دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اليوم الثلاثاء إلى ضرورة تفعيل منظومة التعاون والعمل العربي المشترك، لأن تلك المنظمومة هي السبيل الوحيد لتحقيق تطلعات الشعوب العربية في العيش بأمن وسلام وبناء المستقبل الأفضل لها. وقال العاهل الأردني - في كلمته أمام القمة العربية بالكويت - إن المنطقة العربية لا تزال تعاني العديد من التحديات والأخطار الناجمة عن عدم التوصل إلى حل عادل وشامل، ودائم لقضية العرب الأولى وجوهر الصراع في المنطقة وهي القضية الفلسطينية إلى جانب تفاقم الأزمة السورية وتصاعد حجم المعاناة الإنسانية التي يواجهها الشعب السوري الشقيق والأعباء التي تتحملها الدول العربية المحيطة بسوريا، واستمرار التحديات التي تواجهها بعض الدول الشقيقة بعد التحولات التي مرت بها لترسيخ أمنها واستقرارها والاستمرار في إعادة البناء. وشدد على أن إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة والقابلة للحياة استنادا إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية هي الأساس لإنهاء النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، وإحلال السلام الشامل، وترسيخ الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.. قائلا: "إن تحقيق ذلك يمثل في ذات الوقت مصلحة أردنية عليا فنحن الدولة التي تستضيف العدد الأكبر من اللاجئين الفلسطينيين وحماية حقوقهم هي في مقدمة أولوياتنا" وأكد على ضرورة أن تراعى جميع الاتفاقات الخاصة بقضايا الوضع النهائي المصالح الأردنية العليا، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والتحرك فورا لحمل إسرائيل على وقف سياساتها وإجراءاتها الأحادية ودفعها لاستغلال مبادرة السلام العربية، والفرصة التاريخية المتاحة الآن للوصول إلى السلام المنشود. وقال إن الأردن سيواصل القيام بواجبه الديني والتاريخي في الحفاظ على القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وتثبيت سكانها العرب ودعم صمودهم، وتعزيز وجودهم في مدينتهم، والتصدي للإجراءات والانتهاكات الإسرائيلية في القدس، خاصة تلك التي تستهدف المسجد الأقصى بكل الوسائل المتاحة، وبالتنسيق مع أشقائنا في دولة فلسطين. وفيما يتعلق بالأزمة السورية.. نبه العاهل الأردني إلى أن استمرار الأزمة في سوريا الشقيقة وانتشار المجموعات المتطرفة فيها ينذر بنتائج كارثية على المنطقة والعالم وهذا يستدعي إيجاد حل سياسي انتقالي شامل وسريع لهذه الأزمة؛ ينهي معاناة الشعب السوري ويلبي طموحاته؛ حل تتوافق عليه جميع الأطراف وتتمثل فيه كل الأطياف وبما يحفظ وحدة أراضي سوريا واستقلالها السياسي وإطلاق إصلاحات داخلية تضمن التعددية والديمقراطية وتؤدي إلى عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم. ولفت إلى أن الأردن يستضيف اليوم نحو مليون و300 ألف مواطن سوري من ضمنهم نحو 600 ألف لجأوا إلى الأراضي الأردنية منذ اندلاع الأزمة في سوريا، قائلا "إن هذا يجعلنا الدولة الثالثة الأكثر استقبالا للاجئين في العالم"..مؤكدا في هذا الإطار على أهمية دعم الدول المستضيفة للاجئين السوريين وتعزيز قدراتها وإمكاناتها في هذا المجال إضافة إلى تقديم الدعم للمجتمعات المحلية المتأثرة من تدفق اللاجئين في هذه الدول مع التذكير بأهمية تحسين الظروف الإنسانية داخل سوريا. وثمن في هذا الصدد الجهود الكبيرة التي قام بها الشيخ صباح الأحمد الصباح، والدور الذي قامت به دولة الكويت الشقيقة لاستضافة مؤتمر المانحين الدولي الثاني لدعم الوضع الإنساني في سوريا، وكل من ساهم بتقديم المساعدات خلال ذلك المؤتمر. ولفت إلى أن ما تشهده المنطقة من صراعات متعددة أصبحت بيئة خصبة لانتشار التطرف والإرهاب، وهذا يتطلب المزيد من العمل المخلص الجاد لترسيخ الوسطية والاعتدال، وتفعيل مبدأ المواطنة الفاعلة، وإطلاق طاقات أجيال المستقبل. ونوه بالدور المهم الذي يقوم به البرلمان العربي وتعزيز جهوده في هذا المجال. كما سيواصل الأردن القيام بدوره الأخوي والإنساني، والارتقاء والنهوض بالتعاون العربي المشترك، وتسخير جميع إمكانياته وطاقاته في جميع المنابر الدولية، وبشكل خاص في مجلس الأمن، لخدمة المصالح والقضايا العربية وحول الوضع الداخلي الأردني.. قال الملك عبدالله الثاني إن الأردن دأب ومنذ تأسيسه على الالتزام بمبدأ الوسطية والاعتدال والتصدي بكل حزم لجميع أشكال الفرز الديني والعرقي والمذهبي ولمظاهر التطرف والإرهاب وأسبابها.