«إنه داعٍ إلى الكراهية.. العالم معه سيشهد حقبة مضطربة»، ربما تكون هذه الكلمات أشد معارضة دبلوماسية واجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد فوزه في الانتخابات الأمريكية في نوفمبر الماضي.. فرانك فالتر شتاينماير صاحب هذه الكلمات بات اليوم الأحد رئيسًا لألمانيا، أقوى دولة داخل الاتحاد الأوروبي حاليًا. وانتخبت الجمعية الاتحادية المختصة شتاينماير رئيسًا للبلاد، خلفا ليواخيم جاوك، ورشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي، والاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة أنجيلا ميركل، ورديفه الاتحاد الاجتماعي المسيحي شتاينماير ل«المنصب الفخري»، بعد فترة طويلة من العمل وزيرًا للخارجية. مؤيد للاجئين الرجل المعادي لترامب سبق أن خسر المنافسة على منصب مستشار ألمانيا، الحاكم الفعلي في البلاد أمام السيدة الأقوى في العالم حاليًا "أنجيلا ميركل"، وقد عمل وزيرًا للخارجية الألمانية أكثر من سبع سنوات بالإجمال (2005-2009 و2013-2017) حتى نهاية الشهر الماضي. معروف عن شتاينماير تأييده للاجئين سواء من سوريا أو غيرها، فقد قال في يناير 2016: «إن إغلاق الحدود لن يحل مشكلة اللاجئين في أوروبا»، معبرًا عن أمله في «ألا يتقوقع شرق أوروبا في الجزء الخاص به في الاتحاد الأوروبي». علاقته مع السيسي في مايو 2015 التقى شتاينماير (كان وزير الخارجية) الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأكد وقتها أن بلاه تسعى إلى علاقة قوية مع مصر، مشددًا على أن القاهرة «صمام أمان في المنطقة». ورغم الخلاف مع ترامب، لا يرى الرئيس الألماني الجديد فائدة من معارضة واشنطن، إذ يؤكد أهمية الحوار معها، ومع فريق ترامب، قائلًا: «سنتواصل مع فريق ترامب من أجل عرض قيمنا ومصالحنا على الإدارة الجديدة، أثق في أن أجد محاورين يصغون في واشطن». وشتاينماير سياسي اشتراكي ديمقراطي يبلغ من العمر 60 عاما، وقد تولى مناصب سياسة عدة، فقد كان وزير (رئيس) مكتب المستشارية في عهد المستشار جيرهارد شرودر، وتولى رئاسة كتلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في البرلمان (البوندستاج)، كما أنه ترشح لمنصب المستشارية لمنافسة أنجيلا ميركل، لكنه لم يفز بهذا المنصب. ولد شتاينماير في الخامس من يناير 1956م في دورتموند بولاية شمال الراين - وستفاليا، أبوه كان نجارا. متزوج من القاضية بالمحكمة الإدارية إلكا بودنبيندر، ولديهما ابنة تدرس حاليا بالجامعة. يمتلك الرئيس الجديد سيارة مرسيدس ويبلغ راتبه 214 ألف يوروي سنويًا، وهو راتب أقل كثيرًا مما يتقاضاه مدراء شركات في ألمانيا، ومن أبرز مؤيديه مدرب المنتخب الألماني لكرة القدم يواخيم لوف.