تعد صناعة الأقفاص من المهن اليدوية القديمة التى يشتهر بها أهل الصعيد، بسبب استخداماتها المتعددة، كما أن هذه الصناعة تعتمد على جريد النخيل، الذى ينتشر بكثافة فى محافظات الصعيد، وعلى الرغم من أهمية وعراقة هذه المهنة إلا أنها تواجه الانقراض بسبب متاعبها الصحية وقلة العائد المادى الذى تدره وهجرة معظم العاملين بها إلى مهن وحرف أخرى. يقول أحمد راشد يبلغ من العمر 56 عاما، إنه يعمل مدرس رياضيات بالمرحلة الابتدائية، وإن أسرته مكونة من 8 أفراد. ويضيف: «راتبى لا يكفينا، لكن العامل المادى ليس السبب الوحيد فى عملى بصناعة الأقفاص، فأنا ورثت هذه المهنة عن والدى وأجدادى الذين امتهنوها منذ عشرات السنين كما أنى لا أجيد أى صناعة أخرى غيرها، وأبنائى رفضوا تعلمها أو العمل بها». ويتابع أن التصنيع يتم بالطلب بعد ارتفاع أسعار جريد النخيل بشكل ملحوظ فى الفترة الأخيرة، مؤكدًا أن الأقفاص البلاستيكية دمرت الصناعة، لأنها بتعيش أكتر من الجريد. وأضاف، أنه يصنع من 3 إلى 10 أقفاص يوميا، وأن الأسعار تختلف على حسب الحجم، فقفص العيش سعره 7 جنيهات أما قفص الفراخ فسعره 20 جنيها بينما تكون تكلفته 10 جنيهات. وأوضح أن هذه الحرفة تدخل فى صناعة الأثاث مثل الكراسى والمناضد التى تستخدم فى المصايف والعشش فى معظم المدن السياحية، وأنها تستخدم أيضًا فى تعبئة الفواكه والخضراوات إلى جانب استخدامها فى المخابز لوضع الخبز عليها.