«واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» موضوع خطبة الجمعة اليوم    الحبس والغرامة.. تعرف على عقوبات تسريب أسئلة الامتحانات وأجوبتها    مصر تشارك بأكبر معرض في العالم متخصص بتكنولوجيا المياه والصرف الصحي بألمانيا "IFAT 2024" (صور)    تضامن الدقهلية تنظم ورشة عمل للتعريف بقانون حقوق كبار السن    إيقاف أعمال بناء مخالفة بقرية الأشراف في قنا    سعر الدولار فى البنوك المصرية صباح الجمعة 17 مايو 2024    الجزار: انتهاء القرعة العلنية لحاجزي وحدات المرحلة التكميلية ب4 مدن جديدة    مصر تفوز بحق تنظيم الاجتماعات السنوية للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في 2027    رسميا.. تجديد تكليف مي فريد مديرًا تنفيذيًا للتأمين الصحي الشامل    17 مايو 2024.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    الانتهاء من القرعة العلنية اليدوية لحاجزي الوحدات السكنية ب4 مدن جديدة    وزيرة التخطيط تشارك بافتتاح النسخة الحادية عشر لقمة رايز أب    محكمة العدل الدولية تبدأ نظر دعوى جنوب إفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي (بث مباشر)    أمريكا: تفريغ الحمولة الأولى من المساعدات على الميناء العائم بغزة    الخارجية الروسية: لا نخطط للتدخل في الانتخابات الأمريكية    ليفربول عن رحيل نجمه: جزء من تاريخنا إلى الأبد    مواعيد مباريات الجمعة 17 مايو.. القمة في كرة اليد ودربي الرياض    بعد تعثره أمام الخليج.. اتحاد جدة خارج دوري النخبة الآسيوي    سيد عبد الحفيظ: مواجهة نهضة بركان ليست سهلة.. وأتمنى تتويج الزمالك بالكونفدرالية    بعد 3 أسابيع من إعلان استمراره.. برشلونة يرغب في إقالة تشافي    بدء امتحانات الشهادة الإعدادية 2024 فى قنا غدا    مصرع ربة منزل ونجليها في حادث دهس أسفل سيارة بعين شمس    دون إصابات.. تفاصيل نشوب حريق بقطعة أرض فضاء في العمرانية    ضبط زجاجات مياه غازية ولحوم مذبوحة خارج السلخانة ببني سويف    الزعيم عادل إمام يحتفل بعيد ميلاده ال84 اليوم    وفاة أحمد نوير مراسل قنوات بين سبورت.. موعد ومكان الجنازة    طارق الشناوي ل «معكم منى الشاذلي»: جدي شيخ الأزهر الأسبق    الإثنين.. المركز القومي للسينما يقيم فعاليات نادي سينما المرأة    دعاء يوم الجمعة المستجاب.. «اللهمَّ اجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أعمارنا أواخرها» ردده الآن    انطلاق قافلة جامعة المنصورة المتكاملة "جسور الخير-21" المتجهة لحلايب وشلاتين وأبو رماد    في 5 دقائق.. طريقة تحضير ساندويتش الجبنة الرومي    مرور مفاجئ لفريق التفتيش الصيدلي على الوحدات الصحية ببني سويف    طريقة عمل الهريسة، مذاقها مميز وأحلى من الجاهزة    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    أين وصلت جلسات محكمة العدل الدولية للنظر في دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل؟    رونالدو يتحدى ميتروفيتش في التشكيل المتوقع لديربي الرياض    الشرطة السويدية تطوق منطقة تتواجد بها سفارة إسرائيل بسبب حادث إطلاق نار    «الأوقاف» تعلن افتتاح 12 مسجدا منها 7 إحلالا وتجديدا و5 صيانة وتطويرا    احذر.. قلق الامتحانات الشديد يؤدي إلى حالة نفسية تؤثر على التركيز والتحصيل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17-5-2024 في المنيا    سيولة مرورية وسط كثافات محدودة بشوارع القاهرة والجيزة    الاغتسال والتطيب الأبرز.. ما هي سنن يوم «الجمعة»؟    انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني لطلاب الشهادة الإعدادية بالجيزة.. غدا    جيش الاحتلال: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان وانفجار أخرى في الجليل الغربي    يوسف زيدان: «تكوين» امتداد لمسيرة الطهطاوي ومحفوظ في مواجهة «حراس التناحة»    النواب الأمريكي يقر مشروع قانون يجبر بايدن على إمداد إسرائيل بالأسلحة دون انقطاع    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    عاجل - أخبار فلسطين.. مصادر محلية: بدء انسحاب قوات الاحتلال من بلدة بلعا بطولكرم    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    "كاميرا ترصد الجريمة".. تفاصيل تعدي شخص على آخرين بسلاح أبيض في الإسماعيلية    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الداعية الإسلامي الدكتور عمر عبدالكافي في أول حوار قبل عودته لمصر:
هناك طابور خامس في مصر !
نشر في الأخبار يوم 02 - 06 - 2011

وفي حواره مع الأخبار أشاد الدكتور عمر عبدالكافي بالثورة المصرية واصفا إياها "بالعظيمة" وقال اذا كان يعقوب عليه السلام قد رد الله عليه بصره عندما ألقي علي وجهه بقميص يوسف فإن الشعب المصري قد تكشفت عبقريته الحضارية التاريخية وأظهر معدنه الأصيل بهذه الثورة.
وذكر: يتلعثم اللسان كثيرا لعظمة ما رأينا - ولعظمة الحدث الذي هز العالم كله - فالزهرة الفواحة، يري الناس جميعا جمالها ورائحتها، وماء النهر الجاري لايدندن بأن مائي سلسال يتدفق بالماء العذب في كل لحظة وإنما يري الناس كلهم نفعه وكذلك كانت ثورة ال25 من يناير التي اصبحت معلما تاريخيا حضاريا تضاف ليس الي عجائب الدنيا السبع فحسب ولكن كبداية كتابة مضيئة للتاريخ الحديث في مصر والعالم.
وأضاف يتوق الناس دائما إلي تنسم نسيم الحرية والانفتاح علي آفاق "متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".
خارطة طريق الحضارة
كيف تري ثورة 25 يناير وانت هنا في الإمارات متابع لها عن بُعد؟
- اذا كانت هذه الثورة بفضل الله وبمثابرة شعب مصر العظيم وخصوصا فئة الشباب الذين ظن المصريون أنفسهم والعالم من حولهم أنهم قد تُودع منهم - بألا أمل فيهم - وأصبحوا منفصلين عن مجتمعهم المصري بآلامه وآماله، فإذا بهؤلاء يضغطون علي زر افتتاح العصر الجديد لمصر التي دائما ما تضع خارطة طريق الحضارات - واذا قلنا ان اي دولة في العالم او مدينة تقطن في نقطة من خارطة التاريخ الإنساني فان هذا التاريخ كله يسكن في نقطة في مصر وحضارتها الضاربة في جذور التاريخ.
ولا نستطيع أن نحجم ثورة 25 يناير في حيز ضيق بل لقد سبقها حراك فكري واجتماعي قوي من عناصر وطنية مخلصة من شتي التيارات والاتجاهات من مسلمين ونصاري علي مدار العقد المنصرم كله، وهذا دليل علي أن الشعب المصري علي مر التاريخ قد تسقم روحه قليلا وتضعف عزيمته أحيانا ولكن المخزون الحضاري الضارب في أعماق التاريخ في جينات هذا الشعب وكينونته يظهر عندما يستشعر أفراده أن خطرا داهما يترصده أو يتربص به - فعندئذ- يظهر المعدن الحقيقي لهذا الشعب كونه لايرضي الضيم ولايستمرئ الذل ولايحب الهوان - وهكذا صنعت ثورة 25 يناير-.
وإجمالا أقول قول الله تعالي "الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور«.
بيت خرب
بعد شهور من قيام الثورة كيف تري الوضع الآن؟
- عندما تسلم الشعب زمام أمره بعد الثورة فوجئ بأنه استلم بيتا خربا قوضت أركانه وسرقت محتوياته، وكأنما أصاب هذا البيت زلزال شديدا ربما درجته 10 بمقياس ريختر - وكما بدأنا أن نشم هواءً نقيا من الحرية بعد الثورة تصور البعض أن البداية ستكون قوية بناءً وتعميراً والأماني لاتحقق أبدا الشيء الكثير حتي ولو قليل.
ولعلني وأنا أرقب الأحداث ساعة بساعة ويوما بيوم منذ بداية الثورة أتصور أن بعض الداخلين إلي هذا البيت يتجادلون ويختلفون أين نضع لوحة الموناليزا وأين نضع ساعة الحائط وجدران البيت تظهر فيها شقوق يبيت الانسان داخله ونحن لم تمر علينا عقود ثلاثة فقط من التخريب والتدمير في بنية وهوية الشعب بل الان تقريبا لنا 6 عقود ونحن نهبط بمصر دركا دركا، فستة عقود من التدمير الشامل الابعض الاضاءات التي لاترقي الي مستوي البناء الحقيقي للانسان أولا ثم بما يحيط به من بيئة.
ويتساءل: هل نتصور أننا فجأة وبعد هذه العقود المتلاحقة من الهدم المستمر أكثر من البناء كما يقول حكيمنا العربي لو أن الف بان خلفهم هادم واحد لكفي فكيف ببان واحد خلفه ألف هادم!!!
الصبر
ما المطلوب حاليا للمحافظة علي هذه الثورة؟
- نحن يجب ألا نكون متعجلين بل نريد من العقلاء وهم بالملايين في مصر بل ان كل كل الشعب المصري عقلاء ولكنني أطالب النابهين الذين وهبهم الله ملكة الرؤية السليمة والفكر الثاقب أن نجلس معا رغم اختلاف مشاربنا وآرائنا وأفكارنا ولكن أن نضع هدفا واحداً أمامنا - نحن نريد ولادة جديدة لمصر وبنية حضارية تشمل كل مناحي الحياة شريطة ألا نبتعد عن قيمنا الأصيلة التي تمثل هوية الشعب المصري.
وأردف قائلا: ليعلم الجميع أننا نريد وقتا نفكر فيه -بفعل وليس برد فعل- وكيف نبني بلدنا بناء علي دراسة واضحة موجودة عند الجهات المتخصصة - تحدد أين الخلل؟ وما هي الاولويات؟ ولنبدأ بالأهم نتبعه بالمهم، وعلينا أن نجيد بعد الثورة أدب الحوار - وادب الخلاف - وأدب الاختلاف لأننا للأسف الشديد لسان حالنا يقول أنت معي فأنت قديس وأنت ضدي فأنت إبليس - وهذا لايصح أبدا بعد أن هبت علينا نسائم عصر جديد تستشرف فيه مصر العظيمة مكانتها اللائقة ليس بين الدول النامية بل المتقدمة، حيث لاينقصها شيء يعطلها عن تبوؤ مكانتها اللائقة تحت الشمس.
أياد خفية
ما تقييم فضيلتكم للأحداث التي وقعت بعد الثورة وأبرزها في امبابة؟
- عندما كانت الملايين موجودة في التحرير والاسكندرية والسويس واسوان وكل الصعيد لم تقع حادثة واحدة تعكر الصفو .. ولم نسمع أثناء ايام الثورة وفي ظل عدم التواجد الأمني والشرطة أن وقعت حوادث سرقة او تحرش بصغير او كبير، ولم يحدث اي اعتداء علي دور العبادة بل كان المصريون نسيجا واحدا كما عهدناهم عند الازمات .. ولكن عندما هدأ الحال وعادت الحياة من جديد إلي طبيعتها أو قريبا من طبيعتها نري أحداثا تدل علي أن أيادي خفية تعبث بأمن مصر ... وهذا طبيعي لأن هناك الطابور الخامس والسادس - طوابير طويلة- لاتفرح أبدا لاستقرار مصر ولايهمها أن تكون المحبة والألفة والتي هي حقائق الأشياء في نسيج المجتمع المصري فقام أذناب النظم الفاسدة والأفكار البالية بإثارة مثل هذه الفقاعات رغم كبرها - وأقول فقاعات رغم أنها هزت كيان الشعب المصري الذي هو أكبر منها ولأنها آلمتنا جميعا.
وألفت إلي الجملة العجيبة التي قالها عمر بن الخطاب وهي "أحيوا الحق بذكره - وأميتوا الباطل بتركه" فإذا رأينا سلبيات وجب دراستها بعقلانية ودقة مبنية علي قواعد الحل السليم ولانضخم الأشياء الباطلة او المثيرة للأعصاب او تحدث شروخا في نسيج الشعب مسلميه ومسيحييه، في ظل علم الحرية الذي ارتفع ويجب علي الذين يحبون رياح الحرية ان يلتفوا حول هذا العلم.
منذ زمن
ماذا عن الفتنة الطائفية؟
- وإثر ابتسامة رقيقة أوضح الداعية الفضيل أن الكل يريد أن يثير ما يسمي بالفتنة الطائفية ليس اليوم فقط وليس بعد الثورة فحسب بل من عقود طويلةأرادت جهات محددة ان تثيرها وتضغط علي جزء الكل يحترمه ويقدره وهي وحدة النسيج المصري بين المسلمين والأقباط.
ولكنني ارفض أن تسمي وسائل الاعلام المصريين النصاري بأنهم قلة فهذا مسمي -مرفوض- لأنهم جزء من أصيل الشعب مع إخوانهم وجيرانهم المسلمين حماة للوطن والمدافعون الحقيقيون عن مكاسبه وتاريخه وتقدمه ولايجب أن يزايد انسان علي وطنية هذا او ذاك، فالوطنية لاتحتاج لمقياس معدل بل تحتاج الي جهد ومثابرة وعمل دؤوب وشعور متبادل من كليهما بأن هذا وطنهم وهذه أرضهم وتاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم ويجب علينا ان نكون لحمة واحدة متعاضدين في وجه أي إنسان يريد ان يفتت او يضر بهذا النسيج.
الشائعات
اذن لماذا ماحدث وتضخيمه بهذا الشكل؟
رد كل ذلك للشائعات وهي السلاح الخطير الذي يستخدمه أعداء الوطن للإضرار به وتفتيت وحدته ونسيجه المجتمعي وانني علي يقين تام ان اي مسلم يصلي ويقرأ كل يوم 17 مرة "الحمد لله رب العالمين" فإنه يحمد ربا ليس للمسلمين فحسب بل رب لكل ملة ولكل من لادين له لأن كل ماسوي الله عالم.
وأري بعيدا عما يسمي بهيئات الحكماء والعقلاء والرقباء أن كل واحد منا بعد حبه لله وولائه لدينه لايمكن ان يضر أخا له في الوطن وحب الوطن والحفاظ علي امنه وسلامته من كليات الدين المعلومة ولكن هناك طوائف تعبث بهذا الوطن وما عليهم الا ان يكفوا ويمسكوا عن إثارة الفتن، فمصر ليست أرضا للفتنة ولا لعرقيات مختلفة وهي ليست هبة النيل فحسب بل هبة الله الذي أوجد المحروسة في وسط هذا العالم كي تكون ميزانا يبتعد بنا عن التطرف يمينا أو يسارا، بل هي وسطية كوسطية الاسلام، والذي جاء في قرآنه سورة مريم ولم يسم بها أم من أمهات المؤمنين.
رأي الجماعة هو المخرج الآمن
ما المخرج من هذه المستنقعات؟
- إن اختلاف وجهات النظر وتقديرات الأمور ظاهرة صحية يجب الا يستغلها أحد لاثارة الفتن وإن تلاقح الأفكار يخرج بنتائج ايجابية مستشهدا بما قاله حافظ ابراهيم - رأي الجماعة لاتشقي البلاد به ورأي الفرد يشقيها.
ووجه كلامه للمصريين جميعا قائلا مصرنا ملك لنا ملكنا الله اياها، وهي أمانة في أعناقنا وان المحبة تبني والبغضاء تهدم ونحن شعب طبيعته لينة كطبيعة طينة أرضه، ومعطاء وعلينا أن نشكر الله علي نجاح الثورة التي جمعت المصريين ورأبت صدعهم والعقلاء عليهم ان يتحركوا لنشر القيم واحترام الآخر واحترام شعائره وعدم المساس بدور العبادة - لسنا في عصر محاكم التفتيش »فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر«.
هجوم كبير شن علي التيار الاسلامي بعد نجاح الثورة وعلي رأسهم الاخوان المسلمون وكذا السلفيون بدعاوي مختلفة فما تقول في ذلك؟
- لا أري شخصيا من الاخوان كفكر مستلهم من حقائق الاسلام الكبري اي خلل يقتضي ان يهاجمهم الآخر ايا كان، فهم أناس عرفوا بالنزاهة والامانة والصلاح الاخلاقي والمالي والاداري والدليل النقابات التي كانت تحت ايديهم قبل عقدين من الزمان فبشهادة الجميع لم تسجل اية ملاحظة عليهم من الجهات الرقابية، وأحسبهم مخلصين علماء في شتي التخصصات.
ولقد تعرضوا لصنوف متعددة من التعذيب والسجن ولكن الأغرب أن من يبغضهم يتهمهم بأنهم الاكثر تنظيما وجاهزية لتولي مقاليد الحكم في البلاد، فاذا ما كان هؤلاء محظورين ومنكلاً بهم في العهد البائد وأنتم كانت لكم الحرية ولم تكونوا علي تنظيمهم وترتيبهم، فلماذا تنظرون اليهم أنتم ووسائل الاعلام نظرة النظام السابق، ( ولا يجرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوي).
كما أن الشعب المصري ينتظر من الاخوان علي ترتيبهم ونظامهم ان يشاركوا فعليا في ترتيب الاوراق وسد الخلل الحاصل.
خرجت في صحبة الأمن
متي تعود فضيلتكم الي مصر بعد غيبة طويلة متصلة من ديسمبر 2001 وحتي تاريخه وقبلها منذ 1998 وحتي 2001 بشكل متقطع؟ وهل اسباب ابعادكم زالت مع زوال النظام السابق؟ وهل بالفعل ابعدتم من البلاد؟
- خرجت طواعية بصحبة رجال الأمن الذين اوصلوني الي باب الطائرة وتأكدوا ساعتها انني خرجت من البلاد، وقد حدثت في ذلك اليوم قصة طريفة حيث انزلت حقائبي واغلقت أبواب الطائرة الا ان رجال الامن بالمطار تلقوا تعليمات بعد اتصالات جرت أمامي بأن اغادر فأعيدت الحقائب الي بطن الطائرة مجددا وعاد سلمها ليحملني اليها وكان الوداع أمنيا خالصا والمفارقة أن أحدا من أهلي كان خارج المطار ورجال الشرطة يصطحبوني لدسي في الطائرة والتخلص مني بطريقة طوعية لطيفة.
وعندها قررت أن تكون آخر زياراتي لمصرنا العظيمة طالما ظل هذا النظام قائما ووزير داخليته حبيب العادلي.
في عام 1998 سافرت الي المانيا ثم سكنت الطائرات من حينها.
ما سبب الابعاد الطوعي؟
- في 5 ديسمبر 1998م كتبت مجلة التايم في عددها الصادر في ذلك اليوم انني ضمن 100 شخصية في العالم مابين 35-45 سنة ستحدث تأثيرا كبيرا في العالم، عندها انقلبت الدنيا رأسا علي عقب، وتم سؤالي ومراقبتي واستدعائي، ولقد قابلت وزير الداخلية حبيب العادلي وقال لي نصا "انني منذ كنت ضابطا في امن الدولة أعرفك« ودار حوار طويل لمدة ساعة حذرني بعدها من السفر دون إذن وزادت بعدها المضايقات الي ان قررت السفر بلاعودة.
متي العودة؟
- عندما لاح في الأفق تباشير ثورة عظيمة ونجحت اصابني حنين جارف نحو وطني وقررت العودة مجددا يوم 12 يونيه 2011م علما بأنني لم انقطع نهائيا عن احبابي ومستمعي بسبب الفضائيات التي فتحت آفاقا واسعة لي وللناس.
وما خطتك لأول زيارة؟
- الزملاء والاخوة في مصر قاموا علي تنظيم برنامج محاضرات قوي يبدأ بالقاهرة وينتشر الي بقية المحافظات الرئيسية الكبري من بحري الي الصعيد والمنيا ايضا وهي بلدي.
ما رسالتك التي تريد توجيهها لأبناء وطنك بعد غياب؟
- سأحث كل مصري علي ثلاثة أشياء أولها: ليعتبر كل مصري ان مصر ليست أما فحسب بل ولديه الكثير الذي يجب أن يضحي بالنفيس والغالي في سبيل اسعاد هذا الكيان ولن يكون ذلك الا بالعمل ثم العمل.
وثانيها: يجب ان نصبر ونصابر انفسنا علي المجلس العسكري والحكومة الحالية تبذل كل ما بوسعها للوصول بالسفينة الي بر الامان ولا يليق الان ان نتراشق بالاتهامات الجزافية بل وجب علينا ان نضع ايدينا في ايدي بعضنا للبناء والتعمير.
وثالثها: اقول للنسيج الحقيقي في الشعب المصري بشقيه مسلمين ونصاري ألا يرددوا الشائعات والا يستمعواالي المغرضين الذين يعمدون الي احداث الفتنة والفرقة بين ابناء الشعب الواحد.
طيورنا المهاجرة والبيروقراطية
هل مصر بحاجة الان الي عودة ابنائها المخلصين من طيورها المهاجرة؟
- أهيب بكل عالم في شتي التخصصات سواء في العلوم التطبيقية أو الادارية او المالية او الشرعية اذا وجدوا ان نهضة مصر تحتاجهم والي كل دقيقة من وقتهم فليعودوا فورا وبأقصي سرعة الي وطنهم - وانا أول هؤلاء الملبين للنداء- وإن تفصل القطرة من بحرها ففي مداه منتهي أمرها- (رباعيات الخيام).
وقال اذا تيقنت ان مصر بحاجة لي والي امثالي فأنا ذرة صغيرة في كيان هذا الشعب ولن اتأخر او اتردد بل ولن استشير فلا استخارة في واجب.
نريد دراسة نوعية عن كم وكيف العلماء المهاجرين للخارج واولويات احتياجنا ونطلبهم ونعد لهم الاعداد المناسب حتي لايصابوا بالاحباط مجددا من البيروقراطية او من بقايا موظف اتصف بصفات الجهل فيعرقل مسيرة هذا العالم ويؤكد أن البلاد تبني علي العقول والعواطف لا علي العواطف وحدها.
بعد الثورة ماذا تقول للثوار وللمصريين وللمسئولين؟
- اقول للثوار لقد غيرتم وجه مصر وبالحري اعدتم لها وجهها الحقيقي ولتكن ثورتكم الان هي ثورة البناء وإزالة الانقاض وإمداد المسئولين بالخطط الفكرية والشبابية التي تتسم بالعبقرية كما هو حال ثورتكم.
وللقائمين علي الأمر يجب ان تعذروا هذا الشعب الذي تعطش للحرية وعواطفه الجياشة نحوها ونحن سعداء بسعة صدوركم ولكن الانسان ينصح من آبائه ومعلميه الذين قالوا لاتكن رأسا فالراس كثير الصداع ولكن بما انكم اضطررتم لن تكونوا رؤوسا فلتكونوا علي قدر المسئولية واحتساب هذا الجهد من اجل اعلاء شان مصر. وفيما يتعلق بالاعلام فدوره عظيم وقام بجهد كبير ومشكور ولكن كثرة الثرثرة في صغير الأمر وكبيره والاحاديث العاطفية التي ترتفع فيها اصوات بلا حجج وعليه فلا نريدها وعليكم اظهار الحقائق لاتضخيما بل اصلاح الخلل بالنقد البناء والنصيحة.
فالاعلام هو المؤثر الحقيقي في عقول الجماهير واطالبه بالاخلاص لله وللوطن لأننا جميعا في سفينة واحدة نأمل ان ترسو بسلام.
للجميع: الذي لديه امية سياسية لايجب ان يدلي بدلوه في السياسة والذي ليس لديه نظرة شمولية لا داعي ان يقحم نفسه فيما يحرجه والاخرين، لأنه يكون وبالا علي من حوله.
التيار الاسلامي بشتي جماعاته- أنتم جميعا ونحن معكم نتجه الي قبلة واحدة ونعبد ربا واحدا وكل الجماعات العاملة علي الساحة علي ارضية مشتركة بنسبة تزيد علي 95٪ فلماذا نضيع وقتنا في 5٪ ولانجتمع علي ما اتفقنا عليه ووجه رسالة مباشرة لهم. وقال موجها حديثه اليهم أن افحامك لأخيك ليس نصرا مؤزرا ولايستحق اكاليل الزهور بل سيقول احدي يدي أصابتني ولم تردي!!!
والي المتشنجين من المسلمين والمسيحيين : العواطف الهوجاء تحطم ولاتبني والانسان الذي يُشعل شرار الفتن ليس وطنيا ولا ينتسب لدين سماوي.
علماء الدين من الجانبين أنتم أحجار بناء لامعاول هدم فكونوا بناة للخير في قلوب الناس ولاتكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة.
المجلس العسكري: معلوم عن جيش مصر العظيم أنه يوصف بالضبط والربط والحزم قبل وبعد 25 يناير، وأنتم تسيرون امور البلاد في هذه اللحظة الحاسمة - حافظتم علي البلاد وحميتم الثورة ومكتسباتها، وأمن مصر أمانة بين ايديكم والامل فيكم كبير بأن تظلوا هكذا علي سعة صدوركم وحسن الإدارة للبلاد ورجاحة الفكر وهذا ما ننتظره دائما منكم دائما جيش مصر البواسل الذي هزم أمما وممالك فكيف لايهزم فتنا صغيرة أطلت وتطل برأسها هنا وهناك.
مجلس الوزراء: اجمع الناس علي حب رئيس وزراء اتت به الثورة ولذا قلبي معه دائما فهو بسماحة وقبوله الواسع عند الناس لوطنيته الجارفة والفاظه البسيطة والسهلة هو ومساعديه واخوانه الوزراء واقول لسنا ملائكة وكذا الذين يحيطون بك فكلنا بشر والبشر يخطئون، فعلينا جميعا ان نقارب ونسدد- ونحن ننتظر منك الكثير في حب هذا الوطن .
الأزهر: أحيي الأزهر في ثوبه الجديد تحت قيادة صالحة متواضعة - كل يوم يظهر انكار ذاته ولديه رغبة عارمة في اعادة هيئة كبار العلماء لانتخاب شيخ الازهر وهذه نقلة كبيرة تاريخية ستضاف الي مآثر الازهر الذي حافظ لمصر والعالم الاسلامي علي وسطية هذا الدين.
واستدرك قائلا وان كان الازهر قد مر بمراحل خسوف وكسوف الا ان اوانه قد آن لتشرق شمسه وتضيء لنا جميعا الدرب.
البابا شنودة:التقيته في 1993 وهو رجل وطني غيور علي بلده مخلص لشعب كنيسته عاقل ننتظر منه دائما الخير لمصر والتهدئة لأصحاب العواطف الملتهبة والتي تضر أحيانا وهذا املنا فيه.
واختتم حواره مع الاخبار مبديا تفاؤله الشديد حيال المرحلة المقبلة، مطالبا الجميع التحلي بالصبر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.