بالورد، محافظ الأقصر يهنئ الأطفال باحتفالات عيد القيامة المجيد (صور)    غدا وبعد غد.. تفاصيل حصول الموظفين على أجر مضاعف وفقا للقانون    مئات الأقباط يصلون قداس عيد القيامة في دير سمعان الخراز (صور)    بث مباشر| البابا تواضروس يترأس قداس عيد القيامة بالكاتدرائية المرقسية    البنك المركزي: 8.9 تريليون جنيه سيولة محلية في البنوك بنهاية 2023    محافظ الغربية يتابع أعمال الرصف بطريق "المحلة - طنطا"    «القومى للأجور» يحدد ضمانات تطبيق الحد الأدنى للعاملين بالقطاع الخاص    الجامعة الأمريكية تستضيف زوجة مروان البرغوثي إحياءً لذكرى النكبة الفلسطينية    سفير فلسطين في تونس: مصر تقوم بدبلوماسية فاعلة تجاه القضية الفلسطينية    حريات الصحفيين تدين انحياز تصنيف مراسلون بلا حدود للكيان الصهيوني    الأهلي يضرب الجونة بثلاثية نظيفة في الدوري الممتاز (صور)    إصابة 4 أشخاص في تصادم ملاكي وربع نقل على طريق المنصورة    أسوان .. وفاة شخص سقط فى مياه النيل بمركز إدفو    تعرف علي موعد عيد الأضحي ووقفة عرفات 2024.. وعدد أيام الإجازة    الكويت تمنح جمهور حفلاتها هدايا خاصة ب"ليلة الشباب" بهاء سلطان وتامر عاشور (صور)    اكتشاف كتب ومخطوطات قديمة نادرة في معرض أبوظبي    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    أحمد كريمة يعلن مفاجأة بشأن وثيقة التأمين على مخاطر الطلاق    أمين عام الدعوة بالأزهر الشريف يزور الإسماعيلية للاطمئنان على مصابي غزة (صور)    استشاري يحذر من شرب الشاي والقهوة بعد الفسيخ بهذه الطريقة (فيديو)    خبير تغذية يكشف فوائد الكركم والفلفل الأسود على الأشخاص المصابين بالالتهابات    خبير اقتصادي: الدولة تستهدف التحول إلى اللامركزية بضخ استثمارات في مختلف المحافظات    بالصور.. محافظ الشرقية من مطرانية فاقوس: مصر منارة للإخاء والمحبة    خاص| زاهي حواس يكشف تفاصيل جديدة عن مشروع تبليط هرم منكاورع    السعودية تصدر بيان هام بشأن تصاريح موسم الحج للمقيمين    وكيل صحة الشرقية يتفقد طب الأسرة بالروضة في الصالحية الجديدة    رسميا .. مصر تشارك بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس 2024    التعادل السلبي يحسم السوط الأول بين الخليج والطائي بالدوري السعودي    شروط التقديم على شقق الإسكان الاجتماعي 2024.. والأوراق المطلوبة    أمريكا والسفاح !    قرار جديد من التعليم بشأن " زي طلاب المدارس " على مستوى الجمهورية    وزير الشباب يفتتح الملعب القانوني بنادي الرياضات البحرية في شرم الشيخ ..صور    قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة عامل دليفري المطرية |تفاصيل    السجن 10 سنوات ل 3 متهمين بالخطف والسرقة بالإكراه    5 خطوات لاستخراج شهادة الميلاد إلكترونيا    موعد ومكان عزاء الإذاعي أحمد أبو السعود    مفاجأة- علي جمعة: عبارة "لا حياء في الدين" خاطئة.. وهذا هو الصواب    ميرال أشرف: الفوز ببطولة كأس مصر يعبر عن شخصية الأهلي    لاعب تونسي سابق: إمام عاشور نقطة قوة الأهلي.. وعلى الترجي استغلال بطء محمد هاني    محمد يوسف ل«المصري اليوم» عن تقصير خالد بيبو: انظروا إلى كلوب    «الصحة» تعلن أماكن تواجد القوافل الطبية بالكنائس خلال احتفالات عيد القيامة بالمحافظات    استقبال 180 شكوى خلال شهر أبريل وحل 154 منها بنسبة 99.76% بالقليوبية    ما حكم أكل الفسيخ وتلوين البيض في يوم شم النسيم؟.. تعرف على رد الإفتاء    بعد رحيله عن دورتموند، الوجهة المقبلة ل ماركو رويس    استعدادًا لفصل الصيف.. محافظ أسوان يوجه بالقضاء على ضعف وانقطاع المياه    خريطة القوافل العلاجية التابعة لحياة كريمة خلال مايو الجارى بالبحر الأحمر    الخارجية الروسية: تدريبات حلف الناتو تشير إلى استعداده ل "صراع محتمل" مع روسيا    رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب    أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي إلى 473 ألفا و400 جندي منذ بدء العملية العسكرية    السكة الحديد تستعد لعيد الأضحى ب30 رحلة إضافية تعمل بداية من 10 يونيو    ماريان جرجس تكتب: بين العيد والحدود    القوات المسلحة تهنئ الإخوة المسيحيين بمناسبة عيد القيامة المجيد    توريد 398618 طن قمح للصوامع والشون بالشرقية    مي سليم تروج لفيلمها الجديد «بنقدر ظروفك» مع أحمد الفيشاوي    هل بها شبهة ربا؟.. الإفتاء توضح حكم شراء سيارة بالتقسيط من البنك    برج «الحوت» تتضاعف حظوظه.. بشارات ل 5 أبراج فلكية اليوم السبت 4 مايو 2024    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علاج الخوف او الرهاب الاجتماعى
نشر في البداية الجديدة يوم 24 - 02 - 2013

الخوف والقلق شعور طبيعي يوجد في كل الكائنات الحية والهدف منه حماية الكائن الحى من خطر قريب أو دفعه إلى الاهتمام بأمر مهم بالنسبة له.
يتفاعل الكائن الحى مع الخوف أو القلق إما بالهروب من مصدر الخوف أو بالمواجهة مع هذا المصدر وهذا ما يحدث تمامًا مع الأشخاص الذين يعانون من الخواف الاجتماعي وهو خوف الشخص من بعض المواقف الاجتماعية التي يكون فيها محط أنظار الناس مثل أن يلقي محاضرة أو يناقش رسالة دكتوراه أو بعض المواقف العامة مثل حضور الاجتماعات في العمل أو أن يتعامل مع أشخاص غرباء عنه.
بعض الناس قد يعانون من هذا القلق عند أول يوم في العمل أو عندما يأكلون أويكتبون أمام أنظار الناس، أو عندما توجه إليهم الأسئلة في حصص الدراسة أو المحاضرات، وقد يصل الأمر إلى أنهم لا يستعملون المراحيض العامة.
يعاني الشخص المصاب بالخواف الاجتماعي من قلق زائد لنظرات الناس إليه وأن ما يشعر به من الخجل و القلق سوف يظهر ويعرفه الناس الذين ينظرون إليه.
من المهم معرفة أن المصاب بالرهاب الاجتماعي يدرك جيدًا أن الأعراض التي تظهر عليه أثناء التعرض لمثل هذه المواقف مبالغ فيها.
يعتبر الخواف الاجتماعي من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا حيث تبلغ نسبته حوالي 12% من الناس ويبدأ غالبًا في الطفولة والمراهقة ما بين 13 – 24 سنة وقد يحدث الخواف الاجتماعي بعد سن 25 ولكن بنسة قليلة.
لا يوجد هناك فارق كبير في هذه النسبة بين الرجال والنساء حيث تبلغ النسبة في الرجال 11% وفي النساء 15%.
الشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي إما أن يتجنب المواقف التي تسبب له القلق وإما أن يتعامل معها ولكن بدرجة كبيرة من القلق.
بالنسبة للطبيب قد يصعب التعرف على الرهاب الاجتماعي لأنه يمثل الحد الفاصل بين المرض وبين بعض السمات الطبيعية مثل الخجل.
تذكر دائمًا أنه ليس المقصود هو أن نزيل القلق والخوف ولكن المقصود هو التعايش معهما.

الخواف الاجتماعي
من الطبيعي أن يشعر معظم البشر بقلق وتوتر بسيط في المواقف الاجتماعية أول يوم في العمل. اجتماع عام، حفل زفاف، مناقشة رسالة الماجستير أو الدكتوراه، بل من المهم أن يحفز هذا القلق الفسيولوجي الانسان على الإتقان والحرص والاستعداد والتبكير واليقظة والحذر.. أما إذا زاد هذا التوتر والقلق الاجتماعي عن حده وكان سببًا في إعاقة النشاط الاجتماعي أو المهني أو الدراسي للفرد فيصبح حينئذ ٍ خوفًا مرضيًا ووجب علاجه.
يعاني الشخص المصاب بالخواف الاجتماعي من خوف ملحوظ ومستمر في حالة وجوده بين الناس أو قيامه بعمل أمامهم وذلك بسبب خوفه من نظرتهم له أو مما سيقولونه عنه أو مما قد يفكرون فيه أو بسبب ملاحظتهم له.
وينبع هذا الشعور لدى الشخص المصاب من خوفه من ظهور أعراض التوتر و القلق التي يعاني منها أمام هؤلاء الناس.
وقد لوحظ أن أقارب المريض من الدرجة الأولى هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض لتصل النسبة إلى ثلاثة أضعاف الأشخاص الطبيعيين ويحدث الخواف أو الرهاب الاجتماعي بنفس النسبة بين الرجال والنساء وتبدأ معظم الحالات عند سن 13 إلى 24 سنة.
ومن المهم معرفة أن مريض الرهاب الاجتماعي أو الخواف الاجتماعي على دراية كاملة بأن كل الأعراض التي تتناوبه أثناء تعرضه لمثل هذه المواقف مبالغ فيها وليس لديه أسباب حقيقية لحدوثها.
ومن صفات مريض الرهاب أو الخواف الاجتماعي:
* تجنب الحديث أمام مجموعة من الناس بل حتى أحيانًا تجنب الرد على الهاتف خوفًا من اللعثمة والارتباك، أو على من يطرق الباب.
* رفض الوجود بين مجموعة من الناس خصوصًا من هم أعلى منه مكانة اجتماعية أو مرتبة وظيفية.
* تجنب المواقف الاجتماعية التي لم يسبق التعامل معها.
* يخجل من الشكوى من سلعة اشتراها ووجدها غير مناسبة أو بها عيب ويستحيل عليه إرجاعها.
* إذا دخل مطعم مثلاً لا يشتكي إذا تجاهله العاملون أو كان الأكل باردًا يقبل مضطرًا ولا يرفض، ويتمنى لو أنه اعترض ولكنه خائف من ردهم.. ربما يفحمونه ولا يستطيع الرد.
* لا يحب أبدًا أن يقوم أحد بمقارنته بانسان آخر ولذلك يتجنب المنافسة أو مقابلات طلب الوظائف أو رفع يده للإجابة أو السؤال أو الاعتراض في الصفوف الدراسية والبعد عن حلقات النقاش.
* لا يحب أبدًا أن يكون في بؤرة اهتمام الناس ولذلك لا يبدأ في التعارف على أحد ويرفض التعبير عن رأيه أو أفكاره أو مشاعره.. لذلك لا تجد لهؤلاء الأشخاص أى أصدقاء ويعيشون في عزلة اجتماعية.. حتى نوافذهم دائمًا تكون مغلقة.. هواياتهم القراءة والتلفاز والكمبيوتر.
* الخجل الشديد في التعامل مع الجنس الآخر.
* البعد عن أى علاقة تربطه برؤسائه في العمل ولذلك تجده دائمًا في ذيل السلم الوظيفي ودائمًا لا يرشحه أحد لأى وظيفة قيادية.
* الخوف من أن يحكم الآخرون على كلامه بأنه كلام ساذج أو أفعاله بأنها أفعال حمقاء أو أنه خوّاف وشخصيته ضعيفة.
وترى في هؤلاء الأشخاص خاصةً مراقبتهم الشديدة لذواتهم واهتماماتهم وقلقهم الشديد بما يراه ويعتقده الآخرون عنهم.. دائمي الارتباك في أى موقف خصوصًا عندما تدفعهم حماقاتهم إلى إيقاع رف مرصوص عليه مواد غذائية في متجر مثلاً فتدفعه تلك الحماقة إلى إيقاع باقي الرفوف فيقرر عدم الدخول إلى التجمعات أو المحال الكبيرة.
عندما يظن أن الناس تراه وتسمعه يصاب بالرعشة والارتباك واحمرار الوجه وزيادة في دقات القلب والعرق وعدم الكلام والتحفظ ولذلك يدخلون تلك المحلات في الصباح الباكر أو قبل الإغلاق.
وفي أحيان كثيرة تؤدي مشكلة مراقبة الذات عند هؤلاء الأشخاص إلى تقليل وتشتيت وقلة التركيز وصعوبة التفكير وسوء التصرف وتباطؤ إتخاذ القرارات والتردد وضعف القدرات الكلامية والتعبيرية والسلوكية.
تلاحظ عليهم أيضًا أنهم دائمًا صامتون يتجنبون النظر إلى أعين من يتكلم معهم ولذلك لا يجلسون أمام أحد في المواصلات حتى لا تتلاقى أعينهم مع أعين الآخرين ولا يمشون أمام جمع من الناس.
كان لي مريضة عندما تأتي وتنتظر في العيادة وتريد دخول الحمام كانت تتحمل ولا تذهب إلى الحمام خوفًا من أن يتكلم الناس عن شكلها أو مشيتها أو أنها جاءت العيادة للعلاج أم لدخول الحمام.
كما أن لدى هؤلاء المرضى ميوعة في المواقف الاجتماعية فلا يعبرون عن آراءهم المخالفة ويترددون كثيرًا ويشعرون بالقلق من الدخول في مواقف جديدة تجعلهم في موضع التقييم والاختبار حتى ولو أدى بهم ذلك إلى أن يكونوا الضيوف في مواقف اجتماعية تخصهم هم شخصيًا مثل يوم زفافه فتراه دائمًا يقف في الشرفة أو على السلم أو أمام باب البيت.. وإذا تكلموا اضطربوا وتلعثموا وترددوا ولا يجدون ما يقولونه أو لا يعرفون ما يجب أن يقال وما يجب ألا يقال.
ربما تجد هؤلاء الناس عصبيون، متوترون، كثيري التململ يعضون على الشفاه والأطراف ويقرضون الأظافر ويخفون وجوههم أو يمسحون عليها.
خجولون، مرتبكون، يصفون أنفسهم بعدم الكفاءة والنقص ليس لأنهم كذلك بل لأنهم لن يستطيعون العمل بكفاءة ودقة وإتقان إلا وحدهم وحينما لا يراهم أحد أو يراقبهم.
بل حتى لا يأكلون ويشربون أمام النلاس ولو حتى الأخوة والأبناء والأزواج.. ولو حدث تجدهم يرتشعون وتسقط من أيديهم الملاعق والأكواب وينسكب الطعام على المائدة ويتصببون عرقًا ويقف الطعام في حلوقهم ويصعب عليهم البلع ويخافون من القئ أمام أى شخص.
لا يكتبون أمام أحد ولذلك يمتنع الطالب المصاب عن الكتابة أيام الاختبارات أمام المراقب أو يمتنع المعلم عن الكتابة أمام تلاميذه، وتمتنع السكرتيرة عن الكتابة على لوحة المفاتيح أمام رئيسها.. أو يمتنع أى صاحب صنعة عن أدائها أمام أى شخص.
معظم مرضى الرهاب الاجتماعي دائمًا ما يشعرون أنهم مختلفون عن الناس ويظنون أن المشكلة في ذواتهم وبسببهم وأن إحجامهم عن الدخول في مواقف اجتماعية هو ما أدى إلى فقد الخبرات والقدرات والتواصل مع الناس ثم بعد ذلك الخوف من علاقاتهم والاختلاط بهم والكلام معهم بل وتجنبهم تمامًا.
وهناك أناس آخرون مصابون بالخواف أو الرهاب الاجتماعي لهم مخاوف خاصة بمظهرهم أمام الناس ويبالغون في أشياء غير ظاهرة أو بسيطة فيقضون ساعات الليل والنهار في التفكير فيها أو يبتعدون عن الناس بسببها ولا يقبلون شكلهم أو لونهم أو مظهرهم أو يمتنعون عن السفر أو لقاء الأهل خوفًا من ظهورها.
مثل الإنسان البدين أو النحيف.. الطويل أو القصير.. كبير الأنف.. مفلطع الأذنين.. أصلع الرأس.
بالنسبة للبنات فهناك من يفكرن في لون البشرة.. سمراء أو بيضاء.. بها نمش.. أو... أو...
ربما تجد في بعض هؤلاء الفتيان تغيرات طفيفة خفيفة ولكن لا تستدعي كل هذا الاهتمام فتراهم دائمي قياس الوزن والطول والحجم والشكل والنظر المتكرر في المرآة وهن زبائن دائمون لجراحي ومراكز التجميل.
كيف نتفاعل مع الخوف؟
يتفاعل الانسان ضد الخوف والقلق عن طريق دائرة عصبية في المخ مكونة من الاميجدالا وفرس النهر والقشرة الأمامية من المخ..
يسبب الخوف والقلق في الجنس الانساني عند التعرض لمؤثر "مصدر خطر" زيادة في نشاط الاميجدالا والتي بدورها تحدث رد فعل سريع.
لوحظ زيادة نشاط الاميجدالا عند التعرض لمصدر من مصادر الخوف والقلق وذلك بدراسة المخ بالأشعة وأن الأشخاص الذين يعانون من خلل في هذا الجزء من المخ يكون عندهم التفاعل مع الخوف غير طبيعي..
يعتبر أول تفاعل في المخ تجاه المصدر المخيف في الأميجدالا وهذا الاختلاف بين الأشخاص في درجة نشاط الاميجدالا تحدد درجة التفاعل العصبي تجاه هذا المصدر المخيف.
يلعب فرس النهر دورين في عملية التفاعل مع الخوف..
الأول: تحليل المعلومات المكانية والزمنية عن المصدر المخيف.
الثاني: التعرف على المصدر المخيف على أنه جديد ولم يتعرض له سابقًا وبذلك يتكرر الاحساس بالخوف كل مرة عند التعرض لهذا المصدر.
تلعب بعض الهرمونات مثل الكورتيزون والأدرينالين دورًا في تذكر المصدر المخيف والموقف الذي تعرض له الشخص وأثار قلقه ولهذا تستخدم مضادات هذه الهرمونات كعلاج في بعض حالات الخوف.
دور القشرة الأمامية
تلعب القشرة الأمامية دور الفرامل لعملية الخوف فعند التعرض لمصدر من مصادر الخوف والقلق مثل إلقاء محاضرة أمام الناس يزيد نشاط الاميجدالا ويقل نشاط القشرة الأمامية مما يسبب التفاعل مع هذا المؤثر وظهور أعراض الخوف والقلق على الإنسان.
نشاط القشرة الأمامية يتناسب عكسيًا مع نشاط الاميجدالا وبالتالي هذه القشرة تعدل وتقلل من نشاط الأميجدالا وبذلك تقوم بعمل فرملة عملية الخوف.
يؤدي الخلل في القشرة الأمامية إلى جعل المؤثرات المخيفة بدرجة أقل تساوي المؤثرات المخيفة بدرجة أكبر.
وُجد أن بعض الأدوية العلاجية وكذلك العلاج المعرفي السلوكي يساعد على تقليل نشاط الاميجدالا وبالتالي تقليل الخوف والقلق عند التعرض لمصدر من مصادره مثل إنسان يلقي محاضرة أمام الناس.
من أهم وأنجح طرق التعايش مع الخوف طريقة التقبل والتي هى عبارة عن:
معالجة المعلومات التي تصاحب المصدر المخيف بطريقة إيجابية.
إعادة تفسير الأعراض التي تظهر على الإنسان أثناء الخوف..
مثال على ذلك
عند تعرض شخص ما لمصدر من مصادر الخوف والقلق وطُلب منه أن يعيد تفسير هذا المصدر على أنه غير مخيف لوحظ نقص في نشاط الاميجدالا وزيادة في نشاط القشرة الأمامية.
عند تعريض أشخاص لمصدر من مصادر الخوف بالنسبة لهم مثل التعرف على أشخاص لا يعرفونهم وطلب منهم أن يتحكموا في مشاعرهم تجاه هذا الخوف والقلق الناتج من هذا الموقف لوحظ أيضًا نقص في نشاط الأميجدالا وزيادة في نشاط القشرة الأمامية في المخ.
العلاج المعرفي الذي أثبت نجاحه في حالات الخواف الاجتماعي يركز على التقبل وتقليل التأثر..
أسباب الخواف الاجتماعي
ليس هناك سبب واحد واضح يؤدي إلى إصابة الشخص بالرهاب الاجتماعي ولكن ظهور المرض ينتج غالبًا من تفاعل مجموعة من العوامل:
عوامل وراثية – عوامل بيولوجية – عوامل نفسية واجتماعية وبيئية.
أولاً: العوامل الوراثية
يعتبر الرهاب الاجتماعي من الأمراض التي تسري في بعض العائلات. وتصل نسبة الإصابة في شخص قريب من الدرجة الأولى لمصاب بالرهاب الاجتماعي 16% في حين أن النسبة في قريب من الدرجة الأولى لشخص غير مصاب تبلغ 5%.
في بعض الدراسات الأخرى وجد أن القريب من الدرجة الأولى لشخص مصاب بالرهاب الاجتماعي يكون عرضة عشر مرات أكثر من القريب درجة أولى لشخص غير مصاب بالمرض.
بالطبع وجود الخواف الاجتماعي في أكثر من فرد من أفراد العائلة لا يستلزم الدور الوراثي لأن أفراد الأسرة الواحدة يتشاركون نفس التعليم والخبرات والعوامل البيئية.
تصل نسبة الوراثة في مرض الرهاب الاجتماعي إلى حوالي 51% ومع ذلك هناك دراسات تقلل من أهمية العامل الوراثي في ظهور المرض.
في بعض الدراسات وجد أن الخواف الاجتماعي يتشارك مع الهلع والخوف وخواف الأماكن المفتوحة في نفس العامل الوراثي.
ثانيًا: عوامل بيولوجية
على عكس اضطرابات الخوف الأخرى ليس هناك حتى الآن سبب عضوي واضح للخواف الاجتماعي ولكنها نظريات وفروض.
1.نظرية الأميجدالا:
وجد أن الدورة الدموية في الأميجدالا وفرس النهر (وهو جزء معروف في المخ) تقل في الأشخاص الذين يعانون من الخواف الاجتماعي وذلك عند علاجهم إما بالأدوية مثل سيتالوبرام أو بالعلاج المعرفي السلوكي.
2.نظرية السيروتونين:
وجد أن مثبطات إعادة استرجاع السيروتونين "ssris" (ماسا) فعالة بدرجة كبيرة في علاج الخواف الاجتماعي.
3.نظرية الدوبامين:
قد يكون هناك علاقة بين الدوبامين وبين الخواف الاجتماعي لأن استجابة بعض الأشخاص لمضادات الاكتئاب الثلاثية يكون قليل في حالة الخوف الاجتماعي في حين أن استجابة الأشخاص المصابين بالهلع لهذه المواد يكون جيدًا جدًا وهذه المواد لا تؤثر على الدوبامين.
ثالثًا: عوامل نفسية واجتماعية وييئية
العواطف معدية وذلك لأننا نتعلم أن نتفاعل مع مصدر الخوف والقلق عن طريق ملاحظة كيفية تفاعل الآخرين مع هذا المصدر وكذلك عن طريق خبراتنا السابقة في مثل هذه المواقف.
كيف يحدث الخواف الاجتماعي؟
يحدث هذا على مرحلتين:
المرحلة الأولى: وهى التكيف حيث يصبح المصدر الذي كان عاديًا بالنسبة للشخص مصدرًا للخوف والقلق عند إزدواجه مع مصدر مخيف..
مثال ذلك
شخص تعرض لنقد شديد من الناس أثناء إلقاءه لمحاضرة عامة أو درس ديني.. إلقاء المحاضرة كان بالنسبة للشخص ليس مصدرًا للخوف والقلق ولكن عند إزدواجه مع النقد والإحراج أمام الناس أصبح مصدرًا لذلك.
المرحلة الثانية: يستمر هذا الخوف عن طريق التأثير السلبي لتجنب مصدر الخوف والقلق بالنسبة للشخص حيث يؤدي التجنب إلى عدم ظهور أعراض الخوف والقلق التي تحدث عند التعرض لهذا الموقف الاجتماعي المخيف.
لقى هذا النموذج لتفسير حدوث الخوف قبولاً ولكنه أخذ عليه بعض الأشياء منها:
* لوحظ أن هناك أشخاص كثيرين قد يعانون من الخواف الاجتماعي من موقف معين دون سابقة التعرض لهذا الموقف من قبل مثل شخص يعاني من الخوف من إلقاء خطبة الجمعة أمام الناس أو الصلاة إمامًا بالناس وهو لم يخطب الجمعة ولم يصل إمامًا من قبل.
* لوحظ أيضًا أن هناك أشخاصًا كثيرين قد يتعرضون لنفس الموقف المخيف فلا يحدث عندهم خواف..
ومثال ذلك.. شخص تعرض لنقد شديد من الجمهور أثناء إلقاء محاضرة ومع ذلك لم يحدث عنده خواف من الكلام أمام الناس.
وبالتالي ظهرت نظرية أخرى لتفسير حدوث الخواف الاجتماعي تعتمد على ثلاثة محاور:
المحور الأول: التكيف التقليدي كما في النظرية الأولى.
المحور الثاني: الاكتساب التفويضي: قد يكتسب الخواف الاجتماعي عن طريق مشاهدة بعض المواقف المخيفة أو رؤية بعض الأشخاص يتصرفون بقلق زائد تجاه هذه المواقف.
ومثال ذلك: قد يحدث لشخص خواف من التعرف على الناس وعمل صداقات معهم عندما يرى شخص آخر أحرج أمام الناس وهو يحاول التعرف على شخص غريب عنه.
مثال آخر: طالب سأل سؤالاً أثناء الدرس وكان سؤالاً سخيفًا وبدأ التلاميذ والمدرس بنقده فقد يحدث لطالب آخر خواف اجتماعي نتيجة رؤية هذا الموقف ويبدأ في عدم التفاعل مع المدرس أثناء الشرح.
المحور الثالث: التعليم والإرشاد: قد يحدث الخواف نتيجة لطريقة التعليم والتحذير مثل طفل كان أبوه دائمًا يحذره من الأماكن المرتفعة ويأمره بأن يبتعد عنها فهذا الطفل قد يحدث له خواف الأماكن المرتفعة نتيجة لذلك.
مثال:
طفل يأمره والده دائمًا بأن يتجنب الغرباء ولا يتعامل مع شخص لا يعرفه قد يحدث لهذا الطفل خواف اجتماعي نتيجة لطريقة التعليم هذه.
4.نظرية الاستعداد:
وهى أن الشخص يستعد لحدوث الخوف من مصدر معين إذا كان مصحوبًا بمؤثر مخيف أكثر من مؤثر آخر مخيف.
مثال ذلك: قد يحدث لشخص ما خواف من الكلاب عندما يتعرض لعضة من كلب ولكن في نفس الوقت لا يحدث له خواف من الزهور عندما تصيبه أشواك بشوكة من زهرة.
قد تؤثر بعض العوامل الشخصية والمعرفية في حدوث الخواف الاجتماعي فإن الأشخاص الذين يعانون من الخواف الاجتماعي يكونون أكثر خجلاً من غيرهم.. ويكون عندهم دائمًا نقد لاذع لأنفسهم أثناء الأداء أمام الناس.. ودائمًا ما تكون عندهم أفكار سلبية في تقييم أنفسهم أقل مما هم عليه في الحقيقة عندما يتعاملون مع الناس أو يتكلمون في وجودهم.
الدليل التشخيصي والأنواع
بالنسبة للدليل التشخيصي والإحصائي الرابع المعدل.. فالخواف الاجتماعي:
* خوف ملحوظ ومستمر من واحد أو أكثر من المواقف الاجتماعية التي يكون فيها الشخص عرضة للتعامل مع أشخاص جدد أو يكون محط أنظار الآخرين.. يخشى الشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي أنه سوف يتصرف بطريقة حمقاء أو محرجة أمام الناس.
* التعرض للموقف الاجتماعي المخيف دائمًا ما يستثير الخوف والقلق الذي دائمًا ما يكون مرتبط بالموقف أو يؤدي إلى حدوث نوبات من الهلع عند التعرض لهذا الموقف.
* يدرك الشخص تمامًا أن الخوف مبالغ فيه وغير منطقي ولكن هذه السمة (أى معرفة أن الخوف غير منطقي) دائمًا ما تكون غائبة في الأطفال.
* الموقف الاجتماعي المخيف إما أن يتجنبه الشخص أو يتعامل معه بدرجة من القلق الزائد والاضطراب الشديد.
* تجنب المواقف الاجتماعية المخيفة أو التعامل معها بدرجة من القلق الزائد يؤثر بشكل واضح على حياة الشخص العملية أو الدراسية أو يؤثر على الأنشطة الاجتماعية وعلاقاته مع الآخرين.
في الأشخاص تحت سن 18 سنة لابد أن تكون المدة 6 شهور لكى يتم تشخيص الخواف الاجتماعي.
الخوف والتجنب للمواقف الاجتماعية ليس ناتجًا من تعاطي المخدرات أوتأثير الأدوية أو يكون ناتجًا من سبب طبي عام أو مرض نفسي آخر مثل الهلع.. خواف الأماكن المفتوحة، اضطرابات الأكل.

أمثلة لبعض المواقف التي تسبب الخوف:
* مقابلة أشخاص جدد.
* التعامل مع الآخرين.
* حضور الحفلات والمؤتمرات.
* حضور الاجتماعات.
* إلقاء خطاب رسمي.
* الأكل والكتابة أمام الناس.
* التعامل مع المسئولين في السلطات.
* استخدام الحمامات العامة.
* المشى أحيانًا أمام الناس.
* إلقاء الأسئلة أثناء الحصص أو المحاضرات الدراسية.
أنواع الخواف الاجتماعي
ينقسم الخواف الاجتماعي إلى نوعين أساسيين:
1. خواف اجتماعي عام: هذا النوع يشمل معظم المواقف الاجتماعية.
2. خواف اجتماعي محدد: وهذا النوع عبارة عن موقف اجتماعي معين يتجنبه الشخص ويسبب له القلق والخوف وغالبًا ما يكون في المواقف التي يؤدي فيها الشخص أمام الناس مثل إلقاء محاضرة – صلاة إمام بالناس – إلقاء خطبة – مناقشة رسالة دكتوراه أو ماجيستير.
الفارق بين النوعين:
المرضى الذين يعانون من النوع الأول دائمًا ما يكونون صغار السن وأقل في التعليم وغير عاملين.
وغالبًا ما يكون هذا النوع "الأول" مصحوبًا بالاكتئاب والقلق والاهتمام الزائد بالتقييم السلبي من الآخرين.
النوع الثاني غالبًا ما يكون مصحوبًا بزيادة نشاط القلب.
وهناك بعض الدراسات التي تضيف نوع ثالث في تقسيم الخواف الاجتماعي وهو "الخوف الاجتماعي غير العام" حيث يكون الشخص فيه:
من الممكن أن يكون أو لا يكون عنده خواف اجتماعي محدد.
يعاني من قلق زائد في المواقف الاجتماعية التي يتعامل فيها مع الآخرين.
لديه على الأقل نوع واحد من المواقف الاجتماعية التي يتعامل معها بدون قلق زائد أو خوف مبالغ فيه.

الأمراض المصاحبة
القلق الاجتماعي سمة من سمات اضطرابات نفسية كثيرة، والاشخاص الذين يعانون من الهلع والوسواس القهري واضطرابات الأكل غالبًا ما يتحاشون المواقف الاجتماعية لأنه يمكن أن يحدث لهم تقييم سلبي من الناس نتيجة الأعراض التي تظهر عليهم.
تصل نسبة الأشخاص الذين يعانون من الخوف الاجتماعي وهم أيضًا مصابون على الأقل بواحد من الاضطرابات النفسية الأخرى إلى حوالي من 50 – 80%.
من هذه الأمراض:
* الوسواس القهري، الهلع، اضطرابات الخوف الأخرى، اضطرابات الأكل، اضطرابات المزاج، الاكتئاب الشديد، إدمان المخدرات، تعاطي الحكوليات.
* وجد أن الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي عرضة مرتين أكثر من غيرهم لإدمان الكحوليات وذلك في المجتمعات الغربية.
* الخواف الاجتماعي شائع جدًا في الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل حيث تبلغ نسبة المصابين به بين الذين يعانون من اضطرابات الأكل 20%.
* عندما يتواجد الخواف الاجتماعي مع اضطرابات المزاج أو إدمان الكحوليات أو اضطرابات الخوف الأخرى غالبًا ما يسبق ظهور هذه الأمراض.
أعراض الخواف الاجتماعي
تنقسم أعراض الرهاب الاجتماعي إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
(1)أعراض معرفية.
(2)أعراض سلوكية.
(3)أعراض فسيولوجية.
أولاً: الأعراض المعرفية:
يعاني الشخص المصاب بالخواف الاجتماعي من الفزع الشديد من الصورة التي سوف يبدو بها أمام الآخرين وكذلك يعاني من الانتباه الشديد لنفسه والمراقبة الشديدة لها في كل شئ يفعله وأن معايير الحكم على الأشخاص عنده ليست المعايير العادية ولكن أعلى منها بكثير.
ويعتقد هذا الشخص المصاب بالخواف الاجتماعي أنه لابد أن يؤثر في الآخرين بطريقة خاصة وأن الكلام الذي سوف يلقيه عليهم في محاضرة مثلاً لابد أن يحدث تغييرًا ملحوظًا في نفوس الحاضرين.. وفي كثير من الأوقات يفكر الشخص المصاب بالخواف الاجتماعي قبل التعرض لموقف يسبب له القلق عن الأشياء التي يمكن أن تحدث وكيف يتعامل معها، ولكنه بعد إنتهاء الموقف يكون غير راض عن نفسه وبالتالي سوف يراجع كل الأشياء التي تكون غير طبيعية ومحرجة بالنسبة له..
مثال ذلك
شخص يستعد لكى يلقي محاضرة فإنه يظل يفكر كثيرًا في الأسئلة الصعبة والمحرجة التي يمكن أن توجه إليه، وكذلك في التيار الكهربائي الذي يمكن أن ينقطع وكذلك في الميكرفون الذي ربما يتعطل، ويفكر أيضًا في الحاضرين فقد يمرض أحدهم أو يستأذن في الذهاب إلى الحمام.
وهذه الأفكار لا تنتهي عقب الموقف ولكنها قد تستمر لأسابيع بعد هذا الموقف المعين.
هؤلاء الأشخاص المصابين بالرهاب الاجتماعي يعتادون أن يفسروا الأشياء العادية بالنسبة لأى شخص أو المحادثات الغامضة قليلاً بطريقة سلبية عن غيرهم من الأشخاص غير المصابين بهذا المرض.
قد وجد في كثير من الدراسات أن المصابين بالخواف الاجتماعي أكثر تذكرًا للأحداث السلبية التي مروا بها أكثر من غيرهم من الأحداث التي هى أقل سلبية منها.
ثانيًا: الأعراض السلوكية:
الخواف الاجتماعي عبارة عن خوف مستمر من واحد أو أكثر من المواقف التي يكون فيها الشخص عرضة للنقد بواسطة الآخرين ولذلك يخاف الشخص من أنه سوف يفعل أو يتصرف بطريقة مخزية ومحرجة بالنسبة له..
هذا الخواف الاجتماعي يتعدى حدود الخجل الطبيعية لأنه يؤدي إلى تجنب المواقف الاجتماعية وبالتالي يؤدي إلى خلل في العلاقات الاجتماعية وكذلك خلل في الأداء الوظيفي للشخص المصاب بالمرض.
ويتصرف الشخص المصاب بالخواف الاجتماعي تجاه هذه المواقف إما بتجنبها أو أن يتفاعل معها ولكن بدرجة كبيرة من القلق والتوتر..
وينقسم هذا التجنب إلى قسمين:
1. تجنب سلوكي شديد:
وفي مثل هذه المواقف يفعل الشخص أشياء من التظاهر بالمرض الشديد حتى يهرب من هذه المواقف وهو في نفس الوقت يحتفظ بصورته أمام الناس أو يلجأ إلى الكذب للهروب من هذه المواقف..
مثال ذلك
شخص طلب منه إلقاء درس ديني في مسجد أو إلقاء خطبة الجمعة وهو مصاب بالخواف الاجتماعي فقد يلجأ إلى السلوك التجنبي الشديد من التظاهر بأنه يعاني من نوبة قلبية أو إغماء شديد ومفاجئ أو شعور شديد بالغثيان أو المغص أو الصداع حتى يهرب من هذا الموقف وهو مع ذلك محتفظ بصورته أمام الناس.
1. تجنب سلوكي طفيف:
مثل تجنب إلتقاء الأعين أو عقد الذراعين في سبيل تفادي التعرف على الآخرين عن طريق المصافحة.
مثال ذلك
شخص يسافر في القطار ولكنه يتجنب الجلوس على المقاعد التي تكون مواجهة لبعضها البعض لأن ذلك قد يضطره إلى أن ينظر في عين الذي يجلس أمامه ثم بعد ذلك يبدأ هذا الشخص الغريب عنه بفتح حوار ويحاول التعرف عليه..
وقد يتجنب هذا الشخص الرد عالى الهاتف لأنه قد يخطئ في نطق بعض الكلمات أو يتلعثم وكذلك يتجنب الكتابة أمام الناس..
مثال ذلك
تلميذ في لجنة الامتحان يمسك عن الكتابة إذا نظر إليه المراقب لأنه لا يستطيع الكتابة وهناك من ينظر إليه.
ثالثًا: أعراض فسيولوجية:
يعاني المصاب بالخواف الاجتماعي من أعراض فسيولوجية تشبه إلى حد كبير تلك الأعراض التي تجد في اضطرابات الخواف الأخرى..
وتختلف هذه الأعراض بحسب سن الشخص المصاب بالرهاب الاجتماعي، فالبالغين مثلاً قد يعانون من الدموع أحيانًا ولكن يعانون أكثر من كثرة العرق، سرعة التنفس، الغثيان، سرعة ضربات القلب.. وقد يعانون أيضًا من صعوبة في المشى عندما يضطر شخص مصاب بالخواف الاجتماعي أن يمشي أمام مجموعة من الناس مما قد يؤدي إلى فقد الإتزان أو حتى قد تصل إلى سقوطه على الأرض.
وهذه الأعراض التي تبدو على الشخص تؤدي إلى زيادة القلق أمام الآخرين..
أما في الأطفال فتختلف الأعراض.. حيث يعانون أكثر من البكاء وربما الصراخ والغضب الشديد والتعلق بالآباء والصمت وعدم الكلام وتغطية وجوههم عند تعريضهم لشخص غريب مثلاً أو الزج بهم في مواقف تسبب لهم الخواف الاجتماعي.
التشخيصات المشابهة
التشخيص الدقيق للخواف الاجتماعي يعتمد على الفهم الدقيق لأعراض الخواف الاجتماعي المذكورة في الدليل التشخيصي والإحصائي وبالتالي قد يحدث تداخل بين أعراض الخواف الاجتماعي وبعض الأمراض الأخرى التي يكون فيها تجنب المواقف الاجتماعية والأداء أمام الناس.
مثل:
1. الهلع.
2. حالات الخوف والقلق الأخرى.
3. الشخصية التجنبية.
4. الوسواس القهري.
5. الاكتئاب
وكذلك يمكن أن يتداخل تشخيص الخواف الاجتماعي مع بعض السمات الشخصية مثل الحياء والذي هو محمود على كل حال.
أولاً الهلع:
يمكن أن يحدث تداخل بين تشخيص الهلع والخواف الاجتماعي لأن بعض المرضى المصابين بالهلع يتجنبون المواقف الاجتماعية وذلك للقلق أنه يمكن للذين يشاهدونهم أن يدركوا الأعراض التي قد تبدو عليهم.
هناك 4 عوامل مهمة في التشخيص المفارق بين الهلع والخواف الاجتماعي:
1. عدد ونوع نوبات الهلع.
2. على ماذا يتركز القلق والخوف "بؤرة القلق".
3. عدد المواقف التي يتجنبها الشخص.
4. درجة القلق خارج المواقف الاجتماعية المخيفة بالنسبة للشخص.
في حالة الهلع:
* يعاني المريض من نوبات غير متوقعة من الهلع وكذلك درجة عالية من القلق خارج المواقف الاجتماعية المخيفة.. في حين أن الذين يعانون من الخواف الاجتماعي ليس عندهم شئ من ذلك.
* لك عدد المواقف التي يتجنبها مريض الهلع أكثر بكثير من المواقف التي يتجنبها شخص مصاب بالخواف الاجتماعي.
* في النهاية المريض المصاب بالهلع يهتم أكثر بمدى حدوث نوبات الهلع أمام الناس أو الأحداث التي سوف تترتب على هذه النوبات في حين أن الذين يعانون من الخواف الاجتماعي يقلقون أكثر من نظرة الناس إليهم وكيف يتصرفون أمام الناس وهل سيقولون أشياء سخيفة أمامهم أم لا.

الوسواس القهري
تشخيص الخواف الاجتماعي ليس هو الصحيح إذا كان الخوف ناتجًا عن مرض آخر..
مثال ذلك
الوسواس القهري يحدث فيه تجنب للمواقف الاجتماعية وكذلك الأكل والشرب أمام الناس ولكن خوفًا من الإحراج أن يشاهد هذا الشخص وهو يغسل يديه بكثرة وبصورة مرضية..
وكذلك أيضًا في بعض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والشخصية الفصامية يحدث تجنب لكثير من المواقف الاجتماعية ولكن الدافع لذلك هو فقد الاهتمام بالاجتماع مع الناس وكذلك فقد المتعة بذلك الأمر وعدم الشعور بالرغبة في فضاء الوقت معهم.
لكى نشخص الخواف الاجتماعي لابد أن يكون التجنب للموقف الاجتماعي ناتج من خوف الشخص من ملاحظة الآخرين له أو تقييمه بصورة سلبية.
في حالات الخواف الاجتماعي العام الذي يحدث فيه تجنب لمعظم المواقف الاجتماعية يصعب التفريق بينه وبين الشخصية التجنبية ولكن الفارق بين هذين الأمرين أن في حالة الشخصية التجنبية هو أن الفارق بينهما كمي وليس كيفي وأن الشخصية التجنبية تكون أشد من الخواف الاجتماعي حيث يحدث فيها تجنب لكل المواقف.. فالكم فيها أكثر.. فهذا الشخص يفضل أن يعيش وحيدًا ولا يلتقي مع الناس إلا كما يتماس مستقيم مع دائرة.. وبالتالي كل شخص تنطبق عليه أعراض الشخصية التجنبية يكون أيضًا موافقًا لأعراض الخواف الاجتماعي ولكن البعض يفضل تشخيص الخواف الاجتماعي على تشخيص الشخصية التجنبية.
الحياء "الخجل"
هناك عوامل لابد أن تراعى لتحديد أن الحياء الطبيعي قد وصل إلى درجة تشخيص الخواف الاجتماعي حيث أن الشخص الذي يبدو أحيانًا هادئ في الاجتماعات وفي المجموعات مع الناس أو عندما يلتقي مع أناس غرباء عنه ولا يشعر بقلق شديد أو يتجنب هذه المواقف يكون ذلك الحياء "الخجل" الطبيعي وليس من الخواف الاجتماعي.
الفارق بين الخواف الاجتماعي وبعض حالات الخوف والقلق الطبيعية:
هناك مجموعة من العوامل يجب اعتبارها لتحديد ما إذا كان هذا الخوف والقلق قد تعدى حدود المسموح به ودخل في الخواف المرضي.
* درجة تجنب الشخص للموقف المخيف.
* مقدار دخول هذا الشخص في الموقف المخيف وتعرضه له.
* شعور هذا الشخص تجاه هذا الخوف هل هو راض عنه أم متضايق منه.. فإن الشخص مثلا الذي يخاف من إلقاء خطاب رسمي أمام مجلس حكومي وهو ليس ممن يمكن أن يحدث له ذلك لن يكون تشخيص الخواف الاجتماعي مناسبًا له.

خطة العلاج
تمهيد
ينقسم علاج الخواف الاجتماعي إلى نوعين رئيسيين من العلاج:
1. العلاج بالأدوية والعقاقير الطبية.
2. العلاج المعرفي السلوكي.
يعتبر العلاج الدوائي مفيد وفعال في حالات الخواف الاجتماعي على عكس حالات الخواف الأخرى التي يكون تأثير هذا العلاج قليل.
في المقابل العلاج المعرفي السلوكي يستخدم بنجاح في علاج كل من الخواف الاجتماعي وفي حالات الخواف الأخرى.
مقارنة بين نوعى العلاج :
العلاج المعرفي السلوكي
المميزات
العيوب
1.استجابة جيدة لهذا النوع من العلاج.
2.قصر مدة العلاج.
3.يعتبر أول طريق للعلاج.
4.يستمر العلاج بالمتابعة.
قد يؤدي إلى حدوث زيادة مؤقتة في الخوف.


العلاج الدوائي
المميزات
العيوب
1.استجابة جيدة لهذا النوع من العلاج.
2.الاستجابة له مبكرة بالنسبة للعلاج المعرفي السلوكي.
3.مفيد أيضًا في بعض الأمراض التي تصاحب الخواف الاجتماعي.
4.ليس هناك خطر من التعود على هذه الأدوية.. حيث أنها ليست مخدرات أو مهدئات ولا تسبب الإدمان أو النوم أو الكسل.
1.الأعراض الجانبية لهذه الأدوية.
2.خطر عودة الخواف مرة أخرى بعد توقف العلاج.
أهداف العلاج:
يعتبر الهدف الرئيسي لعلاج الخواف الاجتماعي هو تقليل الخوف والتجنب إلى مستوى لا يؤدي إلى اضطراب في العلاقات مع الناس أو حدوث خلل في الحياة العملية لهذا الشخص.
في بعض الحالات تشمل الخطة العلاجية تحسين بعض المهارات لدى الشخص حيث إن بعض مرضى الرهاب الاجتماعي قد يعانون من خلل في بناء العلاقات الاجتماعية وبذلك قد يستفيدون من برامج تنمية المهارات الاجتماعية وعلى الطرف الآخر بعض المرضى الذين يعانون مثلاً من خواف قيادة السيارات قد يمنعهم هذا الخوف من تعلم الأشياء الأولية عن قيادة السيارات وبذلك قد يستفيدون أيضًا من برامج شرح وتعليم الأشياء الأولية عن قيادة السيارات.
العلاج الدوائي (مثبطات استرجاع السيروتونين) "ssris":
على عكس حالات الخوف الأخرى فإن الاستجابة للأدوية في حالات الخواف الاجتماعي فعال وناجح بدرجة كبيرة.
يعتبر أول خيار دوائي لعلاج حالات الخواف الاجتماعي هى الأدوية التي تثبط إعادة امتصاص السيروتونين "ssris".
هذه الأدوية بالإضافة إلى أنها فعالة في حالات الخواف الاجتماعي فهى أيضًا مفيدة في بعض الأمراض المصاحبة التي قد تحدث مع الخواف الاجتماعي مثل الاكتئاب والهلع.
هذه الأدوية متعددة ولكن قد يتم اختيار نوع ويقدم على آخر وذلك حسب المرض المصاحب لحالة الخواف الاجتماعي.
مثال
وجد أن الباروكستين "paroxetine" مفيد في حالات الخواف الاجتماعي التي تكون مصحوبة بإدمان الكحوليات.
على الرغم من فائدة ال ssris في علاج الخواف الاجتماعي وأنها تعتبر أول اختيار للعلاج الدوائي إلا أن الممارسة العملية تثبت أن مضادات القلق "benzodiazepins" تستمر هى الأكثر وصفًا في الروشتات الطبية لعلاج حالات الخواف الاجتماعي ولكنها ذات قيمة محدودة في السيطرة على المرض لأن المريض قد يتعود عليها وقد تفقد هى بعد وقت قيمتها العلاجية.
هذه الأدوية التي أثبتت فعالية ونجاح في علاج الخواف الاجتماعي:
1. سيرترالين sertraline
2. فلوفوكسامين fluvoxamine
3. سيتالوبرام citalopram
4. إيستيالوبرام escitalopram
5. باروكستين paroxetine
6. فينيلزين phenelzin
7. فينلافاكسن venlafaxine
8. موكلوبيميد moclobemide
9. مضادات القلق "anxiolytics":
استخدام مضادات القلق في علاج الخواف الاجتماعي يعتمد على الأنواع ذات الفعالية العالية مثل alprazolzm, clonazepam.
وجد أن استجابة الأشخاص لل clonazepam بجرعة متوسطة في اليوم حوالي 2.5 مجم ولل alprazolzm بجرعة متوسطة في اليوم حوالي 3 مجم تكون جيدة في السيطرة على أعراض مرض الخواف الاجتماعي ولكنها ذات قيمة محدودة فعليًا حيث يتعود عليها المريض وتفقد قيمتها العلاجية بعد مدة ولذلك يمكن استخدامها إذا كانت أعراض الخواف شديدة ومرهقة ومعيقة للشخص المصاب بها من أن يؤدي واجباته اليومية، ولكن لا يجب أن تتعدى مدة العلاج بها أكثر من 6 أسابيع بأى حال من الأحوال.
1. ال beta- blockers:
يعتبر استخدام هذه الأدوية في السيطرة على الخواف الاجتماعي غير فعال خصوصًا في حالات الخواف الاجتماعي العامة ولكنها قد تستخدم في بعض حالات الخواف من الكلام في الأماكن العامة والأداء أمام الناس مثل إلقاء محاضرة أمام الناس وذلك لأنها تسيطر على الأعراض التي تبدو غالبًا في هذه المواقف مثل سرعة ضربات القلب وغيرها.
العلاج المعرفي السلوكي:
يقوم العلاج المعرفي السلوكي لحالات الخواف الاجتماعي على أربعة أنواع من العلاج:
* العلاج بالتعرض.
* العلاج المعرفي.
* تدريبات إكتساب المهارات الاجتماعية.
* الاسترخاء.
بالرغم من أن هذه الأنواع الأربعة تقدم على أنها طرق مختلفة لعلاج حالات الخواف الاجتماعي إلا أن بينها قدرًا من التداخل ولذلك فهى تستخدم كلها في العلاج لنفس الأشخاص..
مثال ذلك
إكتساب المهارات الاجتماعية والتدرب عليها يحتاج إلى قدر من التعرض لهذه المواقف الاجتماعية المخيفة بالنسبة للشخص وبذلك سوف يمارس هذا الشخص التدرب على إكتساب المهارات الاجتماعية الجديدة في هذه المواقف.
وهذا أيضًا يحدث مع العلاج بالاسترخاء لأن الشخص يتعلم في هذه المواقف الاجتماعية التي تسبب له الخوف والقلق أن يصل إلى درجة من استرخاء العضلات وكذلك الاسترخاء الذهني.
في الحقيقة معظم طرق علاج الخواف الاجتماعي تحتاج إلى درجة من التعرض لهذه المواقف الاجتماعية التي تسبب حدوث القلق والخوف لدى الأشخاص المصابين بهذا المرض.

التدريب على المهارات الاجتماعية
ما هو التدريب على المهارات الاجتماعية؟
هو نوع من العلاج السلوكي يقدم بواسطة المعالج أو المدرس أو المدرب ليساعد الشخص الذي يعاني من صعوبات في إقامة العلاقات وفي التعامل مع الآخرين.
هدف التدريب على المهارات الاجتماعية:
إن الهدف الرئيسي للتدريب على المهارات الاجتماعية هو تعليم هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من خواف اجتماعي أن يتفاعلوا مع هذه المواقف الاجتماعية بطريقة أكثر إيجابية وأن يكونوا أكثر اجتماعية من ذي قبل.
بعض الناس يكون لديهم عوائق في التحدث مع الآخرين إما عدم القدرة على فهم الكلام أو عدم وجود إتصال بالعين أثناء المحادثة أو عدم القدرة على تغيير الحوار من موضوع لآخر.
من المفترض أيضًا أن التدريب على المهارات الاجتماعية سوف يؤدي إلى تحسن في العلاقات الاجتماعية مع الآخرين وهو الذي سوف يؤدي بدوره إلى زيادة تقدير الشخص لنفسه وزوال التقييم السلبي لها الذي هو من أهم أسباب الخواف الاجتماعي..
وهناك هدف آخر للتدريب على المهارات الاجتماعية وهو جعل الشخص أكثر قدرة على أن يؤدي عمله الذي يتطلب تفاعل مع الأشخاص ويتطلب مهارات اجتماعية.
مثال
تحسين قدرة الشخص في التحدث مع الآخرين عبر الهاتف لرجل يعمل في خدمة العملاء لأحد شركات المحمول.
الاحتياطات
من المهم للمعالج الذي يدرب على المهارات الاجتماعية أن يتحرك بين هذه المهارات ببطء حتى لا يؤدي ذلك إلى تغيير في كثير من تصرفات المريض الاجتماعية في وقت واحد وهو ما قد يثقل المريض ويمنعه من التقدم في العلاج.
وكذلك لابد للمعالج أن يكون حريصًا على عدم تضخيم احساس المريض بالعجز الاجتماعي أمام مواقف معينة.
كذلك لابد من الاحتياط في نقل التدريب على المهارات الاجتماعية من الكلام النظري إلى الواقع العملي فلابد من أن يكون المريض على الهدف المطلوب منه في هذه التجربة وكذلك لابد أن يكون عنده التحفيز والتشجيع اللازم للقيام بهذه التجربة.
لابد من تعليم الشخص المتدرب ألا يتعدى حدود معالجة الحوف إلى التطاول على الناس وأخذ حقوقهم والإساءة إليهم.
كيفية التدريب على المهارات الاجتماعية؟
إن المدرب على المهارات الاجتماعية يقوم أولاً بتجزئة التصرفات الاجتماعية المعقدة إلى مواقف بسيطة أقل تعقيدًا.. ثم يرتب هذه المواقف البسيطة على حسب صعوبتها ويعرض المريض لها بالتدريج..
مثال ذلك
شخص عنده خواف اجتماعي من الحفلات الكبيرة ويشعر بالقلق الشديد والرغبة في مفارقة هذه الحفلات..
يقوم المعالج بتجزئة هذه المواقف الاجتماعي المعقد إلى مواقف بسيطة ثم سقوم بتدريب الشخص عليها..
فهذه الحفلات يكون فيها:
* مصافحة الآخرين.
* لمشى أمام الآخرين.
* نظر الناس إلى الشخص المصاب بالرهاب.
* لأكل والشرب أمام الناس.
* لكلام مع الناس أمام كل الحاضرين أو أمام مجموعة قليلة منهم.
* الاعتراض على وجود بعض الأخطاء في هذه الحفلات.
* ترنب هذه الأشياء حسب درجة القلق التي تسببه للشخص لمصاب ثم بعد ذلك يتدرب عليها كل واحدة بمفردها ثم يتدرب بعد ذلك على مجموعها.
* قد يستخدم طريقة لعب الأدوار في التدريب على المهارات الاجتماعية.
مثال ذلك
شخص عنده خواف اجتماعي في البيع والشراء ويخجل اذا اشترى سلعة معيبة أن يرجعها إلى المحل مرة أخرى..
يقوم شخص آخر بتمثيل دور المشتري ويقوم هذا الشخص المصاب بالخواف الاجتماعي بتمثيل دور البائع ويرجع المشتري السلعة إلى البائع ويدير معه حوار ثم بعد ذلك نعكس الأدوار.. ثم بعد ذلك يقوم الشخص المصاب بتمثيل نفس الدور ولكن على الحقيقة في أدوار بسيطة.
قد يستخدم التدريب على المهارات الاجتماعية لتعليم الناس بعض المهارات الاجتماعية خصوصًا مهارات الإتصال مع الآخرين عن طريق الإتصال غير الكلامي والإتصال الحازم وعمل المحادثات وهذا يشمل مقابلات العمل..
وهذه المهارات للإتصال يمكن أن تقسم إلى بداية – مصافحة – ثم نهاية الحديث.
لابد من مراعاة الفروق الثقافية والجنسية عند التدريب على المهارات الاجتماعية حيث أن الإتصال بالعين أثناء الحديث في الثقافة الإسلامية غير مقبول من المرأة إذا كانت تحادث الرجال ومن الرجل إذا كان يحادث النساء.
معوقات التدريب على المهارات الاجتماعية:
قد يكون الشخص المصاب بالخواف الاجتماعي أكثر قلقًا إذا عرف أنه يحتاج إلى تدريب على المهارات الاجتماعية وبذلك قد لا يكون متشجعًا لأن يخوض مثل هذه التدريبات ويمكن التغلب على ذلك عن طريق الكتيبات التي تتحدث عن تنمية وقيمة المهارات الاجتماعية، ثم بعد ذلك يقوم المعالج بتخفيف هذا الازدواج والقلق الذي عند الشخص المصاب بالخواف الاجتماعي بأنه ليس هناك شخص كامل في المهارات الاجتماعية.
بعض الأدوية قد تتداخل بتأثيرها مع التدريب على المهارات الاجتماعية أو بالأعراض الجانبية لها ولذلك لابد من كتابة كل الأدوية التي يتناولها الشخص المريض قبل البدء في التدريب على المهارات.
واحدة من أصعب المعوقات هى تحديد التصرفات الاجتماعية التي يبدأها المعالج مع الشخص الذي يستعد للعب أدوارها ولذلك من المفيد للمعالج أن يسأل الشخص المصاب عن التصرفات التي يرغب هو في تغييرها أولاً وكذلك لابد أن يراعي التدريب اهتمامات المريض وكذلك يراعي احتياجاته.
أمثلة للمواقف الاجتماعية التي تحتاج إلى تدريب:
السؤال عن الوقت في الشارع، سؤال شخص غريب عن الطريق إلى شارع آخر في المنطقة، طلب وصف طريق معقد إلى مدينة أخرى، يقدم نفسه إلى شخص غريب ويجري معه حوار..
* يقوم الشخص بتمثيل هذه الأدوار في الجماعة أو مع المدرب ثم بعد ذلك يطلب منه ممارستها في الواقع.
* يطلب الشخص في محل تجاري شيئًا لا يستطيع وصفه.. يدخل إلى محل أحذية مثلاً ثم يقيس أحذية كثيرة ويتركها ولا يشتري شيئًا.
* يتناول الطعام في مطعم ثم عند إحضار فاتورة الطعام يعترض على الأسعار ويطلب توضيح الفاتورة تفصيليًا.
* دخل مطعم ويعترض على طريقة طهى الطعام أو أنه بارد أو مالح أو غير ذلك.
* يدخل مطعم كبير مزدحم بالناس ثم يجلس ولا يلتفت إليه النادل أو العامل، أو يتأخر الطلب الذي أراده فيبدأ بالاعتراض على ذلك أمام الناس.
* يستخدم المواصلات العامة ويسأل عن سعر الأجرة وإذا وجدها مرتفعة ينزل.
* يعترض على طريقة قيادة سائق المواصلات المتهورة الذي يسير بسرعة.
* يطلب من الشخص الذي يجلس بجواره في المواصلات أن يفسح له مجال حتى يجلس مستريح.
* إذا حجز في قطار مثلاً ثم وجد مكانه فيه مشغول يطلب من هذا الشخص أن يقوم من مكانه.
* يقف في طابور مزدحم ويعترض على عدم إلتزام الناس بالدور فيه.
* يطلب من شخص أن يفك له مبلغ من المال ثم يعترض على أن النقود الفكة عشرة جنيهات رديئة.
العلاج بالتعريض
العلاج بالتعريض يتكون من تكرار القرب والدخول في المواقف الاجتماعية المخيفة بالنسبة للشخص حتى تصبح عادية بالنسبة له ولا تثير مخاوفه.
ومن خلال التعريض المتكرر يعرف الشخص أن الأشياء المخيفة التي كان يتوقعها لم تتحقق بالرغم من أنه قد واجه الموقف المخيف.
يقوم الشخص بإعداد "متدرج للتعرض" حيث يرتب المواقف الاجتماعية المخيفة له حسب درجة صعوبتها من الأقل إلى الأكثر على مقياس يبدأ من صفر إلى 100..
مثال ذلك:
* إقامة حفلة وأن يدعو أحد زملائه من العمل 99
* يذهب إلى حفلة أو مناسبة اجتماعية مثل زواج أو غيره 90
* يدعو قريب للعشاء معه خارج المنزل 85
* يذهب لعمل مقابلة لوظيفة 80
* طلب من مديره في العمل يوم إجازة 65
* يسأل سؤال في اجتماع مع مديره في العمل 60
* يتناول الغداء مع أصدقائه في العمل 55
* يتحدث مع شخص غريب في القطار 50
* يجري مكالمة تليفونية لمدة 10 دقائق 40
* يسأل عن عنوان في الشارع 30
ينقسم التعريض إلى المواقف المخيفة من حيث الزمن الذي يستغرقه إلى نوعين:
1. إزالة الحساسية "تعريض بطئ" وفي هذا النوع من التعريض يقترب الشخص من الموقف المخيف ثم بعد ذلك ينتقل إلى الدرجة الأعلى من ذلك الموقف.
مثال ذلك:
شخص يخاف من الحديث أمام الناس في خطبة أو محاضرة.. نطلب منه أولاً أن يجلس في الصف الأول لشخص يلقي محاضرة ثم بعد ذلك نطلب منه أن يصلح ويعد أجهزة الصوت قبل بدء المحاضرة ولكن مع حضور الجمهور حتى يستطيع المحاضر أن يلقي المحاضرة بسهولة.
ثم نطلب منه أن يصعد على المنصة ويتكلم بكلام قليل في عدم وجود أحد من الحضور وبعد ذلك بحضور عدد مثل المعالج والتمريض وبعض الأقارب ثم بعد ذلك يطلب من الشخص أن يقدم لمحاضرة شخص آخر ولكن أمام حشد من الحضور وبعد ذلك نطلب من هذا الشخص المصاب بالخواف الاجتماعي أن يطيل فترة التقديم للمحاضر حوالي ربع ساعة ثم نطلب منه إلقاء محاضرة لمدة ربع ساعة ثم بعد ذلك يتدرج في زيادة الوقت ويكون هذا الشخص قد تم إزالة الحساسية بالنسبة له من هذا الموقف المخيف وهو مواجهة الناس وإلقاء خطبة أو درس أمامهم.
1. النوع الثاني "الغمر": وهو شكل من أشكال التعرض السريع إلى الموقف المخيف فإن كان إزالة الحساسية يمثل الدخول في البحر برفق من طرفه الضحل أولاً فإن الغمر يمثل القفز في وسط البحر حيث يقدم الشخص في هذا الشكل التعريض بمواجهة الموقف المخيف الذي يعاني منه ولكن بسرعة تفوق تلك السرعة التي يتعرض بها الشخص في الطريقة الأولى من إزالة الحساسية بكثير.
كلاً من التعرض البطئ "إزالة الحساسية" والسريع "الغمر" يمكن أن يحدث في الواقع وكذلك يمكن أن يحدث في الخيال حيث يسمى التعريض السريع في الخيال بالتفجير الداخلي الذي يطلب من الشخص المصاب بالخواف الاجتماعي أن يتخيل نفسه في أكثر المواقف إخافة بالنسبة له بصفة مستمرة لمدة ساعة أو ساعتين ويظل المعالج يعلق على المواقف والمناظر التي قد علم من قبل من خلال العلاج المعرفي أنها أكثر الأشياء في هذا الموقف قلقًا بالنسبة للشخص.
مثال
(ع) شاب يبلغ من العمر 22 سنة، كانت زوجته تعد له طعام الإفطار وعلبة من العصير لكى بتناولها في عمله وكوب من الشاى محفوظ في تُرمس حافظ للحرارة.
كان (ع) يرجع إلى زوجته مرهقًا والطعام والعصير والشاى كما هم لم يتذوق منهم قضمة أو رشفة لأنه كان يشعر بالقلق الشديد عندما يأكل أو يشرب أمام أحد، وكان يصيبه الهم والغم عندما يصب الشاى في كوب ويمسكه لأنه كان يشعر برعشة شديدة ويهتز الكوب في يده عندما ينظر إليه أحد وهو يشرب أو يظن أن أحدًا ينظر إليه.
وكان يخاف من أن ينسكب الشاى على ملابسه وأوراقه فيصفه زملاؤه بالجبن وضعف الشخصية وقلة الحيلة أو يصفه زملاءه بالبخل لأنه لا يعزم عليهم أن يشربوا معه لأن الكمية التي معه تكفيه وحده.
كان (ع) يتجنب تمامًا الأكل في أى مكان عام, إذا ذهب لأحد أقربائه وهو ما كان نادر الحدوث لا يأكل ولا يشرب ولا يستطيع أن يعترض على أحد انتقده أو انتقد زوجته وهو ما يحدث كثيرًا في المقابلات العائلية ويرجع إلى بيته ناقم غاضب لأنه لم يرد.
وكان إذا ذهب إلى اجتماع في العمل مع الرؤساء أو أجبر على الذهاب إلى حفل زواج أو مناسبة اجتماعية كان يتناول بعض الأقراص المهدئة قبلها بساعتين لكى يهدئ من خوفه وعصبيته ورغبته في الخروج من المكان.
وكان إذا رن جرس التليفون في العمل يتجنب الرد لأنه إذا وجد على الخط رئيسه أو شخص مهم أوحتى إنسان غريب كان يخاف أن يتلعثم ويتلجلج ولا يفهم أحد كلامه.. والمشكلة أنه كان يخاف من أن يشعر بذلك من يتحدث معه في التليفون أو من زملائه الذين يجلسون معه في الغرفة ويسمعونه.
أما عندما يكون (ع) وحده ولا يراه أحد أو عندما يكون في مكان عام لا يعرفه أحد فيه أو في مدينة أخرى غير مدينته فكان يأكل ويشرب براحته ويتحدث مع الناس بطلاقة لم يعهدها في نفسه (وهذه الصفة تجدها في معظم مرضى الرهاب الاجتماعي).
الخطة العلاجية
أ.كان على (ع) أن يكتب مخاوفه مرتبة على حسب شدتها من الأقل إلى الأكثر على مقياس يبدأ من صفر حتى 100 كالآتي:
1. سؤال أحد المارة عن شارع معين أو صيدلية أو مكتبة (20).
2. الرد على التليفون خصوصًا إذا كان المتحدث رئيسه في العمل وكان باقي الزملاء حوله يسمعون كلامه (35).
3. حضور المناسبات الاجتماعية (خطبة، عقد قران، زفاف، عقيقة، عزاء، زيارة مريض) وإذا حضر يكون حضوره في اللحظات الأخيرة لكى يؤدي واجبه ولا يضطر إلى حضور المحادثات والمناقشات التي تحدث في تلك المناسبات (60).
4. الأكل والشرب أمام الناس (85).
5. الاعتراض على كلام رئيسه في الاجتماع الأسبوعي عندما يكون غير منطقي أو الدخول لمحل لشراء سلعة ولا تعجبه فيضطر إلى الشراء وإن اشترى وكانت غير مناسبة لا يستطيع إرجاعها أو تبديلها (95).
ب.كان على (ع) أن يبدأ بعد ذلك في التعرض التخيلي.
فبدأ في تخيل:
أنه نزل إلى الشارع وسأل الناس متعمدًا أين شارع كذا.. أين أقرب صيدلية.. أين مكتبة كذا.. أين أقرب مكتب تصوير مستندات ويكرر ذلك عدة مرات..
وبدأ يخترع أسئلة هو يعرف إجابتها ويسأل عنها رئيسه في العمل في التليفون وبدأ يسأل يوميًا ويتعمد أن يكون إتصاله وسؤاله أمام باقي الزملاء.
وأنه بدأ في تناول فطوره وشرب العصير ثم الشاى أمام كل الزملاء في العمل بل ذهب عدة مرات لتناول الغداء عند حماته وأبناءها وجلس بينهم.. ثم الذهاب إلى مطعم صغير أمام عمله ليرجع سريعًا ويكمل دوام العمل المسائي.
وأنه بدأ في إعداد ردود على أسئلة رئيسه في العمل لكى يخبره بها في الاجتماع الأسبوعي وأنه بدأ في الاعتراض على خطة العمل بكل أدب ولكن بحزم وحسم وهو ما كان يتجنبه سابقًا.. وأنه بدأ في دخول المحال التجارية لكى يتفرج على الملابس والأحذية ويقيس هذه ويلبس هذه ولا يشتري وأنه بدأ يشتري سلعة ويرجع بعد ساعة لكى يستبدلها وأنه بدأ يركب المواصلات ولا يخفي عينيه عن أعين من يجلس أمامه ولا مانع من بدء التعارف على من حوله.
ج.عند تخيل ما سبق ظهر على (ع) التوتر والقلق فبدأ في وقف التخيلات ثم الرجوع إليها وزيادة فترات التخيل يوميًا ثم قام بتسجيل تخيلاته في صورة قصة قصيرة تستغرق 5 دقائق ثم تكرار الاستماع إلى تلك القصة لمدة 45 دقيقة يوميًا.
في أول الأمر كانت تزيد معدلات القلق والتوتر والازعاج ثم بدأت تقل من 95 إلى 85 إلى 60 إلى 35 إلى 20 حتى التعود على تلك المواقف ولم تعد تسبب أى قلق أو توتر أو ازعاج.
(ارجع إلى تفاصيل التعرض التخيلي)
د.بعد ذلك بدأ (ع) في التعرض الحقيقي للمواقف السابقة التي كانت تسبب له الإثارة والتهيج والتوتر والقلق وزيادة ضربات القلب والصداع والدوخة والدوار والعرق و... فكان يقرن دائمًا بين الموقف الذي يسبب له الخواف والاسترخاء ثم التخيل.. ثم الاسترخاء ثم التعرض الحقيقي حتى تخلص تمامًا من مخاوفه.
(ارجع إلى تفاصيل العلاج بالتعرض)
هناك نوع آخر من التعريض هو أشبه بالتعرض التخيلي ألا وهو التعرض بلعب الأدوار..
مثال ذلك:
شخص يعمل في مصنع ملابس رياضية كمدير للتسويق وكان يعاني من القلق الشديد عند الإلتقاء بالأشخاص الغرباء الذين لم يسبق له بهم معرفة من قبل..
كان من واجبات هذا الشخص أن يقوم بجولة في المصنع لمندوبي المبيعات يعرفهم فيها بأنشطة المصنع والأشياء الجديدة في خطوط الانتاج ولكن كان قلقه يزداد دائمًا عندما يكون هؤلاء الأشخاص غرباء عنه.
كان هذا الشخص يبدو عليه القلق والتوتر وربما حدث له شد في عضلات الرقبة وكان أكثر ما يقلقه هو أن يبدو عليه القلق والخوف أمام الناس.
بدأ هذا الشخص بالتعرض بلعب الأدوار مع المعالج حيث سيقوم المعالج بدور مدير التسويق "الشخص المصاب بالخواف" ويقوم هذا الشخص بدور أحد مندوبي المبيعات.
-الشخص المصاب بالخواف "كمندوب للمبيعات" أنا لاحظت أن رأسك تهتز هل هناك مشكلة؟
-المعالج "يقوم بدور الشخص المصاب" نعم رأسي تهتز لأني أشعر بالقلق والعصبية.
-الشخص المصاب "كمندوب مبيعات" حسنًا هذا يبدو مضحكًا أن تهتز رأسك بهذا الشكل كبندول الساعة.
-المعالج "بدور الشخص المصاب" نعم هذا الأمر يبدو مضحكًا ولكنه يحدث دائمًا عند القلق والخوف.
-الشخص المصاب "كمندوب مبيعات" الحمقى هم الذين يسمحون لرؤوسهم أن تهتز أمام الناس عند القلق.
-المعالج "بدور الشخص المصاب" ليس هذا الأمر على إطلاقه قد يبدو غريبًا إلى حد ما ولكن في الحقيقة أعتقد أن هذا الأمر الغريب واحد من قدراتي ومهاراتي.
-الشخص المصاب "بدور مندوب المبيعات" حسنًا أنا لا أعتقد أن هذه مهارة خاصة أو فيها أى شئ من التميز فأنت تبدو كشخص غريب الأطوار تهتز رأسه أمام العامة فأنت شخص معتوه.
-المعالج "بدور الشخص المصاب" مطلقًا في الحقيقة أنا أكثر عتهًا مما تعتقد ولكن أبدو في أحسن أحوالي الآن. ولكن هل تحب الأشخاص الذين يتصرفون بجنون.
-الشخص المصاب "بدور مندوب المبيعات" هذا يبدو سخيفًا ما هو الأمر الغريب معك.. تبدو عصبيًا وقلقًا أعتقد أنك حالة مرض عقلي وسوف أنصرف وأتركك الآن.
-المعالج "بدور الشخص المصاب" حسنًا قد تعلمت شيئًا جديدًا.. أنا أعتقد أنك عندما تكون قلقًا يجعلك ذلك تشعر بأنك إنسان ولكن الآن تعلمت أنك عندما تكون قلقًا تكون حالة عقلية.. وأنت الآن أحكم من أن تتكلم وتتعامل مع حالة عقلية مثلي التي قد تكون خطيرة بدرجة كافية بالنسبة لك.
لاحظ الشخص المصاب أن المعالج غير قلق وغير منزعج مهما حاول هو أن يجعله كذلك.. وأدرك أيضًا أنه هو الأحق من ذلك الشخص الذي يلعب دور مندوب المبيعات وبالتالي في الحقيقة هذا الشخص لن يكون بهذه الدرجة من القسوة والتعامل الجاف في الواقع، بعد ذلك يقوم المعالج والشخص المصاب بعكس الأدوار ويجري معه نفس الحوار السابق ويلاحظ المعالج ردود فعل الشخص المصاب وتصرفاته في مثل هذه المواقف.
قد يمارس لعب الأدوار مع صديق أو مع النفس وذلك عن طريق كتابة ذلك في ورقة ويتعامل الشخص مع هذه الطريقة ويقوم بالدورين.
تذكر دائمًا عندما تجيب على أسوأ الانتقادات أثناء الحوار بلعب الأدوار أن هذا الشئ غير واقعي لأن الكلام في الحقيقة يكون أقل انتقادًا وبذلك يقلل ذلك من الخوف الذي تعانيه.
صورة من صور التعرض بالغمر:
هناك طريقة أخرى من طرق التغلب على الخواف الاجتماعي وهى طريقة مهاجمة هذه المخاوف والتعرف من هذه المواقف بدرجة من الجرأة..
مثال ذلك:
شخص يعاني من خواف اجتماعي عندما يكتب أمام الناس كان هذا الشخص يشعر بالقلق الشديد ورعشة الأيدي عندما يكنب أمام الناس وكان أكثر شئ تهديدًا له هو أن يلاحظ أى شخص رعشة يديه عندما يكتب أمام الناس.
قام المعالج بنصحه بأن يذهب إلى أحد المحال التجارية المشهورة الممتلئة بالناس وأن يشتري شيئًا من هذا المحل ثم عندما يذهب إلى موظف الدفع ويطلب منه أن يوقع على الفاتورة يقول هذا الشخص المصاب بالخواف الاجتماعي يصوت مرتفع حسنًا هيا أيتها اليدين المرتعشتين انظر إليها وهى توقع اسمي على الفاتورة.
وعندما يتحدث أمام الناس ليسمع كل من في المحل يجعل يديه تهتز بشكل كبير بقدر طاقته وكذلك عليه أن يفسد هذه الفاتورة عند التوقيع عليها ثم يطلب فاتورة أخرى معللاً ذلك بأن التوقيع كان مهتزًا وغير واضح جدًا.
وعندما يوقع مرة ثانية يطلب منهم أن ينظروا إليه مرة ثانية وهو يوقع.. وأخيرًا وقبل أن يغادر المحل يطلب منهم كوبًا من الماء ليشرب أمام الناس وعندما يمسك الكوب يجعله يهتز بطريقة حيث إن كل من في المحل يراها ويجعل الماء يتساقط خارج الكوب ثم يقول إنها يدى المرتعشتين مرة أخرى.

الاسترخاء التطبيقي
في عام 1970 ظهرت العديد من نماذج وطرق التوافق مع الخوف في العلاج السلوكي وكان السبب الرئيسي في ذلك هو عدم الرضا التام عن مفاهيم الطرق التقليدية مثل إزالة الحساسية أو التعرض بالغمر في علاج الخواف الاجتماعي وكذلك الحاجة إلى طرق جديدة في علاج القلق الخاص ببعض المواقف وكذلك القلق العام.
طريقة الاسترخاء التطبيقي:
من المهم في البداية أن يفهم المريض جيدًا كيفية الاسترخاء التطبيقي ولماذا سوف يكون مفيدًا في علاج حالته ولكى يتحقق ذلك لابد من شرح دقيق للمريض عنه وكذلك ربط خصائص الاسترخاء التطبيقي بالمشكلات الخاصة لهذا الشخص.
بعد ذلك يعطي المريض ملخص مكون من ورقة أو ورقتين ثم يطلب منه المعالج بأن يشرح ما في هذه الورقة في المرة القادمة حيث يقوم الطبيب بدور شخص يريد التعرف على برنامج الاسترخاء التطبيقي ويقوم المريض بدور الطبيب الذي يشرح هذا البرنامج.
عندما يتعرض الشخص لموقف من المواقف الاجتماعية المخيفة يستجيب لها بثلاثة محاور رئيسية:
فسيولوجية: زيادة ضربات القلب ومعدل التنفس، العرق.
سلوكية: محاولة الهرب من الموقف المخيف.
شخصية: أفكار سلبية وتقييم سلبي عن نفسه.
وجد أن هناك أشخاص تكون استجابتهم السلوكية أكثر من الفسيولوجية وبالتالي يهربون من الموقف الاجتماعي المخيف بالنسبة لهم ويتجنبونه.. وهؤلاء الأشخاص تكون استجابتهم للعلاج بالتعرض أفضل من العلاج بالاسترخاء.. وبعض الأشخاص تكون الاستجابة الفسيولوجية والتفاعل تجاه الموقف المخيف اجتماعيًا أكبر من الاستجابة السلوكية وبالتالي يدخلون هذا الموقف بدرجة كبيرة من القلق وزيادة ضربات القلب والعرق وغيره من الأعراض وهؤلاء يستفيدون من العلاج بالاسترخاء أكثر من العلاج بالتعرض.
إن درجة شدة هذه المحاور الثلاث الفسيولوجية والسلوكية والشخصية تختلف من مريض إلى آخر ولكن وجد أن أول استجابة وتفاعل تجاه الموقف المخيف في كثير من الدراسات تكون فسيولوجية ثم بعد ذلك يتبعها أفكار سلبية والتي بدورها تزيد من التفاعل الفسيولوجي وبالتالي الدخول في دائرة مفرغة ومن أهم الطرق لكسر هذه الحلقة المفرغة هى التركيز على التفاعل الفسيولوجي وكذلك تعميم الشخص ألا يتفاعل بقوة.. (بمعنى التقبل وتقليل التأثر).
هدف الاسترخاء التطبيقي هو تعلم مهارات الاسترخاء التي يستطيع الشخص أن يطبقها بسرعة في المواقف العملية التي يتعرض لها.
وهذه المهارات من المهارات المكتسبة مثل قيادة السيارة وتعليم السباحة فلابد للشخص من التدرب عليها أولاً ثم تطبيقها في الواقع العملي وبالتالي إذا تعلمها الشخص سوف يكون قادرًا على الاسترخاء خلال 20 إلى 30 ثانية وكذلك استخدام هذه المهارة حتى يعادل أو يتخلص من الأعراض الفسيولوجية التي يعانيها عند التعرض لموقف مخيف اجتماعيًا بالنسبة له.
مراحل الاسترخاء التطبيقي:
* يبدأ تعليم الشخص الاسترخاء التطبيقي تدريجيًا بداية بأن يأمر هذا الشخص بأن يرخي ويقبص مجموعة من العضلات لمدة 15 دقيقة ويمارس ذلك مرتين يوميًا.
* بعد ذلك يبدأ بالتقليل وذلك بأخذ جزء الإرخاء فقط للعضلات وذلك لمدة 5 – 7 دقائق.
* في هذه المرحلة الثالثة يتم ربط مرحلة إرتخاء العضلات بالحالة العامة للجسم من الإرتخاء.
* وبعد ذلك يعلم الشخص أن يفعل أشياء مختلفة وهو مع ذلك في حالة استرخاء لباقي الجسم.
* يمارس ذلك عدة مرات في مواقف غير مخيفة أولاً.
* ثم بعد ذلك تدخل مرحلة التطبيق في المواقف المخيفة.
تفصيل مراحل الاسترخاء التطبيقي:
المرحلة الأولى:
في هذه المرحلة مرحلة قبض وإرخاء العضلات تقسم هذه العضلات إلى مجموعتين:
الأولى: اليدين، الذراعين، الوجه، الرقبة، الأكتاف.
الثانية: الظهر، الصدر، المعدة، عضلات التنفس، الرجلين، القدمين.
يجلس المريض على كرسي مريح ويقوم المعالج بعمل نموذج عملي لكيفية قبض وإرتخاء هذه العضلات وبعد ذلك يقوم المريض بعمل هذه التدريبات أمام المعالج ويقوم المعالج بملاحظة المريض أثناء هذا التدريب وهل ما يقوم به مناسب أم به أخطاء.. وبعد ذلك يغلق المريض عينيه ويقوم المعالج بأمره بأن يقبض ثم يرخي هذه المجموعة من العضلات.
الانقباض للعضلات لابد أن يستمر فترة 5 ثواني وكذلك الارتخاء الذي يعقبه يستمر فترة حوالي 10 – 15 ثانية قبل الدخول في انقباض آخر للعضلات.. بعد ذلك يطلب المعالج من المريض أن يقيم درجة الإرتخاء والانقباض على مقياس يبدأ من الصفر حتى 100 حيث يكون صفر هو الإرتخاء التام ويكون 50 هو الوضع الطبيعي الوسط بين الإرتخاء والانقباض ويكون 100 هو الانقباض التام للعضلات.
في ذلك الحين يقوم المعالج بفحص ما إذا كان المريض يعاني من أى مشكلة مع التدريبات ويساعده على حلها.
ينصح المريض بعمل هذه التدريبات كواجب منزلي يفضل أن تكون مرتين يوميًا مرة في الصباح وأخرى في المساء ويسجل هذه التدريبات في سجل وهذا التسجيل يفيد المعالج حيث يتعرف بسرعة على سير عملية التدريبات في المنزل وكذلك يقلل من احتمال الخداع من قبل المريض حيث ينظر المعالج إلى الدرجة قبل وبعد التدريب على المقياس من صفر إلى 3 ويلاحظ الفرق والتحسن.
يقوم الشخص المريض بتسجيل الوقت والتاريخ لكل مرة من التدريبات ويترك مسافة بيضاء في المرات التي فشل فيها بالقيام بالتدريبات.. وكذلك هذا التسجيل يسمح بمعرفة مدى تحسن المريض والاستجابة لهذا النوع من العلاج ومدى اكتسابه لهذه المهارة ويحدد أيضًا العامل الزمني لهذه التدريبات فبعض المرضى يستجيبون سريعًا والبعض الآخر تكون استجابتهم بطيئة.
المرحلة الثانية:
هدف هذه المرحلة من التدريبات هو تقليل الزمن الذي يستغرقه المريض لكى يكون في حالة استرخاء من 15 – 20 دقيقة إلى 5 – 7 دقائق..
في هذه المرحلة يلغي المعالج الأمر الخاص بالانقباض للعضلات ويقوم بالأمر بالإرتخاء لهذه العضلات مباشرةً بداية من الرأس متدرجًا إلى أسفل حتى يصل أصابع القدم.
لو عانى المريض في هذه المرحلة من انقباض في مجموعة من العضلات يقوم المعالج بأمره بأن يقبض هذه المجموعة في وقت قصير ثم يبسطها وبعد ذلك يمارس مرحلة الإرتخاء فقط وهذه المرحلة قد تستغرق من أسبوع إلى أسبوعين وبعد ذلك يدخل المريض في المرحلة التي تليها.
المرحلة الثالثة:
إن الهدف من هذه المرحلة هو خلق حالة من التوافق ما بين الأمر بالاسترخاء والحالة العامة للجسم من حيث الاسترخاء..
تتركز هذه المرحلة على التنفس وتبدأ الجلسة بترك المريض يسترخي تمامًا بواسطة المرحلة السابقة وعندما يصل إلى هذه الدرجة يشير إلى المعالج بإصبعه عندما يصل إلى الاسترخاء العميق، وإذا تم الوصول إلى هذه الحالة يقوم المعالج بملاحظة تنفس المريض ثم يأمره قبل الشهيق بأن يأخذ نفسه "شهيق" وقبل الزفير بأن يخرج نفسه.
يتكرر ذلك خمس مرات ثم بعد ذلك يترك المريض لكى يربط بين شهيق ثم إرتخاء لمدة دقيقة وبعد ذلك يأمره المعالج شهيق ثم إرتخاء من 4 إلى 5 مرات وبعد ذلك يستمر المريض وحده لمدة دقيقتين.. بعض المرضى يكون من الصعوبة لديهم أن يفكروا في الشهبق وبذلك من السهل أن يفكروا في الارتخاء الذي هو الكلمة المحورية في ربط حالة الجسم بها.. تتطلب هذه المرحلة حوالي أسبوع أو أسبوعين حتى يدخل المريض في المرحلة التي تليها.
المرحلة الرابعة:
لكى يكون الاسترخاء التطبيقي فعال في مواجهة القلق والتعايش لابد أن يكون متنقل "محمول" حيث يستطيع المريض أن يمارس هذا الأسلوب من التعايش مع الخواف في أى موقف يواجهه في الحياة الخارجية ولا يكون محصور فقط في الكرسي المريح داخل المنزل أو عيادة المعالج.
إن الهدف الرئيسي من هذه المرحلة هو جعل المريض يسترخي في مواقف خارجة عن جلوسه عن الكرسي المريح وكذلك تهدف هذه المرحلة إلى جعل المريض لا يقبض هذه المجموعة من العضلات التي لا يستخدمها المريض في هذا الموقف المعين.
تبدأ هذه المرحلة من المرحلة التي قبلها حيث يكون المريض في استرخاء تام ثم بعد ذلك يأمره المعالج بأن يفعل بعض الحركات بأجزاء مختلفة من الجسم وفي ذلك الحين يكون مركزًا على بقاء باقي أجزاء جسمه في حالة الاسترخاء السابقة ويكون دور المعالج هو الملاحظة لوجود أى انقباض خارج الجزء من الجسم الذي يطلب من المريض تحريكه.
أمثلة لهذه الحركات:
* فتح العينين والنظر حوله في الغرفة دون تحريك الرأس.
* النظر من حوله ولكن هذه المرة مع تحريك الرأس.
* رفع الرأس، رفع أحد الذارعين ثم رفع الآخر بعده.
* رفع القدم ثم بعد ذلك رفع الأخرى.
* في هذه الأثناء التي يطلب من المريض أن يفعل هذه الحركات يكون دور المعالج بالإضافة إلى المراقبة كما سبق هو تشجيع المريض على الاسترخاء في الأجزاء التي لم يطلب تحريكها.
* بعد هذا التدريب يسأل المعالج المريض عن أى مشكلة حدثت أثناءه وعن كيفية التعامل معها.
* ثم يكرر هذا التدريب ولكن بالجلوس على كرسي عادي وليس كرسي مريح ذو ذراعين كما في المرة السابقة.
* ثم بعد ذلك يكرر المريض التدريب وهو جالس على مكتب وكذلك يكرره وهو يكتب في ورقة أو يتكلم في الهاتف ثم بعد ذلك يتكرر التدريب في الجلسات القادمة ولكن عندما يكون المريض واقفًا وعندما يكون ماشيًا.
آخر خطوة في هذه المرحلة هى أن يمارس المريض تدريبات الاسترخاء ولكن أثناء المشى..
يبدأ المريض بالاسترخاء واقفًا وعندما يتحقق ذلك يبدأ بالمشى ويحاول أن يرخي كل عضلات الجسم عدا هذه التي تستخدم في المشى.
في البداية يكون مشى المريض أثناء التدريب بطيئًا ويبدو غريبًا ومحرجًا من طريقة سيره ولكن مع الاستمرار في التدريب سوف يكون المشى بطريقة عادية مثل سير الناس الطبيعيين..
وفي نهاية هذه المرحلة سوف يقل الزمن الذي يحتاجه المريض لتحقيق الاسترخاء إلى حوالي 60 – 90 ثانية.
المرحلة الخامسة:
تهدف هذه المرحلة إلى هدفين أساسيين..
الأول: تعليم المريض أن يسترخي في المواقف الطبيعية العادية التي ليست مخيفة بالنسبة له.
الثاني: تقليل الوقت الذي يستغرقه المريض لكى يكون في حالة هدوء واسترخاء حتى يصل إلى 20 – 30 ثانية.
لكى نحقق ذلك لابد أن يتدرب المريض على الاسترخاء من 15 – 20 مرة في اليوم في مواقف ليست مخيفة بالنسبة للمريض.
يقوم المريض والمعالج بالإتفاق على شئ يجعل كمفتاح للاسترخاء..
مثال ذلك
النظر إلى الساعة، الحديث في الهاتف.. وتكون هذه الأشياء بمثابة الإشارة لبدء عملية الاسترخاء ويمكن زيادة فعالية هذه الإشارة والمفتاح بجعل شريط ملون على الساعة وبعد فترة من الزمن يمكن تغيير لون هذا الشريط لأن قيمة هذا المفتاح والإشارة باللون السابق قد يحدث لها ركود ويتم التعود عليها.
أثناء الاسترخاء في هذه المواقف غير المخبفة للشخص يؤمر الشخص المريض يالآتي:
* أن يأخذ نفس عميق ويخرجه ببطء شديد ثلاث مرات.
* أن يفكر في الاسترخاء قبل إخراج كل نفس.
* أن يمسح جسمه ويفحصه لوجود أى نوع من الانقباض في العضلات ويحاول الاسترخاء قدر الإمكان.
* في خلال أسبوع أو أسبوعين من التدريب يتمكن المريض من الوصول إلى الاسترخاء السريع خلال 20 – 30 ثانية.
المرحلة الأخيرة:
هذه المرحلة هى مرحلة التطبيق العملي لهذه المهارة التي اكتسبها الشخص ولكن في المواقف الاجتماعية التي تسبب له الخوف والقلق ولكن لابد من أن يتذكر المريض دائمًا أن الاسترخاء التطبيقي مهارة مكتسبة مثل غيرها من المهارات التي تحتاج إلى تدريب حتى نبلغ فيها درجة الاحتراف وبالتالي لا يتوقع المريض أن يبلغ بهما درجة الكمال من أول ممارسة ولكن يجب عليه دائمًا أن يعرف أن القلق سوف يتوقف عن الزيادة وكذلك لا بأس إذا كان الأداء في بداية التدريب والتطبيق العملي في المواقف المخيفة ليس جيدًًا ولكن عليه أن يستمر في الممارسة.
بعد قليل سوف يشعر المريض بتحسن وأن القلق الذي كان يعانيه من قبل عند الدخول في هذه المواقف المزعجة بالنسبة له قد صار أقل بكثير من الأول.. وهذه المرحلة الأخيرة هى جزء من مرحلة التعريض والتي تنقسم إلى تعريض في الخيال وتعريض في الحقيقة.
التعريض في الخيال:
يمر الشخص بكل المراحل السابقة من مراحل الاسترخاء التطبيقي وما إن يصل إلى هذه المرحلة وهو في حالة الاسترخاء يأمره المعالج بأن يتخيل أنه قد دخل موقف من المواقف الاجتماعية المخيفة بالنسبة له.
مثال
شخص يخاف من الحديث مع الغرباء في القطار، يخاف من النظر إليهم.. يظل المعالج يتكلم عن هذا الموقف والمريض في حالة استرخاء ويلاحظ علامات القلق والخوف التي تبدو عليه وعلامات الانقباض في العضلات ويراعي المعالج أمر المريض بالاسترخاء.
مثال آخر
شخص يخاف من الحديث أمام الناس في المحاضرات العامة.. يمر المريض بكل مراحل الاسترخاء السابقة من التدريب ثم بعد ذلك يأمره المعالج أن يتخيل نفسه وهو يلقي محاضرة أمام الناس ويلاحظ ما يبدو عليه من القلق والخوف ويظل المعالج يحدثه عن الأشياء المحرجة التي كان قد ذكر للمعالج من قبل أنه يتوقع حدوثها في العلاج المعرفي.
مثل: سوف يقوم شخص ويقول إن المحاضرة سخيفة أو أنك قد أخطأت في كذا أو إنقطاع التيار الكهربائي أو أن الحضور سوف يتركون المحاضرة ويخرجون معربين عن غضبهم واستيائهم.
كل ذلك يعلق عليه المعالج للمريض وهو في حالة استرخاء مع ملاحظة علامات القلق والانقباض في العضلات والتغيرات الفسيولوجية التي تبدو على المريض، ولا ينسى المعالج في كل ذلك أن يذكر المريض بالاسترخاء.
ثم بعد ذلك يبدأ في التدريب التطبيقي في الحقيقة "التعرض الحقيقي" وذلك لممارسة هذه المهارة في المواقف المخيفة.
مثال ذلك :شخص يخاف من الأكل أمام الناس:
يبدأ هذا الشخص بالتدريب على مهارات الاسترخاء التطبيقي حتى يصل إلى المرحلة الأخيرة مرحلة التطبيق العملي..
يبدأ أولاً الشخص المصاب بالخواف بالأكل أمام المعالج فقط ويلاحظ المعالج علامات القلق ويذكره دائمًا بالاسترخاء ويحاول تطبيق كل ما تعلمه واكتسبه من مهارات في المراحل السابقة.
بعد ذلك يطلب من الشخص المصاب أن يبدأ في ممارسة الاسترخاء التطبيقي أمام مجموعة أكبر من الناس.
مثال ذلك :أن يأكل أمام المعالج والممرضة التي تعمل معه في العيادة وكذلك "أعضاء الفريق الطبي".
وبعد ذلك يبدأ في ممارسة هذه المهارة في مكان خارج المنزل والعيادة مثل مطعم صغير فيذهب الشخص والمعالج إلى هذا المطعم ويكون الشخص المصاب في حالة استرخاء أثناء المشى ويجلس ويبدأ في الأكل أمام المجموعة الصغيرة من الغرباء في هذا المطعم الصغير مع تطبيق الاسترخاء في باقي عضلات الجسم وباقي الأجزاء التي ليست داخله في عملية الطعام.
يمكن أن يكرر هذا التدريب لعدة مرات حتى ينتهي القلق الذي يشعر به المريض تمامًا ثم بعد ذلك يمارس المريض هذا التطبيق في مطعم مزدحم جدًا وكذلك يمارسه في عمله حتى يصل إلى درجة لم يعد يشعر فيها بهذا الخوف الذي كان ينتابه عندما يأكل أو يشرب أمام الناس.

وأخيرًا المحافظة والاستمرار على هذه المهارة المكتسبة:
الاسترخاء التطبيقي مثل أى مهارة مكتسبة لابد من الممارسة لها حتى لا ينساها الشخص وبذلك ينصح الشخص أن يفحص كل جسمه يوميًا باحثًا عن أى توتر أو قلق وإذا وجد يستخدم مرحلة الاسترخاء السريع حتى يتخلص منها.. وكذلك لابد من ممارسة هذا الاسترخاء السريع مرتين على الأقل في الأسبوع.. وعلى الشخص أن يتذكر دائمًا أن القلق والخوف يمكن أن يرجع مرة أخرى بعد فترة كبيرة من اختفائه.
وبالتالي لابد من استمرار الممارسة لمدة حوالي 6 شهور بعد اختفاء القلق من هذه المواقف الاجتماعية ويكون الشخص بعد ذلك على اتصال بالمعالج خلال هذه الأشهر الأولى بعد ذهاب القلق حتى يتم التقييم الدقيق وتلافي رجوع الخوف والقلق مرة أخرى.

علاج الحالات الصعبة
هناك عوامل كثيرة قد تؤدي إلى ضعف الاستجابة المبدئية للعلاج..
توقع مثل هذه العوامل قد يساعد على زيادة فعالية العلاج بالنسبة للمرضى المصابين بالخواف الاجتماعي.. ومن هذه العوامل التي تؤدي إلى ضعف ناتج العلاج:
1. عدم الانتظام على العلاج سواء الدوائي أو السلوكي.
2. ضعف الدافعية للعلاج.
3. عدم فهم بعض طرق العلاج الصعبة.
أولاً: عدم الانتظام على العلاج "ضعف الالتصاق بالطرق العلاجية":
هناك عوامل كثيرة قد تؤدي إلى ضعف الانتظام من الأشخاص المصابين بالرهاب الاجتماعي على العلاج.
مثال ذلك في حالة العلاج الدوائي:
كثرة الأعراض الجانبية أو قلة الثقة في هذا العلاج ومدى تأثيره أو أن الشخص المصاب يفضل نوع آخر من العلاج كانت له معه تجربة سابقة.
فكثير من المرضى يرفضون العلاج الدوائي لأنهم يعتقدون أن هذا العلاج سوف يؤدي إلى التعود عليه وأنه سوف يؤثر على المخ وهنا يظهر دور الطبيب لإقناع المريض ومحاولة زيادة التزام المريض بالدواء حيث يقوم المعالج بشرح العلاج وكيفية عمله للمريض مما يزيد ثقة المريض في هذا العلاج وإن اضطر المعالج إلى تغيير نوع العلاج فإنه يمكن أن يقوم بذلك من أجل زيادة تقبل المريض للعلاج وإخبار المريض وأهله أن هذا العلاج لا يؤدي إلى الإدمان أو التعود وأن هذا المرض كأى مرض له علاج وأن الأعراض المرضية ليست دليل على ضعف الشخصية أو قلة الإيمان أو أن سبب المرض هو الجن أو الحسد أو العين أو السحر أو بسبب غضب ربنا وأن المرض انتقام من الله.
مثال ذلك في حالة العلاج المعرفي السلوكي:
ينتج قلة الالتزام بالعلاج في حالة العلاج المعرفي السلوكي للمرضى المصابين بالخواف الاجتماعي من أسباب أشهرها:
* قلة الوقت.
* القلق الزائد على الطريقة التي يقدم بها العلاج.
* قلة الدافعية من المعالج في توصيل العلاج المعرفي السلوكي بصورة جيدة.
* تكلفة العلاج وثمن الجلسات المتتابعة.
يتطلب العلاج المعرفي السلوكي قدرًا من المواجهة لهذه المخاوف التي يعاني منها الشخص ولذلك يكون المصاب بالرهاب الاجتماعي شديد القلق من المشاركة في هذا النوع من العلاج وهنا يأتي دور المعالج في التأكيد للمريض أنه لن يشارك في أى نشاط علاجي رغمًا عنه أو أنه سيكون مكره على ذلك.. ومن المستحسن اشتراك المعالج في تدريبات التعرض وأيضًا لابد من تدريج صعوبة المواقف التي يتعرض لها الشخص لأن ذلك يساعد على التزام الشخص بالعلاج ويقلل من قلقه الزائد من العلاج المعرفي السلوكي.
في حالة قلة الوقت وأن الشخص المصاب ليس لديه وقت للمشاركة مع المعالج في العلاج المعرفي السلوكي أو قلة المال لحضور مثل هذه الجلسات فإن المعلاج يحاول أن يجعل من شخص قريب لهذا المريض مدربًا له على طريقة العلاج بالتعرض وبذلك يزيد من التزام الشخص بالعلاج والتصاقه به.
ثانيًا ضعف الدافعية:
قد ينتج ضعف دافعية الشخص المصاب لأخذ العلاج من عوامل منها أن الأعراض التي يعاني منها ليست شديدة وبالتالي ليس هناك دافع قوي وليس هناك تأثير قوي لهذا المرض على العلاقات الاجتماعية وهذا ما يجعل الشخص غير منتظم على العلاج الدوائي وكذلك العلاج السلوكي، وقد يحدث ضعف الدافعية أيضًا من تحسن المريض بشكل أو بآخر في بداية العلاج مما يجعل الشخص المصاب أقل رغبة في الاستمرار في هذا العلاج أو الاستمرار في التعرض لمثل هذه المواقف وفي هذه الحالات يجب على المعالج أن ينصح المريض بالاستمرار في العلاج لأن هذا الاستمرار سوف يؤدي إلى تحسن تام للمرض كما أنه سوف يمنع الانتكاسة وعودة الأعراض مرة أخرى.
ثالثًا عدم فهم لبعض طرق العلاج الصعبة:
قد تكون بعض طرق العلاج معقدة بالنسبة لأشخاص كثيرين من المصابين بالخواف الاجتماعي مثلما يحدث في حالات العلاج الدوائي فإن كثرة الجرعات اليومية قد يؤدي إلى عدم الالتزام بالعلاج أو تعقيد طرق أخذ الدواء وكذلك تعقيد المواعيد ولذلك يستحسن أن يكون عدد الأدوية أو الجرعات قليلة.. وهذا ما يحدث أكثر في حالة العلاج المعرفي السلوكي فقد يفشل الشخص في أن يكمل الواجب اليومي في تسجيل المشاعر المقلقة بالنسبة له وذلك لأن المعالج لم يشرح له طرق العلاج المعرفي السلوكي ولم يجعلها واضحة تمامًا بالنسبة له.

الانتكاسة ورجوع الخوف
هناك مجموعة من العوامل يمكن من خلالها التنبؤ بالانتكاسة ورجوع الخوف مرة أخرى ولذلك فإنه يجب مراعاتها أثناء العلاج حتى لا تحدث مثل هذه الانتكاسات.
السماح بإجراءات أمان زائدة أثناء التعريض مثل إعطاء المهدئات أو جذب الانتباه أثناء التعريض وجد أنه يقلل من الاستجابة وتقليل المخاوف والقلق لدى الشخص المصاب بالخواف.
التدرج السريع في تقليل المخاوف أثناء التعريض وكذلك التدريج البطئ بجعل الاستجابة للعلاج بالتعرض قليلة وكذلك فرصة عودة المخاوف مرة أخرى كبيرة.
زيادة الفترات بين جلسات التعريض للمخاوف والتدريب على مواجهتها.
عدم التركيز على مصدر واحد من مصادر القلق أثناء تعريض الشخص المصاب له ولكن تنويع مصادر القلق في الجلسة الواحدة من جلسات التعرض مما يجعل الاستجابة قليلة وكذلك فرصة الانتكاسة أكبر.
أن يكون الشخص المصاب بالخواف الاجتماعي عنده مرض مصاحب آخر مثل الاكتئاب.
من أهم هذه العوامل هو جعل الشخص يتعرض للمواقف المخيفة أثناء التدريب في بيئة تختلف تمامًا عن البيئة التي يتعرض لها في الحقيقة.. فكل هذه العوامل تزيد من احتمالية رجوع الخوف مرة أخرى وبذلك لابد من وضعها في الاعتبار أثناء تدريب الشخص على مواجهة المخاوف الاجتماعية التي يخشاها.
العلاج المعرفي
كثير من الأشخاص المصابين بالخواف الاجتماعي لديهم انتباه زائد للمعلومات حول هذه المواقف التي يخافون منها ويهتمون بهذه المعلومات أكثر من غيرهم غير المصابين بهذا المرض.. وكذلك يعانون أيضًا من تشوه في التصورات المعرفية بالنسبة لهذه المواقف التي يعانون من القلق الزائد عندما يواجهونها.
مثال ذلك
الشخص المصاب بالخواف الاجتماعي من الحديث أمام الناس يعتاد دائمًا أن يقيم نفسه وأسلوبه في الأداء أمام غير المصابين بهذا الخواف وبذلك يكون الفارق كبير جدًا بين التقييم الشخصي والتقييم من الغير.
بالإضافة إلى ذلك فإن هؤلاء الأشخاص لديهم أفكار سلبية عن أنفسهم وكذلك عدم تقييم لتعاملهم مع الناس، فهؤلاء الأشخاص ينظرون دائمًا للجانب المظلم والجزء الفارغ من الكوب ولا يرون الجانب المضئ والجزء الممتلئ من الكوب.. ودائمًا ما يتبنون وجهة نظر نقدية غير عادلة، ليس من المحدد هل هذه الأفكار والتصورات لدى هؤلاء الأشخاص عرض لهذا المرض أم هى سبب في ظهور الخواف الاجتماعي.
فالعلاج المعرفي يساعد المرض على التعرف وتغيير هذه الأفكار المقلقة بالنسبة له.
كثيرًا ما نعتقد أن هؤلاء الأشخاص المصابين بالخواف الاجتماعي جبناء أو أكثر خجلاً من غيرهم ولكنهم قد يكونون أكثر نجاحًا من غيرهم في بعض الحالات.
مثال ذلك
شخص يعمل مدير تنفيذي لأحد الشركات الكبيرة كان يعاني من خواف اجتماعي ولا يتكلم في حضور أحد حتى أنه لم يتكلم في أى مرة يحدث فيها اجتماع مجلس إدارة في الشركة ويعيش دائمًا في رعب وفزع لو سأله أى شخص في أثناء هذه الاجتماعات عن رأيه.
سأله المعالج وأدار معه حوار لكى يعرف السبب من هذا الخواف الشديد.
المعالج: لماذا هذا الأمر "التكلم في حضور أشخاص كثيرين" مزعج جدًا ويسبب لك كل هذا القلق والخوف.
الشخص المصاب: لأني لم يكن عندي شئ إبداعي أو أكثر عبقرية كى أقدمه لهؤلاء الأشخاص.
المعالج: ولنفرض أنك ليس عندك اقتراح عبقري أو شئ فيه إبداع ماذا سيحدث؟
الشخص المصاب: أنا رجل محترف ويتوقع الحاضرون أن لدى شئ مهم لابد أن أقوله.
المعالج: وماذا لو لم تفعل ذلك؟
الشخص المصاب: سوف يظن الحاضرون أني لست بالشخص الماهر بالدرجة الكافية لهذا المنصب.
المعالج: وماذا بعد؟
الشخص المصاب: سوف يؤثر هذا بالسلب على مستقبلي المهني والوظيفي.
المعالج: وماذا يعني ذلك بالنسبة لك؟
الشخص المصاب: هذا يعني لي الفشل.
المعالج: وماذا بعد؟
الشخص المصاب: معنى ذلك فقد الوظيفة ولن يكون عندي مال حتى أدفع مصاريف الدراسة لأبنائي.
المعالج: وماذا يعني هذا بالنسبة لك؟
الشخص المصاب: هذا يعني أن حياتي الاجتماعية سوف تنهار وهذه الأسرة التي كونتها سوف أفقدها وسوف أكون شخصًا بائسًا.
من خلال هذا الحوار اكتشف المعالج الأفكار التي تمثل الأصول والجذور لهذه المخاوف التي يعاني منها الشخص المصاب فهو يعتقد أنه لابد أن يبدو دائمًا بدون أخطاء وأن أصدقاءه في العمل لديهم نظرة نقدية شديدة بالنسبة له وأنهم لن يتقبلوه على ما هو عليه فهم لن يقبلوه كما يعتقد إلا أن يكون شخصًا مثاليًا.

توكيد الذات
إن أسلوب توكيد الذات هو إحدى الوسائل السلوكية الإجرائية المستخدمة في معالجة عدم الثقة عند الأفراد وشعورهم بعدم اللياقة والخجل والانسحاب من المواقف الاجتماعية وعدم القدرة على تعبير الشخص عن مشاعره وتوجيهاته وأفكاره أمام غيره من الحاضرين.
ما هو توكيد الذات؟
هو قدرة الشخص على التعبير الملائم "لفظًا وسلوكًا" عن مشاعره وأفكاره وآرائه تجاه الأشخاص والمواقف من حوله والمطالبة بحقوقه والتي يستحقها بالفعل دون ظلم أو تعدي وبذلك يستوجب التعريف والتفريق بين الشخص المتزن والمتكبر والمتذلل.
الشخص المتزن (الشخص التوكيدي): هو الشخص الذي يقدر نفسه قدرها ولا يبخسها حقها ويعرف قدراته وإمكانياته.
الشخص المتكبر: هو شخص يعطي نفسه أكبر من حجمها وينزلها منزلة أكبر مما هى عليه في الحقيقة.
الشخص المتذلل: يبخس نفسه حقها ولا يدرك حجم الإمكانيات والطاقات التي يمتلكها.
أهداف توكيد الذات:
مساعدة الأشخاص المصابين بالخواف الاجتماعي أن يقوموا بسلوكيات مقبولة اجتماعيًا وأن يقولوا "لا" إذا كان الموقف يتطلب ذلك.
مساعدة هؤلاء الأشخاص على الاختيار من خيارات كثيرة وتعلم مهارات الإتصال مع الغرباء عنهم وكذلك التفاعل الاجتماعي مع من يحيطون بهم.
تنمية شعور الفرد بأنه موجود وذو قبول اجتماعي عند الآخرين.
جعل المصاب بالخواف الاجتماعي يتواصل مع الآخرين بشكل أكثر صراحة وبشكل مباشر أيضًا.
مثال ذلك
شخص يكلفه مديره في العمل بشئ فوق طاقته وخارج حدود عمله فهو لابد أن يقول أنه لن يستطيع ذلك أما إذا كان لديه خوف اجتماعي فسوف يهرب من الإجابة ويتحمل الشئ المطلوب منه وهو من الداخل ثائرًا لأجل ذلك الأمر.
يجعل هؤلاء الأشخاص يتمتعون بحقوقهم الشخصية دونما سلب لهذه الحقوق من الآخرين.
لابد أن تلاحظ دائمًا أن توكيد الذات هو الوسط بين الإذعان والخضوع للآخرين وبين التسلط عليهم بالإعتداء والعدوان وكذلك هو الوسط بين التكبر والتذلل.
مفاهيم خاطئة حول توكيد الذات:
إن هذا من التواضع وخفض الجناح والليونة في معاملة الخلق.
إن هذا هو الحياء الذي ندب إليه الشرع.
إن هذا الشخص يعتقد أنه يجب أن يكون محبوبًا عند الآخرين وأن يسعى لرضاهم جميعًا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.