الجريدة (رويترز) - كشف رئيس اللجنة العليا للانتخابات المستشار عبد المعز ابراهيم أن نتيجة إعادة المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية أسفرت عن استحواذ حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين، على أكبر عدد من المقاعد في المرحلة الاولى من انتخابات مجلس الشعب التي تجرى على مدى ستة أسابيع. وأعلن إبراهيم في مؤتمر صحفي عقد أمس الأربعاء شغل الإخوان 24 مقعدًا كما شغل حلفاء انتخابيون لهم أربعة مقاعد. وتنتظر اللجنة القضائية العليا للانتخابات حكم المحكمة الادارية العليا في أحكام بإبطال الانتخابات في ثلاث دوائر قبل إعلان نتائجها أو إعادة الانتخابات فيها، وتشير النتائج غير الرسمية الى فوز مرشحي الإخوان في الدوائر الثلاث وعددهم ستة مرشحين. وألغت المحكمة من قبل انتخابات الدائرة الأولى في القاهرة وستعاد في يناير المقبل. ويعزز فوز الإخوان المسلمين تقدمهم على حزب النور السلفي وعلى ليبراليين ويزيد الضغط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد ليسلم السلطة للمدنيين في الموعد الذي حدده وهو منتصف العام المقبل وربما قبله. وقالت جماعة الإخوان المسلمين أن الائتلاف الحزبي الذي يفوز بأغلبية مقاعد مجلس الشعب يجب أن يشكل الحكومة لكن المجلس العسكري يصر على أن يبقى هذا الامر بيده لحين تسليم السلطة لرئيس ينتخب في يونيو .ولن يتضح تشكيل مجلس الشعب قبل انتهاء مراحل الانتخاب الثلاث في يناير القادم. وتوضح النتائج أن ليبراليين اقترعوا في جولة الإعادة لترجيح كفة الإخوان المسلمين على حزب النور السلفي الذي أثار تقدمه قلقًا في الولاياتالمتحدة حليف مصر واسرائيل المرتبطة معها بمعاهدة السلام الموقعة عام 1979. وفاز ستة من المرشحيين الفرديين من حزب النور السلفي في الاعادة، وقال عدد ممن أدلوا بأصواتهم في الجولة الأولى لحزب النور إنهم لم ينتخبوهم في جولة الاعادة. وفاز سلفيان فقط في مدينة الاسكندرية الساحلية معقل الدعوة السلفية من بين ثمانية مرشحين فازوا في جولة الإعادة بينهم أربعة من الإخوان المسلمين ومتحالف معهم ومستقل. وكان من بين من خسروا في جولة الإعادة المتحدث باسم الدعوة السلفية عبد المنعم الشحات الذي فقد فرصة التمثيل النيابي أمام مرشح إخواني سانده ناخبون مسيحيون أيضا. ونسب الى الشحات قوله أن الديمقراطية "حرام". وقالت الكتلة المصرية التي جاءت بالمركز الثالث في نتائج القوائم انها تدعم احتجاجًا سينظمه العاملين بالسياحة قرب الأهرامات. ويحرم السلفيون السياحة التي تعد مصدر الرزق لملايين المصريين وتمثل 20% من الدخل القومي المصري. وقال الباحث بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة الاهرام الصحفية عمرو هاشم ربيع "كثير من الناس عبأوا أنفسهم ضد السلفيين الذين يرون كل شيء أسود وتقول وسائل الاعلام انهم يقودون مصر الى كارثة." وجرى التنافس على 56 مقعدًا فرديًا في المرحلة الأولى من الانتخابات في حين تنافست الأحزاب على المقاعد الأخرى في اطار القوائم الحزبية. وتجرى مرحلتان أخريان ومن المقرر أن تكون اخر جولة إعادة في منتصف يناير. وكان احتلال السلفيين للمركز الثاني بعد حزب الحرية والعدالة في القوائم الحزبية مفاجأة. بينما سيثير تقدم حزب جماعة الإخوان المسلمين خيبة أمل الكثير من النشطاء الذين قادوا الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك في فبراير الماضي . ودعت إسرائيل مصر هذا الأسبوع إلى الإبقاء على معاهدة السلام التي رعتها الولاياتالمتحدة بعشرات المليارات من الدولارات من المساعدات العسكرية لكل من البلدين على مدى 30 عاما. وأكدت جماعة الإخوان تمسكها بأهداف الاصلاح السياسي الذي تدعو إليه أيضًا مجموعة من الجماعات التي شاركت في الانتفاضة الشعبية ولا تبرز المبادئ الاجتماعية المحافظة التي كثيرا ما تكون مصاحبة للحركات الاسلامية. وفاز حزب الحرية والعدالة بالفعل بمقعدين فرديين من المرحلة الأولى في الأسبوع الماضي كما حصلت قائمة الحرية والعدالة على نسبة 36.6 % من الأصوات بينما حصلت قائمة حزب النور السلفي على المركز الثاني بنسبة 24.4 %. ويخصص ثلثا المقاعد للقوائم الحزبية. وأعطت الانقسامات بين الإخوان والسلفيين الأمل لليبراليين أن يكون لهم نفوذ سياسي بعد الإنتخابات وأن يشاركوا بدور كبير في وضع الدستور الجديد للبلاد. وعزز ذلك فوز عدد منهم يوم الأربعاء بمقاعد في مجلس الشعب بينهم النائب السابق البدري فرغلي والنائب السابق محمد عبد العليم داود. وسيجعل التفويض الشعبي للبرلمان من الصعب على المجلس العسكري تجاهله لكن الجيش سيظل مسيطرا على مقاليد السلطة إلى حين إجراء إنتخابات رئاسية في يونيو، والتي قال انه سيسلم السلطة للمدنيين بعدها.