لم تعد المرأة تقود السيارات فقط أو تذهب إلى الحفلات والسينما فقط، فهذه أشياء أصبحت قديمة في ظل الانفتاح السعودى الذى يقودة ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، ولكن الآن وفى مشهد كان مستحيلا قبل سنوات في السعودية، أصبحت المحلات التجارية تعرض ملابس بابا نويل وتبيع أشجار عيد الميلاد والزينة المرتبطة بهذه المناسبة في مشهد كان من الصعب حتى تخيله قبل سنوات، أصبحت أشجار عيد الميلاد وأنوار الزينة بألوانها المختلفة تباع في محلات الهدايا في العاصمة السعودية الرياض. وفى السنوات الأخيرة بدأت هذه المبيعات بالظهور تدريجيا في المملكة، في بادرة لتخفيف القيود الاجتماعية بعدما تعهد ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان بقيادة مملكة «معتدلة ومتحررة» من الأفكار المتشددة ومن المعروف في المملكة أنها تحظر ممارسة أى شعائر دينية على أراضيها غير الشعائر الإسلامية.. تمت الشعائر الدينية للمسيحيين ليس في الخفاء، وكنا قد شاهدنا العام 2020 قداسا للأقباط الأرثوزكس قام به نيافة الأنبا مرقس. إضافة إلى أشجار عيد الميلاد، يبيع متجر الهدايا زى بابا نويل والأضواء وغيرها وهو أمر ظل محظورا في بلاد يتبع مذهبًا متشددًا منذ عقود.. مما دفع أحد الأصدقاء من المصريين يقول أنا في حالة ذهول وانتظرت لم أشتر الشجرة حتى أرى غيرى يشتريها ولم أتخيل أبدا أن أرى هذا في السعودية، موضحا، وقالت زوجتة مقيمة في السعودية، منذ ثلاث سنوات تقريبا، ومنذ سُمح للنساء بقيادة السيارة في السعودية، بدأنا نشاهد مظاهر الانفتاح في الفضاءات العامة في السعودية. وأضافت «أنا أسكن في المدينة، باتت المحلات اليوم تبيع أشجار وزينة أعياد الميلاد وأزياء بابا نويل... وإن كانت بعض العائلات تحتفل في السر سابقا، فإنها اليوم أصبحت تحتفل علنا ولا شيء يمنعهم. ويشار إلى أنه قبل نحو ثلاث سنوات كان من شبه المستحيل بيع هذه البضائع بشكل علنى في السعودية، ولكن شهدت المملكة أخيرا وضع حد لدور «هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر» التى كانت بمثابة شرطة دينية في البلاد. ومن جهته، يؤكد مدير المتجر الذى يبيع زينة عيد الميلاد في الرياض لوكالة الأنباء الفرنسية، والذى عرف عن نفسه فقط باسم عمر، أنه قام أيضا ببيع أزياء تنكرية في السابق بمناسبة عيد الهالوين. من جانبها قالت الزوجة: صار هناك اختلاط في المطاعم وفى مواقع العمل، فُتحت دور سينما. احتفالات في السر: وعلى مدى عقود، كان الناس يقومون بشراء المواد الخاصة بعيد الميلاد بشكل سرى تقريبا، بينما كان المسيحيون من الفيليبين ولبنان وغيرها من الدول يحتفلون بعيد الميلاد خلف الأبواب المغلقة أو في المناطق التى يقيم بها الأجانب. وتضيف مارى لوكالة الأنباء الفرنسية وهى لبنانية مقيمة في الرياض، إنه في السابق «كان من الصعب للغاية العثور على مواد مشابهة» خاصة بعيد الميلاد في المملكة. وتابعت «اعتاد العديد من أصدقائى على شرائها من لبنان أو سوريا ثم إدخالها سرا إلى البلاد». وأجرى ولى العهد الأمير محمد بن سلمان «إصلاحات» في السعودية سمح بموجبها بإقامة الحفلات الموسيقية، وإعادة فتح دور السينما وسمح للمرأة بقيادة السيارة في إطار مشروعه لتحديث المملكة. إلا أن المملكة لا تزال محط انتقادات واسعة من المنظمات الحقوقية الدولية جراء أوضاع الحريات في البلاد وعلى رأسها حرية التعبير.
