العلاج الإشعاعي هو استعمال أشعة من موجات عالية الطاقة لمعالجة المرض . من هذه الأشعة : أشعة إكس ، أشعة الالكترون ، أشعة غاما ، أشعة النيوترون ، وأشعة البروتون . يعمل العلاج الإشعاعي أساساً عن طريق مهاجمة الحمض النووي في النواة . غالباً ما يستعمل جهاز يدعى ( المسارع الخطي ) في إدخال أشعة إكس عالية الطاقة إلى الجسم ، أو جسيمات تدعى البروتونات . قبل البدء بالعلاج لابد من القيام بعملية التخطيط . هذه العملية تمكن فني الإشعاعي من معرفة المنطقة التي سيسلط عليها الإشعاع الذي سيتم استعماله يومياً . يتم تمديد المريضة على طاولة جهاز التخطيط على ظهرها عارية الجذع وترفع يدها أعلى رأسها في أداة خاصة تمنع حركة اليدين ، ثم يقوم الفني بإصلاح وضعية المريضة فيتأكد من استقامة جسدها بمساعدة خيوط الليزر والتي تنبعث من أجهزة خاصة مثبتة في الجدران والسقف ، فيحرك التقني المريضة حتى يستقيم جسمها مع هذه الخيوط ويتوازى، فإذا اتخذت الوضع المناسب فإن التقني يقوم بوضع علامات بقلم أزرق لتحديد زوايا المنطقة المستطيلة أو المربعة المتلقاة للإشعاع ، ثم تؤخذ صور بأشعة إكس على جهاز التخطيط للتكد من الوضعبة المناسبة، فإذا أقرها طبيب الإشعاع فإن هذه العلامات بالقلم الأزرق تستبدل بالوشم . علامات الوشم للعلاج الإشعاعي تشبه نقطاً مرسومة بقلم أسود وهي دائمة لا تختفي مع الاغتسال ولا تتلاشى مع مرور الوقت ، وفائدتها حفظ حدود المنطقة المتلقاة للإشعاع إذا ما احتيج إلى الإشعاع في وقت لاحق . المعالجة الإشعاعية لسرطان الثدي تتم بتوجيه الأشعاع على كامل الثدي وعلى ما تحت الإبط ( في حال استئصال الغدد الليمفاوية ) فتتخذ المريضة وضعاً في جهاز المسارع الخطي بنفس الطريقة التي حددها الأخصائيون في وقت التخطيط ، ويتم تعديلها من قبل العاملين يمنة أو يسرة ، إصلاح وضعية اليدين ، رفعها لأعلى أو جذبها لأسفل ، حتى يستقيم أمرها ، ثم تسلط عليها الأشعة في مدة يحددها طبيب الإشعاع اعتماداً على حالة كل مريضة . أحياناً يتم وضع مادة مطاطية مرنة شبه شفافة على منطقة المعالجة في وقت محدد من الجلسات ، تقوم هذه المادة بدور جلد صناعي يتلقى الجرعة الكاملة من الإشعاع ويوصلها للمنطقة بأسفله مباشرة ، وهكذا فإن المنطقة أسفل هذه المادة مباشرة يتلقى كامل الجرعة بدلاً من بعثرتها ، وهذه طريقة تتم بها حماية الأعضاء الحيوية التي في الصدر كالقلب والرئتين من خطر الإشعاع . عادة تكون عدد جلسات إشعاعي سرطان الثدي 28جلسة في خمسة أسابيع ونصف قد يتبعها الطبيب بخمس جلسات مركزة للمنطقة التي تم استئصال الورم منها . وفي هذه الحال فإن هناك بعضاً من الآثار الجانبية التي تطرأ بعد مرور بعض الوقت ، ومن تلك الآثار : احمرار الجلد ، حروق كحروق الشمس ، تقشر الجلد ، حكة ، جفاف ، حروق من الدرجة الثالثة ، وشدة هذه الآثار تعتمد على كمية الجرعة المتلقاة وحجم البقعة المعالجة . أحياناً تكون هذه الآثار مزعجة فيكون عدم ارتداء الصدريات الداخلية أمراً منطقياً ومريحاً ، وإذا اضطرت المريضة إلى ارتدائها فعليها ان تختار الصدريات القطنية التي لا تحتوي على السلك المعدني بأسفلها كالصدريات الرياضية sport bra . قد يكون من المفيد أحياناً مسح المنطقة المعالجة بكريم مرطب في أول أيام المعالجة على أن يتم صرفه من قبل الطبيب . كما أن بعض المريضات ممن تتلقى علاجاً إشعاعياً للغدد الليمفاوية في أسفل الرقبة والإبط قد يعانين من ألم في الحلق أو من الكحة الجافة . وقد تتطور عند بعض هؤلاء المريضات الليمفاديما وهي حالة تورم اليد والذراع بسبب عدم تصريف السائل الليمفاوي في الذراع في حالة استئصال الغدد الليمفاوية في الإبط وهذا للأسف حدث دائم ومزعج . من الآثار الجانبية كذلك تصلب الذراع قبل ، أثناء أو بعد المعالجة الإشعاعية ، وهذا الأثر يلحظه عادة المريضات اللواتي أجريت لهن العملية الجراحية لإزالة الغدد الليمفاوية تحت الإبط . الثدي المتلقي للإشعاع قد يصبح أكثر حساسية من ذي قبل خاصة إذا تعرض للضغط في جهاز أشعة الماموغرام ، كذلك قد تشعر المريضة بنغزات حادة وسريعة في الثدي إلا أن هذه الآثار لا تكون بالشدة التي تستلزم تناول مسكنات كما أنها لا تشير إلى أن السرطان قد عاد . بعض المريضات قد تشعر أن التعرض للعلاج الإشعاعي على مدى الوقت قد أدى إلى ثديها المعالج بالانكماش فيصير أصغر من الثدي الآخر ، وعند بعض النساء ممن استؤصلت غددهن الليمفاوية تحت الإبط فإنهن قد يلاحظن بأن الثدي قد زاد حجمه وذلك لأن الأوعية الليمفاوية التي تصرف السائل الليمفاوي من الثدي إلى الغدد الليمفاوية تحت الإبط قد قطعت أثناء العملية الجراحية .