أكد الأزهر الشريف، أن مواقف الفاتيكان التي تم رصدها منذ تولي البابا بنديكت السادس عشر، تتسم بالخصومة، مؤكدًا استمرار تعليق الأزهر الحوار لحين إثبات العكس من الفاتيكان. وجدد الأزهر، رفضه عودة العلاقات المقطوعة مع الفاتيكان قبل أكثر من سبع سنوات، إلا بعد توافر الأجواء الملائمة لذلك، والرد على تهنئة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، للبابا فرنسيس بمناسبة ترسيمه. وأوضح مستشار شيخ الأزهر للحوار د. محمود عزب، في بيان له اليوم، أن الأزهر يرصد بعض مواقف الفاتيكان تجاه الإسلام منذ محاضرة البابا بنديكتوس في راتيسبون في ألمانيا و ما تلاها حتى موقفه بعد حادث كنيسة القديسين في الإسكندرية، والتي تتميز بروح أقرب إلى الخصومة ومجافاة الحقائق التاريخية منها إلى الوئام وروح التقارب المنتظرة من الحوار، ولذا فقد علق الأزهر الحوار منذ فبراير2011 وحتى الآن . وأضاف أنه “,”بعد انتخاب البابا الجديد فرنسيس الثاني علق مركز الحوار (بالأزهر) لوسائل الإعلام الغربية، معلنًا تفاؤله بإمكانية خلق آفاق للحوار يشير إليها الفاتيكان“,”، وأرسل شيخ الأزهر بنفسه برقية تهنئة للبابا، إلا أن البابا الجديد حتى الآن لم يوجه بنفسه أي رد ولا شكر للإمام، وليس من شأن أي طرف غيره أن يكتب للأزهر و لإمامه في هذا الأمر“,”. واختتم مستشار شيخ الأزهر، بيانه بالقول: “,”لسنا في حاجة إلى التكرار والتأكيد على أن الأزهر لا يتوقف عن الحوار سواء في الداخل أو في الخارج ومع كل كنائس العالم، بما فيهم الكاثوليك بالطبع، إذن فنحن الذين ننتظر من الفاتيكان علامات التحسن حتى نعود إلى الحوار“,”. وتوترت العلاقة بين الأزهر والفاتيكان بشدة في عهد بابا الفاتيكان السابق بنديكت السادس عشر عام 2006، بعد أن ألقى خطابًا في جامعة ألمانية، أكد فيه أن “,”الفكر المسيحي يفسح مجالاً للمنطق، أكثر من الدين الإسلامي المرتبط بالعنف“,”، وأثارت التصريحات استياءً في العالم العربي وتظاهرات عنيفة. وتم استئناف الحوار في عام 2009 لكنه عُلق مجددًا من قبل الأزهر في 2011 عقب تصريحات أخرى للبابا طالب فيها بحماية المسيحيين في مصر بعد تفجير استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية؛ حيث اعتبرها الأزهر تدخلا غير مقبول في الشأن المصري.