ذكرت صحيفة "سلات فرانس" الفرنسية اليوم أن العديد من الخبراء الأوربيين في شئون الإرهاب يرون أنه بعد سقوط مدينة الموصل في يد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام فإن هذا التنظيم ليس بعيد عن إقامة " الدولة الإسلامية " التي يريدها. ويرى الباحث في معهد بروكينجز شارلز ليستر والخبير في شئون الإرهاب في الجامعة الملكية البريطانية بتر نومان أن الجماعة الإسلامية " داعش " ليس بعيدًا في الوقت الحالي عن إقامة الدولة الإسلامية. وأشار الخبراء المذكورين إلى أن تنظيم داعش الذي لم يمر عام على ولادته أصبح في الواقع يتحكم في أراضي بحجم دولة تبدأ من حلب في سوريا إلى الفلوجة غرب العراق وحتى مدينة الموصل في شمال العراق. وبحسب التقديرات فإن قوات تنظيم داعش تتراوح بين 7000 إلى 10، 000 مقاتل، وعلى عكس باقي الجماعات المتمردة في سوريا فإن تنظيم داعش لا يركز كثيرًا في إسقاط نظام الأسد. وعلى النقيض، فتنظيم داعش يسعى لتطبيق نظرته الجامدة والشاقة للخلافة الإسلامية في المناطق التي يتحكم بها ولكن هدفه البعيد هو أنشاء دولة إسلامية موحدة. ووفقًا لجميع التقارير فإن داعش يبدوا أنه قد أصبح قوة سياسية مهيمنة في المناطق التي يحتلها أكثر من الحكومات السورية والعراقية التي لا يعترف بها سكان هذه المناطق. أن سيطرة داعش على هذه المنطقة الشاسعة داخل الأراضي السورية والعراقية يطرح الكثير من الأسئلة على رأسها: هل ينبغي علينا من الآن فصاعدًا أن نعتبر داعش دولة وليدة؟ هل ستكون دولة غير معترف بها لكنها ستحظى بكيان سيادي في المناطق التي تسيطر عليها؟ أو أن داعش سيكون له مصير مماثل لدولة الأزاود تلك التي الدولة التي أعلنها المتمردين في شمال مالي بعد أن أعلنوا باستقلال هذه المنطقة عقب طردهم للجيش المالي، لكنها سقطت على يد القوات الفرنسية في العام التالي؟ وبحسب الباحثين المذكورين، فإن الاحتمال الأخير هو الأقرب للواقع ألا وهو أن دولة داعش ستلقى نفس المصير لدولة الأزاود في شمال مالي، لكن اتباعها لشريعة إسلامية متطرفة تطبقها في المناطق التي احتلتها في سوريا مثل قطع الرأس وقطع الأطراف يبدوا أن ذلك سيخلق حالة من الاستياء العارمة لدى الناس الذين تحت حكمهم. الاسلاميين الماليين واجهوا مشكلات مماثلة، ويبدوا أن واحدة من الصعوبات التي تواجه " الدولة الإسلامية" كما يحددها الاسلاميين المتطرفين أن لا أحد يريد أن يعيش تحت نظامهم. وهناك مؤشرات تؤكد خلال الوقت الأخير أن تنظيم داعش يستخدم كل موارده وقواته في سوريا والاراضي التي يحتلها، إذ أنه في الوقت الحالي يشن حرب على ثلاث جبهات: ضد الحكومة العراقية، ضد قوات بشار الأسد وضد الجماعات السورية المتمردة الأخرى.