على الرغم من إعلان حزب النور السلفى تأييده ودعمه للرئيس عبدالفتاح السيسى فى انتخابات الرئاسة المقبلة، إلا أنه فشل فى تقديم مشروع فكرى وسياسي، رغم الفرصة التى منحت له على مدار سنوات طويلة، لإثبات وجوده بمنهج مختلف ومغاير وعصري، وكذلك لم يفلح فى التأقلم مع الدولة ومؤسساتها وأطياف المجتمع، ما يعنى أن قرار تأييد السلفيين للرئيس السيسى لا يحمل تغيرات فكرية داخل التيار السلفي، ولا يمكن أن يخرج عن إطار المواءمة السياسية. لكن جماعة الإخوان الإرهابية، لا تريد لحزب النور أن يبقى على الخريطة السياسية فى مصر، فبالتزامن مع بدء الحزب لقاءات ومناقشات على المستوى القاعدي، بين قيادات الحزب وأعضائه فى مختلف المحافظات، حول الانتخابات الرئاسية، خرج إبراهيم الزعفرانى القيادى التاريخى السابق بجماعة الإخوان، مطالبًا الدعوة السلفية بحل حزب النور، حسبما جاء فى بيان نشره عبر صفحته الشخصية على «فيس بوك» تحت عنوان «نصيحة صدق وإشفاق لإخواننا فى حزب النور.. أدعو إخواننا فى حزب النور إلى سرعة الإعلان بحل الحزب»، معللا مطالبته بأن وجود الحزب يورط أبناء الدعوة السلفية ويحمله كثيرا من الأوزار عند الله وعند الناس، وأن مواقف حزب النور تشوه صورة الإسلاميين، كما أن مواقفه تسقط جملة المنتمين للدعوة السلفية من نظر الكثيرين على المستوى الداخلى والمحلى والعالمى. ومما لا شك فيه أن «الإرهابية» فتحت النار على الحزب السلفي، بقصد تفخيخه وتشويهه، لصالح إفساد العملية الانتخابية، فقد واصلت قيادات الإخوان وحلفاؤها الهجوم على حزب النور، حيث وجه أحد الشيوخ التابعين للإخوان رسالة إلى الدعوة السلفية قائلا: «ائتمناهم على الدين فقلدناهم! «عبارة يقولها منتسبون للسلفية فى حق معاصريهم من شيوخهم الدعاة! ويأبونها فى حق السلف وعلماء الأمة المتبوعين عبر القرون! فوا أسفاه على منهج وأتباع على هذا النحو». وفى المقابل، كان للدعوة السلفية رد، ففى بيان نشرته شبكة «رصد» لحزب النور، على دعوات حل الحزب جاء فيه: «ردود سريعة على إبراهيم الزعفرانى ودعوته لنا بحل الحزب لأسباب يراها، أولًا: القرارات ليست أوزارا، بل اجتهاد يقوم على أدلة وقواعد الشرع وأمر أصحابها يدور بين الأجر إن أخطأوا أو أجرين إن أصابوا، وبقدر ما نتحمل من الضغوط السياسية وسفالات البعض يكون الأجر على قدر المشقة والصبر على الأذى»، وانتقد سامح بسيونى القيادى بالدعوة السلفية، تصريحات الإخوان ضد الدعوة السلفية قائلا: «كنا ننتظر منك أن توجه هذا الكلام لشباب الإخوان والربعاوية الذين يتبعون كبراءهم فى إقناعهم». كما وجه محمد عياد القيادى بحزب النور رسالة الموالين للإخوان قائلا: «كنا نظنكم على علم يمنعكم من هذا الهوى، فمازلتم فتنة للناس تصبون جم عصبيتكم بكل حقد وتعمد على من أنقذوا بعض الناس منها، وحسبنا الله ونعم الوكيل.. تعيش خارج مصر فى أمان وربح وتجد من ينفق عليك وتترك الناس فى السجون وتلومهم على طلبهم للحرية، خبتم وخسرتم». ومن المعلوم أن الصراع الإخوانى السلفى ذو أبعاد تاريخية، لكن الموقف الأخير لحزب النور السلفى من انتخابات الرئاسة المقرر انعقادها فى مارس المقبل، زاد من حدتها فى الأيام الأخيرة، وهو ما اتضح من تكفير عاصم عبدالماجد القيادى بالجماعة الإسلامية والهارب خارج البلاد عندما كفر حزب النور ووصف قياداته بالزنادقة، وطالب عناصره بالتبرؤ منه.