سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد أن خلّدها فيكتور هوجو في روايته الأشهر.. مصر تتضامن مع فرنسا في حريق كتدرائية نوتوردام.. وزير الآثار: خسارة للتراث الإنساني.. ومُثقفون: فاجعة وحادث أليم لرمز حضاري وتاريخي
بعد أن خلّدها فيكتور هوجو في روايته الأشهر.. مصر تتضامن مع فرنسا في حريق كتدرائية نوتوردام.. وزير الأثار: خسارة للتراث الإنساني.. ومُثقفون: فاجعة وحادث أليم لرمز حضاري وتاريخي تُمثّل كنيسة نوتردام، والتي تعني "سيدتنا" والمقصودة بها السيدة مريم العذراء وجهًا فنيًا وتاريخيًا للعاصمة الفرنسية، ليس فقط لأنها أكبر كنيسة في فرنسا على الإطلاق، بل وكذلك بعدما خلّدها الأديب الرومانسي الأشهر فيكتور هوجو في روايته "أحدب نوتردام"، حيث أنتج عن الرواية ما يقرب من ثمانية عشر فيلمًا وخمس مسرحيات والكثير من العروض الموسيقية والغنائية، بالإضافة إلى عدة عروض للبالية؛ والتي خلدها الكاتب الفرنسي فيكتور هوجو في ذاكرة الأدب العالمي عبر روايته "أحدب نوتردام"،على اعتبار كاتدرائية نوتردام جزءًا من تاريخ فرنسا، والتي انتهت بحريق مروّع أحزن العالم مساء أمس الأول. ففي مارس عام 1831 نشر "هوجو" روايته "أحدب نوتردام"، التي وضحت موقفه ومفهومه المناهض لعقوبة الإعدام، وقد لاقت الرواية نجاحًا عالميًا، ومنحت هوجو مكانة مهمة في تاريخ الأدب الفرنسي. الرواية تُرجمت إلى الكثير من اللغات فتدور أحداثها عام 1482 في الكنيسة والمنطقة المحيطة بها في باريس، حيث "كازيمودو" الرجل الأحدب والمشوه إلى درجة مُرعبة في نواظر الآخرين، والذي تمثّل عمله في قرع أجراس الكنيسة العملاقة، حتى أصابته أصوات الأجراس العالية بالصمم، فقضى ردحًا في الكنيسة التي صارت عالمه الوحيد، ولا يربطه بالعالم خارجها سوى رئيس القساوسة " فرولو" الذي كان يصحبه خارجًا في بعض الأحيان بينما يراه سكان باريس مسخًا صنعه الشيطان، فصار الجميع يتجنبونه، وأحيانا يسخرون منه. كان من عادة سكان باريس الاحتفال في الأول من يناير ب"عيد الحمقى"، والذي يتميز باحتفالات صاخبة في شوارع المدينة ويصل ذروته عند انتخاب "أمير الحمقى"، والذي حصده "كازيمودو" باعتباره الأبشع في المدينة؛ هناك شاهد "أزميرالدا" الغجرية الحسناء التي سحرت قلوب الجميع وأولهم رئيس القساوسة نفسه، ليأمر الأحدب بخطفها، لكنه يفشل بسبب تدخل أحد ضباط الملك، ويصدر الحكم بجلده في الساحة العامة بسبب جريمته؛ لتُشاهد الحسناء الأحدب المسكين وهو يعاني من الآلام والعطش، فتعطف عليه وتقوم بإعطائه جرعة ماء. ما فعلته "أزميرالدا" كان تحولًا كبيرًا في حياة المسخ، فقد كانت أول من يعطف عليه في حياته وكان هذا -بالإضافة إلى جمالها- ما جعله يقع في حبها. وعلى إثر الحريق أصدرت وزارتي الثقافة والآثار بيانا أعربت فيه عن تضامنها الكامل مع دولة فرنسا حكومة وشعبا؛ بسبب الحريق الهائل الذي اندلع منذ قليل للبرج التاريخي لكنيسة نوتردام الأثرية؛ قال الدكتور خالد العناني وزير الآثار: إن الحريق يمس جزءا من تراث البشرية كلها، وأنه يتابع بقلق بالغ تطور أحداث الحريق، متمنيا أن تكون بأقل الخسائر الممكنة لهذا الأثر الهام. ومن جانبها أعلنت وزارة الثقافة المصرية تضامنها ومشاطرتها الشعب الفرنسي العظيم بمصابه الكبير في حريق البرج التاريخي لكاتدرائية نوتردام ذو الرمزية التاريخية والروحية الرفيعة في العالم أجمع والذي يرجع تاريخه لاكثر من 700 عام. ونعى عدد من المثقفين والكتاب هذا الحادث الأليم فقد أعرب الفنان التشكيلي الكبير عز الدين نجيب عن حزنه الشديد بحادث حريق كاتدرائية نوتردام قائلًا: "قلبي يؤلمني حزنًا على هذه الفاجعة، لأنها من أعظم الآثار الإنسانية في العالم وعاش أكثر من 1500 عام، فهي تُعتبر رمز حضاري وتاريخي وأثري". وأضاف نجيب: "كاتدرائية نوتردام تُعتبر جزء من ذاكرة الحركة الفنية عند الأوروبيين، لأن الكثير من الفنانين الأوروبيين المشاهير رسموها وخلدوها وهي خلدتهم أيضًا، فهذا حدث مؤلم ومُفجع لكل شخص له قلب". وأوضح المخرج المسرحي ناصر عبدالمنعم: أن هذه الكاتدرائية جزء مهم من التراث التاريخي الذي يخص العالم أجمع، لكونها قيمة تراثية وفنية والعمارة، فهي ملهمة لكثير من الفنانين والأدباء، مشيرا إلى أن رواية "أحدب نوتردام" للكاتب فيكتور هوجو، التي تتناول أحداثها التاريخية كاتدرائية نوتردام باريس، وكانت شخصية الأحدب من أجمل شخصياته الروائية. وأكد عبدالمنعم، أنه يستعد لتقديم عرض مسرحي بعنوان "أحدب نوتردام" للكاتب فيكتور هوجو، الذي من المقرر عرضه على المسرح القومي خلال الموسم المسرحي المقبل.