لا يوجد ختام كروى لعام 2016 فى مصر أفضل من أن يلتقى الكبيران بموقعة كروية ملتهبة، حيث تعد مواجهة القطبين دائمًا وأبدًا عيدًا لجمهور الناديين الأكبر فى الوطن العربى وإفريقيا يترقبها الجميع من مناسبة لأخرى، نظرًا لما تحفل به من إثارة وندية ومفاجآت جعلت من جمهور الأهلى والزمالك ينتظرون هذا «النزال»، ويمنون أنفسهم أن يتكرر أكثر من مرة فى الموسم سواء محليًا أو قاريًا. عند السابعة مساء اليوم الخميس سيكون الاثنان فى الزمان والمكان على ملعب بتروسبورت ضمن لقاءات الجولة ال17 والأخيرة للدور الأول من مسابقة الدورى وسط أجواء استثنائية بعد الجدل الكثير الذى أحاط بموعد ومكان اللقاء على مدار الأيام الماضية، والشكوك حول تأجيله ولكن الأمن حسم الموقف بالموافقة على إقامته فى القاهرة بناء على طلب البيت الأبيض بصفته الطرف صاحب «الحفل الكروى» بعد رفض الأهلى تنظيمه لأسباب تسويقية. الموقف الملتهب بجدول ترتيب الدورى هذا الموسم، يزيد من سخونة اللقاء فالأهلى يتصدر برصيد 42 نقطة، ولكن الزمالك الثالث ب34 نقطة له مباراتان مؤجلتان بخلاف لقاء الليلة، ما يعنى أن كل شيء وارد ويستطيع الأحمر الانفراد بالمشهد، وإبعاد منافسه عن صراع الكبار لو فاز الليلة ووصل إلى النقطة 45 وحينها أقصى ما يفعله الزمالك، هو تقليص الفارق إلى 5 نقاط مع نهاية الدور الأول، لو فاز فى المباراتين المؤجلتين، وفى المقابل الأبيض يريد «ضرب كرسى فى الكلوب»، ويفوز اليوم ليصل إلى النقطة 37 ومن ثم تكون الفرصة سانحة أمامه للانفراد بالقمة مع انتصاف الدورى، لو فاز بالمباراتين المتبقيتين، ووصل إلى النقطة 43 وكلها حسابات معقدة تفرض نفسها بقوة على المشهد الليلة، وتجعل كل فريق يعيش حالة من التركيز الشديد لتحقيق هدفه وخطف فوز بطعم الست نقاط. الأهلى يمتلك رقمًا ذهبيًا فى مواجهاته الأخيرة مع الزمالك فى الدورى وهو أنه لم يخسر بالمسابقة الأولى محليًا منذ ما يقرب من 10 سنوات كاملة وتحديدًا من يوم 21 مايو 2007، ومنذ ذلك التاريخ لم يعرف الأحمر إلا طعم الفوز أو التعادل على أقل تقدير فى «الكلاسيكو»، وهى «عقدة» يريد الأحمر تكريسها ويتطلع الفارس الأبيض للتخلص منها بعد الفوز على الأهلى مرتين فى آخر موسمين بنهائى الكأس بالنسختين الماضيتين. وعلى صعيد آخر 5 مباريات بجميع المسابقات بين القطبين، فقد فاز الأهلى مرتين وتفوق الزمالك مرتين وتعادلا مرة، وهى حقيقة تؤكد أن الأحمر فقد تفوقه النفسى قبل مباريات القطبين، وهو التفوق الذى ساد على مدار عقد من الزمان ويضع الفريقين على قدم المساواة. المباراة ستكون مواجهة مثيرة بين حسام البدرى المدير الفنى للأهلى ونظيره فى الزمالك محمد حلمى. فكل منهما يريد التأكيد على جدارته بالتواجد فى هذا المكان رفيع المستوى بالكرة المصرية وقيادة أهم فريقين فى البلد خاصة أن الجمهور هنا وهناك يثق فى قدراتهما وينتظر منهما هدية «الكريسماس» مع احتفالات أعياد الميلاد. وتبقى كل هذه التفاصيل والأرقام غير حاسمة الليلة، فالفريق الأكثر تركيزا فى الملعب هو الذى يستطيع تحقيق الفوز وحصد الثلاث نقاط خاصة أن لقاءات القمة لا تعترف بالنظريات والاعتبارات التاريخية ولا الجغرافية. ومن المتوقع أن يلعب الأهلى المباراة بتشكيل مكون من شريف إكرامى فى حراسة المرمى، وفى خط الدفاع سعد سمير ومحمد نجيب فى القلب، نظرًا لغياب الثنائى أحمد حجازى ورامى ربيعة. وفى اليمين يفاضل البدرى بين الدفع بمحمد هانى أو أحمد فتحى، وفى اليسار تبقى حظوظ التونسى على معلول أكبر من حسين السيد نظرا للخبرات التى يتمتع بها. وفى خط الوسط لو لعب فتحى فى الجهة اليمنى سيتواجد حسام غالى وحسام عاشور خلف عبدالله السعيد حلقة الوصل بين الوسط والهجوم أما لو لعب فتحى فى الوسط، سيكون ذلك على حساب «الكابيتانو». الهجوم الأحمر كان مثار جدل فى الساعات الماضية، حيث يدرس البدرى الدفع بوليد سليمان وجونيور أجاى ومروان محسن، أو يلعب مؤمن زكريا على حساب أجاى أو وليد سليمان، وكلها حسابات سيتم البت فيها قبل المباراة بقليل لرغبة الجهاز الفنى. أما تشكيل الزمالك، فمن المتوقع أن يتكون من أحمد الشناوى فى حراسة المرمى وستكون المواجهة مثيرة بينه وبين إكرامى لرغبة كل منهما فى إثبات حضوره للجهاز الفنى للمنتخب قبل أيام من انطلاق بطولة كأس الأمم الإفريقية. وفى الدفاع على جبر ومحمود حمدى «الونش» فى القلب، ويمينا سيتم الاعتماد على شوقى السعيد بعد إيقاف أسامة إبراهيم ويسارا يبقى محمد ناصف هو الخيار الأول أمام محمد حلمى. والمثير أن ناصف من أبناء الأهلى منذ أن كان فى قطاع الناشئين، ولكنه اليوم سيكون إحدي الأوراق الرابحة للبيت الأبيض. وفى خط الوسط يوجد طارق حامد ومحمود عبدالعاطى «دونجا» وإبراهيم صلاح كحائط صد دفاعى أول للفريق، أما القوة الضاربة للزمالك فى الهجوم، فمن المتوقع أن تعتمد على شيكابالا وستانلى خلف باسم مرسى رأس الحربة الصريح الذى تعول عليه الجماهير كثيرًا للتسجيل الليلة.