«الداخلية» تسمح ل21 مواطنًا بالتجنس بجنسيات أجنبية    سعر الذهب اليوم الأحد 28 أبريل 2024 وعيار 21 الآن في سوق الصاغة بعد آخر هبوط    الرئيس السيسي يشهد افتتاح مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية    جولة تفقدية لمسؤولي المدن الجديدة لمتابعة مشروعات رفع الكفاءة والتطوير    وزيرة التعاون الدولي تُشارك في الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بالسعودية    ما آخر موعد لمبادرة سيارات المصريين بالخارج؟.. وزيرة الهجرة تجيب    اعتقال مرشحة للرئاسة الأمريكية خلال احتجاج مؤيد للفلسطينيين بجامعة واشنطن    إسرائيل تقصف أهدافا لحزب الله في جنوب لبنان    روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني    مباريات اليوم الأحد.. الزمالك في الكونفدرالية و«ديربي شمال لندن» ب«البريميرليج»    عاجل.. سر إنقلاب محمد صلاح على يورجن كلوب أمام الملايين (القصة الكاملة)    مصرع شخص وإصابة 23 آخرين في حادث تصادم بصحراوي أسوان    مطروح تستعد لامتحانات الترم الثاني.. غرف عمليات ومراعاة مواصفات الأسئلة    دور الصناعات الثقافية والإبداعية في دعم الاقتصاد.. أولى جلسات مؤتمر النشر بأبوظبي    الجزار: مسئولو المدن الجديدة في جولات موسعة لمتابعة مشروعات رفع الكفاءة والتطوير والنظافة    روسيا تعلن تدمير 17 مسيرة أوكرانية    صباحك أوروبي.. دعم صلاح.. معجزة ليفركوزن.. وميلان يتفق مع لوبيتيجي    العودة في نفس اليوم.. تفاصيل قيام رحلة اليوم الواحد للاحتفال بشم النسيم    حصول 4 برامج ب«آداب القاهرة» على الاعتماد من هيئة الجودة    42 عاما على تحريرها تنمية سيناء رد الجميل لشهداء الوطن    كولر يجهز حسين الشحات لنهائي أفريقيا فى مباريات الأهلي بالدوري    انطلاق دورة دراسات الجدوى وخطط الصيانة ضمن البرنامج التدريبي للقيادات المحلية    أغصان على شكل صلبان وورود.. الآلاف من الأقباط يحتفلون ب«أحد الشعانين» في كنائس المنيا (صور)    غدا.. «بلينكن» يزور السعودية لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن    بعد اتهامها بالزنا.. عبير الشرقاوى تدافع عن ميار الببلاوى وتهاجم محمد أبو بكر    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : شكرا سيدى على الدعوة00!؟    النسوية الإسلامية (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ): فى القرآن.. الناس يسألون النبى! "91"    نصائح هامة لتنظيم ساعات النوم مع التوقيت الصيفي    تحرير 7 محاضر مخالفة ضد أصحاب مخابز بالأقصر    خلال شهر مايو .. الأوبرا تحتفل بالربيع وعيد العمال على مختلف المسارح    تزامنًا مع قضية طفل شبرا.. الأزهر يحذر من مخاطر Dark Web    التصريح بدفن جثة شاب لقى مصرعه أسفل عجلات القطار بالقليوبية    انتوا بتكسبوا بالحكام .. حسام غالي يوجّه رسالة ل كوبر    عاجل.. مدحت شلبي يفجر مفاجأة عن انتقال صلاح لهذا الفريق    بطلوا تريندات وهمية.. مها الصغير ترد على شائعات انفصالها عن أحمد السقا    لا بديل آخر.. الصحة تبرر إنفاق 35 مليار جنيه على مشروع التأمين الصحي بالمرحلة الأولى    سعر الدولار الأحد 28 أبريل 2024 في البنوك    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    سيد رجب: بدأت حياتى الفنية من مسرح الشارع.. ولا أحب لقب نجم    السكك الحديد تعلن عن رحلة اليوم الواحد لقضاء شم النسيم بالإسكندرية    مصرع 5 أشخاص وإصابة 33 آخرين في إعصار بالصين    رفض الاعتذار.. حسام غالي يكشف كواليس خلافه مع كوبر    آمال ماهر ل فيتو: مدرسة السهل الممتنع موهبة ربانية ومتمرسة عليها منذ الطفولة    اشتباكات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي غرب رام الله    فضل الصلاة على النبي.. أفضل الصيغ لها    عضو اتحاد الصناعات يطالب بخفض أسعار السيارات بعد تراجع الدولار    بالأسماء.. مصرع 5 أشخاص وإصابة 8 في حادث تصادم بالدقهلية    هل مرض الكبد وراثي؟.. اتخذ الاحتياطات اللازمة    اليوم، أولى جلسات دعوى إلغاء ترخيص مدرسة ران الألمانية بسبب تدريس المثلية الجنسية    نصف تتويج.. عودة باريس بالتعادل لا تكفي لحسم اللقب ولكن    ما حكم سجود التلاوة في أوقات النهي؟.. دار الإفتاء تجيب    تملي معاك.. أفضل أغنية في القرن ال21 بشمال أفريقيا والوطن العربي    العالم الهولندي يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة ويكشف عن مكانه    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بالمنيا    هل يمكن لجسمك أن يقول «لا مزيد من الحديد»؟    السيسي لا يرحم الموتى ولا الأحياء..مشروع قانون الجبانات الجديد استنزاف ونهب للمصريين    ما هي أبرز علامات وأعراض ضربة الشمس؟    " يكلموني" لرامي جمال تتخطى النصف مليون مشاهدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انواع ذاكرة العقل الباطن
نشر في البداية الجديدة يوم 18 - 09 - 2013

لنفترض أنك تملك مزرعة خلف منزلك , فمن الطبيعي أن تعلم أنك لو زرعت طماطم فستحصد طماطم وأنك لو زرعت بصلاً فستحصد بصلاً . ونحن جميعاً نعلم قانون الطبيعة ونعمل به . ولكن لسوء الحظ لا يفهم الكثيرون أن نفس الأمر ينطبق على العقل الباطن حيث يستحيل استخدام قانون سواه , والآن سأشرح لك بالتحديد ما أقصده .
فالأفكار والأعمال الجيدة لا تعطي نتائج سيئة . وبنفس المنطق , فإن الأفكار والأعمال السيئة لا تعطي نتائج جيدة . ويسري هذا القانون على عالمنا هذا , إذ دائماً ما تعادل نتائج العقل الباطن معطياته .
فإذا برمجت عقلك الباطن فأفكار خاطئة مثل : "أنا فاشل , لا ينجح سوى الحاصلين على شهادة جامعية" . فإنك ستجني ما برمجت عقلك الباطن به : وهو الفشل .
ومن خلال هذا الفصل سأشرح لك كيف تبرمج عقلك الباطن بالأفكار المناسبة .
ستجني كل تلك الفوائد المتميزة
1 . عندما تعرف كيف تبرمج عقلك الباطن بالأفكار الملائمة ستحقق النجاح في كل ما تفعل .
2 . سترى كيف يؤثر التوجه الملائم في تحسين النتائج التي يخرج بها عقلك الباطن .
3 . ستتعلم كيف تحسن ذاكرتك بأكثر الطرق فاعلية وهي في حد ذاتها واحدة من أعظم الفوائد .
4 . سترى كيف يمكنك تحسين أدائك عندما تستخدم اختبار التطوير الذاتي البالغ مدة ثلاثين عاماً .
5 . ستتعلم برنامجاً مكوناً من ست خطوات لتحقيق النجاح بأقصر الطرق .
الأساليب التي تستخدمها لتجني تلك الفوائد المتميزة
كيف يمكن لعقلك الباطن العمل مثل الكومبيوتر ؟
أولاً , يعمل عقلك الباطن وفقاً لما برمجه به عقلك الواعي أو طبقاً لتوجهاته . فالعقل الباطن لا يؤدي عمله بطريقة عشوائية أو غير محددة وبدون هدف بل إنه ينفذ التعليمات التي يتلقاها من العقل الواعي .
وتذكر أن عقلك الباطن محايد , فهو لا يصدر أحكاماً قيمة فيما يتعلق بالمعطيات التي زوده بها العقل الواعي , فإذا قرر عقلك الواعي القيام بعمل غير أخلاقي أو غير قانوني فإن عقلك الباطن لن يقف في وجه قراره بل سينفذ الأوامر حرفياً سواء كان الأمر أخلاقياً أو غير أخلاقي , قانونياً أو غير قانوني .
ثانياً , سيعود عقلك الباطن على عقلك الواعي بنفس نتائج المعطيات التي قدمها له , وهنا أود مناقشة هذه النقطة بالتفصيل , فقد شبهت العقل الباطن بالحديقة التي زرعت بها طماطم وحصدت طماطم أو زرعت بصلاً وحصدت بصلاً أيضاً . ولكن كلا المحصولين جيدان , ويمكن مقارنتهما بالأفكار الجيدة التي يزرعها عقلك الواعي داخل عقلك الباطن . والآن سأعقد مقارنة أكثر توضيحاً .
لنلقي نظرة أخرى على الحديقة الموجودة خلف المنزل , وأنت من سيزرعها ومتروك لك حرية الخيار لتزرع ما تشاء , وبالطبع هذا الأمر لا يعني الأرض في شيء فالقرار أولاً وأخيراً يعود إليك , ولنفترض الآن أنك ممسك بنوعين من البذور في يدك أحدهما بذور خاصة بالذرة والأخرى حشيشة ست الحسن السامة القاتلة .
قمت أنت بعمل الحفر في الأرض وزرعت كلتا البذرتين , حشيشة ست الحسن والذرة . ثم غطيت الحفرى بالطمى . وقمت بتزويدها بالمخصبات ورويتها , فإنك وقت الحصاد ستجني ما زرعت . هذا هو منطق الطبيعة الذي لا يمكن خرقه , والتربة ستطرح سماً بنفس القدر الذي ستطرح به ذرة .
وبالمثل يعمل عقلك الواعي وعقلك الباطن . فإذا زرع عقلك الواعي داخل عقلك الباطن بذور الغضب والاستياء والحقد والفشل والهزيمة وغيرها من الأفكار السلبية فإنك ستحصد ما زرع . وكما يقول المثل : يكون الإنسان ما يعتقده بنفسه .
وإذا كنت ستتحكم في حياتك , فعليك أولاً التحكم في أفكارك , ولابد أن تكون حذراً للغاية فيما تفكر فيه , لأن عقلك الباطن لا ينسى ما برمجته به أبداً سواء كان غثاً أو ثميناً . والآن سأنتقل إلى النقطة التالية وهي بنك الذاكرة .
كيف يمكن لعقلك الباطن العمل كبنك للذاكرة ؟
كل ما حدث لك أو قرأته أو درسته أو سمعته أو رأيته يختزن في بنك الذاكرة الموجود في عقلك الباطن بأدق التفاصيل . إذن فإن المعلومات تخزن في العقل الباطن ومن المستحيل أن يعمل عقلك الواعي كبنك للذاكرة ويتذكر كل الأحداث الماضية لأننا لو تمكنا من تذكر كل حرف من ملايين ملايين المعلومات المخزنة في بنك الذاكرة في عقلنا الباطن , سنفقد قدرتنا على العمل , وهو ما سيدفعنا إلى الجنون !
والآن ينبغي أن تعلم أن كل ما مر عليك في حياتك لا يمكن نسيانه أبداً . كما لا يمكن محو ما برمج العقل الباطن عليه , ومع ذلك , وبما أن الكثير من المعلومات لا يتم استخدامها على الدوام فإنها لا تطفو فوق السطح إلا إذا استدعاها العقل الواعي , وبالتالي يتمكن من أداء وظائفه بسهولة .
وقد أثبت عالم وجراح مخ وأعصاب فذ عن طريق تجاربه أن الأحداث الماضية التي يعتقد المريض أنه نسيها تماماً مختزنة في العقل الباطن وانتعشت في العقل الواعي عندما تم تنشيط مواضع بنك الذاكرة في العقل الباطن باستخدام أقطاب الكهرباء .
وعلى سبيل المثال فقد تمكن أحد المرضى من تذكر أصدقاء طفولته الذين لم يفكر فيهم منذ سنوات بعيدة حتى إنه تذكر ماذا كانوا يفعلون وماذا كانوا يرتدون وفي الواقع تمكن من سماع أصوات ضحكاتهم والأحاديث التي كانو يتبادلونها . والأمر المذهل هو أنه عندما لامست أقطاب الكهرباء مواضع بنك الذاكرة في العقل الباطن فإنه لم يستدع كل هذه الأحداث إلى عقله الواعي فحسب , بل إنه كان يعيش التجربة من جديد .
ويمكن للتنويم المغناطيسي مساعدة العقل الواعي على تذكر الأحداث التي تم برمجتها في العقل الباطن والتي تبدو وكأنها نسيت . على سبيل المثال , كان هناك في شيكاغو رجلان يمتلكان محلاً للباقلة , وأمام واجهة المحل بالخارج كان يقف زوجان عندما وجدا رجلان يفران ويقفزان داخل سيارة وينطلقان بأقصى سرعة . وفي أثناء تحقيقات الشرطة لم يتمكن الزوجان من تذكر أرقام لوحة السيارة .
وقد وافقا على التنويم المغناطيسي لعلهما يتذكران أرقام لوحة السيارة . وجلبت الشرطة منوماً مغناطيسياً الذي قام بعمل ارتداد للعقل الواعي ليعود إلى الفترة التي وقع فيها الحادث , وبعد الانتهاء كان الرجل والمرأة قادرين على تذكر أرقام لوحة السيارة التي تم تخزينها تلقائياً في بنك الذاكرة الخاص بالعقل الباطن , ولاحقاً ألقت الشرطة القبض على السارقين !
وسأضرب مثلاً آخراً ليس بعيداً عن المنزل . فأنا أمتلك كلباً قدمه لي أصغر أبنائي من أكثر من أثنى عشر عاماً عندما انتقلنا إلى فلوريدا للعيش هناك . وكان لاري قد حصل على ذلك الكلب وهو جرو صغير لا يتجاوز عمره عدة أسابيع . واحتفظ لاري بالكلب لمدة عام قبل أن ينتقل إلى أورلاند حيث كان يعيش في شقة لا يسمح فيها بتربية الحيوانات الأليفة . لذا أخذنا الكلب لنرعاه , وكان لاري يزورنا عدة مرات في السنة وفي كل مرة كان يأتي كان الكلب يقفز من السعادة . ولكن في آخر مرة عندما جاء لاري لزيارتنا كان الكلب قد أصيب بالعمى الكامل والصمم أيضاً فتقدم الكلب وشد يد لاري ثم ملابسه , وعلى الفور شرع في الصياح والنباح وهز ذيله فرحاً !
وعلى الرغم من ان الكلب لا يستطيع رؤية لاري إلا أن حاسة الشم جعلته يعرف هوية الزائر . فمازال بنك ذاكرته الخاص بالعقل الباطن يعمل من خلال حاسة الشم على الرغم من أن الكلب أعمى وأصم . وكنت أسمع أن الكلب لا ينسى سيده الأول , ولكن بعد هذه الحادثة آمنت بهذا القول .
وكما توضح الأمثلة الثلاثة التي سقتها فإن أي شيء تم برمجته في العقل الباطن لا ينسى أبداً . وقد نجد بعض الأحداث صعبة التذكر نتيجة لأحد الأسباب التي سأناقشها لاحقاً . ولكن قبل أن أقوم بهذا أود أن أخبرك ببعض أنواع الذاكرة التي يتمتع بها العقل الباطن .
ثلاثة أنواع لذاكرة عقلك الباطن
كما سبق أن أخبرتك بأن كل ما حدث لك وكل ما قرأته أو درسته أو سمعته أو رأيته قد تم تخزينه في بنك الذاكرة الخاص بعقلك الباطن وبأدق التفاصيل . فإنه يمكن تقسيم جميع تلك المعلومات المخزنة إلى ثلاثة أنواع تخزين رئيسية : الخبرة , والكلام والتوجه أو المفهوم , وهو مشتق من تفسير النوعين الأولين .
1 . تخزين الخبرات من كل ما يفعله الإنسان أو ما يحدث له أو كل ما يسمعه أو كل ما يراه أو يسمعه أو يشمه أو يتذوقه . وتذكر أيضاً أن عقلك الباطن يتعامل مع الخبرات التخيلية على أنها واقعية , لأنه لا يستطيع التفريق بين الحقيقة والخيال .
2 . تخزين الكلمات ينتج عن الكلمات المخزنة في عقلك الباطن من كل ما تقرؤه أو تدرسه , ومن ثم تفهم ما معنى كل كلمة على حدة .
3 . التوجه أو المفهوم هو عبارة عن تفسير عقلك الباطن لنظام التخزين السابقين . على سبيل المثال : إذا قام شخص بوصف طائر لك دون أن يخبرك باسمه فإنك ستعرف أنه طائر من خلال كلامه .
أو إذا قام شخص ما بمناقشة التحفظ والحماس والنجاح والفشل والحب والغضب والاستياء , فإن فهمك لمعاني تلك الكلمات والخبرة الحقيقة التي مررت بها جعلت عقلك الباطن يعيد إلى عقلك الواعي الصور التي تعكس تلك التوجهات أو المفاهيم التي يختزنها , وعلى هذا فإن مفهومك للحياة وتصرفاتك مع الآخرين ستكون قائمة على التوجهات التي برمج عليها عقلك الباطن بهدف التخزين الدائم واسترجاع الذاكرة .
لماذا يصعب استرجاع أحداث بعينها ؟
عادة ما يخفق عقلك الواعي في استرجاع ما يريد من بنك الذاكرة الخاص بالعقل الباطن نتيجة لواحد من الأسباب التالية :
1 . إما أن يكون الحدث خالياً من اللياقة أو محرجاً أو مؤلماً بالنسبة لعقلك الواعي . ففي بعض الأحيان تكون بعد الأحداث الماضية خالية من اللياقة , أو أنها مؤلمة للغاية إلى الحد الذي يجعل عقلك الواعي يمسح الذاكرة ويعوق استرجاع هذا الحدث من عقلك الواعي , لأنه ببساطة يرفض خوض هذه التجربة مرة أخرى .
ومثال على هذا عندما يرتكب شخص ما جريمة تتنافى مع طبيعته حيث يرفض عقله الواعي استرجاع هذا الحدث , مثل أن يرتكب شخصاً ما عملاً لا أخلاقياً أو جريمة ما وهو تحت تأثير المخدرات أو المشروبات الكحولية .
2 . عندما يتعامل عقلك الواعي مع حدث ما وقت وقوعه على أنه غير مهم , ولذلك لا ينتقل انطباع قوي إلى عقلك الباطن . ولكن ليس معنى هذا أن عقلك الباطن لم يخزن أو يتذكر ذلك الحادث , بل على العكس من ذلك ولكنه لا يهتم بالتفاصيل نتيجة لتعامل عقلك الواعي مع الحادث بشيء من عدم الاهتمام .
ولن يتلقى شخصان مختلفان حدثاً واحداً بنفس القدر من الاهتمام مهما كان هذا الحدث , ولقد مضى على زواجي أكثر من خمسة وأربعين عاماً ومازالت هي قادرة على تذكر بعض الأحداث التي لا أستطيع أن أتذكرها تماماً . وبالمثل أتذكر أنا بعض الأحداث التي قد محيت من ذاكرتها تماماً . والسبب بسيط لأن مقدار أهمية الحدث بالنسبة لكلينا مرتبط بالتجربة .
3 . عندما تتلاحق الكثير من الأحداث في وقت قصير , تماماً كما حدث في عملية السطو أو حادث السيارة , فعقلك الواعي لا يستطيع التركيز على جميع التفاصيل في نفس الوقت . ونتيجة لمحاولته امتصاص كل ما حدث يخفق في امتصاص أي شيء ولهذا السبب كان شهود العيان في حادث السيارة أو حادث السطو يشعرون بالارتباك ويروون روايات مختلفة حال استجوابهم .
كيف يمكنك تحسين ذاكرة العقل الباطن ؟
يمكنك استخدام ثلاث طرق محددة لتحسين ذاكرتك وهي : (1) التركيز على الحدث . (2) استخدام الترابط . (3) تعلم دقة الملاحظة , والآن سنتناول كل واحدة من هذه الطرق بالتفصيل :
1 . التركيز على الحدث . فعندما تركز علة ما وقع فإنه يمكن لعقلك الواعي امتصاصه امتصاصاً أفضل , ويطبع هذا الحدث في الخلايا العصبية الموجودة في الجزء الذي يضم عقلك الباطن , وبالتالي يمكن استدعاؤها بسهولة , والقدرة على التركيز والإبقاء على عقلك الواعي بعيداً على المشتتات أمر مهم من أجل تحسين الذاكرة .
وفي كثير من الأحيان يكون الافتقار إلى التركيز مجرد عادة سيئة تحملها معك منذ الشباب , فمثلاً إذا كنت في أثناء فترة دراستك تنغمس في أحلام اليقظة تاركاً عقلك يسرح أينما شاء في الوقت الذي ينبغي عليك الاستذكار فيه , فإن هذا يكون بداية لعادة سيئة . وفي هذه الحالة يستنتج عقلك الباطن أن المادة المقدمة له غير مهمة , لذا لا يبذل جهداً لتسجيل المعلومات التي يتلقاها . فهذا يترك أثراً ضعيفاً .
ولتصحيح تلك العادة السيئة عليك إجبار عقلك الواعي على التركيز كلية في النقطة التي ترغب في تذكرها , ويبعد كل المعطيات المشتتة أو الزائدة .
2 . استخدام الترابط . دائماً ما تستخدم طرق الذاكرة فكرة الترابط من أجل استرجاع أفضل للأحداث . يحاول البعض استخدام الكلمات الموزونة _ مثل حبهان , كهرمان , غصن البان _ لتذكر الأسماء . هذا حسن للغاية طالما أنك لا تنسى الأسماء .
أما أنا فأستخدم نظاماً مختلفاً تماماً . عندما أتعرف على شخص فإنني دائماً ما أكرر اسمه بصوت مرتفع حتى يحفر في عقلك الباطن . وإذا كان مختلفاً تماماً أطلب إليه تهجي اسمه . ودائماًَ ما أسأل عن الاشتقاق العرقي للاسم , وهل هو فرنسي أو إيطالي أو بولدني أو مجري , ومع مرور الوقت يصبح الاسم مألوفاً ولا يحتمل أن أنساه . والناس لا يمانعون من الإجابة على سؤالي . وعلى أية حال فإن اسم الإنسان هو أهم ممتلكاته , وعندما أظهر اهتمامي باسمه فإنني أغذي غروره .
أما زوجتي فإنها ليست جيدة في حفظ الأسماء , ولكنها تعرف لون شعر الشخص ولون عينيه . في تلاحظ هذين الأمرين وتتذكرهما جيداً وهي تعتبر أن عدم ملاحظتي لهما أمر غريب . ولكن الأمر لا يعدو التأكيد .أنا أركز على الأسماء وهير تركز على المظهر , وأعتقد أنه أمر نسائي بحت .
3 . تعلم دقة الملاحظة . إن أحد أفضل الطرق لتنمي قوة الملاحظة , أن تتجنب المشتتات , ومن الحكمة أيضاً أن تتبع أسلوب : من , ماذا , متى , أين , لماذا , كيف . ورجال الشرطة مدربون على ملاحظة المظهر الخارجي للناس أي نوع الملابس التي يرتدونها وما شابه .
وأفضل طريقة للقيام بهذا الإجراء هو أن تنظر إلى الشخص لمدة عشر ثوان من قمة الرأس وحتى أخمص قدميه , وتلاحظ كل شيء يمكنك رؤيته مثل لون الشعر والعينين , البشرة , ووجود ندبات , أو نمش في الوجه ونوع الملابس وألوان وموديب المعطف والخواتم والساعات والسراويل والتنورات ولون ونوع الحذاء والطول والوزن التقريبي , ثم أبعد بصرك وحاول أن ترى إلى أي مدى يمكنك تذكر تلك التفاصيل . وخلال أسبوع واحد من تدربك على هذه الطريقة ستجد أن قوة ملاحظتك قد زادت زيادة هائلة , ومن ثم ثدرتك على التذكر .
كيف تساعدك ذاكرتك القوية ؟
لا تقف أهمية الذاكرة القوية عند المساعدة في الاستذكار والمدرسة فحسب , بل إنها تساعدك في عملك وحياتك اليومية , وفي بعض المهن مثل التمثيل أو الغناء لابد أن يتمتع الشخص بالقدرة على التذكر بسهولة .
فأبناؤنا الثلاثة موسيقيون محترفون , كما أنهم يغنون أيضاً لذا فهم يحفظون المئات من الأغاني عن ظهر قلب . وهم يكونون فريقاً عائلياً معروفاً باسم شجرة العائلة . ولاري يعزف الجيتار أما بوب فهو يعزف الباص , لذا فهما يحفظان كلمات الأغاني وكذلك النوتة الموسيقية ليتمكنا من عزف الموسيقى .
لذا توجد طريقة واحدة لتجبر نفسك على تحقيق المزيد من التركيز وملاحظة الموضوع الذي تدرسه ألا وهي نصيحة المليونير إي . حوزيف كوزمان الذي يمتلك شركة لبيع المنتجات عبر البريد حيث قال : "انظر في كل رسالة وفكر فيها ثم اتخذ قرارك واعمل عليها . قدمها إذا كانت ضرورية , أو تخلص منها , ولكن إياك أن تتعامل مع نفس الرسالة مرتين . والتزامك بهذه النصيحة سيخفف عنك أعباء العمل" .
هذا الأمر لن يساعدك في تخفيف أعباء عملك فحسب بل سيدفعك إلى تحسين ذاكرتك . وإذا أجبرت نفسك على عدم مطالعة نفس الورقة مرتين فلن يكون أمامك أي خيار سوى التركيز في الموضوع الذي بين يديك .
كيف تبرمج عقلك الباطن باستخدام الأفكار الجيدة ؟
لا يمكنك برمجة عقلك الباطن تجاه الناس بأفكار مثل الغضب والكراهية والاستياء وتتوقع منهم أن يحبوك أو يحترموك . لأن غضبك وكراهيتك واستياءك الدفين سينعكس بوضوح على علاقتك بالناس , فإذا كنت وقحاً مع الناس فإنهم سيتعاملون معك بنفس الوقاحة , وإذا كنت عدوانياً معهم سيتعاملون معك بنفس العدوانية .
فإذا كان هذا هو رد الفعل الذي تتلقاه من الناس فأنت إذن في حاجة إلى تغيير موقفك تجاههم وتبرمج عقلك الباطن بأفكار عن الرقة والطيبة والحب والاحترام لأنك تكون ما تعتقده في نفسك .
وستجد أنه كما غيرت أفكارك وتوجهاتك تجاه الآخرين , فإنهم سيغيرون أفكارهم وتوجهاتهم نجوك . وهو أمر من السهل إثباته لأن . . .
* إذا كنت طيباً مع الآخرين فسيكونون كذلك معك .
* إذا كنت تعامل الآخرين باحترام فسيبادلونك نفس الاحترام .
* إذا كنت ودوداً مع الآخرين فسيردون عليك بنفس المودة .
لذا عند تعاملك مع الناس فسترى توجهاتك نحوهم تنعكس في سلوكهم معك , وكأنك تنظر في المرآة . وربما لا تحتاج إلى التفوه بأي كلمة ولكن تكفي ابتسامة ودودة . فقط جربها وستعجبك النتائج فهذه الابتسامة تقتلع الغضب والاستياء والكراهية من جذورها ولكن ليس ذلك فحسب , بل ستلاحظ انعكاس ذلك على صحتك أيضاً .
كيف تبرمج عقلك الباطن لتطوير نفسك ؟
أقدم لك في هذه النقطة طريقة ممتازة تثبت لنفسك من خلالها أن نتائج العقل الباطن تعادل معطياته . وأود أن أطلب منك أن تكتب على بطاقة ما الشيء الذي تتوق لتحقيقه أكثر من أي شيء آخر في الحياة . وربما يكون المال , فقد ترغب في زيادة دخلك لتجمع مبلغاً معيناً من المال . وربما ترغب في شراء منزل جديد , أو ربما ترغب في الحصول على منصب بعينه في مجال عملك , أو ربما ترغب في حياة أسرية أسعد أو تحسين علاقتك بزوجتك وأولادك .
مهما كان ما كتبته في البطاقة فتأكد أنه شيء ملموس وهدف محدد بوضوح .
واحرص على ألا يطلع أي شخص على البطاقة أو أن تخبر أنت أي شخص بما فيها .
انظر إلى ما كتبته في البطاقة ثلاث مرات يومياً على الأقل , صباحاً وظهراً ومساءً . وفكر فيما ترغب في تحقيقه طوال يومك بسعادة واسترخاء . تجنب الشعور بالقلق أو الخوف بشأن الوصول إلى هدفك الذي حددته .
وبينما تنظر إلى البطاقة أو تفكر في المكتوب بها تذكر أنك ستكون ما تفكر به وطالما انك تفكر فيما ترغب فيه فإنك تعلم أنك ستحصل على ما تريد قريباً , انظر إلى العالم الفسيح المحيط بك لتعرف أنك تستحق الحصول على أفضل ما في الحياة كأي شخص آخر , فأنت تملك ما تريد بمجرد التفكير فيه .
والآن هناك نقطة مهمة لابد أن تتذكرها , ألا وهي , أن الخوف هو وجه العملة الآخر للرغبة . بمعنى أن الناس قد يرغبون في تحقيق مكسب ما ولكنهم يخشون دائماً من الإخفاق في تحقيقه . ولكن لسوء الحظ يركز العديد من الناس على الخوف من عدم الحصول على ما يرغبون بدلاً من التركيز على ما يرغبون في تحقيقه . وحتى تتجنب حدوث هذا فإنني أود أن أطلب منك التوقف عن التفكير في الخوف من أي شيء , وركز على ما تريد تحقيقه .
جرب هذا الاختبار لمدة ثلاثين يوماً . وتحكم في أفكارك كما لم تفعل من قبل . فإذا فكرت ولو للحظة واحدة في الخوف من الإخفاق في تحقيق الهدف الذي كتبته في البطاقة فأبعده عن تفكيرك وركز على الهدف فقط , وهناك طرية أخرى للتعبير عن هذا : ركز على الحل وليس المشكلة . فإذا ركزت على هدفك وأبعدت الخوف من الإخفاق عن تفكيرك , فإن عقلك الباطن سيعتني بالبقية . وستمدك قوه بالإجابات التي تحتاجها لتحقيق هدفك .
وهناك نقطة أخيرة عن هدفك , حيث لابد أن يكون الهدف واقعياً , وبالتالي لن تشعر بالخزي عندما لا يتحقق . فلا تتوقع أن تصبح مليونيراً في ثلاثين يوماً إذ لابد أن يكون هدفك معقولاً .
فإذا كان المال هدفك شأن أغلبنا , يمكنني أن أقول لك إن نجاحك سيقاس دائماً بالخدمات التي تقدمها للناس . وكما قال أندريه كارنيجي : "لايمكن لرجل أن يصبح غنياً ما لم يغن الآخرين" .
ولا يوجد استثناء من هذا القانون , وإذا رغبت في كسب المزيد من الأموال فلابد أن تقدم المزيد من الخدمات لعملائك , وهذا هو الثمن الذي ينبغي عليك دفعه لتحصل على ما تريد .
وإذا لم تحقق هدفك خلال الفترة الزمنية التي حددتها لنفسك ربما تكون قد منحت نفسك مهلة غير واقعية . ولكني أعلم انك قد حققت تقدماً لذا عليك ببساطة تكرار الاختبار أكثر من مرة كلما كان ضرورياً . وسيصبح الأمر جزءاً من عاداتك اليومية حتى إنك ستتساءل كيف عشت الفترة السابقة من حياتك بطريقتك القديمة .
استخدم طريقة الحياة الجديدة وجرب هذا النظام الجديد بوضع أهداف لحياتك لتحققها , ومن المؤكد أن أبواب الحياة ستفتح لك على مصراعيها وتنهل من خيراتها أكثر مما دار بخلدك , هل تفكر في المال ؟ نعم الكثير منه , ولكنك لن تحصل على هذا فحسب بل ستستمتع بالهدوء والسعادة والنجاح والحياة السعيدة التي لم تحلم بها .
برنامج مكون من ست خطوات لمساعدتك على النجاح *
والآن سألخص لك في ست خطوات بسيطة كيف تبرمج عقلك الباطن بنجاح لتطور نفسك , وسيوضح لك هذا البرنامج في ست خطوات كيف تبرمج عقلك الباطن بالمعطيات الصحيحة لتحصل على النتائج المناسبة .
1 . حدد لنفسك هدافاً .حدد ما الذي ترغب في تحقيقه . وكرس نفسك لتحقيق هذا الهدف ولا تحيد عنه , ولا تسمح لأي شيء بالتدخل لمنعك .
2 . ضع خطة لتحقيق هدفك وامنح نفسك مهلة معقولة لتحقيقه .ضع خطة يومية وشهرية وسنوية لتقدمك , وسيساهم حماسك وتحفظك في الوصول إلى الهدف .
3 . الإيمان والرغبة العميقة في تحقيق ما تريد .وتذكر أن الرغبة هي القانون الأول للمكسب . وهي الدافع الأعظم للعمل . فالرغبة في النجاح الموجودة في عقلك الباطن هي التي تزرع النجاح الواعي في عقلك الباطن والذي ينمي لديك عادة النجاح .
4 . لا تدع الخوف من الإخفاق يتسرب إلى عقلك .فإذا فكرت ولو للحظة واحدة في أنك ستفشل , فسوف تفشل بكل تأكيد . ولكن إذا فكرت في النجاح فستنجح بكل تأكيد , لأنك برمجت عقلك الباطن بالأفكار المناسبة . كل ما عليك هو التفكير فيما تخاف منه وستكسب القوة التي تعينك على تحقيق هدفك .
5 . ثق في نفسك وقدراتك ثقة عمياء وركز على مواطن قوتك وليس ضعفك .ويمكنك تغيير صورتك بكتابة وصف الإنسان الذي تريد أن تكون عليه . ومن ثم يمكنك أن تكون ذلك الشخص الذي فكرت فيه , فقط عليك الإيمان بذلك وسيتحقق لك ما تريد , لأن عقلك الباطن سيجعله حقيقة .
6 . كن مثابراً وتابع ما تقوم به .تمتع بالعزيمة الصادقة في المضي قدماً في تنفيذ خطتك بغض النظر عن العقبات التي تواجهك , وهي النقطة التي يستسلم عندها الفاشلون أما الناجحون فإنهم يتابعون مسيرتهم , وإذا كنت ناجحاً فلا تستسلم أبداً .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.