البابا تواضروس الثانى يصلى الجمعة العظيمة فى الكاتدرائية بالعباسية..صور    إسكان النواب: مدة التصالح فى مخالفات البناء 6 أشهر وتبدأ من الثلاثاء القادم    أحمد التايب لبرنامج "أنباء وآراء": موقف مصر سد منيع أمام مخطط تصفية القضية الفلسطينية    أمين اتحاد القبائل العربية: نهدف لتوحيد الصف ودعم مؤسسات الدولة    نشرة الحصاد الأسبوعي لرصد أنشطة التنمية المحلية.. إنفوجراف    الشكاوى الحكومية: التعامُل مع 2679 شكوى تضرر من وزن الخبز وارتفاع الأسعار    وزارة الصحة توضح خطة التأمين الطبي لاحتفالات المصريين بعيد القيامة وشم النسيم    برواتب تصل ل7 آلاف جنيه.. «العمل» تُعلن توافر 3408 فرص وظائف خالية ب16 محافظة    أبرزها فريد خميس.. الأوقاف تفتتح 19 مسجدا في الجمعة الأخيرة من شوال    الذهب يرتفع 15 جنيها في نهاية تعاملات اليوم الجمعة    محافظ المنوفية: مستمرون في دعم المشروعات المستهدفة بالخطة الاستثمارية    حركة تداول السفن والحاويات والبضائع العامة في ميناء دمياط    عضو «ابدأ»: المبادرة ساهمت باستثمارات 28% من إجمالي الصناعات خلال آخر 3 سنوات    الاستعدادات النهائية لتشغيل محطة جامعة الدول بالخط الثالث للمترو    المنتدى الاقتصادي العالمي يُروج عبر منصاته الرقمية لبرنامج «نُوَفّي» وجهود مصر في التحول للطاقة المتجددة    نعم سيادة الرئيس    السفارة الروسية بالقاهرة تتهم بايدن بالتحريض على إنهاء حياة الفلسطينيين في غزة    المحكمة الجنائية الدولية تفجر مفاجأة: موظفونا يتعرضون للتهديد بسبب إسرائيل    حاكم فيينا: النمسا تتبع سياسة أوروبية نشطة    المقاومة الفلسطينية تقصف تجمعا لجنود الاحتلال بمحور نتساريم    سموحة يستأنف تدريباته استعدادًا للزمالك في الدوري    بواسطة إبراهيم سعيد.. أفشة يكشف لأول مرة تفاصيل أزمته مع كولر    الغندور: حد يلعب في الزمالك ويندم إنه ما لعبش للأهلي؟    مؤتمر أنشيلوتي: عودة كورتوا للتشكيل الأساسي.. وسنحدث تغييرات ضد بايرن ميونيخ    تشافي: نريد الانتقام.. واللعب ل جيرونا أسهل من برشلونة    «فعلنا مثل الأهلي».. متحدث الترجي التونسي يكشف سبب البيان الآخير بشأن الإعلام    "لم يحدث من قبل".. باير ليفركوزن قريبا من تحقيق إنجاز تاريخي    بسبب ركنة سيارة.. مشاجرة خلفت 5 مصابين في الهرم    مراقبة الأغذية تكثف حملاتها استعدادا لشم النسيم    كشف ملابسات واقعة مقتل أحد الأشخاص خلال مشاجرة بالقاهرة.. وضبط مرتكبيها    إعدام 158 كيلو من الأسماك والأغذية الفاسدة في الدقهلية    خلعوها الفستان ولبسوها الكفن.. تشييع جنازة العروس ضحية حادث الزفاف بكفر الشيخ - صور    تعرف على توصيات مؤتمر مجمع اللغة العربية في دورته ال90    لأول مرة.. فريدة سيف النصر تغني على الهواء    فيلم "فاصل من اللحظات اللذيذة" يتراجع ويحتل المركز الثالث    الليلة.. آمال ماهر فى حفل إستثنائي في حضرة الجمهور السعودي    في اليوم العالمي وعيد الصحافة.."الصحفيين العرب" يطالب بتحرير الصحافة والإعلام من البيروقراطية    عمر الشناوي ل"مصراوي": "الوصفة السحرية" مسلي وقصتي تتناول مشاكل أول سنة جواز    مواعيد وقنوات عرض فيلم الحب بتفاصيله لأول مرة على الشاشة الصغيرة    دعاء يوم الجمعة المستجاب مكتوب.. ميزها عن باقي أيام الأسبوع    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة.. فيديو    خطيب المسجد الحرام: العبادة لا تسقط عن أحد من العبيد في دار التكليف مهما بلغت منزلته    مديرية أمن بورسعيد تنظم حملة للتبرع بالدم بالتنسيق مع قطاع الخدمات الطبية    بعد واقعة حسام موافي.. بسمة وهبة: "كنت بجري ورا الشيخ بتاعي وابوس طرف جلابيته"    خطبة الجمعة اليوم.. الدكتور محمد إبراهيم حامد يؤكد: الأنبياء والصالحين تخلقوا بالأمانة لعظم شرفها ومكانتها.. وهذه مظاهرها في المجتمع المسلم    بيان عاجل من المصدرين الأتراك بشأن الخسارة الناجمة عن تعليق التجارة مع إسرائيل    قوات أمريكية وروسية في قاعدة عسكرية بالنيجر .. ماذا يحدث ؟    ضبط 2000 لتر سولار قبل بيعها بالسوق السوداء في الغربية    التعليم العالي: مشروع الجينوم يهدف إلى رسم خريطة جينية مرجعية للشعب المصري    محافظ المنوفية: 47 مليون جنيه جملة الاستثمارات بمركز بركة السبع    إصابة 6 سيدات في حادث انقلاب "تروسيكل" بالطريق الزراعي ب بني سويف    وزير الصحة: تقديم 10.6 آلاف جلسة دعم نفسي ل927 مصابا فلسطينيا منذ بداية أحداث غزة    نقيب المهندسين: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف طمس الهوية والذاكرة الفلسطينية في    «الإفتاء» تحذر من التحدث في أمور الطب بغير علم: إفساد في الأرض    إصابة 6 أشخاص في مشاجرة بسوهاج    الفلسطينيون في الضفة الغربية يتعرضون لحملة مداهمات شرسة وهجوم المستوطنين    رئيس اتحاد الكرة: عامر حسين «معذور»    الغدة الدرقية بين النشاط والخمول، ندوة تثقيفية في مكتبة مصر الجديدة غدا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سرطان الثدى.. وحش يمكن ترويضة

«سرطان الثدى وحش يمكن ترويضة».. لم أصدق صديقى الجراح حين قال لى إن نسبة الشفاء من المرض، تجاوزت 97%، لكن هذه النسبة مشروطة بعبارة «الاكتشاف المبكر»!، إنها كلمة السر ومفتاح اللغز وحل الشفرة، بالاكتشاف المبكر ستصير جراحة سرطان الثدى أسهل من جراحة اللوز!.. وفى هذا الملف ستتعرفين سيدتى على كيفية الفحص الذاتى وأهمية «الماموجرام» وعلامات الخطر، التى لابد أن تضاء لها اللمبة الحمراء.
د. محمد شعلان : العنوسة والوجبات السريعة ترفعان معدلات الإصابة.. والمساندة النفسية أهم عوامل التأقلم معها
قال الدكتور محمد شعلان، أستاذ جراحة الأورام بالمعهد القومى للأورام، رئيس المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدى، إن ثلث السيدات اللاتى تتم معالجتهن فى المعهد مصابات بسرطان الثدى، وإن معدلات الإصابة بالمرض ستتزايد فى الفترة المقبلة، بسبب العنوسة والتلوث والحقن بالهرمونات والوجبات السريعة.
أضاف «شعلان» فى حواره ل«المصرى اليوم»: «فى لجنة الصحة وأمانة السياسات بالحزب الوطنى، لدينا ورقة عمل السرطان فى مصر، مما يعكس اهتمام القطاعات الحكومية والحزبية والأهلية بتلك المشكلة الصحية، ولفت إلى أن الميزانية المخصصة لعلاج سرطان الثدى فى أمريكا، وصلت إلى 10 مليارات دولار العام الماضى، فى الوقت الذى تخصص فيه وزارة الصحة فى مصر حوالى 3 مليارات دولار لجميع قطاعات الصحة.. وإلى نص الحوار:
■ بداية ما معدلات الإصابة بسرطان الثدى فى مصر؟
- سرطان الثدى رقم (1) بين معدلات الإصابة بالمرض، الذى يصيب المرأة فى العالم ومصر، لكن للأسف لا توجد لدينا إحصائيات دقيقة أو سجل شامل لجميع المرضى، إنما المصدر الموثوق به فى مصر هو بيانات وأرقام المعهد القومى للأورام فى جامعة القاهرة، ووجدنا أن ثلث السيدات اللاتى تتم معالجتهن فى المعهد مصابات بسرطان الثدى، وهو ما يعطى لنا مؤشرا بحجم المشكلة.
■ ما أبرز المشكلات التى تواجه مكافحة سرطان الثدى فى مصر؟
- عدم الاكتشاف المبكر للمرض ووصول الحالات لمرحلة متأخرة، كما أن تكلفة علاج سرطان الثدى باهظة جداً، فالميزانية المخصصة لعلاج سرطان الثدى فى أمريكا مثلاً، وصلت إلى 10 مليارات دولار العام الماضى، أما وزارة الصحة فى مصر، فتخصص حوالى 3 مليارات دولار لجميع قطاعات الصحة، من أبنية وعلاج ورواتب وإسعافات وغيرها، ومن المنتظر زيادة عدد المصابات بسرطان الثدى.
■ لماذا؟
- بسبب العنوسة وانتشار الوجبات السريعة، وقلة الرياضة، والسمنة، والحقن بالهرمونات، والتلوث.
■ دائماً نصطدم ببعض العوامل الثقافية والاجتماعية فى التعامل مع مرض مثل سرطان الثدى.. كيف يمكن تغيير هذه النظرة؟
- ثقافة المجتمع المصرى عن المرض تنحصر فى مقولة «الشر بره وبعيد، ما هى حلوة وزى الفل أهى»، لأن المجتمع المصرى «شرقى وعاطفى» ومختلف عن الغرب، لذا على المرأة اكتساب معرفة بسيطة عن المرض، على خطى مقولة «اعرف عدوك» لأن المعرفة فى الأساس «قوة»، ولا أنكر أن «حاجز الصمت» لدى السيدات فى مصر انكسر بفعل جهود ونشاطات وحملات التوعية فى القطاعات الحكومية والمؤسسات الأهلية.
■ على من تقع مسؤولية مكافحة المرض.. وهل لدينا استراتيجية لمواجهته؟
- لا توجد حكومة فى العالم تستطيع وحدها تحمل مسؤولية علاج السرطان، ولابد من تدخل المجتمع المدنى لتخطى المشكلة، وأكبر مثال على ذلك هو مستشفى سرطان الأطفال 57357 والمعهد القومى للأورام، ونحن فى لجنة الصحة وأمانة السياسات بالحزب الوطنى، لدينا ورقة عمل عن السرطان فى مصر، مما يعكس اهتمام القطاعات الحكومية والحزبية والأهلية، بتلك المشكلة الصحية.
■ بماذا تنصح المرأة للوقاية من المرض أو اكتشافه مبكراً؟
- الفحص الذاتى للكشف عن أى تغيير أو استشارة طبيب النساء الخاص بها، وعمل أشعة «الماموجرام» بصفة دورية.
■ ماذا تفعل المرأة إذا اكتشفت إصابتها بالمرض؟
- حالات سرطان الثدى تمر بثلاث مراحل بعد التشخيص.. من بينها الجراحة باستئصال الثدى بشكل جزئى أو كلى، إلا فى حالة زيادة انتشار الورم، فلا تصبح هناك حاجة لعملية الجراحة أو الاستئصال، وهناك أيضا العلاج الإشعاعى، وفائدته الوقاية الموضعية، وهناك أيضا العلاج الكيميائى، وأغلب المصابات فى مصر يخضعن لهذا العلاج للقضاء على أى خلايا مسرطنة فى الجسم، وهناك العلاج الهرمونى، لمعالجة هرمون الاستروجين.
■ تمر المرأة المصابة بالمرض بظروف نفسية صعبة.. كيف يمكن مساندتها فى هذه المرحلة؟
- الأهم هو عوامل التأهيل والمساندة للزوجات، فالمرأة عندما تدرك أنها مصابة بسرطان الثدى تصاب بصدمة نفسية وعصبية من صدى المرض على حياتها وأولادها أو فقدان زوجها والتعرض للطلاق، لذا علينا مساندتها بطرق مختلفة، مثل مجموعات المساندة التى تضم نساء أخريات، تجاوزن تلك الأزمة بعد معرفتهن للمرض وإقامة رحلات تجمعهن سوياً لنقل الخبرات والمعرفة، ومن بين جهود المساندة التى تقدمها المؤسسة للمصابات توزيع «باروكات» للشعر، بسبب فقدان الشعر أثناء العلاج الكيماوى، وتوفير «شرابات الضغط» للمصابات بتورم الذراعين، بسبب إزالة الغدد الليمفاوية تحت الإبط فضلاً عن توفير الغسالات لهن بسبب صعوبة ممارسة الأعمال المنزلية، مثل الغسيل والنشر، وإنتاج البديل الصناعى للثدى بعد استئصاله بفعل الجراحة.
■ عقدت المؤسسة على مدار عامين «سباق مصر من أجل الشفاء» وحقق نجاحاً كبيراً.. كيف جاءت فكرته؟
- كنت منذ عدة سنوات فى مؤتمر صحى بالمجر، وأجرى سباق خيرى على كوبرى مشهور هناك، ففكرت فى عمل مماثل فى الهرم لإرساله للعالم كله من أكثر المواقع الحضارية، وبالفعل نجح نجاحاً كبيراً، ولم أتوقع رد الفعل المحلى والعالمى، تجاه السباق الذى أقيم فى الهرم، تحت رعاية السيدة الفاضلة سوزان مبارك، وفوجئت برغبة السيدات المصريات فى ارتداء ال«تى شيرت» الخاص بحملة مكافحة سرطان الثدى فى العالم، التى تخطط إسرائيل حالياً لتنظيم حملة مشابهة لها العام الجارى.
نبيلة.. صارعت المرض 28 عاماً وانتصرت عليه مرتين
حب الحياة منحها الصلابة فى مواجهة المرض الشرس، عاشت بين الألم والأمل تترقب منذ أن أخبرها الطبيب بأنها مصابة بسرطان الثدى، فظلت تقاوم لمدة تجاوزت 28 عاماً حتى انتصرت على مرضها مرتين.. إنها الإسكندرانية نبيلة علام التى أصبحت حالياً تعيش بلا مرض وتنعم بحياة وصحة ممتازة.
كانت كعادتها فى صباح أحد الأيام تعد نفسها للذهاب إلى النادى، لتمارس رياضتها المفضلة وهى المشى، وأثناء ارتداء ملابسها لامست يدها مصادفة مكاناً صلباً وغريباً فى ثديها، فأصابتها الريبة، وتحول مسارها من النادى الرياضى إلى الطبيب، وهناك قال لها بصراحة «إنت عندك سرطان الثدى، ويجب التدخل الجراحى فورا لإزالته».
«حينها وقفت مذهولة من كلام الدكتور وأدمعت عيناى».. هكذا قالت لنا نبيلة وهى تحكى قصتها متذكرة لحظات حرجة، وأضافت «كان ذلك سنة 1982 ومكنش فيه توعية عن مرض السرطان عموما، وكان مشهورا فى حديث الناس باسم المرض الوِحِش، ومكنش حد يستطيع أن يتجرأ ويقول إنه مصاب بمرض سرطان الثدى لطبيعة المجتمع فى ذلك الوقت، لكننى لم أتحمل الصدمة ورجعت وصارحت زوجى، ولم أقل لوالدى أو والدتى شيئا».
ذهبت «نبيلة» لعدة أساتذة وأطباء، لتتأكد من إصابتها حتى أيقنت أنها فى مواجهة مع مرض عنيد، وأنها أوشكت على فقد جزء من أنوثتها لكن طمأنها الأطباء، مؤكدين لها أن المرض لا يزال فى مراحله الأولى ويمكن علاجه والشفاء منه تماماً.
أضافت «نبيلة»: «على الفور بدأ زوجى إعداد ترتيبات السفر خارج مصر، لأنه فى ذلك الوقت لم نعرف أن هناك جراحين ماهرين مصريين يقومون بعمليات جراحة سرطان الثدى، وأن هناك أجهزة حديثة لكشف وتشخيص حالة المرض بالتحديد»، وتابعت: «أجريت جراحة بالخارج كلفت زوجى الكثير من المال لا أعلم تكلفتها تحديدا ورجعت من الخارج بعد استئصال الثدى كاملا».
لحظات صعبة كانت تطاردها، تداخل فيها الألم والشك والرهبة من عدم نجاح العملية، لكنها كانت دوماً- حسب قولها- تتغلب عليها بصبرها وإيمانها مما جعلها تقول وهى تحكى «المرض زى العدو اللى بيصارع خصمه لو الإنسان استكان له سيقضى عليه ولو واجهه سينتصر عليه».
وتابعت «نبيلة» أنها التزمت بتعليمات الطبيب وأخذت تجرى كشفا ذاتيا كل يوم على حالة الجراحة، كما كانت تتابع مع أحد الأطباء المصريين كل شهر حالتها الصحية حتى أكد لها الأطباء أن المرض هجر جسدها «حينها شعرت بأنها ولدت من جديد وأيقنت أن الصبر مفتاح الفرج»- على حد تعبيرها.
لم يمض سوى بضعة أشهر وأثناء تفحصها مكان الجرح المندمل اكتشفت أن هناك جزءاً صلباً بدأ يظهر من جديد، فانزعجت وهرولت إلى الطبيب المتابع لحالتها، فأوضح لها أن السرطان عاد ليهاجمها مرة ثانية، لكنه طمأنها بأن ذلك وارد حدوثه فقد تشعبت إحدى الخلايا المصابة أثناء العملية الجراحية وهذا غير مقلق نهائيا.
عادت «نبيلة» من جديد إلى العيش فى رعب بعد أن كانت تعتقد أن الإصابة لن تعود لها ثانية، وقالت «حسيت إن المرض هيقضى علىّ ومفيش فايدة لكنى صمدت حتى النهاية وذهبت للطبيب واستأصل الورم الجديد وبدأت أجرى علاجاً إشعاعيا لعدة أشهر وأتابع حالتى مع الطبيب حتى أكد لى الأطباء أن المرض ذهب بلا رجعة».
مرت 28 عاماً على إصابة «نبيلة» ولم يعد إليها المرض مرة أخرى حتى وقتنا هذا وعادت لحياتها الطبيعية مرة أخرى وحاليا تجاوزت الستين عاما وتنعم بصحة جيدة.
نصائح ذهبية لاكتشاف «الوحش»
«الماموجرام».. أحد أنواع الأشعة المتقدمة، المستخدمة فى الكشف عن سرطان الثدى، باستخدام أشعة «xray»، التى تقوم بتصوير الثدى بدقة، وتعطى صورة مفصلة لجميع أجزاء الثدى، وتظهر الأجزاء الغريبة عن التكوين الطبيعى له، وينصح الأطباء بضرورة الكشف الذاتى عن الثدى بشكل دورى، والذهاب للطبيب حتى فى حالة عدم وجود أورام غريبة، حسب الفئة العمرية للمرأة.
فى البداية قالت د. حنان جويفل، استشارى الأشعة التشخيصية لأمراض الثدى، إن أشعة «الماموجرام» من أهم الوسائل الحديثة المستخدمة فى الكشف المبكر عن سرطان الثدى، وهى عبارة عن أشعة رقمية عالية التقنية والدقة فى نتائجها، حيث تكشف عن وجود أورام أو بدايات ظهور لأورام، ويحب أن تجرى المرأة بداية من عمر ال40 عاماً، فحصاً بهذه الأشعة للتأكد من سلامة ثديها. وعن أماكن وجود أشعة «المامو جرام» قالت د.حنان «إنها تنتشر فى معظم مراكز الأشعة، ويتراوح سعرها بين 100 و600 جنيه ، كما تقدم مجاناً فى سيارات الفحص المتنقلة، التابعة لوزارة الصحة ضمن المشروع القومى لعلاج سرطان الثدى فى أغلب محافظات مصر». وحول طرق الكشف المبكر عن سرطان الثدى أكدت أن أهم عوامل نجاح علاج سرطان الثدى هو اكتشافه فى وقت مبكر، لأن الأبحاث أثبتت أنه فى حالة اكتشاف الورم فى حجم 1.5 سنتميتر أو أقل، يصبح من السهل علاجه بتكلفة بسيطة، عن طريق إزالته دون الإضرار بالثدى، مشيرة إلى أنه إذا تم اكتشافه فى وقت متأخر، عندما يصل لحجم 4 سنتميتر، يصبح العلاج صعباً ومكلفاً مادياً على المريض، ويستوجب استئصال الثدى فى أحيان كثيرة. ووجهت د. حنان عدة نصائح للكشف عن أورام الثدى مبكراً منها: أن تقوم السيدة أو الفتاة بداية من 20 سنة، بفحص ثديها ذاتياً، كل شهر للتأكد من عدم بروز أى مناطق غريبة فى الثدى أو وجود أى أورام بسيطة، وأن تجرى المرأة بداية من سن 20 إلى 40 سنة، فحصاً إكلينيكياً تحت إشراف الطبيب كل 3 سنوات.
وأضافت: «المرأة بعد سن ال40، يجب أن تجرى فحصاً لدى الطبيب كل سنة، وفى حالة ظهور أى حالات إصابة بين الأقارب يجب أن تبدأ الفحص عند الطبيب بداية من 35 سنة لاحتمال ظهور إصابة وراثية، وحول السيدات بعد سن ال40، فقالت إنهن يجب أن يجرين فحصاً بأشعة «الماموجرام»، وهى أحد أنواع الأشعة التشخيصية المخصصة للكشف عن سرطان الثدى، وفى حالة اكتشاف المرض، يجب بدء العلاج فورا، فإذا كان الورم أقل من 1.5 سنتيمتر يجب استئصاله، وإذا وصل لحجم 4 سنتيمتر قد يصل الأمر لاستئصال الثدى لذا يجب الفحص الدورى لمعرفة حالة الثدى.
احترسى من السمنة والتدخين وتأخر «سن اليأس»
هناك عدة عوامل تساهم فى عدم استفحال المرض وسهولة الشفاء منه وأخرى تجعل الأمر صعباً وتزيد المرض توحشاً وتعقيداً.
عوامل الخطر التى يمكن السيطرة عليها:
■السمنة.
■ تناول حبوب منع الحمل لمدة 5 سنوات أو أكثر.
■ إنجاب الطفل الأول بعد سن الثلاثين.
■ عدم الإنجاب.
■ التدخين.
■ العلاج بالهرمونات لمعالجة أعراض سن اليأس.
■ التعرض لكمية كبيرة من الإشعاع.
عوامل الخطر التى لا يمكن السيطرة عليها:
■ التقدم فى العمر.
■ إصابة سابقة بسرطان الثدى.
■ تاريخ عائلى بإصابة أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى بسرطان الثدى.
■ جينات سرطانية كامنة فى الثديين.
■ بدء الدورة الشهرية الأولى فى سن مبكرة.
■ بدء سن اليأس بعد عمر 55 (تأخر انقطاع الدورة الشهرية).
■ فحص عينة من نسيج الثدى، وتبين احتوائها على خلايا غير طبيعية.
علامات الخطر:
أثناء فحص الثدى، لابد من الانتباه لظهور إحدى العلامات التالية التى تستوجب استشارة الطبيب فى أسرع وقت، وتشمل وجود:
- كتل أو عقد فى أنسجة الثديين.
- تورم أو سخونة أو احمرار فى الثديين.
- تغيير فى حجم أو شكل الحلمة أو الثدى.
- ظهور تجاعيد على جلد ثدييك.
- حكة أو تقرح أو تقشير على الحلمة.
- انبعاج الحلمة أو الإحساس بشدها للداخل.
- خروج إفرازات من الحلمة بشكل مفاجئ.
لا بديل عن زراعة الثدى أحياناً والعملية «مجاناً» فى «قصر العينى»
قد تشعر مريضات سرطان الثدى، بعد إجراء عمليات الاستئصال الكلى للثدى، بافتقادهن جزءاً من أنوثتهن، ويؤثر ذلك بشكل قاتل على حالتهن المعنوية، لكن مع التقدم العلمى فى المجال الطبى أصبح من الممكن إجراء عمليات تجميل فى نفس وقت إجراء جراحة الاستئصال، لكن هناك حالات لا تناسبها عمليات التجميل.
من جانبه، قال الدكتور فتحى خضير، أستاذ جراحة التجميل بطب قصر العينى، إن هناك مراحل يمر بها المرض، وعلى جراح التجميل أن يعرف حالة المريضة، وفى أى مرحلة بالتحديد، وأضاف: «هناك 4 مراحل يمر بها مرض سرطان الثدى، المرحلتان الأولى والثانية يكون الورم فى بداياته، ويتم اكتشافه مبكراً، وفى هذه الحالة يمكن إجراء عملية جراحية تجميلية أثناء إجراء جراحة الاستئصال. وتابع: «فى المرحلة الثالثة للمرض يزيد حجم الورم، وينتشر فى الغدد الليمفاوية، وفى هذه الحالة لا نستطيع التدخل المباشر بعد استئصال الثدى، إلا بعد أن تجرى المريضة العلاج الكيماوى أو الإشعاعى، حتى تتأكد من اختفاء وإزالة جميع بقايا الخلايا السرطانية من الجسم، وبعد التأكد من شفاء المريضة يمكن أن يجرى جراح التجميل عملية بناء الثدى».
وشدد «خضير» على أن مريضات سرطان الثدى فى المرحلة الرابعة من المرض، من المستحيل التدخل جراحياً لإعادة بناء الثدى وإجراء عمليات التجميل، وأوضح أن عملية إعادة بناء الثدى لها طريقتان، الأولى أن يقوم جراح التجميل بأخذ أنسجة، ويتم زرعها مكان الثدى، والطريقة الثانية يستخدم فيها الجراح أكياس السيليكون المستوردة، ويقوم بوضعها أسفل العضلة الضامة بالصدر، لتحل مكان الجزء الذى تم استئصاله.
وحول تكلفة عمليات بناء الثدى لمرض السرطان، أكد أنه إذا تم إجراء العملية فى المستشفيات الحكومية بقصر العينى فإنها ستتم مجاناً، أما إذا أجرتها فى المراكز والمستشفيات الخاصة، فستكون تكلفتها أقل من 10 آلاف جنيه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.