قرر الكثير من النساء العزوف عن عمل كحك العيد بأنفسهن واللجوء إلى الكحك الجاهز أو الاستغناء عنه نهائيا بسبب ارتفاع الأسعار والأعباء وما يلزمه من مجهود بدني. وتبدأ أسعار كيلو الكحك من 40 جنيه وتصل إلى 100 جنيه وأكثر ، فى حين يبدأ سعر الغريبة من 45 جنية للكيلو، و30 جنية للبسكويت. وكحك العيد عادة من عصر الدولة الإخشيدية بدأت عام 930 ميلاديا، ثم أسس الفاطميون لاحقا "دار الفطرة" التي كان يصنع بها الكحك بأنواعه وأشكاله وترسل إلى الأمراء والملوك في جميع أنحاء مصر. وتقول سامية حسين "قمت بشراء 2 كيلو من كحك العيد هذا العام"، موضحة أنها لجأت إلى تقليل الكمية نظرا لارتفاع أسعار الكحك التي تبدأ من 40 جنيها لتصل إلى أكثر من 100 جنيه، مشيرة إلى أنها اعتادت شراء كميات كبيرة الأعوام الماضية. عزفت النساء على الطقوس المتوارثة في عمل الكحك بصحبة أفراد العائلة، بسبب إيقاع الحياة السريع، وانشغال المرأة العاملة بين العمل خارج المنزل، والاهتمام بالبيت، ورعاية الأسرة. وتضيف أميرة محمد أن الشراء أصبح بديلا عن إعداد الكحك في المنزل خاصة أنه يمثل عبء على المرأة المصرية العاملة، مؤكدة أنها تنتظر أجازة العيد بفارغ الصبر للحصول على هدنة مؤقتة. وتؤكد انتصار التي تخلت عن إعداد كحك العيد منذ ثلاث سنوات أنه يشكل عبئا ماديا وبدنيا حيث يستغرق إعداده أربع أيام من العمل المتواصل. تضيف انتصار أنها لم تستطع الاستمرار في هذه العادة التي كانت تدخل البهجة إلى قلوبهم، موضحة أنها لم تعد تحتمل المجهود الذي يتطلبه إعداد الكحك ولا التكلفة الكبيرة. وترى فوزية سيد موظفة في إحدى المصالح الحكومية أن أسعار الكحك في زيادة مستمرة، مؤكدة أنها تحافظ على عمل الكحك في المنزل، قائلة "ورثت طريقة الصنع عن جدتي التي كانت تحرص على مشاركة جميع نساء العائلة كل عام في إعداد الكحك". وأوضحت فوزية أن تكلفة كيلو الكحك البيتي لا تساوى ربع سعر الجاهز، مشيرة إلى أن إعداده في المنزل يوفر كثيرا. وشراء الكحك عادة مرتبطة بعيد الفطر في مصر، حيث يقبل المصريون على شرائه أو إعداده رغم ضغوط الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد التي انعكست على ارتفاع أسعار الكحك والبسكويت ومكونات تصنيعه مقارنة بالعام الماضي. يقول سعد محمد العامل بأحد محال الحلوى بالدقي، إن الزيادة في الأسعار هذا العام، طفيفة جدا، لا تتعدى خمسة جنيهات للكيلو الواحد، مشيرا إلى أن أسباب الزيادة تعود إلى ارتفاع أسعار الدقيق والسمن والمكونات الأخرى الخاصة بعمل الكحك، فضلا عن ارتفاع أسعار الطاقة.