زلزال تركيا ..جهود الإنقاذ تتواصل والكارثة على الوجوه قضى الاف الاشخاص ليلتهم الثانية في العراء بدرجات حرارة منخفضة تصل حد الانجماد بعد الزلزال القوي الذي ضرب منطقة فان في شرق تركيا ظهر الأحد. وواصلت فرق الإنقاذ بحثها عن ناجين تحت أنقاض مئات المباني المنهارة. وقال نائب رئيس الوزراء بولند ارنيك ان حصيلة الضحايا ارتفعت الى 279 قتيلا واكثر من 1300 جريح، معظمهم في مدن فان وارجيس قرب الحدود الايرانية. ومن المتوقع زيادة عدد الضحايا مع وجود مئات الاشخاص ما زالوا في عداد المفقودين. وكانت مدينة ارجيس التي يقطنها نحو 750 نسمة الاكثر تضررا بالزلزال حيث انهار نحو 80 من العمارات السكنية فيها. وتهدم نحو ألف من المباني في تلك البلدة والبلدات الأخرى القريبة منها، من بينها 970 مبنى سويت بالارض. تحت الانقاض ويقول مراسل بي بي سي في أرجيس ان معظم تلك البنايات المدمرة كانت مجمعات شقق سكنية وقد فقد العشرات من الناس في انهيارها. ويضيف إن واحدا من بين كل خمسة مبان في المنطقة قد انهار بالكامل وإلى درجة أن المباني التي كان يبلغ ارتفاعها سبعة طوابق أصبحت الآن كومة من الأنقاض بارتفاع طابق واحد. وتحت تلك الأنقاض هناك جثث من لقوا مصرعهم من الضحايا وكذلك من يحتمل أنهم ناجون على قيد الحياة ولكن محاصرين في جيوب محشورة تحت أطنان الركام. وهناك بالفعل جهود كبيرة تبذل في عمليات الإنقاذ ، وهناك أعداد كبيرة من الحفارات والرافعات العملاقة والجرافات وجيش من رجال الإنقاذ يتسلقون أكوام الركام ويعكفون على الحفر بأيديهم وعلى ضوء المشاعل بحثا عن أي إشارة تدل على وجود ناجين تحت الأنقاض. وقد حشدت السلطات التركية 2400 من رجال الإنقاذ ومعهم 680 من الأطباء والمسعفين وكذلك 12 فريقا من فرق البحث باستخدام الكلاب المدربة و180 سيارة إسعاف وسبع طائرات إسعاف مجهزة لنقل من يحتاج إلى المستشفيات. وزار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المنطقة المنكوبة بطائرة مروحية ، وقال إن أكثر المناطق تضررا هي القرى القريبة من بلدة فان حيث أن معظم المنازل في تلك القرى مبنية بالطين الهش. ووجه أردوغان الشكر للدول التي عرضت مساعدة تركيا في عمليات الإنقاذ وقال إن تركيا قادرة وحدها على إدارة الأزمة. وقال مكتبه إن الحكومة أمرت بوضع كل إمكانات الإنقاذ والإغاثة في البلاد لتخفيف الكارثة ، بما في ذلك الإستعانة بالجيش إذا دعت الضرورة إلى ذلك. جهود ضخمة محاولات يائسة لإخراج الناجين أو جثث الضحايا وعلى نحو سريع نجحت السلطات التركية في توفير كميات كبيرة من الطعام والمياه والبطانيات والإمدادات الطبية في كافة المناطق المتضررة . كما وضعت طائرات النقل العسكرية والمروحيات في خدمة جهود الإنقاذ في المناطق التي تقطعت فيها الطرق وتعذر الوصول إليها. ولعل المشكلة الأكبر التي تواجه جهود الإنقاذ في الوقت الراهن هي برود الطقس القارسة ، فالمنطقة المنكوبة مرتفعة عن سطح البحر بنحو 1500 متر ، وتنخفض درجة الحرارة أثناء الليل إلى صفر مئوي ، وهي ظروف لا تساعد السكان المشردين على النوم في العراء فضلا عن أنها ربما تقضي على الآمال الضيئلة في نجاة كثير من المحاصرين تحت الركام. وقد أمضى عشرات الآلاف من سكان المناطق المنكوبة ليلتهم في العراء في برد قارس ، وتساوى في ذلك من هدمت منازلهم وقدرت لهم النجاة وأؤلئك الذين فروا من منازلهم السليمة خوفا من الهزات اللاحقة ، ولم تفلح معه نيران المدافئ المؤقتة التي وفرتها فرق الإنقاذ في تجنيبهم قسوة البرد. وأدى الزلزال إلى انقطاع خطوط الكهرباء والهاتف في المناطق المنكوبة، وعمدت فرق الإنقاذ إلى قطع الغاز خوفا من اختناق المحاصرين تحت الركام أو وقوع حرائق. وقد تهدم نحو 80 مبنى، من بينها مهجع للنوم في بلدة إرسيس الواقعة على بعد نحو 60 كيلومترا إلى الشمال من فان ، ووجه عمدة البلدة ذوالفقار عربوغلو نداء عاجلا لطلب المساعدة وقال فيه "نحتاج مساعدات عاجلة ، ونحتاج خاصة إلى المساعدات الطبية". ولكن أعدادا كبية من سيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ كانت توجهت بالفعل إلى تلك البلدة. وقد وقع زلزال الأحد في الساعة الواحدة وأربعين دقيقة بالتوقيت المحلي (العاشرة وأربعين دقيقة بتوقيت جرينتش) على عمق 20 كيلومترا تحت الأرض ، وكان مركزه على بعد 16 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من مدينة فان في شرق تركيا، وذلك حسبما أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية الامريكية. وتبعت الزالزال سلسلة من الهزات اللاحقة القوية التي كان مركزها أيضا في فان، وكان من بينها هزتان وقعتا في المساء بقوة 5.6 درجة على مقياس ريختر . وقال نائب رئيس الوزراء التركي بصير عطالي ، وهو ايضا المسؤول عن تنسيق الجهود الحكومية في منطقة الزلزال ، إن جهودا حثيثة تبذل الآن لنصب أكبر عدد من الخيام في المنطقة المنكوبة وكذلك توفير الطعام والتدفئة. تصادم الصفائح الارضية وتركيا معرضة للزلازل بشكل خاص نظرا لوقوعها على منطقة تقاطع خطوط الفوالق الجيولوجية بين صفائح القشرة الأرضية . وتسبب زلزالان كبيران وقعا عام 1999 وبلغت شدتهما 7 درجات على مقياس ريختر في مقتل نحو 20 ألف شخص في مناطق تركيا الشمالية الغربية الكثيفة السكان. وقال خبير الزلازل التركي بولات جولكان لبي بي سي إن شروط البناء التي تأخذ الزلازل في الحسبان عن تصيم المباني كثيرا ما تكون موضع تجاهل، كما أن عقوبات عدم الإلتزام بتلك الشروط ليست صارمة كما ينبغي أن تكون. المناطق المنكوبة بالزلزال في تركيا