يحتفل الآلاف من أتباع الطرق الصوفية والمريدين والتابعين في مشهد قريب من مشهد مناسك الحج في الأراضى المقدسة بمولد القطب الصوفى "أبو الحسن الشاذلى" وذلك بصعود الجبل وذبح الأضاحى. ويعد الشيخ أبو الحسن الشاذلي من أشهر من وفد لمصر من صوفية المغرب العربى في القرن السابع، وقد وفد إليها مع مجموعة من تلاميذه واستوطنوا مدينة الإسكندرية وكونوا بالإسكندرية مدرسة صوفية مشهورة ومن تلاميذه سيدي أبو العباس المرسي وسيدى أبن عطا الله السكندرى. و ينتهى نسب "الشاذلى" إلى الإمام الحسن بن على رضى الله عنه، واكتسب لقبه الشاذلى من قرية شاذلية التي بدأ فيها بالوعظ والتعليم وفى طريقه للحج مع مرافقيه توفى الشاذلى ودفن في وادى حميثرة بالبحر الأحمر، حسبما أوصى تلاميذه وأصبح ضريحه مزارًا ومحبى الصوفية والباحثين عن الهدوء والتأمل. ويحتشد الآلاف في وادى حميثرة جنوب مرسي علم للاحتفال بالليلة الختامية لمولد القطب الصوفى من مختلف المحافظات وعدة دول عربية منها المغرب وتونس والسودان حيث يصعد عدد كبير منهم إلى جبل حميثرة في مشهد أشبه بوقفة عرفات، وبالرغم من صعوبة الصعود للجبل والذي توجد به عدة مدقات للصعود الذي لا يقوى عليه الشيوخ، لكنهم يصرون على صعوده معتبرين صعود الجبل بمثابة حج أصغر. بعد صعود المحبين للجبل يتجهون إلى الضريح مرددين "لبيك اللهم لبيك"، بجانب أصوات الدراويش ومحبى الشيخ الشاذلى من الأطفال والرجال، كذلك تنتشر العديد من الساحات، منها ساحة الحاجة زكية، والساحة الأحمدية، وساحة الأشراف، وساحة السادة الرفاعية، والبرهامية الشاذلية. تبدأ الطقوس بالطواف حول المقام ثم الابتهال بالأدعية، وقراءة القرآن الكريم، وبإنشاد النشيد الموحد للجميع: "شاذلى يا أبوالحسن"، والطواف مرة أخرى ثم تعقد حلقة ذكر بجوار المقام وبجميع الساحات، ويحمل جميع الموجودين بالساحة الرفاعية السيوف والعصى للرقص بطريقة الحجل ويتنافس الشيوخ والشباب والأطفال لإظهار المهارات والقدرة على الصبر والتحمل، ويقوم عدد من الشباب بالنوم على الأرض ويضعون السيوف على بطونهم ويقوم أحد الشيوخ بالمرور على بطونهم بالضغط على السيوف لمعرفة مدى تحملهم. على الجانب الآخر يفترش الباعة الجائلون الطريق الترابى بطول الوادى، يبيعون كل شىء من السبح إلى البطاطين إلى الحلوى والحمص ولعب الأطفال، وصور الشاذلى ومشايخ الصوفية. وينتهى الاحتفال بالمولد مع تكبيرات صلاة عيد الأضحى المبارك، ووسط طقوس شعبية يغلب عليها الطابع الدينى والفلكلورى الذي اعتاد عليه المصريون في احتفالهم بموالد أوليائهم.