أكد الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر بالدقهلية، أن المصريين دائما يظهرون في أوقات الشدائد، مشيرا إلى أن شراء شهادات قناة السويس، يعتبر استفتاء آخر للوطنية والوقوف بجانب الوطن، ودائما ينجح الشعب فيه ولا نلتفت إلى من يخوفون الناس بالربا دون تخصص، لأن الدين جاء لمصلحة العباد ومقاصد الشريعة حفظ النفس وحفظ النسل وحفظ الدين وحفظ العرض وحفظ المال، وكما تكون المصلحة فثم شرع الله وهى ليست الصورة التي يكون فيها رجل مرابى يستغل فقير معدم، وإذا كان مفهوم الربا الاستغلال فأين الاستغلال في المشاركة في تنمية الوطن ليعيش الناس في رفاهية واستقرار وأمن. وأضاف خلال خطبة الجمعة الموحدة، التي ألقاها اليوم بعنوان "الدين المعاملة"، أن القياس فاسد في هذه القضية، وإذا كانت الربا هي الاستغلال وأكل أموال الناس بالباطل، فالسرقة ربا والرشوة ربا والإختلاس ربا والتكسب بالتجارة بالدين ربا، ودعا الناس إلى مزيد من شراء شهادات الاستثمار ومساندة الوطن، واصفا ذلك أنها هي من أعلى صور الإنتماء والوطنية في هذه الظروف. وأشار إلى أن الإسلام ينقسم إلى عبادات ومعاملات لايصح أن تهمل جزء منهما على حساب الآخر، ولقد شرع الله العبادات لتهذيب النفس وإصلاحها حتى تصل إلى حسن المعاملة مع الناس ومع الله والمجتمع والبشرية بأكملها، بل نجد أن الله قدم القول الحسن للناس عن العبادات الشعائرية "وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة"، فالدين له مهمتان رئيسيتان في حياة الإنسان الأولى علاقة الإنسان بربه أن يقوم بعبادته لايشرك به أحد، والثانية علاقة الإنسان بالناس أن تكون قائمة على العدل والإحترام المتبادل والحقوق، فعلاقة الإنسان مع الناس قضية جوهرية من صميم الدين وهي ليست متروكة لمزاج الإنسان وأهوائه، فلست حرًا في أن تتعامل مع الآخرين، كما تحب وتشاء، بل أنت مقيد بشرع يفرض عليك حسن المعاملة مع الناس كما أمرك الله تعالى بالصلاة والصيام وسائر العبادات، أمرك ايضًا بالعدل والإحسان والتعامل الصحيح مع المحيط الاجتماعي، ولا يصح لك أن تأخذ بجزء وتترك الجزء الآخر، ثم إن الايمان بالله وأداء الشعائر والعبادات ثمرتهما ونتيجتهما يجب أن تظهر وتنعكس على سلوك الإنسان وتعامله مع الناس. وأوضح أن الجميع يعرف حديث المرأة التي تكثر من صلاتها وزكاتها وصيامها ولكنها تؤذى جيرانها بلسانها، فاخبرنا النبى صلى الله عليه وسلم، أنها في النار فهى لم تنتفع بعباداتها لأنها ناقصة بسوء معاملة الناس، ونعرف حديث المفلس الذي أتى بصلاة وصيام وزكاة وحج ولكنه يأتى وقد شتم هذا وضرب هذا وسفك دم هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته وفى النهاية في النار ولم تنفعه عباداته، فسيدنا على يصنف الظلم على انواع، فيقول الظلم ثلاثة ظلم لا يغفر، وظلم لا يترك، وظلم مغفور لا يطلب، فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله وأما الظلم الذي يغفر، فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات، واما الظلم الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا، القصاص هناك شديد هذا هو الدين. وأشار إلى أن الدين عبادات تعاملية إن صحت صحت العبادات الشعائرية؛ فالتعاملية أن تكون صادقًا، أمينًا، عفيفًا، منصفًا، رحيمًا، متواضعًا، هذه العبادات التعاملية إن صحت صحت العبادات الشعائرية؛ عندئذ تصح الصلاة، والصوم، والحج، والزكاة، نريد أن نصحح مفهوم التدين الصحيح أنه لاينظر إلى الشكليات ولا المظهر وانما إلى الجوهر، ولايصح أن نحكم على الناس من خلال شعائرهم التعبدية، فهناك من يصلى ويحرق ويقتل ويفجر ويخرب. وأكد أن انفصال العبادات عن المعاملات، أدى بنا إلى ضرر كبير وتراجع حضارى خطير وتدين سطحى عند الكثير، فهم منه مجرد أداء العبادات الشعائرية فإنها ضمن دخول الجنة بصرف النظر عن أي شيء، وهذا فهم سقيم للدين فالدين شامل لكل مناحى الحياة.