في مثل هذا اليوم 16 سبتمبر 1959م قام الرئيس الفرنسي شارل ديجول بمنح الجزائريين حق تقرير مصيرهم وكان ديجول قد عرف بمناوراته الاستعمارية تجاه الجزائر، منها مشروع قسنطينة، القوة الثالثة، الجزائر جزائرية ومشروع فصل الصحراء الجزائرية، وكان يسعى من خلال هذه المناورات إلى تهميش دور جبهة التحرير الوطني والعمل على تكوين جزائر بدونها، لكن الشعب الجزائري صعد مواقفه لتصبح علنية استجابة لنداءات جبهة التحرير الوطني منذ أول نوفمبر 1954م فقام باضطرابات ومظاهرات للتعبير عن رايه والتأكيد على وحدته ونضجه السياسي، وقد بدا ذلك جليا خلال مظاهرات 11 ديسمبر 1960 التي شملت كل التراب الوطني، حيث خرج المتظاهرون يحملون الإعلام الوطنية ويهتفون باستقلال الجزائر وشعارات مؤيدة لجبهة التحرير الوطني، فحاصرتهم القوات الاستعمارية محاولة عزل الحي عن الأحياء الأوروبية، وفي اليوم التالي تدخلت قوات المظليين فانطلقت النار على الجماهير مما أدى إلى خسائر في الأرواح، ولكن ذلك لم يمنع المظاهرات من الانتشار إلى بقية إحياء العاصمة وبعدها إلى معظم المدن الجزائرية، وبرهن الجزائريون خلالها على وقوفهم صفا واحدا وراء جبهة التحرير الوطني.