هو أبرز الزعماء المصريين على مدار التاريخ، شغل منصب رئاسة الوزراء ومنصب رئيس مجلس الامة “,”الشعب حاليا“,” وقائد ثورة 1919. إنه الزعيم سعد زغلول الذي ولد بقرية إبيانة التابعة لمركز فوة سابقاً (مطوبس حالياً) مديرية الغربية سابقًا (محافظة كفر الشيخ حاليًا) في يوليو 1858، بينما وجد في سجلات شهادته التي حصل عليها في الحقوق أنه من مواليد يونيو 1860. كان والده رئيس مشيخة القرية وحين توفي كان عمر سعد خمس سنوات، فنشأ يتيما هو وأخوه أحمد زغلول، تلقى تعليمه في الكُتاب ثم التحق بالأزهر عام 1873 وتعلم على يد السيد جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده، والتف مثل الكثير من زملائه حول جمال الدين الأفغاني، ثم عمل معه في “,”الوقائع المصرية“,”، ثم انتقل إلى وظيفة معاون بنظارة الداخلية، لكنه فصل منها لاشتراكه في ثورة عرابي، ثم اشتغل بالمحاماة، لكنه قبض عليه عام 1883 بتهمة الاشتراك في التنظيم الوطني المعروف ب“,”جمعية الانتقام“,” . وبعد ثلاثة أشهر خرج من السجن ليعود إلى المحاماة ثم دخل إلى دائرة أصدقاء الإنجليز، عن طريق الأميرة نازلي، وسعى وقتها إلى تعلم اللغة الإنجليزية، ثم تزوج من ابنة مصطفى فهمي باشا رئيس وزراء مصر، ثم تعلم الفرنسية ليزيد من ثقافته . توظف سعد وكيلا للنيابة وكان زميله في هذا الوقت قاسم أمين، وترقى حتى صار رئيسا للنيابة وحصل على رتبة الباكوية، ثم نائب قاض عام 1892 . انضم سعد زغلول إلى الجناح السياسي لفئة المنار، التي كانت تضم أزهريين وأدباء وسياسيين ومصلحين اجتماعيين ومدافعين عن الدين، واشترك في الحملة العامة لإنشاء الجامعة المصرية وكان من المدافعين عن قاسم أمين وكتابه «تحرير المرأة» وفي عام 1906 تم تعيينه ناظرًا للمعارف ثم عين في نفس العام ناظرًا للحقانية. وفي عام 1907 كان سعد أحد المساهمين في وضع حجر الأساس لإنشاء الجامعة المصرية مع كل من: محمد عبده، ومحمد فريد، وقاسم أمين. وتم إنشاء الجامعة في قصر جنا كليس (الجامعة الأمريكية حاليا) وتم تعيين أحمد لطفي السيد كأول رئيس لها . ساهم سعد أيضا في تأسيس النادي الأهلي عام 1907 وتولى رئاسته في 18 يوليو 1907م ، وأصبح سعد نائبًا عن دائرتين من دوائر القاهرة، ثم فاز بمنصب الوكيل المنتخب للجمعية، وبعد الحرب العالمية الأولى تزعم المعارضة في الجمعية التشريعية التي شكلت نواة “,”جماعة الوفد“,” فيما بعد وطالبت بالاستقلال وإلغاء الحماية . خطرت لسعد زغلول فكرة تأليف الوفد المصري للدفاع عن القضية المصرية عام 1918 ضد الاحتلال الإنجليزي حيث دعا أصحابه إلى مسجد وصيف في لقاءات سرية للتحدث فيما كان ينبغي عمله للبحث في المسألة المصرية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى في عام 1918م . تشكل الوفد المصري الذي ضم سعد زغلول وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي وآخرين، وأطلقوا على أنفسهم الوفد المصري . وقد جمعوا توقيعات من أصحاب الشأن، وذلك بقصد إثبات صفتهم التمثيلية، وجاء في الصيغة: “,”نحن الموقعين على هذا قد أنبنا عنا حضرات: سعد زغلول و.... في أن يسعوا بالطرق السلمية المشروعة حيثما وجدوا للسعي سبيلاً في استقلال مصر تطبيقاً لمبادئ الحرية والعدل التي تنشر رايتها دولة بريطانيا العظمى“,”. اعتقل سعد زغلول ونفي إلى جزيرة مالطة في البحر المتوسط هو ومجموعة من رفاقه في 8 مارس 1919 فانفجرت ثورة 1919 التي كانت من أقوى عوامل زعامة سعد زغلول. ما اضطر إنجلترا إلى عزل الحاكم البريطاني، وأفرج الإنجليز عن سعد زغلول وزملائه وعادوا من المنفى إلى مصر، وسمحت إنجلترا للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلى مؤتمر الصلح في باريس ليعرض عليه قضية استقلال مصر . لم يستجب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصري، فعاد المصريون إلى الثورة وازداد حماسهم، وقاطع الشعب البضائع الإنجليزية، فألقى الإنجليز القبض على سعد زغلول مرة أخرى، ونفوه مرة أخرى إلى جزيرة سيشل في المحيط الهندي، فازدادت الثورة اشتعالاً، وحاولت إنجلترا القضاء على الثورة بالقوة، ولكنها فشلت مرة أخرى. تزوج من السيدة صفية وهي ابنة مصطفى فهمي باشا رئيس الوزراء وقتها. ولم يرزق بأي أبناء طوال حياته . توفي سعد زغلول في 23 أغسطس 1927، ودفن في ضريح سعد المعروف ببيت الأمة.