تنامت مؤخرا مشاعر الغضب من الأمريكيين في صفوف الباكستانيين. في آخر تصعيد للعلاقات الأمريكيةالباكستانية، اتهم رئيس أركان الجيش الأمريكي الادميرال مايك مولن في شهادة أدلى بها أمام الكونغرس الأمريكي جهاز الإستخبارات الباكستاني بالتورط ودعم شبكة سراج الدين حقاني التي تتخذ، حسب الإدعاءات الأمريكية، من منطقة شمال وزيرستان المحاذية للحدود الأفغانية مقرا وقاعدة للتخطيط وشن عمليات ضد القوات والمصالح الأمريكية في أفغانستان. الإتهامات الأمريكيةلباكستان جاءت عقب هجوم شنته حركة طالبان استهدف السفارة الأمريكية في أفغانستان في وقت سابق من الشهر الجاري، والذي أسفر عن جرح عشرات الجنود الأمريكيين. واشار الادميرال مولن أن لديه أدلة تثبت تورط جهاز الإستخبارات الباكستاني في عدة هجمات استهدفت القوات الأمريكية في أفغانستان، وأن ا شبكة حقاني هي التي نفذت تلك الهجمات، لطالما كانت متهمة بالوقوف وراء العديد من الهجمات التي تتعرض لها القوات الدولية في أفغانستان. وعلى الرغم من وجود علاقة وثيقة تجمع بين واشنطن وإسلام آباد، إلا أن شكوك الساسة الأمريكيين حول حقيقة الدور الذي تلعبه باكستان في الحرب على ما يوصف "بالإرهاب" بدأت تطفوا على سطح العلاقات الثنائية عقب مقتل أسامة بن لادن، الزعيم السابق لتنظيم القاعدة، داخل الأراضي الباكستانية مطلع مايو/أيار الماضي، الأمر الذي أثار علامات استفهام حول ما اذا كانت السلطات الرسمية الباكستانية على علم بمكان إختبائه طيلة السنوات الماضية أم لا. الموقف الباكستاني اتهامات مايك مولن التي صعدت من حدة التوتر في العلاقة بين واشنطن واسلام آباد، وفاقمت أزمة الثقة بين البلدين لتصل بها إلى أدني مستوياتها منذ عقود، الأمر الذي دفع بوزيرة الخارجية الباكستانية هنا رباني، التي تترأس وفد باكستان المشارك في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيو يورك، إلى تحذير واشنطن من ان الاستمرار في اتهام باكستان وأجهزة استخباراتها دون تقديم أي أدلة حقيقة قد يؤدي إلى خسارة واشنطن لحليف هو الأبرز في الحرب الجارية ضد "الإرهاب" والتصدي للجماعات المسلحة. "لا يمكن لأمريكا تحقيق النصر بتلك الحرب دون مساعدة باكستان، وأن لعبة تبادل الإتهامات التي بدأتها واشنطن لا تصب في مصلحة البلدين" وقالت الوزيرة الباكستانية: "لا يمكن لأمريكا تحقيق النصر بتلك الحرب دون مساعدة باكستان، وأن لعبة تبادل الإتهامات التي بدأتها واشنطن لا تصب في مصلحة البلدين". وعلى صعيد آخر، رفض وزير الداخلية الباكستاني في حديث خاص ل بي بي سي الادعاءات الأمريكية بدعم جهاز الإستخبارات الباكستاني لشبكة حقاني، وأشار رحمن ملك إلى ان "شبكة حقاني" كانت وليدة وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) في حقبة الثمانينيات، والتي تم تأسييها بالتعاون مع جهاز الاستخبارات الباكستاني من أجل وضع حد للتوسع السوفياتي آنذاك، مشيرا ان كلا من باكستان وأمريكا فقدتا الاتصال بهذه الشبكة عقب خروج السوفييت من أفغانستان. ضغوط أمريكية ومع استمرار الاتهامات الأمريكيةلباكستان، في محاولة ممارسة المزيد من الضغوط على الحكومة الباكستانية ومؤسستها العسكرية لخوض علمية عسكرية واسعة الناطق شمال وزيرستان لاستئصال "شكبة حقاني"، نفى المتحدث باسم الجيش الباكستاني، الجنرال أطهر عباس، عزم الجيش الباكستاني خوض أي عملية عسكرية في منطقة شمال وزيرستان، او الإستجابة للضغوط الأمريكية. "تلك محاولة ترمي أيضا للبحث عن مخرج آمن من أفغانستان عبر محاولة الإدراة الأمريكية نقل ساحة المواجهة إلى مناطق القبائل الباكستانية" جويد صديقي، محلِّل سياسي باكستاني القرار جاء عقب اجتماع لقيادة فيالق الجيش الباكستاني في مركز القيادة العام للجيش في مدينة راولبندي مساء الأحد برئاسة الجنرال برويز إشفاق كياني رئيس أركان الجيش. وجهة نظر وفي حديث لمحطة سي ان ان الأمريكية، أكد الجنرال عباس وجود صلة لجهات استخباراتية باكستانية بشبكة حقاني، مشيرا إلى ان اي جهاز استخبارات دولي يرغب في إبقاء حلقة وصل مع اي جهة معارضة أو ارهابية، بغض النظر عن توجه الجماعة او هويتها، إلا أنه اكد ان هذه الصلات لا تعني على الإطلاق دعم هذه الجماعات، وانما من أجل دعم جهود عملية المصالحة والسلام في أفغانستان والمنطقة برمتها. ورأى المحلل السياسي جويد صديقي أن إعلان عام 2014 كموعد لإكمال انسحاب القوات الأمريكية والدولية من أفغانستان من جهة، واستمرار الاتهمات الأمريكية لجهاز الاستخبارات الباكستاني بدعم "شبكة حقاني" من جهة أخرى "ليسا سوى محاولة أمريكية لإيجاد كبش فداء يتحمل مسؤولية إخفاق القوات الأمريكية والدولية في أفغانستان في التصدي والقضاء على طالبان". وأضاف أن "تلك محاولة ترمي أيضا للبحث عن مخرج آمن من أفغانستان عبر محاولة الإدراة الأمريكية نقل ساحة المواجهة إلى مناطق القبائل الباكستانية، من خلال إجبار الجيش الباكستاني على خوض حرب خاسرة في مناطق القبائل الباكستانية، وذلك بحجة تواجد عناصر شبكة حقاني وتنظيم القاعدة في تلك المناطق". وعبَّر عن اعتقاده بأن ذلك قد يؤدي إلى تدهور الوضع الأمني الباكستاني، وإلى اندلاع موجة جديدة من الهجمات الانتحارية التي قد تضرب أجزاء مختلفة من المدن الباكستانية في حال بدأ الجيش الباكستاني أي عمل عسكري في تلك المناطق، وهو أمر لا تسطيع الحكومة اوالمؤسسة العسكرية الباكستانية تحمله.