فى زاوية بعيدة بأحد شوارع الدقى، تمكن الشيب والشيخوخة منه، متكئًا على ماكينة «سن السكاكين» التقليدية، يجوب الشوارع بها منذ 40 عاما، منذ الصباح حتى نهاية المساء، مناديا «سكاكييين.. أيوه سكاكين»، صوت يهز أرجاء الشارع، يبدو صاحبه أنه فى منتصف عمره من قوته، يداعب السكان بعبارات ينادي فى الناس إصلاح القديم، «صلح سكينتك القديمة.. سيبك من الجديد.. الأصل يكسب.. اسمع يا بيه.. تعالى يا هانم.. قرب واللى اتكسر هنا يتصلح»، إنه «جمال سيد»، 80 عاما، ويقيم بصفط اللبن. ويقول: «أهالى الدقى كلهم حبايبى وعارفينى وعارفهم كويس، لأنى بقالى سنين بجيلهم وما بيسنوش سكاكينهم لحد غيرى، وأغلب أوقاتى بجيها هنا وأقعد فترة طويلة.