جمال سليمان وباسم سمرة فى مشهد من صديق العمر يمتلك موهبة حقيقية.. لديه القدرة علي تجسيد جميع الأدوار.. تستفزه الأدوار الصعبة والمركبة.. يبحث دائما عن الجديد.. يحلم بتقديم أدوار للفراعنة والعظماء.. باسم سمرة الذي تألق في أداء شخصية المشير عبدالحكيم عامر في مسلسل «صديق العمر» يدافع في هذا الحوار عن الشخصية التي قدمها. ويؤكد أن مسلسل «صديق العمر» كشف النقاب عن حقائق كثيرة وحاول تصحيح الصورة المغلوطة ودافع عن زميله في العمل الفنان السوري جمال سليمان الذي أجمع الجمهور والنقاد علي أنه فشل في تجسيد شخصية الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ورغم ذلك يؤكد باسم سمرة العكس! سألته علي أي شيء اعتمدت في تجسيدك لشخصية عبدالحكيم عامر؟ - أجاب: اعتمدت أولا علي السيناريو وقمنا بعمل البروفات مع عثمان أبو لبن المخرج.. والحقيقة أنهم وفروا لي أفلاما وثائقية لعبد الناصر والمشير في الحفلات والخطب وقرأت لكثيرين مثل محمد حسنين هيكل عن هذه الفترة وكذلك مدير مكتب عبدالحكيم عامر الذي قال وكتب عن هذه الأحداث التاريخية. ماذا يمثل لك هذا الدور؟ - دور مهم جدا بالنسبة لي ويمثل شخصية حدث عليها تعتيم شديد.. ارتبطت بنكسة ليست سهلة وهزيمة أثرت علي جميع المصريين وأحسسنا بمرارتها.. وتم إلصاق كل التهم بها.. ولا أحد كان يستطيع الكلام عن هذه الفترة.. لكننا حاولنا أن نرد اعتباره.. هناك شيء هام يجب أن يعرفه الناس أنه لم يكن هناك قبل هذه الفترة شيء اسمه جيش مصري ولكنه هو الذي أسسه مع عبدالناصر.. وكانا صديقين مقربين ثم حدث اختلاف في وجهات النظر ولكني أرجح أنه تم الوقيعة بينهما لأنهما كانا يمتلكان طموحا كبيرا وأحلاما كثيرة.. وكنت متعاطفا مع هذه الشخصية لأنني شعرت أنه ظلم وتحمل وحده مسئولية النكسة وكأنه المسئول الوحيد عنها وهذا ليس حقيقيا فهناك وزراء ورئيس وأشخاص آخرون والنكسة يجب أن يتحملها الجميع وليس شخصا بمفرده. عوائق كثيرة هل أعطيت كل ما عندك في هذا الدور أم تشعر أنك كنت تستطيع إعطاء المزيد؟ - واجهنها عوائق كثيرة وكانت هناك أكثر من جهة تتابع السيناريو.. وهناك أشياء حذفت ومشاهد تم تعديلها أو تجميلها لأسباب معينة وعملنا مجهودا كبيرا وهناك في النهاية أشياء لم نستطع تعديلها ليس لدواع أمنية بقدر ما هي عقد. ما رأيك في الانتقادات الموجهة للمسلسل؟ - كل واحد يري الموضوع من وجهة نظره.. فهل أصبح كل شخص عنده طموح أن يمثل ويؤلف.. فهذه أكثر حاجة لفتت نظري.. ولكن هناك المتعاطف جدا والمعارض بشدة.. وحتي من انتقد المسلسل كان تعليقه علي أشياء تافهة وليست حيوية مثل طريقة مشيته وكلامه ولم يلتفتوا للأشياء الجوهرية.. وكان هناك من يدافع جدا عن عبدالحكيم وهناك من يهاجم.. ولم يجمع أحد علي شيء واحد. ما رأيك في الفنان جمال سليمان وهل جسد الدور بنجاح؟ - طبعا.. باقتدار شديد لأن الدور عرض علي أكثر من نجم مصري وكلهم رفضوا لعدم الدخول في مقارنة مع النجم أحمد زكي ومع شخصية عبدالناصر نفسه.. وأنا أري أن اللهجة فقط كانت العائق الوحيد أمام جمال سليمان ولكن حتي هذه المشكلة لم تستمر طويلا لأنه بعد خامس حلقة تقريبا انتهت المشكلة وأصبح ليس لديه أي مشكلات في اللهجة. المشير ظلم هل قرأت عن تاريخ المشير بدقة وخاصة علاقة الصديقين قبل القيام بالدور؟ - طبعا ذاكرت وقرأت جيدا وتعبت في الدور وبذلت فيه مجهودا كبيرا.. فعبد الحكيم لم يحك عنه إلا السلبيات ولم يذكر من قبل إيجابياته فمن يعرف أنه حصل علي نوط الشجاعة سنة 1948 مع أن عبدالناصر لم يأخذها ومحمد نجيب أخذها مرة.. فهناك حاجات كثيرة لم تحك من قبل وكانت لديه مشاريع كثيرة فهو الذي بني الجيش المصري.. ولذلك تحمسنا للأدوار المركبة من هذه النوعية وكذلك موضوع زواجه من برلنتي عبدالحميد.. فالرجل أحبها وتزوجها فما الغريب في ذلك؟ هدي عبدالناصر كان لها انتقادات علي المسلسل وخاصة علاقة الصديقين ما تعليقك علي ذلك؟ - الدراما شيء والأفلام الوثائقية شيء آخر.. وعلي فكرة هدي عبدالناصر عملت معي مداخلة تليفونية وقالت: كم تحب عبدالحكيم عامر وأشياء من هذا القبيل ولكنها قالت أيضا: أنها لم تشاهد المسلسل.. فكيف إذن تنتقده مع أنها لم تشاهده. ما جديد أعمالك المقبلة؟ - لا أعرف الآن لأني خارج من دور قوي ومجهود كبير جدا أخذ مني شغلا كثيرا.. ولكنني سعدت بأن أولاد عبدالحكيم عامر قالوا لي : أنت بابا وهذه أهم شهادة.. يهمني جدا رأي أولاد المشير نفسه.. فهذا أهم دور بالنسبة لي. هل الشبه بينك وبين عبدالحكيم عامر كان من العوامل المساعدة في الدور؟ - طبعا للشكل والجسم عوامل مساعدة وفي منتهي الأهمية ومعظم الناس قالت لي عن الانفعال الزائد ولكن ردي علي ذلك أن هذا ملعبي في التمثيل أقدمه أنا بطريقتي وأضع بصمتي.. فأنا لم أقابل المشير ولم أجلس معه ولكن وضعت طريقتي.. أنا في التمثيل.. وكذلك من العوامل التي ساعدتني علي الدور قصة حبه لبرلنتي وزواجه منها.. والسيدة أحبته وتركت التمثيل وجلست كزوجة في المنزل مثلها مثل أي امرأة عادية وأحبته وحافظت علي سيرته حتي بعد مماته.. وأنا أري أن عبدالناصر لم تكن هناك دراما كثيرة في حياته ولكن المشير يحوي دوره دراما أكثر. انفردنا بالتفاصيل هل شاهدت (الصديقين) الذي جسد فيه هشام سليم دور عبدالحكيم عامر.. وما رأيك في طارق لطفي في مسلسل عبدالحليم؟ - لم أر العملين ولا أستطيع تقييمهما ولا تقييم أصدقائي أيضا فطارق لطفي صديقي جدا وهو ممثل جيد وكذلك هشام سليم وأكيد قاما بالدور جيدا. في رأيك من أفضل من قدم شخصية عبد الناصر؟ - جمال سليمان هو أفضل من قدم شخصيته.. فهو لم يحاول التقليد وقام بمجهود عظيم وجريء جدا. عفوا الكل يجمع علي أن أعظم من قام بالدور الفنان أحمد زكي؟ لم أقتنع بأحمد زكي في دور جمال عبدالناصر سواء في جسمه أو شكله ولكن اقتنعت به في دور السادات ففي هذا الدور كان عظيما وقدم شخصية الرئيس أنور السادات باقتدار.. وكذلك الفنان مجدي كامل قام بدور عبدالناصر بنجاح ولكن خالد الصاوي لم يعجبني فيه لأنه قلد وكل من يقلد فكأنه جاء بأكلشيه من صورة عبدالناصر.. ويحاول تقديم الشكل الخارجي فقط.. أما جمال سليمان فقدم روحه وجوهره وقلقه طوال الوقت. هل اختيار ممثل سوري لهذا الدور كان موفقا من البداية للقيام بدور زعيم مصري؟ لا.. لم يكن موفقا من البداية ولكن لأن النجوم المصريين رفضوا القيام بالدور لعدم الدخول في مقارنات.. حتي أنا رفضت الدور ولكن ليس في هذا المسلسل بل في مسلسل آخر ومجموعة أخري ولكن نفس الشركة المنتجة. معظم المسلسلات هذا العام رفعت ضدها دعاوي قضائية وثارت حولها أقاويل كثيرة فما تعليقك علي ذلك؟ في اعتقادي أن هذا نجاح.. فالمسلسل عندما يرفع ضده قضايا ويحدث حوله جدل وأقاويل فهذا يعتبر نجاحا.. أما الأعمال التي لم تحدث جدلا ولا رأيا فمعناها أنها غير مؤثرة، فالمسلسل سيستمر عشر سنوات قادمة وهو يؤرخ لمرحلة مهمة وإن شاء الله بعد عشر سنوات إن أعطانا الله العمر سنظل نتحدث عنه ونقول: كان من الأعمال المهمة التي أرخت لفترة مهمة واحتوت علي تفاصيل تذكر لأول مرة ولم تقدم من قبل. ما رأيك في الانتقادات التي وجهت للأعمال التاريخية التي احتوت أخطاء غير مطابقة للتاريخ ولا الوقائع الصحيحة؟ - هذه هي الدراما.. مسلسل «صديق العمر» سامي شرف مثلا هاجم المسلسل بشكل رهيب ولكن عندما قيل له بأنه حكم عليه أيام السادات وكان مدانا فسكت وصمت.. أما علي العكس شمس بدران كان يحب المشير جدا ويدافع عنه ويهاجم سامي شرف. في رأيك من أفضل مؤلف ومخرج هذا العام؟ من كتب السبع وصايا.. وأري أن عثمان أبولبن كإخراج بذل مجهودا كبيرا في صديق العمر. البعض دخل الفن بالصدفة والبعض كانت له موهبة وأمل يبحث عنه منذ البداية.. باسم سمرة أي من الاثنين؟ أبي ليس نجما ولا أمي ولكننا تعبنا حتي وصلنا لما نحن فيه الآن.. ومن المؤكد أن من أمه وأبوه نجوم وفي الوسط الفني يصل بسرعة أكثر وأسهل.. ولكن في النهاية الموهبة يحددها الجمهور.