بالنسبة للمستثمرين والخبراء هناك علامة استفهام كبيرة بشأن إيمانويل ماكرون ،السياسي الوسطي ذي التسعة وثلاثين ربيعا الذي يبدو في حكم المؤكد أنه سيفوز بجولة الإعادة في انتخابات الرئاسة الفرنسية ، تتعلق بكيفية فوز حزبه الذي لم يمض على تأسيسه سوى عام واحد بأغلبية في البرلمان في الانتخابات التي تجري بعد ستة أسابيع فقط من أجل تنفيذ برنامجه. ويقول جان بول دولوفوا السياسي المحنك المسؤول عن ملف الانتخابات التشريعية في فريق ماكرون إن الفوضى الملموسة في أكبر حزبين فرنسيين فتحت المجال لحزب (إلى الأمام) لتحقيق ذلك. وحصل مرشح الحزب الاشتراكي الحاكم وهو بنواه هامون على ستة في المئة فقط في انتخابات الرئاسة كما تواصل بعض الاشتراكيين البارزين في الجناح اليميني للحزب مع ماكرون بعد رفضهم تأييد هامون. أيضا ترك فرانسوا فيون مرشح حزب الجمهوريين المحافظ الحزب في وقت حرج وأعلن تخليه عن أدواره الحزبية يوم الاثنين. وقال دولوفوا في مقابلة مع رويترز أمس الاثنين "سيحدث تفكك للحزب الاشتراكي الذي قد يكون له مرشحون متناحرون في بعض الدوائر وسيشهد المحافظون شقاقا بين الساعين للانتقام والمستعدين للتعاون". ويعول ماكرون الذي ترشحه استطلاعات الرأي بقوة للفوز بجولة الإعادة الحاسمة في انتخابات الرئاسية على محاولة لتجاوز نظام سياسي حزبي بدا أنه وصل لنهايته وبعيد عن اهتمامات المواطنين الفعلية. وقال دولوفوا إن "لدينا مرشحين لهم مصداقية في مجالات العلوم والأعمال الخيرية والرياضة والأعمال وأكاديميين لم يفكروا من قبل أبدا في دخول معترك السياسة عبر الأحزاب التقليدية."
