فنان سورى وعربى بدرجة دبلوماسى، وسياسى مثقف يناضل من أجل قضيته بدرجة مقاتل، هو أحد المساهمين فى نهضة الدراما السورية الحديثة، ودرس فنونا مسرحية بدمشق ثم انتقل إلى إنجلترا ليمارس هواية التمثيل بالسينما والتليفزيون بها، قبل أن ينتقل إلى الدراما المصرية من خلال مسلسل «حدائق الشيطان» بشخصية مندور أبو الدهب قبل 10 أعوام شارك فى أعمال سينمائية قليلة أبرزها فيلم «حليم» مع العملاق الراحل أحمد زكى، التقينا بنجم الدراما العربية جمال سليمان. ■ كان هناك حديث عن إنتاج جزء ثان من مسلسل حدائق الشيطان، لكنك شاركت فى أعمال أخرى، رغم أن شخصية مندور تركت أثرا كبيرا لدى الجمهور العربي؟ - عندما اتصل بى المنتج محمد الجابرى وقال لى إنه يريد إنتاج جزء ثان من حدائق الشيطان تحمست جدًا واعتبرت أن له الأولوية قبل كل الأعمال المعروضة على، ولكنى انتظرت لما يقارب العام ولم نبدأ، فاضطررت للارتباط بأعمال أخرى وأنا أتمنى تقديم الجزء الثانى من حدائق الشيطان، خاصة أن المؤلف ياسر عبدالرحمن كتب منه 20 حلقة فى غاية الروعة. ■ تميزت فى تجسيد شخصية الزعيم جمال عبدالناصر، على الرغم من أن عددا من الممثلين أدوا الدور فى السابق، فما سر هذا التميز؟ - أولا من الأشياء الخطيرة التى يقدم عليها أى ممثل وتعد مغامرة كبيرة أن يجسد شخصية يحفظها الناس صوتًا وصورة، وما زالت الشعوب بالأمة العربية يتعاملون معها بالعاطفة، وأيضا يختلف البعض حولها فى مصر تحديدًا فهناك من يرى أن شخصية الرئيس جمال عبدالناصر هو تابوه لا يحق لأى شخص الاقتراب منها، والبعض الآخر كان ينظر فقط إلى مساوئه وينسب إليه الهزيمة وكل الأضرار التى لحقت بمصر تباعًا، وأنا أرى أن الجانبين مخطئان تمامًا لأن عبدالناصر زعيم وقائد وطنى عظيم أحب مصر بكل صدق لاشك فى ذلك، ولكن ما قام به من قرارات كان لها انعكاسات إيجابية وسلبية ترتبت عليها أحداث تاريخية واستمرت تبعاتها حتى هذه اللحظة، ثانيا لا يجب أن تجسد شخصية عبدالناصر دون أن تقرأ عنه جيدًا، ولا تقرأ لحسنين هيكل فقط باعتباره مرجعًا لتاريخ عبدالناصر، فهناك مذكرات عبداللطيف البغدادى تناولته من جانب آخر، ولكن جميع الأعمال التى تناولت فترة الزعيم تركزت حول ثورة 52 وتأميم قناة السويس والنكسة ولكن لم يقترب أحد من الفترة التى تناولناها فى المسلسل مثل حرب اليمن أو حلم الوحدة بين مصر وسوريا وكيف انهارت بصورة مؤسفة جدًا؟، تناولنا أيضا ما سمى بمؤتمر اللاءات الثلاث بالخرطوم، حتى أن عبدالحكيم نجل الزعيم غضب منى فى مداخلة هاتفية على برنامج يستضيفنى وقال بالنص «مكنش ينفع أساسًا تجيبوا سيرة المؤتمر ده لأن إحنا علاقتنا جيدة مع دول الخليج دلوقت والمؤتمر ده يسيء لها»، على الرغم من أن المؤتمر كان للمصالحة مع السعودية، وتوقعنا الهجوم على المسلسل وانتقاده، وأنا من جيل نشأ مع حلم عبدالناصر وتأثرت به وبمبادئه مثل رفع الظلم عن الفقراء والطبقات المتوسطة، ولكن خطيئة عبدالناصر الكبرى أنه تبنى تجربة الزعيم اليوجوسلافى «جوزيف بروز تيتو» دولة الزعيم الواحد ولم يتبن تجربة الزعيم الهندى «جواهر لال نهرو» دولة الأحزاب والمعارضة والديمقراطية، وقد ترى أنى قدمت عبدالناصر بشكل مختلف لأنى شعرت بأحزانه ولمست معاناته الحقيقية التى كان يخفيها عن الجميع، فقد كانت نظرة الحزن العميقة ترافقه حتى فى ابتسامته وزاد عمق الحزن بداخله عندما تنامى شعور الزعيم بأن الحمل ثقيل جدا عما تخيل، وأثقل على ذلك أن الأمة العربية كلها علقت أحلامها وتطلعاتها حتى مقدراتها عليه هو فقط ولم يرفق به أحد. ■ هذا المسلسل تعرض لوابل من الاتهامات والانتقادات فور عرضه، ما الانتقادات التى أغضبتك؟ - عندما قالوا كيف يجسد ممثل سورى شخصية الزعيم جمال عبدالناصر، ولم يتساءلوا كيف يجسد عمر الشريف شخصية الدكتور جيفاجو؟ وكيف جسد أنتونى كوين شخصية عمر المختار؟، والأهم كيف قبل السوريون أن يحكمهم مصرى، ولكنها انتقادات متدنية ومشينة ولا أتوقف عندها. ■ يتحدث البعض عن رفضك لعدد كبير من الأعمال التى تعرض عليك؟ - أنا لم أرفض أى عمل عرض على ولكنى اعتذرت عنها، لأنه قد يكون العمل رائعا ولكنى لا أجد نفسى فيه فلذا أعتذر لصناعه عن المشاركة فيه وأتمنى لهم التوفيق ولا يجعل هذا بينى وبينهم أى خصومة، لأنى أولا أعتذر بلباقة ترفع عنهم الإحراج، ثانيا هم يعلمون أنها مهنة المثقفين والناضجين. ■ ما المسلسل الذى سيجذبك لمشاهدته فى رمضان المقبل؟ - صراحة هناك أعمال كثيرة رائعة ستعرض فى رمضان ولكنى يدفعنى الفضول لمشاهدة مسلسل واحة الغروب للنجم خالد النبوى ومنة شلبى، لأنى قرأت كتاب القصة الأصلية وأحببتها، بجانب عوامل كثيرة تجعلك تتوقع مستوى هذا العمل مثل المخرج المتميز والسيناريو المحكم وشركة الإنتاج التى لا تبخل على العمل وتمنحه الأولوية، بجانب مسلسل «الزئبق» لكريم عبدالعزيز لأنى أحب الأعمال المأخوذة عن ملفات المخابرات خاصة إذا نفذت بشكل مهنى محكم، أيضا هناك مسلسل اطلعت على قصته وأعجبتنى وهو «كفر دلهاب»، لذا أعتقد أنى سأشاهده أيضا.