ينتشر بين الكثير من أوساط الناس وجود كميات كبيرة من الكنوز القديمة المدفونة تحت الأرض.. وأحيانا نسمع عبارات أنها محروسة من الجن وقد شاع بينهم أيضًا الدجالون والمشعوذون على استخدام الجن في استخراج هذه الكنوز. وقد ارتبطت هذه الاعتقادات ب "الزئبق الأحمر" الذي يؤكد البعض قدرته الهائلة على تسخير الجان لاستخراج هذه الكنوز وسرقة الأموال من خزائن البنوك، وظهر تبعًا لذلك ما سمي ب"التنزيل" وهو ما يمارسه الدجالون والمشعوذون من تنزيل الأموال المسروقة للزبون عن طريق استخدام الجن. حقيقة الزئبق الأحمر وعلاقته بالأسلحة المتطورة: الكيميايون المتخصصون يعرفون هذه المادة بهذا الرمز ( H925 B206 ) وهي مادة تبلغ كثافتها 23 جرامًا في السنتيمتر المكعب، وقد أحدثت هذه الدرجة الفائقة من الكثافة بلبلة في عقول العلماء الغربيين، إذ أنها أعلى من درجة كثافة أي مادة معروفة في العالم، بما في ذلك المعادن النقية.. ومن المعروف أن كثافة الزئبق المستخدم في قياس درجات الحرارة تبلغ 6، 13 جرامًا في السنتيمتر المكعب، فيما تبلغ كثافة البلوتونيوم النقي أقل قليلًا من 20 جرامًا في السنتيمتر المكعب الواحد، ويعتبر الزئبق الأحمر من المواد النادرة جدًا وثمنه قد يصل إلى ملايين الدولارات. وقصة الزئبق الأحمر ارتبطت قديمًا وحديثًا بالجن والشياطين والكنوز، ولكنه في الواقع أخطر من ذلك بكثير خاصة وأنه يدخل مباشرة في صناعة الأسلحة المتطورة، كما يدخل في صناعة النشاط الذري بمختلف أنواعه، ويؤكد بعض الباحثين في علم الآثار أن هناك بالفعل ما يسمى "الزئبق الأحمر" وهو عبارة عن بودرة معدنية حمراء اللون ذات إشعاع، لا تزال تستخدم في عمليات ذات صلة بالانشطار النووي ومصدر تصنيعه وتصديره لدول العالم هو بعض دول الاتحاد السوفييتي السابق، إذ تقوم بعض العصابات بتهريبه من داخل المفاعلات النووية هناك ليباع بملايين الدولارات في بعض دول العالم. الزجاجة التي أثارت الجدل.. في بداية الأربعينيات من القرن الماضي تم اكتشاف زجاجة تخص أحد كبار قادة الجيش في عصر الأسرة 27 "آمون- تف- نخت" الذي تم تحنيطه في داخل تابوته نتيجة عدم التمكن من تحنيط جده خارج المقبرة بسبب أحداث سياسية مضطربة في عصره. وقد بدأ الحديث عن الزئبق الأحمر في الأصل بعدما عثر الأثري المصري زكي سعد على سائل ذي لون بني يميل إلى الاحمرار أسفل مومياء "آمون- تف- نخت" قائد الجيوش المصرية خلال عصر الأسرة (27) ولا يزال هذا السائل محفوظًا في زجاجة تحمل خاتم وشعار الحكومة المصرية، وتوجد داخل متحف التحنيط في مدينة الأقصر، وتعتبر هذه الزجاجة السبب الرئيسي في انتشار كل ما يشاع عن ما يسمى بالزئبق الأحمر المصري، وهذه المقبرة قد وجدت بحالتها ولم تفتح منذ تم دفنها، وعندما تم فتح التابوت الخاص بالمومياء الخاص ب "آمون- تف- نخت" وجد بجوارها سائل به بعض المواد المستخدمة في عملية التحنيط وهي عبارة عن "ملح نطرون، ونشارة خشب، وراتنج صمغي، ودهون عطرية، ولفائف كتانية، وترينتينا". ونتيجة إحكام غلق التابوت على الجسد والمواد المذكورة، حدثت عملية تفاعل بين مواد التحنيط الجافة والجسد، أنتجت هذا السائل الذي وضع في هذه الزجاجة، وبتحليله وجد أنه يحتوي على ( 90،86 % ) سوائل آدمية ( ماء، دم أملاح، أنسجة رقيقة ) و( 7،36 % ) أملاح معدنية ( ملح النطرون ) و( 0،12 % ) محلول صابوني و(0،01 % ) أحماض أمينية، و( 1،65 % ) مواد التحنيط ( راتنج، صمغ + مادة بروتينية ). وقد أدى انتشار خبر اكتشاف هذه الزجاجة إلى وقوع الكثير من عمليات النصب والاحتيال منها ما تداولته الصحف قبل عدة سنوات عن تعرض شخصية عربية مرموقة لعملية نصب عندما نصب عليه البعض بيع زجاجة تحتوي على الزئبق الأحمر المصري بمبلغ 27 مليون دولار، وعثرت المباحث معهما بالفعل على قطع أثرية تنتمي لعصور مختلفة وتقدر قيمتها بسبعة ملايين جنيه إضافة إلى سائل أحمر اللون، قالا إنه ساعدهما في العثور على الكنز وقالا في التحقيقات أن شخصًا ثالثًا استعمل هذا الزئبق الأحمر في تحضير الجان، وأن هذا الجان قادهما إلى الآثار المدفونة تحت منزل أحدهما.