ماهو الوسواس القهرى.. إن أحاسيس القلق والشكوك والاعتقادات المرتبطة بالتشاؤم والتفاؤل كل هذه أشياء عادية في حياة كلٍ منا، ولكن عندما تصبح هذه الأشياء زائدة عن الحد كأن يستغرق إنسان في غسيل اليدين ساعات وساعات أو عمل أشياء غير ذات معنى على الإطلاق عندئذ يقوم الأطباء بتشخيص الحالة على أنها حالة مرض الوسواس القهري. ففي مرض الوسواس القهري، يبدو وكأن العقل قد التصق بفكرة معينة أو دافع ما وأن العقل لا يريد أن يترك هذه الفكرة أو هذا الدافع. و يعتبر مرض الوسواس القهري مرضا طبيًا مرتبط بالمخ ويسبب مشكلات في معالجة المعلومات التي تصل المخ. وليست الاصابة بهذا المرض خطأ أو نتيجة لكون الشخصية ضعيفة أو غير مستقرة. فقبل استخدام الأدوية الطبية الحديثة والعلاج النفسي المعرفي، كان مرض الوسواس القهري يُصنف بأنه غير قابل للعلاج. واستمر معظم الناس المصابين بمرض الوسواس القهري في المعاناة على الرغم من خضوعهم للعلاج النفسي لسنين طويلة. ولكن العلاج الناجح لمرض الوسواس القهري، كأي مرض طبي متعلق بالمخ، يتطلب تغييرات معينة في السلوك وفي بعض الأحيان يتطلب بعض الأدوية النفسية. علاج الوسواس القهرى عملية معقدة وغير مضمونة النجاعة والنجاح في جميع الحالات. وفي بعض الاحيان، قد تكون هنالك حاجة الى علاج متواصل يستمر مدى الحياة. ومع ذلك، يمكن ان يكون علاج الوسواس القهري مفيدا في مساعدة المريض على التعامل مع الاعراض، مواجهتها ومنعها من السيطرة على مجريات حياته. هنالك نوعان اساسيان متبعان في علاج الوسواس القهري، هما: - العلاج النفسي - العلاج الدوائي يختلف العلاج الافضل والانجع لاضطراب الوسواس القهرى تبعا للمريض نفسه، وضعه الشخصي وتفضيلاته. وغالبا ما يكون الدمج بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي ناجعا جدا. العلاج النفسي لاضطراب الوسواس القهري : تبين ان الطريقة العلاجية المسماة “المعالجة المعرفية (الادراكية) السلوكية” (Cognitive behavioral therapy – CBT) هي الاكثر نجاعة في معالجة اضطراب الوسواس القهري ، بين الاطفال والبالغين على حد سواء.
كيفية العلاج من الوسواس القهري غالبا ما يبدا بمضادات الاكتئاب. فالادوية المضادة للاكتئاب قد تفيد في علاج الوسواس القهري، لانها تعمل على رفع نسبة السيروتونين، التي قد تكون منخفضة لدى اشخاص يعانون من اضطراب الوسواس القهري . مضادات الاكتئاب التي صادقت عليها ادارة الاغذية والادوية الامريكية (FDA – Food and Drug Administration) في علاج الوسواس القهري تشمل: - كلوميبرامين (Clomipramine) - فلوفوكسامين (Fluvoxamine) - فلوؤكسيتين (Fluoxetine) (بروزاك – Prozac) - باروكسيتين (Paroxetine) (باكسيل – Paxil) - سيرترالين (Sertraline) (زولفوت – Zoloft) اثار جانبية ومخاطر محتملة لاستعمال الادوية: لكل الادوية النفسية اثار جانبية ومخاطر صحية محتملة. يجب ابلاغ الطبيب النفسي بجميع الاثار والاعراض الجانبية الناشئة واستشارته في ما يتعلق بتدابير المراقبة والمتابعة التي يجب اتخاذها خلال تعاطي ادوية المعالجة النفسية، وعلى وجه التحديد منها: الادوية المضادة للذهان (Antipsychotic drugs). بعض الادوية قد يسبب تفاعلات خطيرة عند تناولها سوية مع ادوية اخرى، اغذية معينة او مواد اخرى. يجب اعلام الطبيب بجميع الادوية والمستحضرات المستعملة والتي لا تستلزم وصفة طبية، بما في ذلك الفيتامينات، الاملاح والاعشاب الطبية. طرق اخرى في علاج الوسواس القهري : احيانا، قد لا تكون الادوية و / او المعالجة النفسية مجدية بما يكفي لمعالجة اعراض اضطراب الوسواس القهري. ويتم الاستعانة، في بعض الحالات النادرة، بطرق علاج اخرى لاضطراب الوسواس القهري، من بينها: - ادخال المريض الى قسم الامراض النفسية - المعالجة بالتخليج الكهربي (Electroconvulsive therapy – ECT) - تحفيز المغناطيسي في داخل الجمجمة - التحفيز العميق للدماغ هذه الطرق لم يتم اختبارها، بشكل اساسي، كطرق علاج الوسواس القهري ، لذا ينبغي التاكد من فهم وادراك ايجابياتها وسلبياتها والمخاطر المترتبة عنها، ان وجدت. العلاج النفسي لاضطرابات الوسواس القهري أ يحتاج مريض الوسواس القهري إلى علاج نفسي، وذلك عن طريق تفسير طبيعة الأعراض وتشجيعه وطمأنته بأن حالته بعيدة عن الجنون والتقليل من خوفه على ملكاته العقلية. ب محاولة الكشف عن العوامل الدفينة التي أدت إلى هذه الأعراض. العلاج البيئي والاجتماعي: يحتاج المريض أحيانا إلى تغيير مكان العمل والسكن حتى يبتعد عن مصدر الوساوس، خاصة إذا كانت له علاقة بالخوف من هذه الأمراض أو التلوث بالميكروبات. العلاج الكيميائي: تعين أحيانا العقاقير المضادة للقلق والاكتئاب والأدوية المساعدة في اختفاء التوتر والاكتئاب المصاحبين للوساوس، مما يجعل المريض قادرا على مقاومته راغبا في الاستمرار في نشاطه الاجتماعي، ومنها البروزاك. العلاج الكهربائي: وإن كان لا يفيد في حالات الاكتئاب الشديدة والأفكار السوداوية. العلاج السلوكي: وهو الأول في العلاج للوسواس القهري وخاصة في حالات المخاوف والطقوس القهرية إما بالتحصين البطيء أو التعرض المباشر ثم الامتناع. العلاج الجراحي: ويستعمل في الحالات المزمنة التي لا يفيد العلاج السلوكي أو الدوائي معها. العلاج التدعيمي ورفع الذات والثقة بالنفس: كثرة الاستغفار والدعاء واتباع الأساليب العلمية والطبية السليمة إضافة إلى طلب مشورة العلماء. طرق علاج الوسواس القهرى 1- أوقف الفكرة الوسواسية: إذا هاجمتك الفكرة الوسواسية أوقفها ولا تسترسل بالتفكير فيها لأن الاستمرار يؤدى إلى أفعال قهرية وحزن وضيق وأنصحك بالقيام من مكانك وعمل أى شىء يصرف تفكيرك عن ما يدور فى عقلك من أفكار ملحة كالحديث مع أحد أو القيام بعمل يستلزم التركيز به. -2 اعرف الفرق وأعد التسمية: وهى أن تتعلم التمييز بين الأفكار الوساوسية المستحوذة على تفكيرك والتى تضطرك إلى عمل أفعال قهرية، والأفكار الواقعية فمثلا فكرة خروج ريح بالصلاة مما يترتب عليه إعادة الصلاة قد تكون فكرة صحيحة إذا سمعت صوتا أو هناك رائحة صدرت عنك، ولكن إذا لم تتوافر لها هذان الشرطان فليس هناك داع لإعادة الصلاة، ففكرة أن صلاتى غير صحيحة تكون فكرة وسواسية. فالتفرقة بين الأفكار وإعادة تسميتها يعتبر الهدف الأول للعلاج لرفع إدراك الواعى بأن هذه الأفكار المتطفلة إنما هى أعراض الوسواس القهرى. 3- أعد التقييم: الإدراك العقلى بالأفكار الوسواسية يجعلك تردد كلما كلمة “هذه الفكرة هى مجرد وسواس”، كلما ألحت عليك الفكرة “هذا الإلحاح هو مجرد إلحاح قهرى” مما يزيد من مقاومة الأفكار وتتولد قوة المراقبة فى الداخلية والتى تعطى كل شخص القابلية لمعرفة الفرق بين ما هو حقيقى وما هو مرضى. 4- أعرف المرض: علاج المرض يبدأ بمعرفته الوسواس القهرى مرض نفسى يتضمن خللا فى الاتصال بين الجزء الأمامى من المخ (المسئول عن الإحساس بالخوف والخطر) والعقد العصبية العميقة التى تتحكم فى قدرة المرء على البدء والتوقف عن الأفكار. ويرتبط الاضطراب بنقص الناقل العصبى المعروف بالسيروتونين بشكل أساسى. الأفكار الوسواسية هى مجرد إشارات زائفة تأتى من المخ ولا تستطيع أن تتحكم فيه، والسلوك القهرى هو رد الفعل لهذه الأفكار الملحة. 5- واجهة نفسك بحزم: واجه الوساوس فى عقلك بطريقة حازمة، ابدأ بتسميتها بالأفكار المتطفلة ودرب نفسك للقول: “أنا أشعر أن يدى وسختين، إنما أعانى من وسواس أن يدى وسختين. “إذن لا داعى لغسيل اليدين لأن يدى نظيفتان وهذه أفكار متطفلة. 6- اقبل وجود الفكرة وعش معها: غالبا ما يرفض المريض وجود أى أفكار وسواسية فى حياته وخصوصا بعد ما يصل إلى مرحلة واضحة من التحسن فيحاول التخلص من الأفكار الملحة الباقية وهنا يفضل أن يقبل الأفكار الملحة ويتعايش معها مع التأكيد أنها أفكار وسواسية لا أكثر ولا أقل مما يؤدى الى علاج الوسواس