استراتيجيون: الرئيس الجديد مضطر للتعامل مع الجمهورية الإسلامية لمحاربة «داعش» فى سوريا تحذير من توسيع «الملالى» عمليات التخصيب بدعم أوروبى صينى روسى إذا تراجعت واشنطن خبراء: إيران لن تخسر شيئًا فى النهاية استبقت إيران اقتراب دخول الرئيس دونالد ترامب البيت الأبيض بتصريحات متشددة، ردًا على تلويحه بإبطال الاتفاق النووي، وقال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي: «إن قرر أن يمزق الاتفاق فإننا سنحرقه»، ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسئولين فى إدارة الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما أن هناك خطوات لتحصين الاتفاق تشمل توسيع نطاق التعاون التجارى بين واشنطنوطهران. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن انتخاب ترامب رئيسا ليس نبأ سيئا لإيران، فهناك فرص تلوح فى الأفق بشكل قد يجعل الأمور تعمل لصالح النظام فى إيران. وقالت إن الملف السورى ورغبة ترامب فى «سحق داعش» ستجعله مضطرًا على التعامل مع طهران، كما أن إيران أصبحت أقوى الآن بعد إبرامها صفقات لبيع النفط والحصول على ملياراتها المجمدة. وفى التفاصيل.. فقد قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تدرس اتخاذ إجراءات جديدة خلال الفترة المتبقية له فى منصب الرئاسة لتعزيز الاتفاق النووى التاريخى مع إيران. ونقلت الصحيفة عن مسئولين بارزين قولهم إن الإجراءات لا تزال قيد البحث، ومن بينها خطوات تهدف إلى توفير تراخيص للشركات التجارية الأمريكية لدخول السوق الإيرانية ورفع المزيد من العقوبات. وذكرت أن هذه الجهود تجرى من قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية ولا تهدف إطلاقا إلى محاصرة ترامب الذى يعارض الاتفاق مع إيران، واستبعد المسئولون أن تجعل هذه المقترحات التراجع عن الاتفاقية أكثر صعوبة. كما أشارت الصحيفة إلى أن أول اختيارين لترامب فى فريقه للأمن القومي، هم الجنرال مايك فلين مستشارا للأمن القومى والنائب الجمهورى مايك بومبيو «عن ولاية كانساس» كمدير لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، فهما متشددان حيال إيران. ولم يجب مسئولو فريق ترامب الانتقالى عن أى أسئلة بشأن خططهم تجاه هذه الاتفاقية أو بشأن جهود إدارة أوباما الحالية لدعمها، فى حين يقول مسئولون فى إدارة أوباما إنهم يدركون من وجهة نظر سياسية أنه ليس هناك ما يمكنهم فعله إذا قررت الإدارة القادمة إبطال الاتفاق. ووصفت الصحيفة الصورة التى يخطط مسئولو إدارة أوباما نقلها إلى فريق ترامب بأنها قاسية، موضحة أنه فى حال ما إذا كانت الولاياتالمتحدة هى السبب فى إفشال الاتفاق النووى مع إيران، فسوف تستأنف طهران برنامجها النووى بقوة أكبر، وفى هذه الحالة، ستخاطر الولاياتالمتحدة بخسارة أوروبا وكذلك الصين وروسيا، بل وتحد من قدرتها على استغلال العقوبات مجددا فى كبت إيران واحتوائها. وأعرب مسئولو إدارة أوباما عن اعتقادهم بأن ترامب لن ينسحب بشكل علنى من الاتفاق، غير أن مخاوفهم تدور حول أن ينهار الاتفاق النووى بسبب محاولات الإدارة الأمريكية القادمة لإعادة التفاوض بشأن أجزاء من الاتفاق وتوسيع العقوبات ضد إيران غير المرتبطة ببرنامجها النووى أو إهماله. وقال مارك دوبفيتز وهو المدير التنفيذى لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومن أبرز معارضى صفقة إيران، إن أى تصرف أحادى من جانب أوباما سيزيد فقط الضغط السياسى على إدارة ترامب ما يدفعها للتحرك بسرعة ضد الاتفاق. ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن انتخاب دونالد ترامب رئيسا جديدا للولايات المتحدة ربما يبدو، للوهلة الأولى، نبأ سيئا لإيران بسبب انتقاده اللاذع للاتفاق النووى الذى أبرمته الولاياتالمتحدة والقوى الدولية مع طهران. بيد أن فرصا جديدة ربما تلوح فى الأفق بشكل قد يجعل الأمور تعمل لصالح النظام فى إيران. وقالت الصحيفة إن القادة الإيرانيين صرحوا علانية بأنهم لا يلقون بالا لما يحدث داخل الولاياتالمتحدة، متفاخرين باستقلال دولتهم. وقال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئى: «إن هوية الرئيس القادم للولايات المتحدة لا تحدث اختلافا كبيرا بالنسبة لإيران». ولم يستطع خامنئى غض الطرف عن تعهدات ترامب أثناء حملته الانتخابية ب«تمزيق» الاتفاق النووى المبرم مع إيران العام الماضي، واصفا إياه ب«الاتفاق الأسوأ على الإطلاق». وقال خامنئي، ردا على ذلك: إن أقدم ترامب على تمزيق الاتفاق فإننا سوف نضرم فيه النيران». ونسبت الصحيفة إلى الكثير من المحللين قولهم: «إن ترامب يمكنه، مع ذلك، أن يقدم فرصا جديدة لإيران»، مستندين إلى تصريحه بأن الولاياتالمتحدة عليها وقف دعمها للمعارضين فى سوريا، والتركيز بدلا من ذلك على محاربة تنظيم داعش الإرهابي- مما يحول دعم واشنطن على نحو فعال تجاه حليف إيران الأول فى سوريا، وهو الرئيس بشار الأسد. وقال محمد ماراندي، وهو أستاذ مشارك فى قسم دراسات أمريكا الشمالية فى جامعة طهران، إن تحقق بالفعل هذا السيناريو، فإنه سيعود بالنفع على إيران والمنطقة والعالم بأسره. وأشارت الصحيفة إلى بيانات رسمية صدرت مؤخرا تؤكد أن إيران دعمت، بالتعاون مع حزب الله اللبناني، نظام الأسد خلال سنوات الانتفاضة السورية التى بدأت عام 2011، معنويا ثم مؤخرا، ماليا وعسكريا.. حتى إن أكثر من 400 جندى إيرانى وأفغانى من الشيعة قد لقوا حتفهم فى الصراع. وأضافت الصحيف أن إيران تنتظر اليوم الذى تقرر فيه الولاياتالمتحدة ترك الشرق الأوسط والرحيل عنه، وإغلاق قواعدها العسكرية فى المنطقة بجانب نقل حاملات طائراتها العسكرية إلى خارج منطقة الخليج. ورغم أن الأمر يبدو بعيد المنال، إلا أن ترامب أظهر نهجا انعزاليا عندما شكك فى قيمة حلف شمال الأطلسى «الناتو» وجدوى المظلة النووية فوق كوريا الجنوبية واليابان. وتابعت: «إن الأمور ربما تعمل فى نهاية المطاف وفقا لسيناريو مختلف. ففى الأسبوع الماضي، وقع 76 خبيرا أمنيا أمريكيا على تقرير يحث ترامب على إبقاء الاتفاق النووى مع إيران. ومؤخرا، حث عدد من الجمهوريين داخل الكونجرس الأمريكى، فضلا عن بعض المؤسسات السياسية ترامب على عدم التسرع والتفكير فى طرق أخرى للضغط على إيران، وذلك بعد أن عارضوا فى السابق الاتفاق». ورجحت الصحيفة الأمريكية أنه حتى فى حال أقدم ترامب على تمزيق الاتفاق النووي، فإن إيران سوف تخرج منتصرة فى نهاية المطاف. فقد تلقت طهران بالفعل مليارات الدولارات من أموالها المجمدة وبدأت فى بيع النفط داخل الأسواق العالمية وعقد الصفقات مع الشركات الأوروبية.. فلو قررت واشنطن استئناف عقوباتها على إيران من جديد، فمن المشكوك فيه أن القوى الدولية الأخرى التى وقعت على الاتفاق ستدعم وجهة نظر واشنطن حيال هذا الأمر. وأوضحت «نيويورك تايمز» أن بعض المحللين الدوليين المتمسكين بوجهة النظر التقليدية يقولون إن عداوة الولاياتالمتحدة تجاه إيران لم تنته أبدا، ولكن الظروف المحيطة هى التى تتغير». ويقول حسين روفاران، إن الاختلاف الذى يبرز حاليا هو أن الأزمات الإقليمية الراهنة تمنح فرصة للتعاون بين الجانبين الأمريكى والإيرانى لحل القضايا فى سوريا والعراق واليمن وأفغانستان على سبيل المثال». وأضاف روفاران «أن هذا الأمر يعنى أنه بسبب نفوذنا فى المنطقة يجب على أى رئيس أمريكى أن يتعامل مع إيران سواء كان أوباما أو كلينتون أو حاليا ترامب».