترك بها عدداً هائلاً من الآثار التي تشهد علي عصره بالاضافة إلي جوها الرائع الذي يجذب لها عدداً كبيراً من الناس للاستمتاع به وتضم القناطر علي أرضها عدداً من المناطق التاريخية والاثرية المهمة كمتحف الري ويشمل وسائل الري منذ عهد الفراعنة حتي الان وبه مجسمات للسد العالي وجميع الكباري والقناطر المقامة علي طول النيل بالاضافة إلي قناطر محمد علي و التي لا تعتبر قناطر فقط بل تحفة معمارية وفنية رائعة مازالت موجودة كما هي حتي الآن، فهي سد من النوع المفتوح وقد بدا التفكير فيه ليكون الري سنويا عن طريق حجز المياه امام القناطر تأخذه الرياحات ( التوفيقي - المنوفي - البحيري ) وتوصيلها الي جميع اراضي الدلتا وقد تم وضع حجر الاساس في إبريل 1843م في عهد محمد علي باشا والي مصر، بالإضافة إلي محلج الاقطان الذي قام بإنشائه محمد علي باشا عام 1847م، فبعد ان فكر محمد علي في إنشاء القناطر لتنظيم الري والاهتمام بالزراعة خاصة زراعة القطن المصري الذي امتاز بالجودة والمتانة علي مستوي العالم شرع في بناء محلج للنهوض بصناعة القطن المصري ولكن مبني المحلج حاليا غير مستغل، بالإضافة إلي ثلاث استراحات بجواره لذلك قرر اللواء عدلي حسين محافظ القليوبية ترميم هذا المبني الاثري المهم و إعادة استخدامه ليكون منارة ثقافية عالمية حيث سيتم تحويله إلي مركز ثقافي عالمي و بذلك ستساعد علي إعادة لفت النظر لهذا المكان الرائع الذي ظل مهجوراً سنوات عديدة دون استخدام . يوضح فرج فضة رئيس قطاع الآثار الاسلامية و القبطية بالمجلس الأعلي للآثار أن محلج القطن الاثري يقع علي كورنيش مدينة القناطر الخيرية علي بعد 500 متر من مبني القناطر الخيرية ويقع علي الضفة الشرقية للنيل ، وإجمالي مسطح الموقع بالمباني داخله حوالي 28000م2 ، وله مدخلان علي النيل أحدهما رئيسي ويقع بين الاستراحتين الثانية والثالثة والآخر فرعي في نهاية الموقع جهة الاستراحة الأولي وكان مخصصاً لدخول بالات القطن إلي الموقع من خلال قضبان سكك حديدية خاصة بالمصنع، وللمحلج مدخل آخر من شارع جانبي عمودي علي شارع كورنيش النيل في مواجهة البنك الأهلي، وفي ضوء الدراسات الأثرية ودراسات الوضع الراهن ونظراً لما يتميز به موقع المحلج من إطلالة علي النيل علاوة علي الطراز المعماري المميز لذلك كان لابد من إعادة استخدام المبني في وظيفة ثقافية تتوافق مع توصيات المواثيق الدولية في إعادة استخدام المباني الأثرية بحيث يتم عمل أقل تعديلات ممكنة علي المبني لذلك تم حاليا الاتفاق مع محافظة القليوبية من أجل إعادة تأهيل هذا المبني و استخدامه كمركز ثقافي عالمي . و يضيف م . ربيع إبراهيم مدير مشروعات آثار غرب القاهرة أن المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية انطلاقا من حرصه الشديد علي احياء آثار مدينة القناطر الخيرية قرر تحويل الاستراحات الثلاث الموجودة علي كورنيش النيل إلي مركز ثقافي عالمي بعد تنفيذ مشروع ترميم واحياء لهذه المباني حيث قامت محافظة القليوبية بشراء هذه الاستراحات المسجلة أثرا، فقد كان اثنتان منهما ملك شركة القاهرة للزيوت والصابون ومسطحهما 1881م2 والثالثة ملك الشركة القابضة للغزل والنسيج والملابس الجاهزة ، وبالتنسيق مع المجلس الأعلي للآثار يتم حاليا إعداد مشروع متكامل من أجل ترميم مبني الاستراحات و إعادة تأهيله كمركز ثقافي عالمي و يتم هذا المشروع عن طريق ثلاث مراحل ، بدأت المرحلة الاولي بأعمال رفع للمباني الحالية و التوثيق الاثري و المعماري للمباني التابعة للمحلج و منها الاستراحات ثم بدأت المرحلة الثانية حيث يقوم مكتب استشاري هندسي حاليا بإعداد مشروع الترميم والرسومات التي سيتم من خلالها العمل والذي سينتهي مع نهاية هذا العام و بمجرد موافقة المحافظة سيتم عرض المشروع علي الشركات المتخصصة للبدء في مشروع الترميم مع بداية العام الجديد . تاريخ المحلج يوضح م . ربيع ان محمد علي باشا الذي حكم مصر في الفترة ما بين عامي 1805م ، 1846م والذي أحدث ثورة صناعية بمصر وأدخل أحدث الأساليب العلمية في الصناعة، ونقل النهضة الصناعية التي كانت سائدة في ذلك الوقت بأوروبا إلي مصر، وكان اهتمام محمد علي بالقطن المصري سبباً في إنشاء عدة محالج للقطن بكفر شكر وبنها والقناطر الخيرية الذي نحن بصدده الآن وقد أمر محمد علي بإنشاء هذه المحالج، ولكنها تمت بعد وفاته حيث إنه بدء في بنائها من عام 1847م واستمرت خلال حكم إبراهيم باشا وعباس باشا الأول وسعيد باشا وإسماعيل باشا وتوفيق باشا. وتم الانتهاء من الإنشاء في عام 1847م. الوصف المعماري و توضح د. مرفت ثابت - مدير عام مكتب رئيس قطاع المشروعات بالمجلس الأعلي للآثار- أن المحلج يبدأ من المدخل الرئيسي و هوعبارة عن بوابة حديدية يتوجها عقد مدبب، وعلي جانبي المدخل يوجد البرجان يري البعض أنه تم انشاؤهما لمراقبة أي عدو يأتي من النيل وذلك للقلعة السعيدية التي أنشأها سعيد باشا عندما جلس علي كرسي الحكم، ولتكون محمية للبلاد من أي عدو. وهذه القلعة السعيدية يوجد أجزاء منها حول سجن القناطر الخيرية، وبعض البوابات التي توجد بين القناطر الخيرية ومنشأة القناطروالرأي الآخر يذكر أن هذه الأبراج كانت للحراسة وكان يجمع بهذا المحلج كميات هائلة من الأقطان وأن بناءها مشابه لأبراج القناطر الخيرية لبنائها في نفس وقت بناء القناطر. والبرج الأيمن مربع الشكل يكتنفه باب متوج بعقد مدبب وتعلوه فتحتان فوقهما شرافات مسننة، ثم يمتد البرج إلي أعلي وتتخلله فتحات عقود مدببة، أما البرج الأيسر ذو قاعدة مربعة بها شباك يعلوه فتحة مستطيلة الشكل يتوجها أشكال عقود نصف دائرية وهي ثلاثية يعلوها فتحتان شباك يتوجهما عقد، ثم يمد البرج إلي أعلي يتخلله أربع فتحات شبابيك ذات عقود مدببة، ثم ثلاث فتحات مزاغل يتوجها أيضاً أربعة أبراج صغيرة. كما يوجد حجرتان بجوار البرج الأيمن ذات دور واحد لهما سقف جمالوني تنتهي ببرج آخر مربع الشكل به فتحة شباك مستطيل يعلوها فتحة شباك أخري، وبعد القاعدة المربعة للبرج يوجد بدن مستدير الشكل اسطواني به فتحات مزاغل علي مستويين يحيط به الشرفات المسننة المبنية من الطوب والأحجار ، أما الاستراحات فتوضح د. مرفت ان الاستراحة الأولي تتكون من بدروم كان يستخدم كمخازن يفتح علي الحديقة من الخلف والطابق الأرضي يتقدمه شرفة ذات أرضية خشبية وسقف جمالوني عليه خمسة أبواب خشبية يوصلنا إلي الحجرات الداخلية للمبني ثم الطابق الأول يتخذ نفس التصميم، والاستراحة الثانية تتكون من بدروم كان يستخدم اسطبلاً للخيول يفتح من خلف المبني علي حديقة أقل من مستوي الشارع حالياً وهي عبارة علي حجرات ثم سلم خشبي يصعد إلي الطابق الأول فوق الأرضي ، أما المدخنة فهي عبارة عن مخرج لتصريف البخار الزائد علي حاجة الماكينة المستخدمة بالبخار لحلج القطن. وتتكون من قاعدة مربعة ثم بدن مثمن وارتفاعها يبلغ خمسة وأربعين متراً وحفاظاً علي المدخنة تم عمل حزام خرساني حديثاً حولها ، و يوجد مبني آخر يسمي عنبر الحلج و الذي يرجع تاريخ إنشاؤه لعام 1901م وهو مبني مستطيل الشكل ذو سقف جمالوني محمول علي كمرات حديدية ذات أحجام كبيرة الشكل تتم به عملية الحلج والتنقية والتعبئة ومادة البناء من الطوب والأحجار ، والمحلج الآن ملك الشركة القابضة للغزل والنسيج والملابس الجاهزة ويحتوي المحلج علي جزء خاص بتخزين بالات القطن وآخر لماكينة الحلج الرئيسية وملحقاتها وآخر لعنابر الحلج ، وبالمحلج ماكينة حلج سويسرية يرجع تاريخ صنعها لحوالي سنة 1900م وكانت تدير أكثر من مائة دولاب حلج وتضيءالقناطر الخيرية. و يوضح م . ربيع ونظراً لوجود الماكينة الرئيسية للحلج بحالة جيدة وكذلك الكفاءة الإنشائية للمبني ومن منطلق إدخال أقل التعديلات علي المبني وتأهيله لإعادة الاستخدام يمكن استخدام المبني للعمل كمتحف لعرض آلية تشغيل المحالج خاصة مع تنسيق الموقع بين المباني المختلفة واستغلاله في العرض المتحفي المكشوف.