كتبت ناريمان ناجى الحمد لله تعالى أنني لست من هواة تتبع نميمة و أخبار الفنانين لكن ما كان قبل و بعد الثورة أستوقفني كثيراً، فقبل الثورة كانت هناك أسماء جعلناها رموزاً لتاريخ مصر و حاضرها و مستقبلها ،و أصبحت نجوم تتللألأ في سماء مصر كراهية و طواعية فلا ننكر أننا كنا تربة خصبة لذلك استقبالاً ثم استسلاماً ، فكنا نظن أنهم كل ثروة مصر و أنهم كل شعب مصر بل أحيانا كل مصر...فجاءت ثورة 25 يناير لتسقط نظام فاسد ظن نفسه و هؤلاء أنهم الوطن... فعاش يدعمهم و يدعمونه...و في ظل الثورة و من بعدها أكتشفنا أن هؤلاء- الغالبية العظمى- لا يملكون من صفات النجوم إلا أنها غير مضيئة في ذاتها بل تستمد ضوءها ممن هو أنفع منها...فمصدر بريقهم مصر وطناً و شعباً.... سقط الكثير من الفنانين الذين كان يجري وراءهم الشباب في كل مكان مقتدين بهم تي شيرتا و نيو لووكاً، ليس لوقوفهم بمصطفى محمود بالعكس فلكل إنسان وجهة نظر علينا تقبلها،بل لوقوفهم على حدود مصر " ملهمش دعوة بها " أو لعيشهم في مصر كالسياح...كم من نداء من مصاب أو ذوي الشهداء يتذللون في عرض مئات الجنيهات التي لا تساوي 10% من أجر يوم لأحدهم – زادهم الله جميعا بما و لما يحب و يرضى – كم من خبير اقتصادي يصرخ يوميا أن مصر تحتاج إلى دعم....كم من مرة يظهر الإعلامي محمود سعد ليقول " مصر مش محتاجة معونات مصر تعيش غنية بفلوس ولادها"...و لكن كالعادة لا رد فهم معنا بقلوبهم، متبعيون أضعف الإيمان في تغيير المنكر ... فنجد العازف الفلاني في فرقة المطرب الأول في مصر يطل علينا بطلعة بهية ليقول أن النجم فلان عاكف على ألبومه الجديد الذي سيصدر في الصيف" و لتختفي الفنانة الفلانية منذ بدء الثورة لتطير إلى لندن أو باريس و لا نراها إلا في مهرجان " كان " تتحدث عن مصر و تكريم مهرجان " كان " لها و للنجوم.... أحمد الله أن الثورة أسقطت كل من عاش ليضيئ لذاته فقط...ليظهر لنا آخرون فعلا كالنجوم يُهتدى بهم...فبعد أن كان نجومنا عمرو " دياب " و تامر " حسني" أصبح نجوم المجتمع و الشباب عن حق عمرو " حمزاوي " و معتز " عبد الفتاح " فهم حقا نجوم يُهتدى بهم .. نجوم مضيئة لذاتها و لغيرها...لا أقارن أشخاص لأنها لن تكون لصالح المذكورين أولاً بل هي مقارنة مواقف...د.معتز و د.عمرو خريجو كلية اقتصاد و علوم سياسية جامعة القاهرة لم تكن الأرض ممهدة لهم لترضى طموحهم العلمي فسافر د.معتز إلى أمريكا و د,عمرو إلى ألمانيا، ليبدأ كل منهما مشوار علمي أوله و منتصفه و آخره " الوطن "...فمنهما من عانى من ملاحقة أمن الدولة في مقالاته و منهم من منعه أنس الفقي من دخول ماسبيرو بعد ظهوره في حلقة مصر النهاردة متحدثا عن الديمقراطية... د.عمرو حمزاوي، 43 عاماً، أستاذ العلوم السياسية و المحلل السياسي الشهير و كبير باحثي معهد كارينجي الذي خرج من مصر منذ سنوات و تواجد باستماتة منذ بداية الثورة....بعودته و بمقالاته و بظهوره الإعلامي المكثف اعتبر الشباب أنهم وجدوا ضالتهم السياسية فيه، اعتبروه نور يهديهم في طريق يبدو لهم مظلما، كان لهم بمثابة دعامة أساسية يستندوا عليها لبداية أولى خطواتهم في الحبو السياسي، فوثق فيه الجميع ثقة عمياء-سواء لثقتهم في علمه أو لجهلهم السياسي...كان كل يوم بمقالاته " من ميدان التحرير " يزيد الناس إصرارا على التمسك بمطالبهم السياسية و يعلمهم كل يوم خطوة جديدة في طريق السياسة... فأصبح عمرو حمزاوي هو نجم الشباب.. صور بروفايل و شير لينكات وتهافت على حضور الندوات...شخصية نشيطة جدا كان أول من ذهب إلى صول بأطفيح،و أول من ذهب إلى إمبابة و لا يتردد في قبول أي لقاء لتوعية المصريين سياسياً في أي مكان في مصر، كما أنه يلقى قبولاً شعبياً كبيراً فحينما ذهب إلى منشية ناصر منذ أيام لتوعية الناس رحبوا به كثيراً هناك... اتهمه البعض بالقفز على الساحة السياسية و كل شئ مبرر عنده للوصول السياسي و اتهمه البعض بأنه ماسوني و أنه وطني سابق...لكن ما أثار إعجابي أن كل ذلك لم يستوقفه إلا بالرد فقط ثم يتجاهل ويستكمل عمله...ما آخذه على د.عمرو حمزاوي ثلاث أمور، أولهم أنه يحتاج إلى تقنين ظهوره الإعلامي و حضوره لندوات قد تكون مهدرة له في الوقت و الطاقة و أن يعمل على فكرة أشمل و أوسع...و ثانيهم، أنه يحتاج أن يوظف فكره الليبرالي لما يتناسب مع فكر المتجمع المصري الذي لازال ينظر لليبرالي على أنه المتحرر من كل الضوابط...و أخيراً، احترم فيك كثيرا د.عمرو حفاظك على صلابة لغتك العربية لكن الأسلوب الاكاديمي في الحوار يكون صعباً أحيانا على متوسطي الثقافة... أما عن من أسميه بالمبدع و صاحب الفكر الجديد الإبداعي، يأتي لنا د.معتز بالله عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة و ميتشجن و مدير مركز أبحاث دراسات الشرق الأوسط و الإسلام بجامعة وسط ميتجشن و هو حالياً المستشار السياسي لرئيس الوزراء د.عصام شرف...د.معتز مصدر ارتياح و راحة للكثيرين، عنده من التفاؤل ما يجعلك تطمئن أن الخير قادم لا محالة، و من التدين و الفكر الإسلامي ما يضفي روحاً مختلفة على كل ما يقدمه، و من الهدوء النفسي و الشكلي الذي يجعلك تثق في كل كلمة يقولها...له رؤية مختلفة أحيانا تكون غريبة على البعض لكنها تثبت في النهاية أنها صواب و حق...أول عهدي بمقالاته كان يوم 25 يناير في مقالته كم يكفى لإحداث ثورة؟... فوجدت فيه من الفكر الجديد والعرض المختلف و الأسلوب العميق البسيط السلس البليغ، فمنذ هذا اليوم و أول ما أفعله كل يوم في الثامنة صباحاً هو التوجه مباشرة إلى صفحة 4 من جريدة الشروق اليومية لقراءة عامود اليمين " محاولة للفهم " لدكتور معتز بالله عبد الفتاح...كل يوم فكرة جديدة، خطوة جديدة في الحياة، بأسلوب مختلف و عرض شيق يُغلف كل ذلك فكر و روح إسلاميين...أراه دائما عنده حل للمشكلات بتفكيكها و وضع حل لها بأسلوب علمي لو اتبعناه سنخرج سريعا من عنق الزجاجة...اتهمه البعض أيضا بالقفز على الساحة السياسية لأن أول تصدره للساحة الإعلامية و السياسية بعد الثورة كان بصفته المستشار السياسي لرئيس الحكومة " المختار شعبيا من التحرير" ....فرأى البعض أنه محامي الحكومة و أن الكرسي غيَره ... و أنه أصبح لا يقول إلا ما يرضي الحكومة...فبدأت بعض القنوات الإعلامية تتربص بأي تصريح له " من ادعاء مصطلح القوائم الفردية " " لحوار عن السلفيين " " لكلام بشأن الاعتصامات " ... لمن لا يعرف هذا الرجل...معتز عبد الفتاح قبل لقب المستشار السياسي هو نفسه معتز عبد الفتاح بعد اللقب لم يتغير فيه إلا شئ واحد " أن الحمل زاد و التفكير من أجل مصر تضاعف"... د. معتز كما أقول له دائما " أنت مش عايز منها حاجة " كل ما يريده هو رضا الله و التوفيق لما يحب و يرضى و أن يريه الحق لما فيه صالح مصر ...لكن رغم توافقي الفكري معه و تحيزي الإنساني له ، إلا أنني أحتاج أن أوجه إليه بعض الكلمات ، قلتها قبل ذلك و سأظل إلى أن يتم الله هذا الأمر : " ليس تحيز إنساني بل تحيز للحق، أنت رجل المرحلة القادمة، أعرف قدراتك جيدا و لا تنكر ذاتك، لا أدعوك للتباهي أو الافتخار و الغرور، بل معرفتك بقدر فكرك و تأثيرك سيجعلك تعرف قيمة ما تقدمه لنا،أعلم أن الحمل ثقيل لكن اعلم يا دكتور أنك لم تتحمل هذا بناء على استفتاء شعبي أو اختيار جماهيري بل هو اختيار رباني، حمل رباني كلفك الله به و لا يكلف الله نفساً إلا وسعها و هذا وسعك وسيعينك الله عليه بإذن الله..." إذا أردنا أن يكون لنا في الفن قدوة، فابحثوا عن أمثال الفنان محمد صبحي، لم يخضع ولو ليوم في ظل النظام الفاسد، لم يقدم إلا ما يراه حق، عانى و مُنع و قُمع، لكنه سعى لتغيير المنكر بلسانه ويديه، حتى بعد الثورة، يجري و يتعب لجمع مليارات لإعادة تأهيل العشوائيات...نعم سقط النظام برؤوسه، لكن لازال هناك نظام قائم في عقولنا و فكرنا و أنفسنا، فقد حان وقت إسقاطه و أن نتعلم الدرس من ثلاثين عاماً لن يتكرروا في تاريخ مصر بإذن الله مرة أخرى، بشرط أن نستكمل فعلا باقي كتاب الثورة، فما قدمناه ليس إلا مقدمة و فصل أول من كتاب " ثورة 25 يناير " ...اختر النجم الذي تهتدي به بل كن أنت هذا النجم...اصنع حياة و فكر و أمل و مستقبل لك و لكل من حولك....و أخيرا، أعلموا أن الله لن يولي علينا إلا من نستحقه...فليكن فينا خيراً حتى نسحتق ولاية خيارنا... " اللَّهُمَّ أَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا ، وَاهْدِنَا سُبُلَ الإِسْلامِ ، وَأَخْرِجْنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ، وَعَافِنَا فِي أَسْمَاعِنَا ، وَأَبْصَارِنَا وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا وَمَعَايِشِنَا ، وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مُثْنِينَ لِنِعْمَتِكَ شَاكِرِينَ لَهَا ، قَابِلِينَ لَهَا "