كتب طارق عثمان .. يجهز نشطاء الانترنت الذين قادوا حملة الاطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك في فبراير شباط لاحتجاجات واسعة يوم الجمعة القادم للضغط على المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد لالغاء قانون الطواريء ووضع خريطة طريق لتسليم الحكم للمدنيين. وتعبيرا عن الغضب من الطريقة التي يدير بها المجلس العسكري شؤون البلاد منذ تنحي مبارك قبل اكثر من سبعة أشهر نظم النشطاء سلسلة من المظاهرات والمسيرات الصغيرة في القاهرة هذا الاسبوع فيما يرى محللون أنه عودة الى أساليب انتفاضة 25 يناير كانون الثاني. وقال محمود عفيفي من حركة شباب 6 ابريل التي ساعدت في قيادة الانتفاضة ان استمرار المجلس العسكري في اصدار قوانين لا يقرها الرأي العام وادارة المرحلة الانتقالية بشكل غامض يجعل النشطاء مضطرين للعمل كما لو كانت "الثورة" ما زالت مشتعلة. وأضاف قائلا "نحن نعود الى المقاومة المدنية في الوقت الذي نرى فيه نظام مبارك في مكانه." ومنذ توليه صلاحيات رئيس الدولة في 11 فبراير شباط صور المجلس العسكري نفسه حاميا للثورة. لكن المجلس الذي يضم القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الاركان وقادة الافرع الرئيسية بالجيش يتعرض لضغط من الاحزاب السياسية والنشطاء لتسليم الحكم للمدنيين. ودعا النشطاء المصريين الى مظاهرة حاشدة يوم الجمعة في ميدان التحرير بالقاهرة الذي كان بؤرة الاحتجاجات التي أسقطت مبارك. ويأمل النشطاء أن تكون مظاهرة الجمعة الاكبر منذ فبراير. وهبط المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية الي أدنى مستوى له في 29 شهرا بسبب مخاوف بشان احتجاجات الجمعة. ويثير النشطاء السياسيون وهم يدعون للاحتجاجات قضايا مثل قوانين الانتخابات التي أصدرها المجلس العسكري دون موافقة الاحزاب السياسية بما في ذلك حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين والاجراءات التي اتخذها لعقد الانتخابات التشريعية التي قرر أن تبدأ في 28 نوفمبر تشرين الثاني دون رضا السياسيين. كما يشيرون الي قرار المجلس العسكري تعديل وتفعيل قانون الطواريء الذي يلقى معارضة واسعة منذ العمل به في 1981 بعد اغتيال الرئيس أنور السادات برصاص متشددين اسلاميين ومجيء مبارك الى الحكم خلفا له. ولم يحدد الحكام العسكريون الى اليوم تاريخا لانتخابات الرئاسة التي من شأنها أن تحدد عودة الحكم المدني. ويحذر محللون من أن الهوة بين ما يريده المجلس العسكري وما يطالب به المصريون من المرجح أن تتسع في الاسابيع المقبلة مع اقتراب موعد الانتخابات. ويقول النشطاء انهم يحاولون توسيع نطاق النشاط السياسي والاستجابة للدعوة للاحتجاجات. وقال عماد عاطف من جماعة شباب من أجل العدالة والحرية وهي احدى عدة جماعات انبثقت عن الانتفاضة "الثورة اقتصرت على ميدان التحرير ونريد أن ننقلها الى الشعب."