ينطلق غدا مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته السادسة ويستمر ثمانية أيام بحضور صناع أفلام ومنتجين ونجوم عرب وعالميين، وتلقي الأفلام المشاركة الضوء علي جوانب متنوعة من واقع الحياة اليومية العربية بحيث استطاعت نيل تقديرات النقاد وإعجاب الحضور في مهرجانات دولية علي غرار (كان) السينمائي الدولي لهذا العام. أختيرت تلك الأفلام من بين أحدث نتاجات السينما العربية والتي تقدم بها سينمائيون عرب من بلدان في الخليج وبلاد الشام والمغرب العربي وأستراليا وبلجيكا وكندا والجمهورية التشيكية والدنمارك وفرنسا والمكسيك وهولندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدةالأمريكية. فوز "زنديق" وقبل بداية إنطلاق المهرجان فاز فيلم "زنديق" وهو إنتاج فلسطيني بريطاني مشترك للمخرج ميشيل خليفة بجائزة مهرجان دبي السينمائي الدولي للأعمال قيد الإنجاز لهذا العام وقدرها 25 ألف دولار أمريكي. وتعد مسابقة "الأعمال قيد الإنجاز" جزءاً من "ملتقي دبي السينمائي" سوق الإنتاج الذي ينظمه المهرجان ويهدف إلي دعم السينمائيين العرب في مختلف أنحاء العالم وإلي دفع عجلة نمو صناعة السينما في المنطقة العربية ، وقال عبد الحميد جمعة رئيس المهرجان للصحفيين ، إن "جائزة دبي السينمائي للأعمال قيد الإنجاز" تمثل حافزاً للمخرجين العرب للمضي نحو تحقيق طموحاتهم ومشاريعهم السينمائية. وأضاف "يتمثل أحد أبرز أهداف مهرجان دبي السينمائي الدولي في تشجيع المواهب السينمائية العربية وتوفير المنصة المناسبة لتطوير قطاع سينمائي قوي في المنطقة. فعلي مدي السنوات القليلة الماضية دخلت عدة إبداعات سينمائية عربية الساحة العالمية بقوة ونسعي في المهرجان الي أن نلعب دوراً محورياً في حفز الطاقات الإبداعية الشابة". وخاض "زنديق" من إنتاج عمر القطان منافسة شديدة مع 17 مشروعاً في مسابقة "الأعمال قيد الإنجاز"، وكان العديد منها ثمرة تعاون متعدد الثقافات ، وجاء في المركزين الثاني والثالث مشروع "ظلال" المصري لمريان خوري ومصطفي حسناوي ومشروع "بيت شعر" للمخرجة إيمان كامل والمنتج طلال المهنا، وسوف يتواجد جميعهم في "ملتقي دبي السينمائي" في ديسمبر الجاري ، ويقدم ملتقي دبي السينمائي للمخرجين العرب منح مالية ، كما يوفر جسراً للتواصل بالنسبة لأصحاب المشاريع قيد التطوير والأعمال قيد الإنجاز. وتتضمن جوائز المشاريع قيد التطوير 3 جوائز بقيمة 25 ألف دولار من المهرجان للمشاريع في المراحل النهائية من عملية الانتاج و"جائزة آرتيه للعلاقات الدولية" بقيمة 6 آلاف يورو أخري ب 10 آلاف دولار. تكريم فوق العادة تقديرا لمشوارهما السينمائي الطويل، قررت إدارة مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته السادسة تكريم الممثلة الكبيرة فاتن حمامة والممثل الهندي أميتاب باتشان. جاء تكريم فاتن حمامة بجائزة "إنجازات الفنانين" تقديرا لمساهمتها الكبيرة في السينما المصرية ومحاولتها لتطوير دور المرأة في مسيرة تطور صناعة السينما في المنطقة العربية، وتعتبر سيدة الشاشة العربية أول سيدة تحصل عليها منذ بداية المهرجان ، ومن المقرر أن يعرض خلال تكريم فاتن حمامة فيلمان لها، وهما: "أفواه وأرانب" و"أريد حلا"، ويشارك في مسابقاته المختلفة ستة أفلام مصرية، ففي المسابقة الرسمية يشارك فيلمان هما: "عصافير النيل" للمخرج مجدي أحمد علي و"واحد- صفر" للمخرجة كاملة أبو ذكري. وفي مسابقة الأفلام القصيرة، يشارك فيلم "النشوة في نوفمبر" من إخراج عائدة رضوان الكاشف ومن بطولة الممثل الكبير محمود عبد العزيز وفرح يوسف ، وفيلم "خيال الصورة" للمخرجة إيمان النجار، وفي مسابقة الأفلام الوثائقية، يشارك فيلم "غزة مباشر" للمخرج سمير عبد الله وهو إنتاج مصري فرنسي فلسطيني ، و"الغندرجي" إخراج عهدي كامل وهو إنتاج سعودي أمريكي مصري. أعمال مهمة مشاركة وقال مدير البرامج العربية في مهرجان دبي السينمائي الدولي الناقد عرفان رشيد إن الأفلام الروائية الطويلة المرشحة لجوائز مسابقة المهر العربي تعكس المواهب الإبداعية التي يتمتع بها السينمائيون العرب ، وأضاف ''تتميز هذه الأعمال الفنية بثراء مضمونها وتستوحي أحداثها من الواقع المحيط فضلا عن أن قصصها لا تقتصر علي مواضيع الحرب والكفاح والمقترنة عادة بالسينما العربية بل تسلط الضوء أيضا علي جوانب عديدة مبهجة من الحياة اليومية'' ، وأوضح ''توفر هذه الأفلام رؤية فريدة للعالم العربي بعيون مخرجين معاصرين وتهدف في مضمونها إلي تصحيح الصور المشوهة المرتبطة بالمنطقة وهو أحد الأهداف الرئيسة التي ينشدها مهرجان دبي السينمائي الدولي من خلال مد جسور التواصل والحوار بين مختلف الثقافات''. الافتتاح والختام تحاول إدارة المهرجان الامساك بزمام الأمور وان تُترجم بعض الارباكات هنا وهناك علي شكل اعتذار نجوم وضيوف وتضاؤل عدد الافلام العربية في المسابقة وتأخر اعلان فيلمي الافتتاح والختام، قبل الاستقرار علي فيلم "تسعة" للمخرج روب مارشل للافتتاح وهو الفيلم المقتبس عن العمل المسرحي الشهير الذي يحمل نفس الاسم. ويروي الفيلم الذي يشارك في بطولته كل من دانيال داي لويس، ونيكول كيدمان، وبينلوب كروز، وماريون كوتيلارد، وجودي دينش، وكيت هودسن، وصوفيا لورين، مجريات أزمة منتصف العمر لمخرج مبدع من خلال سلسلة أحداث رومانسية معقدة أطرافها زوجته وعشيقته وإلهاماته. ويذكر أنه من المقرر أن يتولي المخرج المخضرم مارشال، صاحب فيلم "شيكاغو" الذي نال 6 جوائز أوسكار بينها جائزة أفضل فيلم وفيلم "مذكرات فتاة الجيشا" "Memoirs of a Geisha"، إخراج الجزء التالي من فيلم "قراصنة الكاريبي". أما الختام فقد وقع الاختيار علي فيلم " Avatar " للمخرج الكبير جيمس كاميرون مع العلم ان كلا الفيلمين سيعرض في الصالات التجارية في أعقاب اختتام المهرجان. قبل أيام كشف المهرجان عن آخر برامجه المرتقبة، مسابقة الافلام العربية الطويلة المرشحة لجوائز "مسابقة المهر العربي 2009"، والتي تلقي الضوء علي جوانب متنوعة من واقع الحياة اليومية العربية. تم اختيار الأفلام الأحد عشر من بين مجموعة من الأعمال التي تقدم بها سينمائيون عرب، بعضهم مقيم في الداخل وبعضهم الآخر في الخارج. هنا لائحة بالافلام المتنافسة. جوائز الصحفيين الشباب يتلخص جوهر "جائزة مهرجان دبي السينمائي الدولي للصحفيين الشباب"، التي تقام هذا العام بالشراكة مع "مجموعة إم بي سي"، في تمكين المواهب الصحفية الصاعدة من تبادل المعرفة والخبرات وتطوير المهارات المهنية وتطبيقها عمليا. وتهدف المسابقة التي حققت نجاحًا كبيرًا العام الماضي، إلي مساعدة الصحفيين الشباب علي المضي قدمًا في مسيرتهم المهنية وتطوير أدواتهم، من خلال إتاحة الفرصة لهم للتدرب علي يد مجموعة من الخبراء في هذا المجال، وتطبيق مهاراتهم في بيئة عمل واقعية. وفي هذا السياق، أوضحت شيفاني بانديا، المدير التنفيذي لمهرجان دبي السينمائي الدولي، أن السينما في مختلف أنحاء العالم، تستند في نموها إلي آراء وتحليلات الكتّاب، وقالت: "تعد جائزة الصحفيين الشباب إحدي مبادراتنا الرئيسية، الرامية إلي بناء وتطوير القدرات المحلية. وبالإضافة إلي تبادل الخبرات، فإنه من الضروري أيضًا تعزيز القدرات التنافسية لطلاب الإعلام من خلال التدريب العملي الجيد، حتي يتمكنوا من دخول معترك العمل باقتدار. وعليه، يعمل مهرجان دبي السينمائي الدولي علي تحقيق ذلك من خلال برنامجه التدريبي المبتكر الذي يتيح للطلاب تطبيق مهاراتهم بشكل عملي تحت إشراف خبراء مخضرمين".