البحوث الإسلامية يصدر عدد (ذي القعدة) من مجلة الأزهر مع ملف خاص عن الأشهر الحرم والحج    إعدام 3.5 طن أغذية وتحرير 73 محضرًا في حملات تفتيش بالشرقية    رئيس «الشاباك»: فقدنا 10 من عناصر الجهاز منذ بداية الحرب على غزة    إصابة شخص في تصادم دراجة نارية وسيارة ملاكي في القليوبية    النقل تكشف موعد التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى من السيارات الكهربائية بالعاصمة الإدارية    10 × 10.. ماذا قدم محمد صلاح في مبارياته ضد أستون فيلا؟ (أرقام)    انتظام حركة الملاحة وتداول 35 سفينة بضائع بميناء الإسكندرية    المديريات تبدأ في قبول اعتذارات المشاركة في امتحانات الشهادة الإعدادية 2024    الأوبرا تحتفى ب«عمار الشريعي» على المسرح الكبير    شعبة الأدوية: السوق يواجه نقصا غير مسبوق في الدواء ونطالب مجلس الوزراء بحل الأزمة    العمل تشارك فى احتفالية الاتحاد المحلي لعمال أسيوط    وزير الإسكان يتفقد سير العمل بمشروع سد «جوليوس نيريري» الكهرومائية بتنزانيا    تغييرات في الحكومة الروسية وإقالة وزير الدفاع.. كيف يستعد بوتين لحرب طويلة الأمد؟    السفير الأمريكي لدى إسرائيل ينفي حدوث تغير في العلاقات الثنائية    الدفاعات الجوية الروسية تدمر 16 صاروخا و35 طائرة مسيرة من أوكرانيا خلال الليل    تداول امتحانات الترم الثاني 2024 لصفوف النقل عبر تليجرام    ثلاثة لاعبين مصريين في الجولة الثالثة من بطولة العالم للإسكواش    نيمار يقلد رونالدو بعد تتويج الهلال    كولر يستفسر عن حالة المصابين مع طبيب الفريق قبل موقعة الترجي    4 إجراءات لتعزيز المنظومة البيئية للسياحة العلاجية والاستشفائية في مصر    تراجع مؤشرات البورصة المصرية في بداية تعاملات اليوم الاثنين 13 مايو 2024    «الداخلية» تواصل الحملات على المخابز للتصدي لمحاولات التلاعب في أسعار الخبز    الآن.. جداول تشغيل القطارات الجديدة «نوم ومكيفة» ل الإسكندرية ومطروح (المواعيد والتفاصيل)    «مكافحة الإدمان»: انخفاض نسبة تعاطي المخدرات بين موظفي الجهاز الإداري إلى 1%    رئيس مدينة بدر يتابع إجراءات تجهيز المركز الطبي بالحي السابع    جامعة الإسكندرية توقع بروتوكول تعاون مع مقاطعة صينية لإقامة مشاريع زراعية    فيلم «السرب» يحتفظ بصدارة قائمة إيرادات السينما    تامر حسني يشكر محمد رجب: «حبيبي من زمان يا عسل»    شيخ الأزهر يزور مسجد السيدة زينب بعد الانتهاء من عمليات التجديد    رئيس جهاز حدائق العاصمة يتفقد وحدات «سكن لكل المصريين» ومشروعات المرافق    اليوم.. «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية في ديرمواس ضمن «حياة كريمة»    شقيقان يقتلان شابا فى مشاجرة بالسلام    أول تعليق من الأزهر على إعلان انضمام مصر لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام «العدل الدولية»    حظك اليوم الإثنين، رسائل لبرجي الأسد والميزان (فيديو)    الدفاع المدنى فى غزة: انتشلنا جثامين 10 شهداء من حى السلام شرق مدينة رفح    اليوم.. «محلية النواب» تناقش موازنة محافظتي القاهرة والإسكندرية للعام المالي 2024/ 2025    الأرصاد الجوية : طقس حار على أغلب الأنحاء معتدل على السواحل الشمالية    عبدالملك: سيناريو لقاء الإياب مختلف تمامًا.. ونهضة بركان سيدافع بقوة أمام الزمالك    الافتاء توضح حكم ارتداء المرأة الحجاب عند قراءة القرآن    السيطرة على حريق فى كافية بشبين القناطر دون خسائر بالأرواح    جاري نيفيل ينصح ادارة اليونايتد بشأن مستقبل تين هاج    أسعار الأسماك اليوم الإثنين 13 مايو 2024 في الأسواق.. كم سعر السمك البلطي؟    عقد مناظرة بين إسلام بحيري وعبدالله رشدي حول مركز "تكوين الفكر العربي"    سيناتور أمريكي مقرب من ترامب يطالب بضرب غزة وإيران بسلاح نووي    مؤلفة مسلسل «مليحة»: استخدمنا قوة مصر الناعمة لدعم أشقائنا الفلسطينيين    هل يجوز التوسل بالرسول عند الدعاء.. الإفتاء تجيب    مخاوف في البرازيل مع ارتفاع منسوب الأنهار مجددا في جنوب البلاد    بعد تعيينها بقرار جمهوري.. تفاصيل توجيهات رئيس جامعة القاهرة لعميدة التمريض    لا أستطيع الوفاء بالنذر.. ماذا أفعل؟.. الإفتاء توضح الكفارة    دعاء في جوف الليل: اللهم إنا نسألك أن تستجيب دعواتنا وتحقق رغباتنا وتقضي حوائجنا    أزهري يرد على تصريحات إسلام بحيري: أي دين يتحدثون عنه؟    وزير التعليم: هناك آلية لدى الوزارة لتعيين المعلمين الجدد    منها تخفيف الغازات والانتفاخ.. فوائد مذهلة لمضغ القرنفل (تعرف عليها)    سر قرمشة ولون السمك الذهبي.. «هتعمليه زي المحلات»    فاروق جعفر: عبد الله السعيد مظلوم في مركزه وهذا التشكيل الأنسب لمباراة العودة    وليد دعبس: تامر مصطفى هو من طلب الرحيل عن مودرن فيوتشر.. ولا يوجد خلافات    مستقبل وطن بأشمون يكرم العمال في عيدهم | صور    وفاة أول رجل خضع لعملية زراعة كلية من خنزير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كوابيس محتملة
نشر في البوابة يوم 06 - 12 - 2016

ليس كاتب هذه الأسطر داعية تشاؤم، كما أنه ليس أيضًا مولعًا بتيئيس القراء أو دفعهم إلى الإحباط. مع ذلك، من واجبات الكاتب إشعار القارئ بطبيعة المرحلة التى تُعاش، وتنبيهه إلى ما قد تنطوى عليه من مخاطر وتحدّيات.
وفى هذا المعنى، يصعب على من يتناول واقع العالم اليوم - مع صعود الشعبويّات القومية ووصول دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية - أن يتجنب الكلام الحذر والصور السوداء. فالآفاق الكونية ملبدة بغيوم لم نرَ مثلها منذ عشرات السنين. وقد يكفى أن نتخيل، فى هذه العجالة، بعض السيناريوهات الكارثية التى كانت لتبدو، قبل عامين فقط، من صنع الخيال وحده، إلا أنها تقع اليوم فى حقل الممكن:
فلنتخيل، مثلًا، أن ينتج عن تصاعد اللغة العنصرية فى الولايات المتحدة الأمريكية، مصحوبًا بانتشار السلاح الفردى هناك (وهو ما أعلن دونالد ترامب فى حملته الانتخابية تمسكه به)، شيوع أعمال قتل وانتقام يُنزلها بيض بسود أو سود ببيض، أو أفراد وجماعات من أى فئة إثنية أو دينية بأفراد وجماعات من فئة أخرى. ولنتصوّر كيف يمكن لأمر كهذا أن يتطور فى ظل الخلفية التاريخية المعروفة. أو لنتخيل حربًا تجارية تقع بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، أو بين بريطانيا - التى انسحبت من الاتحاد الأوروبى مؤخرًا - وباقى أوروبا، مع ما قد يستجره ذلك من مواجهات عسكرية كانت حتى وقت قصير مستبعدة جدًّا، بل أقرب إلى الخرافة. أو لنتخيل كيف ستغدو الحياة فى تعرضها للتصحر ولجنون الطبيعة المطلق، بنتيجة التنصل الأمريكى فى عهد ترامب من اتفاقات مؤتمر باريس الأخيرة، والنكوص بالتالى عن مواجهة تسخين الأرض وما يتسبب به من نتائج كارثية على الأرض والبشر.
أو لنتخيل إفضاء الانتخابات الفرنسية والهولندية الوشيكة إلى انهيار الاتحاد الأوروبى، بوصفه أول تجاوز فى التاريخ للدولة - الأمة يتحقق بالإرادة الطوعية والديمقراطية للمواطنين أنفسهم. ونتيجةٌ كهذه ستجد ما يعززها فى استفتاء «بريكسيت» البريطانى، كما فى أزمة اقتصادية لم تتعاف منها «القارّة العجوز»، على ما تدلّ أوضاع اليونان واحتمالات انهيار القطاع المصرفى فى إيطاليا.
أو لنتخيل أخيرًا، وهذا ما يعنينا على نحو مباشر، تحول البحر الأبيض المتوسط، الذى طويلًا ما اعتُبر بحيرة سلام وتبادل وحوار، إلى بحيرة حرب بين «العالم المسلم» فى الجنوب و«العالم المسيحى» فى الشمال، تحت وطأة العداء المتنامى للمسلمين وللهجرة واللجوء فى مقابل تنامى التطرف والإرهاب التكفيرى.
هذه الفرضيات الكابوسية الممكنة وغيرها كافية لإقناعنا بالمخاطر المترتبة على صعود اليمين الشعبوى والقومى فى الولايات المتحدة وأوروبا الغربية سواء بسواء، وعلى احتلال مسألة «الهوية» الموقع المركزي فى السياسة والأفكار، فضلًا عن العواطف. وهى فرضيات إنما تحض على التفكير بالعالم من منظور كونى لم يعد يستطيع أن يتجنبه، بعد اليوم، أى تفكير محلى أو انعزالى، وذلك تمهيدًا لتأسيس رد كونى على هذا التحدى الذى يطال كل أمم الكون وشعوبه من دون استثناء. صحيح أن الرد على التحدى الشعبوى والقومى الراهن تواجهه صعوبة لم توجد إبان الحربين العالميتين الأولى والثانية، ألا وهى ضعف المرجعية الديمقراطية وتصدعها، لاسيما بعد انتخاب ترامب، وفى ظل التقارب المرجّح بين واشنطن الترامبية وموسكو البوتينية، وربما باريس - فيّون فى غد قريب، حيث ترتفع أعلام الشعبوية القومية فى هذه العواصم جميعًا. بيد أن الإنسانية التقدمية - وكائنة ما كانت الصعوبات - لا تملك إلا أن تقاوم هذا الخطر على إنسانيتها. وغنى عن القول إن الشعوب العربية معنيّة بالأمر، مثلها مثل باقى شعوب العالم، ما دامت شريكة فى هذه الإنسانيّة التى تواجه الخطر.
نقلًا عن «العربية»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.