قال الدكتور محمد عفيفي، رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة، إن ثورة 19 كانت ثورة المصريين جميعا، ومن أهم الصفحات المضيئة كانت فكرة المواطنة، وقد برز فى هذا الوقت القمص سرجيوس وسط الثائرين، وكذلك الشيخ مصطفى القاياتى والذى وهبه الله لسانًا فصيحًا يهز أوتار القلوب إلى حد جعل سعد زغلول يطلق عليه لقب خطيب مصر أو خطيب الثورة الأول، وعاش فى الأزهر لمدة ثلاثة شهور كاملة يخطب فى الليل والنهار، وأشاد كثيرا بالوحدة الوطنية وأن الوطن لا يعرف مسلما ولا قبطيا، بل يعرف مجاهدين فقط دون تمييز بين عمامة بيضاء وعمامة سوداء، وقدم الدليل للمستمعين إليه بوقفته أمامهم بعمامته السوداء، وتم نفيهما معا إلى رفح لفترة زمنية كبيرة. يذكر أنه تختلف رؤية المؤرخين للأحداث الكبرى، عن غيرهم من الباحثين والكتاب، وبعد مرور فترة من الزمن عليها ووقوع الكثير من المتغيرات على الأوضاع السياسية للبلاد، نرجع للمؤرخين لإعادة قراءة هذه الأحداث، وفق المتغيرات التى حدثت. وتعد ثورة 1919 أول ثورة شعبية فى أفريقيا وفى الشرق الأوسط، وتبعتها الثورة الهندية، وثورات العراق والمغرب وليبيا.