احتفلت نقابة الصحفيين بالأديبة والشاعرة هويدا عطا سفيرة النوايا الحسنة بالإمارات العربية ومسئول صالون الخريف الفرنسى عن دول الخليج والمدير الاقليمى لشعبة المبدعين العرب بجامعة الدول العربية عن الإمارات بديوانها الرابع والثاني باللهجة العامية "مخبي قلبه في حنينه" الوطني، الذي صدر للشاعرة عن دار بيت الياسمين، بعد ديوانها "واه يا غلبي". ومن مؤلفاتها "عابر والربع الخالى، وايام لطيفة الكندية وحرير الحزن وشرفة الياسمين، واوبريت حلم زايد الغنائى نتحت شعار "ملامح شعرية في حب الوطن" حضر الاحتفال الذي أقيم أمس الجمعة، بقاعة طه حسين بنقابة الصحفيين كوكبة من الإعلاميين والصحفيين والشعراء والنقاد، والذين أثنوا على إحساس الشاعرة الوطني وعذوبة كلمات الديوان التي سطرتها بأحرف من نور، كما أتاحت الشاعرة الفرصة لجميع الحضور للتحدث وقراءة اشعارهم وعرض أفكارا جديدة مفيدة، وأحيا الاحتفالية الفنان الأسواني اسامه عوض الحاصل على المركز الثالث في مهرجان الإسكندرية للأغنية. وادارت اللقاء الشعرى حنان فكري رئيس اللجنة القافية بنقابة الصحفيين عضو مجلس الإدارة وأدار اللقاء الإعلامي المذيع اللامع أحمد خليل والإعلامي المعروف محمد الساعاتى تحدث في البداية الناقد والشاعر محمود الزهيرى عن "ديوان فضفضة"قائلا: وكأنه توصيف صادق للمصري البسيط والمصرية البسيطة، عبر ديوان " مخبي قلبه في حنينه " للشاعرة والأديبة وسفيرة النوايا الحسنة، هويدا عطا، وذلك بما يحمله من رسالات تلغرافية بسيطة في معناها وجميلة في مؤداها وافية بأغراضها المحمولة على بساط المعني الجلي الظاهر الغير متضمن تراكيب لغوية معقدة أو استعارات صعبة المراس، وكما قال سعيد الكفراوي عن الديوان أنه:" " باللهجة العامية المصرية، وهذه اللهجة في الشعر العربي أحد ملامح الإبداع الجميل، الذي كتبت به أشعار مجموعة من الشعراء المؤسسين منذ ابن عروس، والشيخ الشربيني، ثم عبد الله النديم رفيق عرابي في الثورة العرابية، ثم بديع خيري وسيد درويش اللذين أطلقا أناشيد وأغنيات ثورة 19 التي تجسدت في مسرحيات سيد درويش وأغنياته: بلادي بلادي، وأشعار الطوائف المصرية، ثم كان بيرم التونسي، وفؤاد حداد، وصلاح جاهين، وأحمد فؤاد نجم، وسيد حجاب، والأبنودي. هذا الديوان يمتلك ناصية التبسيط اللغوي، ويجعل منها عامود الخيمة، وكأنه يتعمد مخاطبة المصريين بمفرداتهم السلسة البسيطة التي لها جذور في واقعهم الاجتماعي والسياسي المعاش، وهذا ييتبدي من عناوين نصوص هذا الديوان " مخبي قلبه في حنينه "، وحتى عنوان الديوان وكأنه يشي بما تريد الشاعرة أن ترسله للمصريين عبر نصوصها المسترسلة مع الأفراح والأتراح والأزمات والأماني والآمال التي يحياها ويتمناها المصريين، وكأن هذا العنوان بحد ذاته رساله موجعة ومؤلمة بما يحمله من حنين إلى زمن ليس ببعيد عن المصريين في حنين يعلن عن ذاته إلى العادات والأعراف والتقاليد والمرورثات الثقافية والاجتماعية وكذلك الموروثات الدينية الشعبية البسيطة التي تتخاصم مع العنف وتعلن العصيان على التطرف، وتطرد الإرهاب شرد طردة من حياتهم البسيطة الهانئة التي كان طموحهم على قدر امكانياتهم وهكذا سارت نصوص الديوان لتعلن عن ذلك، وتتنمي الأفضل والأبهي والأجمل للمصريين. هذا الديوان يختلف إختلاف جذري وجوهري عن باقي دواوين الشاعرة هويدا عطا، وأخصها ديوان حرير الحزن، الطرف الآخر من العتمة، لما لهما من لغة تتماس مع التجارب الذاتية في الألم والوجع الإنساني، ومفارقات ومطارحات الحنين والغربة والإغتراب الوجداني وفي توصيف موجز لحرير الحزن كتب القلم:" مازال نزف المشاعر والأحاسيس مستمر على وسادة حرير الحزن المتوحدة مع شغف الحنين، إلى أن يشكل هذا النزف نهيرًا من الألم والوجع الإنساني بمستوياته المختلفة ليترع من جداول الحزن والألم المتفرعة عن نهير حرير الحزن، المحزونين والمهمومين، ممن سطروا أحزانهم وأوجاعهم ووحدتهم المتفردة بالألم، ومراوداتهم لمطارحات الذكريات والماضي، بخلفية الحنين حسب درجاته وأنواعه وألوان.. إلا أن ديوان " مخبي قلبه في حنينه "، مازال يمتاز ببساطة لغته ومفرداته التي تخرج من حيز التجربة الذاتية الفردية الإنسانية الوجودية، إلى حيز أوسع وأشمل، وكأنه لون جديد من ألوان التعبير والإعلان عن أزمات مجتمع ومشاكل أمة، عبر سلاسة وبساطة المعني، وكأنه تريد أن تعلن للمصريين جميعًا أن ينهضوا ويتقدموا ويتخلصوا من المعوقات التي تعطل مسيرة حياتهم وخلاصهم. هويدا عطا أعلنت عن ذلك في ديوانها " مخبي قلبه في حنينه "، وكأن هذا العنوان فقط هو الذي يحمل رسالة المضمر والمكنون والمخبوء، ولكنه القلب هو المخبوء والمستتر في الحنين، وكأنه يعلن عن حالة عصيان لما صار إليه حال المصريين من إهمال البعض ولا مبالاتهم، فأعلن القلب العصيان واختبأ في الحنين لوطن قوي عظيم ومواطنين أقوياء عظماء يدركوا معاني الوطن والمواطنة، ويستدركوا مافتهم من إهمال وقصور وتقصير، ولذلك كانت رسالة " مخبي قلبه في حنينه " !! وعبر استاذ النقد الادبى الشهيرالدكتور السيد العيسوي مسئول النشاط الثقافي بمتحف أمير الشعراء أحمد شوقي: معنونا كلمته: بساطة الروح المصرية وعمقها في ديوان "مخبي قلبه في حنينه":قائلا:نحن اليوم نحتفي بديوان من دواوين الشاعرة هويدا عطا الشاعرة والقاصة والكاتبة الصحفية وسفيرة النوايا الحسنة لخيمة حكيم العرب بالإمارات ورئيس الاتحاد العربي للطفولة والمعاقين، تلك الشاعرة التي تتألم لأقل الأشياء كما يبدو من قصائد هذا الديوان، لأنها معجونة بالألم الإنساني، وهي بسيطة في تكوينها وتعبيرها بساطة الشخصية المصرية، وهي بساطة المبدع المتعايش مع الناس، وبساطة اللهجة العامية التي تصل إلى الناس سريعًا، فمن أبرز ملامح هذا الديوان هذه البساطة التي تدل على مدى الاندماج مع الوجع اليومي. فالملمح الأبرز أن الشاعرة تتماس مع الأحداث اليومية المتلاحقة وتتميز بانتصارها دائمًا للخير ومناداتها الدائمة بوحدة الصف ومجابهة الأعداء المحدقين بالوطن. فلغتها الشعرية صافية تعكس روحًا صافية. وعلى المستوى الأسلوبي نلاحظ أن الشاعرة صنعة لأزمة خاصة شكلت سمة أسلوبية، تتساوق مع الواقع المصري والعربي النازف، وذلك من خلال تذييل قصائدها بعبارة بسيطة للغاية، تعكس الواقع بكل بساطته وتعقيده، وهي عبارة (وآآآآآه يا غلبي) فهي عبارة تصلنا بالشارع وتتناسب مع الوجع المصري المسيطر على الناس، ولكنا بتكرارها وبختام القصائد بها، شكلت ما يشبه المناحة اليومية على الواقع الأليم. ومع بساطة الديوان الذي يمس الطبقة المباشرة من المشاعر اليومية نجد لديها أيضًا الاتكاء على الحكمة والعمق، ويعجبني هنا قولها: يا ظالم حط الموت بين عينيك متخسعش.... اعمل اللي عليك عشان الدود ما بيفرقش بينك وبين نعليك وآاااااااااااااه ياغلبي ولنلاحظ هنا عمق التناول وبساطته، فالشاعرة ساوت بين الظالم والنعل. واستدعاء مفردة النعل هنا تجرنا إلى الاستخدام الشعبي للنعل والحذاء، حين تشير اللغة اليومية إلى عدم التفرقة بين الإنسان السيء والنعل أو الحذاء.فاستدعاء المفردة هنا اختزل كل هذه المعاني، وهذا يعني اعتماد الشاعرة على التأمل ومزاوجتها بين البساطة والعمق، والقدرة العالية على مواجهة الظلم بمنطق شعري مؤثر يصل إلى صميم الأشياء. اعتمدت الشاعرة أيضًا على التساؤلات العميقة التي تعيد صياغة الواقع في سياق ذهني ونفسي مغاير ومؤثر، ومن خلال هذه التساؤلات اعتمدت على لغة البوح، ومن النماذج الدالة على ذلك قصيدتها كلام الشوارع ومنها: هي الشوارع كده هانت عليكم؟ مش دي اللي ياما مشيتوا عليها؟ ورسمتوابخطوايكم أحلامكم عليها؟ ....... إيه اللي خلى الدم جبروت؟ يا إما تصالح يا إما تموت وآاااااااااااااه ياغلبي اعتمدت الشاعرة أيضًا على شعر الومضة في هذا الديوان في أكثر من مرة، بحيث كانت الكلمات كالبرق الذي يضيء الظلام، ويمضي في أقل وقت. وهذا أحد أهم أسباب شعر الومضة في نظري، ومن الشواهد الدالة على ذلك قصيدة "في قلبي بارود" التي تقول فيها: وليه الحرقة في قلبي بارود وليه الدمعة.. مابتسكتش مالك يا ابن ادم ماعدتش ودود بعت الرحمة بقرش وآاااااااااااااه ياغلبي ورغم سطوع الرؤية في قصائد الديوان وبساطة المشاعر فإننا قد نجد بعض القصائد الرمزية أو التي يمكن تأويلها، ومن ذلك قصيدتها (رحتي فين) والتي تقول فيها: رحتي فين ياونسي كنتي أماني وأُنسي كنتي سري اللي مقلتوش لحد غيرك يا...أمي فقد تكون الأم هنا هي الأم الحقيقية التي أنجبت الشاعرة، وقد تكون هي الأم الوطن التي أنجبت الجميع، والشاعرة تتحسر على فقدانها بعد البحث عنها كما نتحسر جميعًا، يؤيد ذلك أن معظم قصائد الديوان تأتي في سياق وطني من ناحية، وكون الشاعرة كتبت هذه القصائد في الغربة من ناحية ثانية، ومن ثم فهي تعاني تجربة الفقد، وتمثل خلفية مترسبة في اللاوعي تفعل فعلها، ومن هنا فلا مانع من توحد التجربتين معًا. وقد عالجت الشاعرة في ديوانها بعض العيوب الاجتماعية، ومن ذلك قصيدتها "بقرشين" والتي تقول: معرفش اكتب عن الناس مادام محبتهاش معرفش أنافق وأجامل وأحط فوق مشاعرى مداس معرفش أبقى....بوشين وأبيع بقرشين إحساس وآاااااااااااااه ياغلبي فهي من التجارب التي تتماس مع الواقع تماسًا عميقًا في الوقت الذي تمر عليه مرورًا عابرًا، وهي تعتمد على الصورة الشعرية المؤثرة التي تحفر عمق المشهد، كما أنها تتخذ أسلوبًا حساسًا في التعامل مع المشكلة، فهي لا توجه السياط على الآخرين بقدر ما تتخذ من نفسها مثلًا إيجابيًا، أو بقدر ما تشحذ همتها لكي لا تقع في هذا الفخ الاجتماعي المدمر. وبخلاف النفس العام المسيطر على القصائد وهو القصر والبساطة، لجأت الشاعرة أحيانًا إلى القصائد الطويلة المركبة، ومثال ذلك قصيدة "متخلبطش الحكاية" والتي أحب أن أسميها بص في المراية. وهي من القصائد المركبة التي تلعب على الوتر النفسي والحوار الداخلي ومواجهة الذات، وتدعو إلى محاسبة النفس والارتقاء بالذات الجمعية، ولذا تميزت بطول النفس خلاف بقية القصائد التي كانت بمثابة نفثات وجدانية.. وأخيرًا من السمات العامة الملحوظة طيبة شخصية الشاعرة ورقتها وتأثرها بالتجارب الإنسانية، ولعل لهذا علاقة بعملها كونها رئيس الاتحاد العربي للطفولة والمعاقين، وله علاقة أكثر بتكوينها النفسي الرقيق. نبارك للشاعرة ديوانها الجديد، وندعوها إلى تجاوز ما يمكن أن يراه البعض أو نراه نحن من مآخذ نقدية ليس هذا مقامها في هذه المناسبة الاحتفالية، وذلك في أعمالها القادمة التي لا شك ستكون أكثر بريقًا وتألقًا. وقد اشاد الجميع بالقصائد الحماسية وقد حضرعلى سبيل المثال لا الحضر، محمد عبد الغنى مؤسس التيار الناصرى ومحمود عبد المريد أمين عام حزب التحرير والشعراء أحمد الجعفرى واشرف حمودة واشرف برهان وابو عمار المصرى ووفاء الزينى والكاتبة سها السمان وكريم إبراهيم السياسي عبده غريب وغيرهم وفى نهاية الحفل قامت الشاعرة هويداعطا بتكريم نقيب الصحفيين الدكتور ضياء رشوان تسلمته بالنيابة عنه حنان فكرى والدكتور العيسوى والزهيرى والمطرب اسامة عوض بدرع جائزة هويدا عطا للحرية والابداع التي نالتها بصالون الخريف الفرنسى بباريس تقديرا لابداعها ومؤلفاتها التاريخية المهمة