مرت عليه أيام قاسية حتى حصل على مؤهل عال بعدما ضاقت به الأيام، يتحدث عمرو عبدالعال عن رحلة عشقه للشعر فيقول: أبى كان رجلا فقيرا، ولديه قطعة من الأرض، وكنت أنا وإخوتى السبعة نعيش معا في غرفة واحدة، يتابع: استيقظت عينى على العمل كفلاح في الأرض، ولكن ذلك لم يمنعنى من حبى وتعلقى بالشعر وعشقى له. يواصل: وصلت لسن الثانوية وأردت أن ألتحق بكلية الآداب حتى أطور نفسى في كتابة الشعر، لكن أبى منعنى من الالتحاق بكلية الآداب رغم عشقى للغة العربية ومنعنى تماما من التغنى بها وكتابة الأشعار اعتقادا منه أن ذلك خروج على العادات والتقاليد الخاصة بالمجتمع الذى أنتمى إليه، ورغم تصميمى على اللحاق بكلية الآداب فإننى وجدت الرفض القاطع من قبل أبى والتحقت بالقسم العلمى بالثانوية العامة، ودخلت كلية الزراعة، وأثنى أبى على ذلك، لأستكمل مشوارى في الزراعة رغم حبى للشعر. وتوفى أبى وأنا في الدراسة، وكنت ملزما بزراعة الأرض وتكملة دراستى، فضلا عن إنفاقى على إخوتى بعد وفاة أبي. ويواصل: بعد وفاة أبى عينت بالحكومة، وعملت بإحدى الهيئات الخاصة بالقطاع الزراعى، لم يمنعنى عملى بالحكومة من التغنى بالشعر برغم أن زوجتى وأهلى جميعا رفضوا أن أكمل مسيرتى في حبى للشعر، وبدأت متابعة أمسيات الشعر خاصة بالقاهرة. وتابع: شجعنى على الاستمرار في موهبتى وحبى للشعر خالتى بعشقها وتغنيها الأمثال الشعبية، ومع تشجيعها لى رغم أننى مهندس زراعى تتبعت طريقى في تنمية أشعارى فحضرت أمسيات ثقافية، وتابعت أشعار الأبنودى، وقرأت لكثير من الشعراء، وشجعنى أيضا صديق لي. وعن الشعر يقول: يجب أن تكون هناك مدراس خاصة لتنمية الشعر وآدابه، وأمنيته هى أن يصدح بأشعاره عالم الفن، وأن يصل إلى المسئولين، وأهم ما كتبه من أشعار كان صمت الأرض، عيون يملؤها شجن وغيرها، ومن كتابته: "ألا صمت يا أرض الحياة لقد ضقت زرعا من ظلمات البشر، صبرا وهونا عليكى فأعلم أنكى تشتكى الأنام، في صمت ليس له صدى سوى لحظة الأمل". وعن شعره يقول: لى ديوانان: ذلك العبير هو الذى أعيش من أجله عشق روح صمت الأرض، وعيون يملؤها الشجن ولا أريد منه لا شهره ولا صيت.